أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رشيد كرمه - إليكم عهدي















المزيد.....

إليكم عهدي


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 07:17
المحور: سيرة ذاتية
    


فـــي مثل هذه الأيام من عام 1988, قذفت الدكتاتورية البعثية حممها السامة على الشعب الكردي وتحديدا في قصبة حلبجة , حيث خنقت المواد السامة ارواح الآلاف من شيب وشبيبة اهلنا ذكورا ً وإناثا ً واطفأت احقاد الهمج كركرات الأطفال الرضع !!! فأي عار سيلحق بالجلادين ...وأي خزي سينال المقبور صدام ورهطه .
لقد كـُتِب َ الكثير عن هذا اليوم , وهذه الفعلة الخسيسة , التي تعد إنحرافا ً أخلاقيا فاضحا ً للقومانية العربية ونزعـة الإستعلاء على المقدس من الأشياء . وهل هناك أقدس من بني البشر ؟ لقد أثبتَ قرار إبادة الشعب الكوردي في حلبجة وضواحيها , بالأسلحة المحرمة دوليا ً خطل القول السائد بأن الدين ( اي دين ) يشكل مانعا وسدا ً للتجاوز على حياة البشر, فالتاريخ البشري يحدثنا عن إنتهاكات لاعد لها ولا حصر شرعت ونفذت بإسم الدين , وتحت هذه الحجة وتلك , وتحت ذاك التفسير والتأويل الذي تقوده المرجعيات والمؤسسات الدينية الإسلامية , إحتمت الدكتاتورية البعثية , فلقد إنبرى حينها وعاظ السلاطين والمشايخ بتبرير عنجهية صدام , عبر الكثير من البيانات والفتاوى التي تخلط الاوراق وتضم الجميع في خانة واحدة , ساعدهم في ذلك عدد كبير جدا من خونة القلم والمهنة , الذين باعوا ضمائرهم مقابل حفنة من الدولارات .
ناهيك عن نجاح دولة العراق ـ الصدامية ــ البوليسية في شراء الذمم لأكثر دول العالم وسفاراتها وممثليها , والأنكى من ذلك إستطاع النظام البعثي وعبر دوائر الخارجية العراقية وأجهزة السلطة من إستمالة مؤسسات عالمية تابعة للأمم المتحدة بل والسيطرة عليها , عبر إهدار المال العام مقابل قلب الحقائق , وهذا ماحصل في هيئة شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في باكستان .
ولقد كنت أعيش في غرفة بائسة ووضع مزري في هذه الدولة الفقيرة المخترقة أصلا من جانب العربية السعودية.. والولايات المتحدة الأمريكية ..وبريطانيا ولم أكن مالكا ًلأي شئ ( إلا ) من حلم العودة الى العراق وهزيمة الدكتاتورية البعثية .
كانت الذكرى الأولى لشهداء حلبجة , وكان الخوف والرعب منتشرا فى أصقاع الدنيا بفعل بربرية البعث والنزعة الدموية لصدام , وملاحقة المعارضين لنهج الدكتاتورية والأنتقام من ذويهم في العراق , ولقد أسدلت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها دون إندحار صدام , كما ان أغلب دول العالم أشاحت النظر الى إنتهاكات حقوق الأنسان بالعراق ولكن لابد من نضال ولا بد من وقفة ولابد من عمل إعلامي على الأقل بين جمهور قد يبدو أنه لايشكل ضغطا ً على أحد ..
جائني آزاد صباحا طالبا مني التعاون مع مجموعة من الأكراد لأحياء ذكرى شهداء حلبجة عبركتابة مقال او بيان ولقد أبديت رغبتي الكاملة وتطوعت عبر تنظيم تظاهرة إحتجاجية أمام مقر هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها من خلال حشد أكبرعدد من العراقيين عربا ًوكردا ً وتركمانا ً مسلمين ومسيحيين ,
وكنا قد وشحنا صدورنا رجالا ونساء ً وأطفالا ً بشارات ٍ من قماش أسود وأعددنا بيانا ً وكلمات معبرة ترجم بعضها الى الأنجليزية كتابة والى الأوردية شفاها ً , ولقد إخترنا أماكن عديدة للتظاهر غير ان بعض مسؤولي دائرة شؤون اللاجئين أنذرونا بالعقاب وإبلاغ الشرطة بل تطوعت موظفة في الدائرة وهي من رومانيا بمضايقتنا ومصادرة بعض الشعارات مع تهديد ووعيد ولابد من ذكر حقيقة ان يد السفارة الصدامية كانت طويلة في هذا البلد الفقير .
وكان المشهد مثيرا للمارة من الناس , ومن الباكستانيات والباكستانيين , ومبكيا ً لمن في قلبه ذرة رحمة أو شفقة , كنا قد طلبنا من مجموعة أطفال ان يفترشوا الأرض وكأنهم ضحايا الغاز السام مما زاد المشهد تراجيديا مضاعفة ً ذات بعد إنساني يتمثل بقتل الأطفال الكورد بهذه الطريقة المأساوية....
كان الإتفاق ان تعطى للأخوة الأكراد إفتتاح ( الحفل التأبيني الإحتجاجي ) وكانت كلمة الأخ برزان باللغة الكوردية الأسطر الأولى منها ترحم على الضحايا اما بقية الكلمة التي إستغرقت خمس دقائق فهي عبارة عن شتم وسب للإتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي الروسي !!!!!!
ثم ألقى ( ابو سعد ) كلمة التجمع الديمقراطي العراقي لللاجئين العراقيين وربما كانت الكلمة مناصفة مع الحزب الشيوعي العراقي .
وجاء دوري حيث ألقيت كلمة بالنيابة عن الراحل ابو الحسن هادي العلوي حيث جاء فيها :
ايها الطفل الكردي المحترق بالغاز في قريته الصغيرة , على فراشه اوفي ساحة لعبه هذه براءتي من دمك اقدمها لك . معاهدا اياك الا اشرب نخب الامجاد الوهمية لجيوش العصر الحجري . ولا امد يدي الى واحد من انظمة العصر الحجري . اقدمها لك على استيحاء ينتابني شعور بالخجل منك و يجللني شعور بالعار امام الناس اني احمل نفس هوية الطيار الذي استبسل عليك وليت الناس اراحوني منها حتى يوفروا لي براءة حقيقية من دمك العزيز . انا المفجوع بك الباكي عليك في ظلمات ليلي الطويل . في زمن حكم الذئاب البشرية الذي لم نعد نملك فيه الا البكاء . اقبلها مني ايها المغدور فهي برائتي اليك من هويتي .
واليوم وبعد مرور 19 عاما على جريمة قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي تتكاثر التبريرات لإستخدامها سرا وعلانية وتنهزم عصابة القتلة , ويعرضوا البلاد للإحتلال المتعدد الأوجه , ويمارس التقتيل بإسم الدين والإسلام , وتحصد أرواح العمال والطلبة والعلماء وتنتهك الأعراض وتصادر الطفولة بفعل التخريف والبدع والجهل القادم من دول الجوار بدفع طائفي مقيت ليغتالوا العراق ولا أحد يعلن برائته , وكل يحمل المصحف على هواه
فالى شهداء حلبجة وشهداء البصرة وبغداد والحلة والخالص والديوانيةوالنجف والرمادي والفلوجة وتكريت وراوة وعانة وسامراء واربيل وكربلاء وكركوك وخانقين وجلولاء وتلعفروالموصل وحديثة والكاظمية والعمارة والكوت والى أخواتي وإخوتي من معتنقي الديانات اليهودية و المسيحية والصابئية المندائية أعلن برائتي من دمكم أينما كنتم وهذه لعنتي على من يسبب لكم أذى ومطاردة وقطعا للرزق أعلن برائتي ممن يعمل على تهجيركم وهذا عهدي ان أقف الى جانبكم لأنكم العراق ....



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب والحذاء
- أطفال العراق ..أين حقهم ؟
- الثامن من آذار
- ألف آهٍ عليك وآه
- حب العراق من الإيمان
- الشهيد.....
- التدويل,,,,,وجهة نظر
- الحزب الشيوعي العراقي
- المسرح فريضة
- الخطاب الطائفي..........
- إنه المسرح
- كربلا والحسينيون.....
- صفقت ُلفيلنوس وناسها ........تتمة الى مشاهد من هنا وهناك
- باليه الفصول الأربعة
- مشاهد من هنا وهناك
- دردمات
- محنة المثقف .....
- آه نرمين ...آه عراق
- قراءة أولية في مشروع برنامج الشيوعيين العراقيين......
- جريمة القرن المتحف العراقي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رشيد كرمه - إليكم عهدي