أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..














المزيد.....

من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 559 - 2003 / 8 / 10 - 03:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


09-08-2003

بينما أشباه الرجال من عملاء الاحتلال يقضون الوقت في التنظير للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق،قام ديك عراقي، رجاليّ،رجل بكل معنى الكلمة،وفدائي من الطراز المفقود،في زمن تحولت فيه المنطقة العربية لمنطقة بلا رجال حقيقيون،يستطيعون الذود عنها،في هكذا زمن طبق الديك المثل الشعبي القائل من" قلة الرجال سموا الديك أبو علي" ،إذ قام الديك البغدادي بفقأ عين جندي أمريكي،حيث كان المارينزي الدخيل،الغازي،يريد التقاط صورة تذكارية مع الديك المذكور،هذا الذي بدوره أظهر رفضه للاحتلال،وحدثت العملية أثناء حلقة عراك للديوك وفي حفلة ميسر شارك فيها جنود الاحتلال بعض أشباه الرجال من أبناء العار و مدمني القمار.

لقد قام الديك البغدادي بواجبه الوطني اتجاه وطنه العراق،وفعل ما يمكن أن يفعله كل إنسان أو حيوان عراقي ناطق أو غير ناطق،جابه الأمريكان وقاومهم  على طريقته الخاصة،فأصاب جندي من جنودهم،ليصبح الديك من المجاهدين والمناضلين الذين أعلنوا مواقفهم بصراحة،لا للاحتلال،لا لعملاء الاحتلال،نعم للعراق الحر والسعيد،المحرر من الأحتلالات الداخلية والخارجية.

هل احتاج الديك العراقي لحلقات تنظيم وإعداد حتى يؤمن بأن مقاومة الأمريكان والنضال ضد وجودهم في البلاد العربية وفي العراق بالذات،أمرا حتميا وواجبا مقدسا تقتضيه الوطنية والقومية ويقتضيه الدين والضمير الحيّ،لم يكن الديك المقاوم من الذين خضعوا لغسيل العقول ولا لحلقات التنظيم والتحريض،لقد كان وطنيا بالفطرة،ومعاديا للأمريكان والصهاينة وأعداء العراق من العملاء وزلمات الاحتلال،مما جعله من البادئين في مقاومة المحتلين،وفعل فعلته في عصر عراقي حزين ومظلم،عصر أصبحت فيه أجزاء من العراقيين تعمل ضد العراق،وفي خدمة أمريكا وإسرائيل،وضد كل ما هو عربي،حتى وصلت الوقاحة ببعضهم أن يتبنى الاحتلال وجودا ودواما ومستقبلا،وأن يطالب بتغيير كل ما كان العراق عليه سابقا دينا وتراثا ودنيا وتاريخا وانتماء،و هناك أيضا حيوانات آدمية وبشرية عراقية طالبت بمقاطعة كل ما هو عربي،ومنهم من يريد محاربة العرب، أو قتل كافة الفلسطينيين،ومنهم من يريد التحالف الاستراتيجي مع أمريكا وإسرائيل،ومنهم من يريد الانتقام من نظام صدام حسين عبر بيع العراق للغزاة والمحتلين،بعدما كان قد قام بنهب وسلب الآثار والكنوز العراقية وبإحراق كل ما وقع تحت أيديهم من مباني ومؤسسات ومراكز علم وثقافة وتراث وتاريخ،أنهم أعداء للحضارة العراقية وخدم للقوى المستعمرة والغازية،وهم أجرا ء وعملاء يعملون لصالح أعداء الأمة العربية والشعب العراقي.

هناك من هؤلاء الأوباش من يدعي أن الأمريكان لا يحتلون العراق،مع أن نفس القوات الأمريكية وقادة أمريكا من بوش حتى بريمر اعترفوا علنا وجهرا، ومن على منصات الأمم المتحدة بأنهم قوة احتلال، ويحتلون العراق وسوف يواصلون احتلاله لفترة طويلة،كما أنهم يريدون من الأمم المتحدة أن تعترف لهم بالغنيمة وأن تقدم لهم الإسناد والدعم في احتلالهم،ولما عجزوا عن نيل ما يريدون،بدئوا يجلبون الجنود من الدول التي لا يمكن اعتبارها سوى دولا تابعة لأمريكا سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

 لقد كان الأمريكان أكثر وضوحا في فهمهم لواقع وجودهم في العراق،فهم جاءوا كي يجلسوا ويقيموا ويغيروا ويبدلوا وينهبوا ويسلبوا خيرات وثروات العراق،فهم لم يكتفوا بخيرات الكويت التي استولوا عليها منذ حرب الكويت، ومنذ ما سمي تحريرها من جيش صدام حسين،فقد تم يومها احتلال الكويت أمريكيا،ثم شاهدنا كلنا كيف أصبح الشباب الكويتي يتصرف وكأنه في أحدى الولايات الأمريكية،مما ساهم وساعد في نمو نواة حركات الجهاد الإسلامي وتنظيم القاعدة أو المتعاطفين معه في الكويت وكذلك في كافة الدول الخليجية والعربية.ولم يتوقف الحال عند الكويت بل تم احتلال الخليج العربي تقريبا بشكل كامل وتام،فالوجود الأمريكي شمل أيضا السعودية والبحرين وقطر وعمان ولست متأكدا فيما يخص الأمارات العربية المتحدة.كما أن للأمريكان وجودا أقل في المغرب وجيبوتي وموريتانيا والأردن واليمن،بالإضافة لعلاقات حميمة مع مصر خولت أمريكا استعمال قناة السويس وقتما تريد،وقد شاهدنا السفن الأمريكية والأساطيل الأجنبية وهي تعبر القناة متجهة لضرب العراق وحصاره.بعد كل هذا أليس الديك البغدادي أكثر رجولة ومروءة من رجال العرب في زمن الفضيحة والهرب؟

نعم إن الديك البغدادي أصبح رجلا في زمن لم يعد فيه ألا القليل من الرجال،نراهم يقاتلون ويقاومون ويدافعون عن العرب،في فلسطين والعراق وما تبقى مستباحا ومحتلا من جنوب لبنان.

 

* كاتب فلسطيني من النرويج



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم
- الدنيا هيك


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..