أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى














المزيد.....

المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 13:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أخفى إعجابى بكثير من مقالات الكاتب الكبير فهمى هويدى، وشجاعته فى فتح كثير من الملفات المسكوت عنها، وتعففه عن السير فى ركاب المنافقين وماسحى الجوخ.
كما أننى كنت من المؤيدين لدفاعه عن حق المنضمين لتنظيمات الاسلام السياسى فى أن تكون لهم تشكيلاتهم السياسية المشروعة – طالما انها تنبذ العنف ولا تحض على الطائفية أو العنصرية – وأن يتمتع من يتم اعتقاله منهم بحقوق المحاكمة العلنية العادلة أمام قاضى طبيعى، وكل حقوق الانسان التى تضمنتها العهود والمواثيق الدولية، وأولها تحريم وتجريم تعرضهم للتعذيب البدنى أو النفسى او احتجازهم بدون تحقيق ومحاكمة قضائية عادلة.
لكن هذا الموقف لا يمنعنى من الاختلاف مع الاستاذ فهمى هويدى فى موقفه من المادة الثانية من الدستور التى تنص على أن مبادئ الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع.
ولا أكتب عن هذا الخلاف، والاختلاف من باب أن القضية المتعلقة بهذه المادة هى قضية عامة، وهامة، فقط، وإنما أيضاً من باب أن المقال الأخير للأستاذ فهمى هويدى المنشور فى أهرام الثلاثاء الماضى الموافق 13 مارس 2007، انطلق من فقد البيان الذى وقعه مائة من المثقفين المصريين، أتشرف بأنى كنت أحدهم، وهو البيان الذى دعا إلى عدم الابقاء على المادة الثانية بصورتها الحالية للأسباب والحيثيات المذكورة فى نصه.
وذلك فأنى اندهشت من اللغة التى استخدمها الاستاذ فهمى هويدى – المشهور له عادة بعفة اللسان – فى تجريح وتشويه من يختلف معه فى الرأى.
وقد وصل هذا التجريح إلى حد وصف الأستاذ فهمى هويدى لكل من له رأى يخالف لرأيه فى المادة الثانية بأنه "سفيه"، حيث اختتم مقاله بترديد دعاء "ربنا لا تؤاخذنا بما كتب السفهاء منا" ولم أكن أتصور أن يصل الأستاذ فهمى هويدى إلى هذا الموقف الذى لا يناقش فيه خصومه الفكريين بل يوجه إليهم السباب والشتائم!!
الأمر الثانى أن مقال الأستاذ فهمى هويدى تضمن قدراً مروعاً من تشويه أفكار معارضيه، وهو تشويه يصل – فى نفس المقال – إلى حد تحريض المجتمع، وربما السلطة ايضاً – على هؤلاء الخصوم الفكريين.
فهو أولاً استنتج من مطالبة الموقعين على "بيان المائة" ان مطالبتهم باعادة النظر فى هذه المادة الملغومة تساوى التشكيك فى الاسلام.
هكذا .. يا للهول !!
وليس هذا افتراء على الأستاذ فهمى هويدى، فقد قال دون أن يهتز له جفن "لا مفر من الاقرار بأن الرسالة التى تلقاها المجتمع فى هذا الخصوص من أولئك النفر من المثقفين كانت تقول بوضوح تام: إننا لا نثق فى جدارة الاسلام وقدرته على حماية حقوق المواطنين ولا فى مرجعيته للتشريعات".
وهذا استنتاج أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه استنتاج فاسد، لأن البيان لم يقل ذلك، ليس هذا فقط بل إن عتاة العلمانيين لم يقل أحد منهم بشئ من ذلك، فالمادة الثانية ليست هى الاسلام، ومطالبة العلمانيين وأنصار الدولة المدنية الحديثة لا يشككون فى جدارة الاسلام – أو جدارة أى دين آخر – وإنما كل ما يطالبون به هو إعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله، أى الفصل بين الدين والدولة، الفصل بين ما هو مطلق وما هو نسبى، الفصل بين ما هو دينى وما هو دنيوى، الفصل بين ما هو ثابت وما هو متحول. فأين التشكيك فى الاسلام من ذلك؟!
وبصرف النظر عن بيان المائة الذى تهكم عليه الأستاذ فهمى هويدى وحاول تخويف الموقعين عليه لأنهم "لم يقولوا صراحة أن العلمانية هى الحل"، فأنى كمواطن مصرى أستطيع ان أقول صراحة أن العلمانية هى الحل دون أن يكون من حق الأستاذ فهمى هويدى أو غيره الزعم بأن موقفى هذا يتضمن أدنى قدر من التشكيك فى الأديان. ويؤسفنى ان أجد كاتباً كبيراً بحجم الأستاذ فهمى هويدى يردد هذه الاتهامات الجزافية، والكاذبة، ضد العلمانية والعلمانيين، والتى جعلت الراى العام يصدق ان العلمانية مرادفة للكفر والعياذ بالله.
والمدهش فى هذا الموقف المتحامل من الأستاذ فهمى هويدى أنه جعله ينسى – أو يتناسى – كل تناقضاته مع الحزب الوطنى الحاكم، ومع الدولة المصرية التى دأب على انتقادها فى السنوات الماضية، فاذا به ينتقل من النقيض إلى النقيض، لا لشئ إلا لكراهية للعلمانية فيفتتح مقاله بعبارة مديح غير مألوفة لديه يقول فيها بالنص "يقتضينا الانصاف أن نقر بان الدولة المصرية نجحت فى إجهاض محاولات تسويق الادعاء بان الاسلام هو المشكلة".
واذا كان من حقه ان يمتدح الدولة المصرية كما يشاء فليس من الانصاف، كما أنه ليس من حقه، الافتراء على المخالفين له فى الرأى ووصف أدبياتهم بأنها "محاولات تسويق الادعاء بأن الاسلام هو المشكلة".
فهذا – كما قلنا – إدعاء كاذب واستنتاج فاسد ليس له أصل ولا فصل، فضلاً عن أنه ينطوى على تحريض المجتمع على العلمانيين، ليبراليين ويساريين، وربما تكفيرهم أيضاً .. كيف لا وهو "يسوقون الادعاء بأن الاسلام هو المشكلة".
هذا لدد فى الخصومة لا يليق بكاتب كبير مثل الاستاذ فهمى هويدى، كما أنه نوع من الارهاب الفكرى الذى لا يجب التلويح به ونحن فى معرض البحث عن توافق مجتمعى على عقد اجتماعى جديد يحظى بتراضى كل فصائل الجماعة الوطنية دون استئصال أو استبعاد أو وصاية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتحى عبدالفتاح .. عاشق الحياة والوطن
- جوزف سماحه
- -حبيبة- .. و-إيمان-: تعددت الأسباب والكرب واحد
- المادة الثانية.. ليست مقدسة
- حرية العقيدة.. يا ناس!
- ماجدة شاهين.. الدبلوماسية الأكاديمية
- صدق أولا تصدق: نقد رئيس مصر مباح .. وعتاب أمير عربى ممنوع!
- »الوفاق« الوطني و»النفاق الحزبي«
- ما رأيك يا وزير التنمية الإدارية
- هل يتمتع كلاب الأمراء العرب ب -الحصانة- فى مصر؟
- تقرير الاتجاهات الاقتصادية الاستراتيجية يفسر تراجع ترتيب مصر
- اقتصاد يغدق فقراً
- بدلاً من تضييع الوقت والجهد في الرد علي الفتاوي الهزلية: تعا ...
- كأن العمر .. ما كانا!
- حتى فى السودان
- التعليم..غارق فى بحر من الفساد
- الذكرى السنوية الأولى للكارثة
- ثقافة الإضراب
- التعذيب.. يا حفيظ 1-2
- جلال الغزالى


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - المادة الثانية .. وإرهاب فهمى هويدى