أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - سجون وشجون السيادة الوطنية















المزيد.....

سجون وشجون السيادة الوطنية


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 06:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الامال والتوقعات التي صاحبت رحيل الاسد الاب وقدوم الاسد الابن ، بامكانية حدوث انفراج وانفتاح في الحياة السياسية السورية ، تبين انها كانت مجرد أوهام وأضغاث احلام ، ذهبت ادراج الرياح بعد مرور سبعة اعوام من حكم هذا الاخير، الاسد الصغير ، ولم يعد وارداً اليوم ، الرهان على النظام في القيام باصلاحات جزئية او حتى ترقيعية ، أو حصول اي تغيير أو تحسن في سياساته الاستبدادية القمعية ، والواقع بحقائقه قطع الشك باليقين لدى الغالبية العظمى من أطراف المعارضة السورية ، ليؤكد ان لا تغيير ولا تطوير الا بتغيير النظام ، لكن ازاحة البعث عن السلطة في سوريا ، امر صعب المنال وشبه محال ، نظراً لضعف المعارضة وتخبطها ، وضبابية مواقفها وتأثرها بالمفاهيم والقيم المشوهة والمشوشة المقلوبة ، التي افرزتها عقود الزمان من حكم الطغيان .
نشرت الزمان اللندنية في عددها الصادر يوم الخميس 8 اذار مارس الحالي ، خبر صحفي تحت عنوان "ناشطون سوريون يدينون لقاء معارضين مع جنبلاط في واشنطن"، وجاء في حيثيات الخبر ان هؤلاء "الناشطون" قد اصدروا بياناً مشتركاً ، ينددون فيه اللقاء الذي جمع ممثل جبهة الخلاص مع السيد وليد جنبلاط ، ويعتبرون ذلك اللقاء تدخلاً في الشأن السوري وخرقاً" للمبادئ الاخلاقية الاساسية في الخطاب السياسي الرزين الذي يفترض ان يبتعد عن اللهجة التحريضية الملتهبة" ، واعلن هؤلاء "الناشطون" ان جنبلاط يتدخل في الشأن السوري للتوسط لدى الولايات المتحدة والترويج لجبهة الخلاص المعارضة ، وان الاصلاح شأن داخلي سوري بحت ، والتدخل فيه يعتبر بمثابة خرق للسيادة الوطنية" للشعب السوري العظيم ولسوريا الحبيبة".
في الحقيقة لا اجد غرابة في موقف هؤلاء النشطاء اصحاب البيان ، فالفهم الخاطئ للسيادة الوطنية هو الغالب لدى معظم الساسة والمثقفين العرب ، لكن الغريب في الامر ، ادعاء البعض انهم "ناشطون ليبراليون"، في الوقت الذي يتباكون فيه بحرقة على السيادة الوطنية ، بعقلية القرون الوسطى وحقبة ماقبل الليبرالية وقبل ولادة جان جاك روسو ، ويضفون هالة من القدسية على السيادة الوطنية على الطريقة البعثية ، حالهم في ذلك حال النظام السوري ، ولا استغرب ان يخرج هؤلاء غداً ببيان اخر ، يبررون فيه ، قيام النظام السوري بالقاء القبض على مجموعة من النشطاء السياسيين السوريين "الحقيقيين" ، بذريعة التعدي على السيادة الوطنية اثر توقيعهم على "اعلان بيروت ـ دمشق " ايار 2006 ، وما زال العديد منهم رهن الاعتقال وقابعون في غياهب سجون اصحاب السيادة .
الحقيقة الثابتة والامر الذي لا خلاف عليه ، ان السيادة الوطنية تعني السلطة العليا للدولة في ادارة شؤونها ، لكن الامر الاهم والذي لا يتذكره ويتناساه البعض ، ربما عن قصد او جهل ، غياب المصدرالحقيقي للسيادة بأنواعها وهو"الشعب" والعقد الاجتماعي الذي يربط المواطن بالدولة ، ولان السلطة في سوريا لا تستمد شرعيتها من الشعب كونها سلطة غير منتخبة بل مغتصبة للدولة والسيادة الوطنية ، فالحديث عن السيادة الوطنية في سوريا مجرد هراء وكذبة كبرى ، وجعجعة صوتية يخاطب اصحابها اصحاب السيادة والسلطان ، لنيل الرضى وما يعنيه من جاه ومال ومقام ، وبالتالي المعارضة السورية امام مسؤولية تاريخية بالعمل على اعادة السيادة الوطنية المفقودة ، بكل الوسائل والسبل المتاحة .
السيادة الوطنية كلمة حق يراد بها باطل ، فالنظام السوري يستخدم مبدأ السيادة الوطنية كأداة رخيصة لابتزاز الشعب السوري ، وقمع خصومها من المعارضين ، والمؤسف حقاً ان العديد من القوى المعارضة للاستبداد ، تأثرت بالمفهوم الخاطئ لمبدأ السيادة الوطنية ، والمعارضة السورية تشكل نموذجاً فظاً لهذه الحالة ، ولا تدرك حتى اليوم انه لا وجود للسيادة الوطنية في سوريا لان الدولة في سوريا منتهكة ، من قبل مجموعة من الاشخاص غير الشرعيين ، تحت مسمى قيادة الدولة والمجتمع ، وللاسف ماتزال المعارضة السورية تعتمد المفهوم الخاطئ للسيادة ، وهذا الامر بحد ذاته يؤثر على خيارات المعارضة في صراعها مع النظام السوري ، كما تؤثر سلباً على تحالفاتها من اجل احداث التغيير المنشود .
لاشرعية النظام السوري وتمسكه بالاستبداد كخيار وحيد في حكم البلاد ، يعطي الحق للمعارضة السورية باتباع كل انواع المقاومة من اجل عملية التغيير ، السلمي وغير السلمي ، وأقامة كل انواع العلاقات مع اطراف وقوى خارجية تساعدها في مسعاها ، فلا مكان لخطوط حمراء محددة في وجدان المعارضة السورية تقيدها وتحدد نطاق تحركها ، بل على العكس تماماً ، لا بد من الفصل بين سيادة النظام والسيادة الوطنية وعدم الخلط بينهما ، وفي الحالة السورية لا اندماج بين السيادتين والتناقض والتنافر هي العلامة الفارقة التي تحكم تلك العلاقة .
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، السيد وليد بيك جنبلاط خصم للنظام السوري وصديق للشعب السوري ، والفارق كبير بين الحالتين ، فاعداء النظام هم اصدقاء للشعب السوري ، واصدقائه هم خصوم للشعب السوري ، وبالتالي التعامل مع السيد وليد جنبلاط والمعروف بعدائه للنظام السوري ، يعتبر من ضرورات عملية التغيير ، ويصب بشكل مباشر في مصلحة الشعب السوري ، وبدون ادنى شك ، التعامل مع الجميع وطرق كل الابواب ، حق مشروع وواجب مفروض على المعارضة السورية ، اذا كانت صادقة ووفية لشعبها .
المفهوم التقليدي للسيادة الوطنية في طريقه الى الزوال ، شئنا ام ابينا ، وفي حالة تراجع دائم امام المفهوم الجديد للسيادة الوطنية في الفكر السياسي الحديث ، الذي يعتمد على مدى احترام السلطات لحقوق الانسان والالتزام بالنهج الديمقراطي ، كما ان العالم المتحضر وخاصة الدول والمجتمعات الغربية ، دخلت فعلا في طور التنازل عن السيادة الوطنية للدولة لتحقيق مصالح شعوبها ، في الوقت نفسه نجد في منطقة الشرق الاوسط ، ثقافة الاستبداد لاتزال هي السائدة وتسيطر على الجميع تقريباً ، المعارض والمهادن، الاسلامي والليبرالي، اليساري واليميني، والجميع الى حد ما ، يطالب المعارض المظلوم ان يكون بطيبة غاندي مهما كانت بشاعة وبطش الحاكم الظالم ، بحجة الحفاظ على السيادة الوطنية والتي لا تعني لدى البعض سوى سيادة الحاكم فقط لا غير .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسوء كارثة في العالم
- صراع قيم الاستبداد وقيم الديمقراطية
- زيارة شيمون بيرز الى دولة قطر و الاتجاه المعاكس
- الجنرال قوس قزح
- حالة شاذة غير طبيعية
- انعدام الخيارات والفرصة الاخيرة
- لو ولو ......يا عرب
- بيكر - هاملتون .. خطة فرار أميركية
- من قال ان دراكولا روماني الاصل
- الخطير في خطاب نصر الله الاخير
- الاسد والمعركة المصيرية
- حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز
- القانون السوري لا يحمي المغفلين ولا المبدعين
- صدام وحكم الاعدام
- النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية
- الكرة في ملعبكم يا اخوان
- موشيه كاتساف والحسد
- جائزة النوبل لضحايا الارمن
- النموذج العربي لفاشية الملالي الفارسية
- معتدل او متطرف -تصنيف يفتقرللدقة والعدل


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - سجون وشجون السيادة الوطنية