|
التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعاون معه1:
سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:46
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
سأتناول قصيدة "التتر" بالتحليل كونها من أهم القصائد الملحمية التي ترسم أطراف الصراع وما كان يجري في العراق أوائل الثمانينات أي بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على الحرب العراقية الإيرانية. وتشير بشكلٍ صريح إلى الدول التي دعمت النظام الدكتاتوري في حربه على إيران، وما تخدمه تلك الحرب وما سيؤول إليه الوضع بالمحصلة. وتصرح بدقيق التعبير كون كل ما يجري سوف يخدم مصالح أمريكا وطمعها في ثروات العراق. قد يبدو كلامي في توصيف القصيدة وكأنها مجرد مقال سياسي مباشر، لكن حقيقتها بخلاف ذلك. فالقصيدة ملحمية تغور عميقاً بتاريخ العراق السالف والمعاصر لتؤشر على المفاصل التي أدت إلى هذا الخراب. وتحاور في الكثير من مواضعها التاريخ البشري المعني بسحق شعوب بأكملها بصوت عراقي يتلون بين الأقدام على الشهادة بإعلان تمرده وبين الخوف من التصفية الجسدية بعدما ذاق صوت القصيدة وطأة الإذلال في الزنزانة العراقية الفريدة بامتياز إلى حدود الانصياع إلى السوق لجبهة الحرب. ووسط هذا المناخ العاصف للقصيدة والمشغول بالتفاصيل التي كانت تجري وقتها تشطح القصيدة لتهجو الدكتاتور بالاسم الذي كان في أشد قوته فالقصيدة مؤرخة في تشرين الثاني عام 1984 وتهجو كذلك أولئك الشعراء الذين ساهموا في التطبيل لتلك الحرب وللدكتاتور ومحاولة تزييف ما كان يجري بأشعارهم ونصوصهم الممجدة لفعل الشر والحرب والمستحضرة بداوة القبيلة في عصر ما قبل الإسلام بكل جلافتها وانغلاقها. تهجو كذلك البلدان النفطية العربية التي ساهمت بتخلف سلطاتها وبداوتها في ترسيخ كل القيم الرديئة، بل يعزو إليها كل الخراب الذي عصف بالبلدان العربية الفقيرة. كما أن القصيدة تشير بوضوح إلى أن العراقي كفرد هو الضحية لكل تلك اللعب السياسية، وما موته في الحرب العراقية الإيرانية سوى قربان لتلك الأنظمة التي كانت تدفع ثمنه نقداً للنظام العراقي. وتؤشر بصريح العبارة إلى حركات المعارضة في ذلك الزمن المتمثلة في الحركة المسلحة في كردستان العراق، والحركة المسلحة في أهوار الجنوب العراقي قبل تجفيفها. أي أن القصيدة ترسم الخريطة السياسية العراقية في قواها المتصارعة في ذلك الزمن. كما أنها تتحول في الكثير من مواضعها وبدقة محسوبة تبدو شديدة العفوية لدقة الصوغ الفني المانح شيطان الشاعر الخبير كل المساحة الموجبة لطبيعة هذا الصوغ الملحمي الفريد في القصيدة العامية العراقية. تتحول إلى وجد صوفي تحير بشأن المحبوب "العراق" فيدخل معه في حوار يتكرر بين هجاء وأخر. حوار مرة عنيف فيه من العتاب العراقي الساخن المعتد بنفسه، ومرة عتاب ذلك العاشق المذلول الضائع بسماء معشوقٍ، به كل ذلك العمق والثراء والقصة والمسمى "عراق". ليحتدم بضجيج الوعي.. الكتاب الضاوي حزن، والشهيد الناهض، والمهاجر المنفي في ظل تلك الظروف. لتكتمل الخريطة بالمتصارعين في داخل الخريطة، بالغائبين في السجون والمقابر، وبالهاربين صوب المنافي، وبالمساقين إلى الجبهات كخراف. ـ أي عذاب تحمل وطأته العراقي؟!. هذا سؤال قصيدة "ليل التتر" الملحمية والتي لها قصة أخرى، سأسرد طرفاً منها. وصلتني مخطوطة أشعار الشباني في أواسط تسعينات القرن المنصرم، وكنت شاهداً في أواسط السبعينات على منعها من قبل رقابة وزارة الإعلام العراقية وقتذاك، وكان "علي" قد أضاف للمخطوط ما كتبه من قصائد يشير تاريخها إلى أواسط الثمانينات، وقد أصر الشباني على طباعة ديوانه وبالاسم الصريح في رسالة ذيل فيها المخطوطة التي لا زلت احتفظ بها. وبمساعدة بعض الأصدقاء نضجت فكرة طباعة ديوانه "أيام الشمس". حملت المخطوطة معي إلى دمشق القريبة من المزاج الشعري العراقي. وهناك تشاورت مع الصديق الشاعر العامي العراقي "جمعه الحلفي" والصديق المثقف والمصمم "طالب الداوود" حول المشروع. وبعد قراءة متعمقة للديوان "بالمناسبة وقف الشاعر المرحوم عزيز سماوي ضد طباعة الديوان خوفاً على حياة صديقه الشباني برسائل عديدة في خضم المحاورة لطباعة الديوان لكنني أصررت على الطباعة بعد أن أكد لي الشباني بأنه يريد ذلك ومهما يكن الثمن". اتفقنا الثلاثة على استثناء قصيدة "ليل التتر" من الظهور بديوان "أيام الشمس" الذي صدر عن دار ـ نينوى ـ دمشق عام 2001. في تلك الجلسة الحميمة ببيت الصديق طالب الداوود قال "جمعة" وبعينيه دهشة: ـ علي.. مجنون.. حقاً.. مجنون. فلو ظهرت هذي القصيدة بالديوان سيعدم فوراً!. أعدنا تلاوة القصيدة معاً. اتفقنا على أهميتها من ناحية ووجدتُ بها شخصياً شاهداً مهماً على صفحة مهمة من التاريخ العراقي المعاصر، كونها قصيدة بلغت بالصوغ الفني لقضايا حارة بلغة شعرية خالقة بمحوها ذلك التصنيف الذي يجعل من القصيدة المنشغلة بالشأن السياسي منزوعة الفنية، حيث غارت بكل التفاصيل والشؤون التي ذكرتها دون الوقوع بإسفاف المباشرة وصراخ الغضب الفاقد للحظة التأمل الشعرية. لكن نشرها في الديوان سيكون مقتل الشاعر الشاهد. فخلصنا إلى حجبها وظهر الديوان دونها. لكن الآن وقد سقط الدكتاتور وسلم البلاد بقضها وقضيضها إلى المحتل مؤكداً نبوءة الشاعر في القصيدة وهو يصرخ يا نار النفط كم.. ترف بعد وبيارنا المهجورة تختمها لأبن تكساس خلفيتنا (فهيم) وريحه غربية (وبالظلمه يشيل الراس) وجدت من المهم أن تظهر هذه القصيدة إلى العلن إلى العراقي. كي يعلم من لم يعلم أن هنالك من بقى داخل الوطن وتمكن من ترتيب حياته العملية العيش والعائلة لكنه لم يبع شرف الكلمة والموقف راداً على كل من كتب ليسوق قيم الحرب ويطري الدكتاتور. فلندخل عالم هذي القصيدة الملحمية المكتظة بالصراخ. يحيل عنوان القصيدة "ليل التتر" إلى التاريخ العراقي المباشر لسقوط الدولة العباسية أخر قلاع الحضارة العربية الدارسة. والمتأمل المتجرد من التفسيرات المسبقة المعنية بالمطابقة الميكانيكية لعنوان القصيدة سيجد أن من عصف بالعراق قوم هم ينتمون بالروح إلى نفس تلك الأقوام الرعوية التي اجتاحت بغداد أواخر العصر العباسي. فنقرأ الآن العديد من الحكايات التي نشرت في الصحافة بعد سقوط الدكتاتور عن ولعه بالرعي الذي كان يمارسه في طفولته بقرية العوجة بتكريت سارحاً بأغنام زوج أمه. قسوة البدوي.. التتري وهو يستبيح العراق بأول بيت في القصيدة. فتح باب العراق.. بليل كسر باب العراق.. بدم ذبح بالماي روح السد على الوحشة رسم طوله.. ومعني الموت بالطوفان ضاع الحد يحفر الشاعر باللغة سمات الدكتاتور بكل ما يحمله من ظلام وعطش وقتل يشبه الطوفان. وفعلاً ضاع العد في مقاتل العراقيين عرباً وأكراداً في المقابر الجماعية، في السجون، وجبهات الحرب، وسموم الكيمياء التي نثرها على الكرد وثوار الجبل. وجدت في معرض تحليلي لنصوص قصصية وروائية عراقية أن انقلاب الثالث والستين الدموي مفصل بين زمنيين في تاريخ العراق السياسي المعاصر. كونه أشاع ثقافة الدم، التعذيب حد الموت، الاختفاء الأبدي في المعتقلات، الاغتصاب الجسدي قصد إذلال الخصم الفكري، الاغتيال، الاعتقال الجماعي، الشكل الأولي للمقابر الجماعية، فلحد هذه اللحظة أتذكر بوضوح كيف هرع الناس إلى الحقول المجاورة لمرقد "ابن الكاظم" وقرب معامل الطابوق في ضواحي مدينة "الديوانية" وقتذاك والشرطة تنبش قبور من قتلوا تحت التعذيب ودفنهم الحرس القومي سراً. كشف عن ذلك بعد أن انقلب "عبد السلام عارف" على البعثيين. وهم فعلوا كل تلك الفضائع خلال ستة أشهر فقط. هذه الثقافة ستسود لاحقاً لتؤسس للحروب والموت والخراب بعد أن حكموا العراق طوال خمسة وثلاثين عاما. وقصيدة الشباني تؤسس بنيتها الفكرية على هذا المفصل الذي يكمن فيه جذر الخراب العراقي المعاصر. ولبست ثوبها المحروكـ.. من الثالث وستين ويوميه يطر بالروح حزن الثالث وستين يتكرر محاورة هذا المفصل في العديد من قصائد الشباني منذُ قصيدة "خسارة" الشهيرة التي كتب نصفها في السجن وأكملها بعد إطلاق سراحه في عام 1967. لكن كما قلت سابقاً أن شعر الشباني مثقل بالمقاومة الروحية رغم وطأة وبأس الظالم، وهذه المقاومة مستمدة من مقاومة العراقي الذي لم يستسلم يوماً، بل قدم جسده قرباناً ليوم يتحرر فيه من الظلم. هذا المعنى الذي يكتسب في بقعة دامية على مد التاريخ كبقعة ما بين النهرين ترتقي به قصيدة الشباني إلى مصاف الأسطورة المعاصرة في زمن العولمة الذي لا أساطير فيه غير رأس المال الحر الساحق في طريقة الإنسان بهذا الشكل أو ذاك. يجعل "الشباني" من العراق بقعة تفخر بما قدم أبنائها على اختلاف قناعاتهم الفكرية من شهداء، ولم يهدءوا يوماً مما جعل من العراقيين شعباً تميز بشراسة مقاومته للحاكم الظالم ولسلطات الاحتلال، في وعي عميق بالتاريخ الدموي والنضالي لسكان هذه البقعة المقدسة. يا شعب الشهادات المشت نشوان بالنيشان يتقدس ترابك.. يا وطن.. يندار كل أوطان هذا العالم التلفان.. من تنزار تسجد للعذاب البيك وتصلي أزور ترابك بثوب الشهادة وتنبض السكته شرف الشباني شديد الوثوق بالروح العراقية، بهمتها وقدرتها، شدة تولهها بترابها، فنراه يمزج بين ذلك الفعل المستحيل الكامن في روح العراقي المقاوم وبين الحزن القائم من روح الحسين وطقوس العزاءات الكربلائية التي تأتي ببيت علي الشباني الشعري بطريقة عفوية منبثقة من طقس الجنوب ومن طفولة الشاعر المشبعة بذلك الندب الذي يكاد يكون مع مرور الأيام والسنين أبدياً. ففي الشاهد الذي سوف أورده يكثف الشباني في بيت شعري طقوس نسوة الجنوب اللواتي يشدن العباءات حول الخصور ويلطمن راكضات بشوارع مدن الجنوب بعد أن يغبشن إلى شاطئ الفرات ليطينَّ وجوههن في طقس تشييع ودفن جثة الحسين في اليوم الثالث عشر من محرم الموحش وأغني تخضّر العودان وأطيّن وجهي.. لا فرحان منك.. لا.. ولا حزنان بس طعم المحبة وياك.. ما يرهم بلايه ونين وفي محاوراته مع العراق والعراقي، وصوت الشاعر يحدس ضياع رموز الأمكنة المتمثلة في القصيدة ببغداد كونها تاريخ وعاصمة الزمن العراقي المعاصر، بوقت مبكر جداً وكأنه يتنبأ بزمن الاحتلال القائم هذه اللحظة. مهرة بدمك التعبان.. تهذب عارية بلا سور وتسولف: جم بغداد ينراد إلنا يا بغداد وندامن على سنين الحرب والعوز جم غيبة شمس وتكوم.. يتصاعد في القصيدة الحوار مع تراب الشاعر وحزن أبناء جلدته المبتلين وهم يساقون إلى حرب لا معنى لها ولا موجب إلا بما يخدم وقتها دول النفط الخليجية التي تعزو القصيدة كل المظالم وما وقع لأرض العرب ومن عاش معهم لتلك السلطات البدوية الثقافة والمتناغمة الإيقاع مع ثقافة صدام وأصله الوضيع بمعيار الحضارة وثقافة حقوق الإنسان. الشباني يسجل اللحظة التاريخية تلك في قصيدته هذه، والتي أجد فيها مسكاً لجذر حقيقي ليس في محنة العراقي فقط، بل في محنة الإنسان في ظل هذا الوضع الملتبس. يسجل الشباني ذلك الموقف بمشهدٍ قصصي صاغه شعراً عراقياً محكياً. ففي خضم انشغال القصيدة في الخراب العراقي يلتفت الشاعر إلى وجه صبية لبنانية امتهنت العهر صادفها في القطار النازل إلى البصرة وهو في طريقه للالتحاق بوحدته في الجبهات يشطح بالقصيدة هذه المرة ليس شطحاً صوفياً بل غضباً عارماً يتلون بين شدة الغضب وشدة الحنان للعاهرة الضحية التي ترى فيها القصيدة بحسٍ وشفافية جديرة بالشعر فقط شاهد الخراب العربي الكامن في بداوة الأنظمة الغنية. أشوفك بالحلم مهموم.. وأتلملم بيني وبينك النيران تلهب نار.. يا نفط العرب بعيون لبنانّية تتوسل صعدت بالقطار النازل البصرة حنان عيونها الذبلانه يروي جيوش وولايات ذبحت روحها الترفه المحطات .. البحر أخر محطه.. تفوح بثياب العرس والخجل سيف.. يمر على جنود العرب.. والنخوه مبيوعه بالإعلانات من عسكر لعسكر، طولها المرهون للشهوات من تطفح مذلتها دمع.. تنسه بوجهها عيون طول ذراعها الموشوم.. سيف انكسر من ردس الخطابات وحماس الرمل من يصبح شعر موزون هذا السيف، بس يركض على الجيران في إشارة لفداحة الحرب التي أشعلها الدكتاتور على الجارة إيران. وتغور القصيدة في عمق وجودي يشي بالمبلغ الذي وصل إليه العراقي ذلك الزمن اغتراباً، فأصبح لا حول له ولا قوة، وضمير المخاطب الشعري يعود إلى العراقي المتعايش مع تلك الظروف والذي لم يستطع أن يتخذ موقفاً يجعله شهيد أو منفي. أي أننا إزاء أهم صوت موضوعي يمثل ذلك العراقي الذي عاش وقاوم وناور كي يبقى في زمن السحق المطلق والذي سرعان ما شبت من جديد بعد زوال الطاغية. فيصرخ شاهد القصيدة عن موته اليومي وعدم قدرته على الفعل والقول الصريح.. يصرخ بالعراق: بيني وبينك الصلبان وكأن روح العنقاء تكمن بكيان العراقي: صلبوني عشر مرات.. من رديت لنك وردة بالنسيان أشمك وأنترس ريحه تنغمر القصيدة في بحر الروح، فيحاور صوت الشاعر نفسه لحدود ينعتها بالجنون: طولك قافية شاعر.. صدكـ مجنون وفي خضم تلك المحنة حيث يساق الشاعر إلى جبهة الحرب كي يموت بلا شرف. في الخضم تزدهر الأحلام والقصائد والرؤى، فتتجلى القصيدة وتختزل كلمات البيت الشعري تلك الأحلام إلى مكونات الحياة الأولى التراب والضوء والماء في تشبث بالوجود يميزّ العراقي. أقول ذلك رغم أن هذا القول قد يزعج غير العراقي من العرب: أهاجر.. روحي تنزل بالتراب سنين وترد بالمطر خطفة ضوه أنت أقره من كثر السراب.. وضِيعْ تصفه بلا محبه.. وحزنك بكثر الهوه. في شدة وجد العراقي المهدد زمن الحرب والقمع حيث يصير الماء والهواء حلماً. في المحنة التي هي محض عراقية يصرخ الشاعر مخاطباً روح العنقاء التي كمنت بروح العراقي وهو يتحول في كثافة بيت الشباني الشعري الفريد إلى جسر وبستان. أنت أعبر بروحك جسر.. رغباتك البستان العراقي الحالم بسلام البستان والورد والثمار حوله الدكتاتور إلى مشروع للقتل والذبح. وهنا تصل القصيدة إلى واحدة من ذرواتها المتعددة، إذ يطفح غضب الشاعر فيشطح به البيت الشعري إلى تشخيص أصل الدكتاتور موظفاً أسم قريته "العوجه"، ولكنه يقوم في القصيدة بتنقيط أسم القرية. وهنا أسجل دهشتي من جرأة الشاعر وهو يفضي بكل هذا الوضوح، ثم وهو يبعث بالمخطوط من بريد الديوانية أواسط التسعينات. فالمقطع الذي سأورده كان كفيلاً بتصفية الشاعر جسديا فيما لو عثر على القصيدة، أو انتبهت لها رقابة البريد، وأعتقد سوف تكون الصورة واضحة لدى القارئ عن سبب استثناء القصيدة من النشر في ديوان الشاعر الوحيد "أيام الشمس": أنت أعبر بروحك جسر.. رغباتك البستان تنحر فجرك الغربان كل خطوة من دربك.. شتل صلبان عدوانك بهذا الزمن صبيان تظن (.. ..) تنبت غير عوجان نزلوا من (.. ..) مزروف.. ركصوا ع المذابح محاورة الذات وحلم الخلاص اللائح على مدار العمر الذي تنهج به قصيدة الشباني.. الحلم بذلك بالغائب الحاضر، المستحيل الذي هو مرة "صاحب الزمان"، وفي أخرى " نجم" في السماء وفي روح الإنسان. لابد هنا من الإشارة إلى أن قصائد الشاعر تحاور أضواء الكون، الشمس والنجوم في لحظات من القصيدة حيث يخلو الفرد إلى نفسه بعد موجة صراخ وغضب متأملاً هذا الكون الواسع العظيم، جاعلاً من موجداته الأبدية رموزاً تفلسف حياة الإنسان في محنة صراعه الأبدي مع الأخر محبةً وكرهاً، ومع السلطات مقاومةً وضعفاً، وكان ذلك بشكل مبكر في القصيدة الشبانية: عمرت يمه الشمس بخيالي.. ومدوهن أظلن .. أكعد بدرب النجم يسكيك والسكته ذبح .. أنشد النجمة الزغيره، أشكد دمع للموت نثت وأستحت ليفوكـ.. ليفوكـ وطفت .. أهذب وخلي النجم لمتونك الوسعه كلايد إلفح الشرجي بيمينك. شرد انجوم البراري والتعاند تحتركـ عن قصيدة "خسارة" الشمس مثل الناس، من يثكل حزنها بروحي، واسكت هم .. أظل كامه بسفرها الكاع تتعب والشمس بيها عمر تتعب يظل فيّها شبر قصيدة "الحرف جتال" بثيابي تلبد شمس.. والحجي اليمشي وياي .. مهرة زغيرة اللعب، كذلتها تصهل شمس .. حنيت حتى الشمس.. زغرت واجت.. زغرت واجت نقطة على بيت الشعر تضوي .. غايب ينجم البخت.. يمته الشمس تندار عن قصيدة "أيام الشمس"
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التتر- قصيدة ذات بنية ملحمية متموجة تفضح زمن الطاغية ومن تعا
...
-
السفارة العراقية ومجلس الجالية في الدنمارك: ظروف مريبة في أن
...
-
فلم جلجامش 21 للمخرج العراقي طارق هاشم حكاية العراقي التائ
...
-
رؤيا اليقين
-
بائع خردوات في سوق هرج ومنفي عاجز في غرفة بأسكندنافيا
-
الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعبا بالكلمات2
-
الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعباً بالكلمات 3
-
الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعباً بالكلمات 4
-
الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهة ولا لعبا بالكلمات 5
-
الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهة ولا لعبا بالكلمات-1
-
الكاتب النص الحياة الكتابة ليست نزهةً ولا لعبا بالكلمات6
-
في أروقة الذاكرة رواية هيفاء زنكنة القسم الثاني
-
رواية في أروقة الذاكرة لهيفاء زنكنه رواية تؤرخ لتجربة الق
...
-
المنفى يضرب أعمق العلاقات الإنسانية-خريف المدن- مجموعة حسين
...
-
حافة القيامة- رواية -زهير الجزائري بحث فني في طبيعة الديكتات
...
-
وطن آخر مجموعة -بثينة الناصري القصصية تزييف عذاب المنفى وتم
...
-
في أروقة الذاكرة رواية هيفاء زنكنة القسم الأول
-
عن مقتل صديقي الزنجي عادل تركي
-
ليل البلاد رواية جنان جاسم حلاوي نص يرسم جحيم العراق بالكلم
...
-
عن العالم السفلى لنعيم شريف العراقي يحمل جرح الحروب في الوج
...
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|