أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - لعبة المونوبولي بالأموال العراقية















المزيد.....

لعبة المونوبولي بالأموال العراقية


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Loretta napoleoni,Georgia Straight –Zmag.org
اضخم عملية نقل للاوراق النقدية في التاريخ تمّت من ايار 2003 إلى حزيران 2004 ،عندما شحنت الإدارة المالية الفيدرالية في نيويورك 12 بليون دولار في رزم من الأوراق النقدية المختلفة القيمة على منطقة الحرب في العراق.وقد نقلت طائرات ( سي 130 ) 484 رزمة تزن 363 طن بقيمة 281 مليون دولار في كل سفرة من سفراتها خلال العام بشكل منتظم .
ان هذه ليست مغامرة لإحدى فرق الألعاب إنها ملخص المذكرة التي تم تجهيزها لتقديمها إلى لجنة خاصة في الكونغرس برئاسة هنري واكسمان الذي يحقق في عملية إعادة بناء العراق أثناء فترة حكم بريمر.
لا يوجد سجّلات رسمية للأموال التي قامت سلطة الائتلاف بتوزيعها ويبدو أنه قد تم توزيع الأموال كما في لعبة المونوبولي ودفعت الأموال للمتعاقدين نقداً من شاحنات تحملها،ودفعت أجور آلاف الموظفين (الأشباح ) الذين تمّ تسجيلهم وهم في الحقيقة غير موجودين في الوزارات من رزم من العملات النقدية .مليون دولار اختفت ولم يتساءل احد اين ذهبت ؟ 500 مليون دولار تم انفاقها تحت عنوان TBD ( سوف يتم اتخاذ قرار بها ).فريق غامض من سان دييغو يتحمل مسؤولية ضمان الجودة أثناء صرف هذه الأموال لم يقم بمراجعة أي عقود داخلية كما ألزمه العقد.
الأدميرال المتقاعد دافيد اوليفر مستشار بريمر الاقتصادي تفاجأ باهتمام لجنة الكونغرس بالكيفية التي تمت بها بعثرة هذه الأموال وعندما تحدّاه صحفي بريطاني لتوضيح ملابسات اختفاء الأموال قال : إن هذا الكلام غير ملائم فهذه الأموال التي اختفت ليست أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وإنما ( أموال عراقية ).
كانت ال 12 بليون دولار التي تمت بعثرتها من الأموال التي احتجزتها الولايات المتحدة بعد حرب الخليج الاولى من أموال بيع النفط العراقي ومن برنامج النفط مقابل الغذاء ولا تحتسب مع ال 400 بليون دولار التي صرفتها الولايات المتحدة في العراق منذ عام 2003 .
إن آلية رفع التجميد عن الأموال السياسية المحتجزة طويلة ولها عدة متطلبات قانونية فبعد أكثر من عشرين سنة وفي فترة حكم كلينتون تمكن فريق قانوني كوبي من الإفراج عن الأموال الكوبية التي تم تجميدها اثناء ثورة كاسترو وما زالت الأموال الايرانية التي تم مصادرتها منذ ثورة الخميني على الشاه عام 1979 مجمدة في الادارة الفيدرالية في نيويورك ،وكذلك أموال الجنرال نورييغا وحتى الأموال الاوغندية منذ فترة حكم الجنرال عيدي امين.
تمّ الإفراج عن الأموال العراقية ( بمعجزة) في اقل من شهرين وكانت الآلية سريعة وتضمنت موافقة الأمم المتحدة ! التي كانت مسؤولة عن برنامج النفط مقابل الغذاء.
كان من المفترض أن تستخدم هذه الأموال لإعادة الماء والكهرباء لملايين العراقيين ولو تمّ توزيعها نقدياً على الشعب العراقي ( الرجال والنساء والأطفال ) لحصل كل عراقي على 15 ألف دولار .
هذه الأموال تمّ تبذيرها بموظفين غير مؤهلين وبسياسيين أقل تأهيلاً .
كان أمراً خيالياً أن تفكر حكومة الولايات المتحدة بنقل اطنان من الأموال النقدية إلى بلد لم يستطع الجيش العراقي ! فيه من وقف الناس عن نهب المتاحف والبنوك والمستشفيات والمصانع والبلد ما زال غير مستقر.
كتب واكسمان ( من هو ذلك الرجل الذي أرسل 363 طن من الأموال النقدية إلى منطقة حرب وهل كان بكامل قواه العقلية ).
الحرب ليست لعبة إنها عمل جدّي مميت وأكثر خيالية من ذلك أنه لم تكن هناك خطة لكيفية التصرف بهذه الأموال.
ادّعى بريمر ان سلطة الائتلاف كانت تحتاج الى الأموال النقدية بشكل طارىء لأن النظام المصرفي والبنكي العراقي كان مدّمراً وكان التعامل في العراق يتم نقدياً .وبالتالي فإن إدارته لم تكن قادرة على تشغيل اقتصاد بالأموال النقدية لعدم تزويدها بآليات ذلك التعامل ولذلك تبعثرت بلايين الدولارات .
هل فكّر بريمر حقيقة انه بعد إعلان بوش الشهير عن انتهاء المهمّة ( mission accomplished) ستبدأ الماكينات بالعمل في العراق بمعجزة ؟!
والتفسير الآخر الذي قدّمه بريمر أن ضخ هذه الدولارات للعراق كان ضرورياً لأن الدينار العراقي المستخدم كان على وشك الانهيار، ومعظم العملات المحلية تنهار اثناء وبعد الحروب الرئيسة ففي نهاية الحرب العالمية الثانية انتشر انخفاض اسعار العملات المحلية في الدول الاوروبية كالفيروس وقامت البنوك المركزية بتقديم عملات جديدة إن إدخال أموال نقدية للحفاظ على أموال نقدية عمل مؤذ أكثر من تخفيض قيمة العملة ويشكل خطورة حيث قد تصل الأموال بهذا الشكل إلى جماعات مسلحة وعصابات إجرامية وتجار السوق السوداء والمنتفعين وهذا يحصل بالعادة.
لم يتحرك اوليفر مستشار بريمر مثل رئيسه تماماً ولم يفكر أن هذه الأموال قد تصل إلى جماعات إثنية مسلحة أو عصابات مجرمة أو إلى مجموعات المقاومة إضافة الى المتعاقدين لإعادة إعمار العراق وكان عدم اهتمامهم نابعاً من شعورهم بعدم المسؤولية عن هذا الفشل لأنهم أمريكيون والمال ( عراقي ) وأن دافع الضرائب الأمريكي هو من يقوم بمحاسبتهم وليس الشعب العراقي .أمّا حقيقة أن هذه الأموال قد تذهب لتمويل كمين يموت به جنود أمريكيون فلم تخطر على بالهم .
الحرب لعبة مضلّلة
إذن كان المال عراقياً وكانت هناك دلائل على أن سلطة الائتلاف يجب أن تصرفه جميعه قبل تسلّم أوّل حكومة عراقية لمهامها ، وقد سجّلت لجنة الكونغرس أن أحد الموظفين حمل معه 6.75 مليون دولار نقداً وتمّ إخباره أن يقوم بصرفها خلال أسبوع لتلافي تسليمها للحكومة العراقية الجديدة .
إن الدوافع وراء هذه السلوكات بات واضحاً كان الهدف الأساسي عدم البدء بإعادة بناء العراق لأنه لو أرادت الولايات المتحدة إعادة بناء العراق بشكل سليم لعيّنت موظفين أكفاء في سلطة الائتلاف ولاستخدمت ال 12 بليون دولار لدعم نوع من خطة مارشال حيث يتم المحاسبة على كل قرش يتم صرفه .
في الحقيقة كان هناك هدف آخر :بناء حصن أمريكي في قلب الشرق الأوسط وتعيين موظفين غير مؤهلين لبعثرة المال العراقي بطرق سخيفة ، وبالتأكيد فإن الإدارة الأمريكية لم تلعب يوماً المونوبولي ولا تعرف قواعد هذه اللعبة :أوّلاً لا تبدّد الأموال ودائماً وظّف الأموال بحكمة .



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان
- احتجاز العمال الآسيويين للعمل في السفارة الأمريكية في بغداد
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز اسرائيلي 1
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز إسرائيلي 2
- ضحايا الجدار
- لونا العراق : اغتصبت ولم تظهر على الفضائيات
- العراق : عملية إعادة البناء بالتجربة والخطأ
- أشباح أبو غريب
- اليورانيوم المنضّب ( القاتل الخبيث يواصل القتل )
- النساء في الهند :أمّهات للبيع- امّهات للحظات
- غزة :حلقات الجحيم
- العراق : أطفال الحرب
- النساء في أفغانستان - لا توجد مساواة
- ألأطفال العراقيون ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقدون الدعم
- اللاجئون العراقيون المنسيون
- إعادة بناء أفغانستان 2
- إعادة بناء أفغانستان 1
- هل كانت الحرب على العراق كارثة؟(2
- هل كانت الحرب على العراق كارثة؟
- في العراق رعاية صحية هاي - تك ناقص الرعاية الصحية 4


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فضيلة يوسف - لعبة المونوبولي بالأموال العراقية