العراق أولاً وأخيراً..

عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 05:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم يكن العراق يوماً ما بلا جذور، فهو موغل بالتأريخ الذي يحمل الحضارة بكل معانيها.. العراقيون اخترعوا الحرف، ومنه الكتابة.. وهم اخترعوا الآلات الزراعية، والبطارية، واخترعوا كثير من الأجهزة التي أثبتت عملها.. العراقيون قوم عندهم من الطيبة ما يملأ هذا الكون، وعندهم من الذكاء ما يجعل الرمل بأيديهم ذهباً.. وهم منتجون وفاعلون في الحضارة الإنسانية، لهذا فقد تكالبت عليهم الأعداء، وما زادهم ألماً أن يزجهم نظام صدام بحروب لا ناقة لهم ولا جمل فيها.. موت مجاني استل أرواح أبنائهم.. من حرب الثمان سنوات الى حرب الخليج الثانية ومنها الى اللحظة التي فتحت باباً جديداً لهم ولأبنائهم.. انتهى النظام الشمولي وبدأ عصر جديد من المحبة والألفة.. فبدأ من لا يريد الخير بأمتنا العراقية بالتخطيط لإسقاط التجربة العراقية الجديدة.. إرهاب وأذناب النظام السابق ومن يحمل الحقد على العراق كلهم تكالبوا عليه.. أثخنوا جسده بالسهام والجراح لكنه بقي حياً مكابراً، يمسّد بكف العطف على رؤوس الأبناء.. يحنو عليهم..
العراق الكبير بيتنا، ومهدنا.. جنتنا التي على الأرض رغم الخراب الذي تركه نظام السنوات العجاف.. هو جنتنا حقاً.. نحميه بدمنا، وأرواحنا من أجل أن يبقى عزيزاً كريماً.. نشد أزره من أجل أن يتوحد أبناؤه.. بوحدتنا ننتصر، وبفرقتنا نموت.. لا أحد أفضل من أحد الا بمقدار حبه للعراق، وخوفه عليه.. هو سفينتنا التي تبحر بنا حيث شاطئ الأمان، هو الأب، والبيت، واللحد.. هو الضوء المشع في حياتنا وحياة أبنائنا.. هو كل شيء.
لحكومتنا نقول: ليكن العراق بين عيوننا ونحن نلتقي في مؤتمر بغداد.. نحدّث الأشقاء والأصدقاء بصراحة العراقي.. وبخوفه على البلاد.. لنقل لمن آذى العراق أنك آذيتنا.. ولنقل لمن وقف مع العراق شكراً لك..!
دون العراق أرواحنا.. ودونه المقل.. هو أولاَ وأولاَ وأخيراً.

#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات