مهدي سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 04:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يشهد هذا الأسبوع ذكرتان غاية في الأهمية لكل عشاق الحرية في لبنان والمنطقة العربية والعالم أجمع .
في الرابع عشر من آذار يسترجع الشعب اللبناني ذكريات إنطلاق ثورة الأرز قبل عامين والتي رفعت شعار الحرية في وجه قوى القمع والإستبداد .
وفي السادس عشر من ذات الشهر يحيي أنصار الحرية الذكرى الثلاثين لاستشهاد القائد المعلم كمال جنبلاط .
لقد مرت السنوات وتبدلت الأحوال لكن القضية ما زالت واحدة .. إنها قضية حرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وبناء أوطانها السيدة المستقلة .
فكمال جنبلاط كان يحمل مشروعًا لبناء دولة لبنانية علمانية وأكثر ديمقراطية وفق الأسس المدنية الحديثة .. الأمر الذي أخاف النظام البعثي في الشام .. فأقدم جيشه على غزو لبنان من أجل ضرب الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية .. وكان اغتيال كمال جنبلاط أكبر ضربة لهذا المشروع اليساري التقدمي .
"الرصاصات الغادرة التي أطلقت على كمال بك جنبلاط في يوم 16 آذار عام 1977 لم تكن خاتمة حياة الرجل ، فكمال جنبلاط قضية ، والقضية لا يصرعها الرصاص ، وكمال جنبلاط فكرة والفكر خالد لا يموت ، وكمال جنبلاط ثورة ، والثورة مستمرة ما دام في الأرض ، طاغية ظالم وحر مظلوم" .
فقضية الحرية وأفكار كمال جنبلاط وغيره من أحرار لبنان هي التي أشعلت ثورة الأرز بقيادة الزعيم البطل وليد جنبلاط في الرابع عشر من آذار 2005 ليعلنها الشعب اللبناني إنتفاضة عارمة من أجل استعادة إستقلاله المسلوب من قبل النظام السوري وملحقاته اللبنانية التي حكمت البلاد بالحديد والنار طوال ثلاثة عقود من الزمن .
فالإحتلال السوري الذي رفضه كمال جنبلاط ووقف في وجهه محذرًا من نواياه التخريبية بحق لبنان مستشرفًا المستقبل الأسود الذي ينتظر الوطن من جرائه ودفع حياته ثمنًا لذلك .. هذا الإحتلال هو ذاته الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيره من رجالات لبنان الأحرار .
إذًا .. الثورة مستمرة حتى ينتهي الظلم وتسود الحرية .
رحمة الله على شهيدنا الغالي وجميع شهدائنا الأبرار .
عشتم وعاش لبنان وطنًا عربيًا ديمقراطيًا سيدًا حرًا مستقلاً ...
#مهدي_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟