|
المطلوبون اذ يتحصنون بجهاز الاستخبارات في رام الله!!!
عماد صلاح الدين
الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 03:50
المحور:
القضية الفلسطينية
ألهذه الدرجة وصل الغباء بمقاومينا الأشاوس إلى هذا الحد؟ ، فيفاجئوننا اليوم أنهم كانوا يتحصنون في جهاز امني يسمى الاستخبارات في حي أم الشرايط في رام الله،هذا الجهاز وشقيقاته من الأجهزة الأمنية ليست مخولة في الأصل بالدفاع عن الشعب الفلسطيني في وجه الاعتداءات والاجتياحات الإسرائيلية المتتالية على الأرض الفلسطينية في الضفة والقطاع ، بل هي عاجزة حتى عن حماية نفسها بالاستناد إلى الصلاحيات والحدود المرسومة وظيفيا لها ، أليست هذه الأجهزة العديدة والمتنوعة من مخابرات واستخبارات ووقائي وامن وطني وغيرها من المسميات الكثيرة التي تضاهي في تعدادها أجهزة الدول الحديثة ، لكنها على ارض الواقع لا تقترب من مضمون أي شيء بالمعنى الأمني والوطني ، هي من منتجات أوسلو ذي المواصفات الأمريكية والإسرائيلية والتي حددت اختصاصاتها وصلاحياتها ضمن فلسفة وهيكلية معينة لاتخرج عن سياقين الأول منهما ينصرف فقط إلى تحمل العبء المدني والخدماتي نيابة عن الاحتلال ، وأما الآخر والتاريخ يشهد لدوره القميىء، وهو العمل على حماية امن دولة إسرائيل من خلال ملاحقة ومطاردة ،بل وتصفية المناضلين والمقاومين الشرفاء من أبناء شعبنا ، هل خرج مجال اختصاصها عن هذين الدورين اللذين جعلا الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة والقطاع بمثابة الاحتلال "الديلوكس"؟؟ ، على حد وصف احد المعلقين الإسرائيليين ؟؟ فماذا، بربكم، كان يعبث مقاومونا ومجاهدونا في جهاز الاستخبارات ، واللذين والله يعزون علي وعلى أبناء شعبنا ، ولقد تأثرت كثيرا حينما طالعت الخبر من على صفحات الشبكة المعلوماتية "الانترنت " وكان من بينهم أيضا قريب وأخ عزيز لي ، نعم استفزني الخبر كثيرا ، وقلت في قرارة نفسي، والحسرة تقطع قلبي وأحشائي ، لماذا لايتعلم أبناء شعبنا المقاومون من الوقائع والأحداث المتتالية القريبة والبعيدة؟ ، وكأنهم يرون ويسمعون من هنا،وسريعا ينسونها هناك، في زمان ومكان ليسا ببعدين.
ليذكر لي أي مقاوم أو مواطن أو مسئول فلسطيني ، ولو لمرة واحدة حدثت وتدخلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية فيها لحماية امن الفلسطينيين، والدفاع عنهم في وجه الاغتيالات والملاحقات والاعتقالات والانتهاكات العديدة التي تقوم بها إسرائيل ضدهم ، حين اجتاحت إسرائيل أراضي الضفة الغربية عام ،2002 فيما يسمى حينها بعملية السور الواقي، لم نسمع ولم نر لهذه الأجهزة أي دور يذكر في مواجهة أو مقاومة هذ الاجتياح ، بل إن الفلسفة والمنطلق الذي زرع في عناصر هذه الأجهزة لايقوم أبدا على مفهوم الدفاع عن سيادة المواقع والمناطق التي يسيطرون عليها ، ولأنهم يعرفون طبيعة الدور المنوط بهم اوسلويا ، فان كثيرا منهم قام بسرقة عدد من العتاد والذخيرة وقت الاجتياح الكبير في عهد شارون ، لأنهم في حينها اعتقدوا أن من صنع السلطة من أمريكان وإسرائيليين قد قرروا إنهاءها ، ولذلك أراد بعضهم أن يخرج ببعض غنيمة منها قبل رحيلها .
هذه هي الأجهزة الأمنية على مختلف تنوعاتها وتشكيلاتها ، وحتى ما ارتبط بها من بعض المؤسسات التابعة للسلطة، والتي ثبت بالبرهان القاطع من خلال الواقع، وابتداء من خلال طبيعتها والأس الذي انطلقت منه، انه لايمكن أن تكون هذه السلطة مشروعا لمقاومة أو حتى مشروعا لدولة ، ولم نكن عبثا يومها وحتى هذه اللحظة، نكرر الدعوة تلو الأخرى إلى ضرورة حل هكذا سلطة ثبت بالدليل القاطع أنها كانت عبء على نضال الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، أو على الأقل العمل على إعادة فلسفتها وهيكلتها بما يتناسب مع متطلبات المشروع الوطني الفلسطيني.
كم آلمتموني يا مقاومينا المحترمين، وانتم كما يبدو لاتريدون أن تتعلموا من تجارب الماضي ، و انتم لاتريدون أن تتعلموا من تجربة تسليم المقاومين من مختلف الفصائل في سجن الوقائي في بيتونيا عام، 2002 ، وانتم لاتريدون أن تتعلموا من المناضل الكبير مروان البرغوثي ،الذي سأل يوما عن دور 5000 آلاف شرطي وجندي في رام الله، في ظل التوغلات والاجتياحات الاسرائلية فيها . وانتم أيضا لاتريدون انت تتعلموا الدرس مما جرى للمناضل والرفيق الكبير احمد سعادات ورفاقه في سجن أريحا في العام الماضي !!. أما سألتم أنفسكم عن دور هذه الأجهزة في حماية الشعب الفلسطيني، حينما قامت إسرائيل بمحاولات اجتياح قطاع غزة منذ أشهر، والجرائم والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها والتي كان لها بالمرصاد مقاومو الفصائل الفلسطينية فقط ، وكانت تلكم الأجهزة بعيدة عن الحدث ، لان دورها كما تعرفون!! يتوقف حين تريد أن تتدخل إسرائيل بنفسها ، ولكنها بعد كل الجرائم والمجازر التي ترتكبها إسرائيل من مجزرة بيت حانون وقتل النساء المقاومات العفيفات اللواتي خرجن للدفاع عن المجاهدين والمقاومين وعن كرامة هذا الوطن، إلى غيرها من المجازر، يطلب من هذه الأجهزة أن تنتشر على الحدود مع إسرائيل ، لمراقبة ومنع إطلاق صواريخ المقاومة، وبالتالي العودة لدورها في حماية إسرائيل ، عرفتم الآن لماذا لم تعط الأجهزة الأمنية للحكومة برئاسة إسماعيل هنية ولوزيره سعيد صيام ، لان الأخيرين لايصلحان مشاريع أمنية لحماية إسرائيل وأمنها .
مرة أخرى وثالثة ورابعة، لم يتعلم مقاومينا واخص كتائب شهداء الأقصى الدرس جيدا ، هؤلاء الذين جرى اعتقالهم فجر اليوم ، كان يفترض أنهم على مستوى عال من الحس الأمني، إذ هم مطلوبون وملاحقون من قوات الاحتلال الإسرائيلي ، وأنا لا اعرف كيف نسي هؤلاء أن إسرائيل في شهر كانون الثاني من هذا العام دخلت إلى رام الله بعرباتها وطائراتها فقتلت وجرحت ودمرت بحثا عنهم ، ثم هانحن نجدهم قد وضعوا أنفسهم لقمة سائغة في فم الاحتلال عبر تواجدهم في جهاز الاستخبارات ، وليت أن الأمر كان قد اقتصر على مطلوب أو اثنين أو حتى ثلاثة ، بل إن مقاومينا كانوا قد حشروا أنفسهم بأعداد كبيرة تصل إلى ثمانية عشر مقاوما في ذلك الجهاز المذكور ، وقد اعتقلوا بالطبع جميعا ، ودون ادني مقاومة، هذا بالإضافة إلى العناصر الأمنية الأخرى في الجهاز والتي يصل تعدادها إلى خمسين بما فيهم الثماني عشر المطلوبين .
إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه من واقع أجهزة السلطة ، هو أنها بحاجة إلى إعادة فلسفة وهيكلة تقوم فيها على أساس المقاومة والمشروع الوطني الحقيقي ، وليس على أساس البناء الاوسلوي الهزيل، الذي غرضه تحقيق الحماية الأمنية لإسرائيل ، علينا أن نتعظ من كل الأحداث التي مرت في سجن بيتونيا وأريحا ومما جرى من مواقف سابقة للأجهزة الأمنية في الضفة والقطاع ، وما كان أخيرا في رام الله اليوم ، لكي نشرع جميعا وعلى مستوى حكومة الوحدة القادمة والفصائل مجتمعة وغيرها من الفعاليات الشعبية والمدنية ،من اجل العمل على بناء فلسفة جديدة للسلطة ولمؤسساتها بحيث ينعكس الأمر على هياكلها المدنية والعسكرية بما يصب في صالح المشروع الوطني الفلسطيني ككل .
7-3 – 2007
#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حق العودة واستحالة شطبه
-
تموت امريكا واسرائيل فزعا من حق العودة!!
-
وإذ- يقرفونك- بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان!!
-
لماذا كل هذه الهرولة باتجاه اي تفاوض؟؟
-
حين تصبح الحزبية ودرجتها معيارا للكفاءة!!
-
الفرق بين الالتزام والاحترام في خطاب التكليف الرئاسي؟؟
-
تفسير الذي يجري للفلسطينيين في العراق؟؟
-
ما أخشاه من لقاء مكة!!
-
هل من حل لمشكلة الفلسطينيين في العراق؟؟
-
المعالجات الجذرية للخلافات الداخلية الفلسطينية
-
اللجان الفلسطينية الحاضرة الغائبة عن العمل
-
الحالة الراهنة للقارىء والكتاب في الاراضي الفلسطينية
-
جوهر الصراع يكمن في قضية اللاجئين الفلسطينيين
-
المناورة الاخيرة
-
فيم الاختلاف مع حماس؟
-
سيناريو المشهد الاخير في مواجهة حماس
-
تبكير الانتخابات بالدم الفلسطيني!!
-
التآمر على حق العودة يبدأ
-
هل تعلم جماهير فتح بالحل الذي يقبله الرئيس عباس ؟؟
-
الحل الامثل للتوصل الى حكومة الوحدة الفلسطينية
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|