أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مالك حسن - قرار الجامعة العربية حول العراق سليم ولا شائبة فيه















المزيد.....

قرار الجامعة العربية حول العراق سليم ولا شائبة فيه


مالك حسن

الحوار المتمدن-العدد: 557 - 2003 / 8 / 8 - 03:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في الاشهر التي سبقت بداية حرب قوات الحلفاء ضد نظام صدام حسين كنت اتابع بخليط من مشاعر القلق والفرح والترقب كيف تتطورالامور ويجري الاعداد لازاحة صدام حسين ونظامه الفاسد. وحين وصلت الامور الى حد تجميع اكثر من 100 الف جندي امريكي وبريطاني في المنطقة، تنفست الصعداء وتيقنت من عزم الامريكان وحزمهم، ومن ان الامر مقضي ولا عودة فيه، و قد خرج من يد الهيئات الدولية ومن يد اصدقاء صدام حسين ومؤازريه( روسيا وفرنسا والصين)، وان التشويش والصفيرالذي يجري بحجة الدفاع عن الشعب العراقي لن يكون له تأثير في القرار السليم الذي اتخذه الامريكان في الخلاص من هذا النظام الاجرامي.

في تلك الفترة جرت الانتخابات في تركيا وفاز فيها الاسلاميون. حينها حزنت لما آلت اليه الاحوال في تركيا، ولكني،  وفي الوقت نفسه، غمرتني مشاعر فرح مكبوت بانتظار ما ستأتي به الايام بالنسبة للمسألة العراقية. وكتبت حينها ان فوز الاسلاميين سيعني بعض التاخير في خطة الامريكان وتوقعت ان يبحث الامريكان عن حلفاء آخرين في هذه المهمة. واتجهت انظاري نحو جورجيا باعتبارها هي القاعدة المنتظرة. ورغم ان شيئا من ذلك لم يكن مرئيا في الافق، الا ان خيالي كان يحلق في هذه الاجواء.

وتسارعت الاحداث، واتضح ان خيالي كان قاصرا بعض الشئ. فرغم انني توقعت بعض المشاكل بين حكومة تركيا الاسلامية والحكومة الامريكية الا ان خيالي لم يكن يتصور ان ترفض تركيا اعطاء المجال للامريكان باستخدام اراضي تركيا وقواعدها لشن الهجمات الحربية ضد قوات صدام حسين وان تصل الخصومة الى هذا .

كنت  اتابع بقلق موقف تركيا، وساعة بساعة كما يقال، واتمنى من كل قلبي الا تسمح تركيا للامريكان بمهاجمة صدام من الاراضي التركية، ليس لاني لا أؤيد الحرب ضد صدام، فانا كنت وما ازال ، بلا فخر، من اشد الداعين لها ولحدوثها.  مبعث امنيتي كان عدم الرغبة في رؤية قوات تركية في العراق مع قوات الحلفاء. لان دخول الحمام ليس مثل الخروج منه. وتركيا لو دخلت مع الظافرين  كانت ستفرض شروطها و ستطالب بحصتها، وهي امور ليست قطعا في صالح الشعب العراقي مستقبلا. كما ان دخول تركيا الى العراق كان سيعني حتما مشاكل لاتعد ولاتحصى بالنسبة للعراق الذي حلمت به المعارضة . العراق الديمقرطي الفدرالي الموحد. وكلنا يعرف موقف تركيا من المسألة الكردية في العراق ونعرف مخططاتها تجاه منطقة كرستان العراق، وانها تضمر ما تضمر من مشاعر العداء للشعب الكردي وكذلك للاحزاب الكردية التي كانت راس الرمح في مواجهة نظام صدام حسين.

 وجرت الامور كما تمنينا، وقام الاتراك بالخطأ الاستراتيجي الذي كلفهم الكثير وسيكلفهم أكثر في المستقبل . منعوا الامريكان من استخدام اراضيهم. فكان الرد الامريكي الذي لم نكن حتى نحلم به، اي منع القوات التركية حتى بالاقتراب من الحدود العراقية، وما نزال ننتظر المزيد من تقليم اظافر الحكومة التركية في التدخل في الشأن العراقي.

اذن مصيبة الاتراك بفوز الاسلاميين واتخاذهم مواقف العداء لامريكا كانت فيها فائدة كبرى للشعب العراقي، والشعب الكردي بالاخص.

ومثل هذا الامر جرى بالنسبة لبعض دول الخليج، عدا الكويت. فقد نسيت هذه الدول جرائم صدام حسين ضدها، وراحت في الاشهر والايام الاخيرة التي سبقت الحرب ترقص وتدبك وتصيح مع الراقصين العرب الاخرين (الرافضين لاي عدوان على بلد عربي شقيق)، اي بكلام آخر رفض اسقاط صدام حسين . هذه المعزوفة التي عزفها اعلام صدام حسين بشقيه، الداخلي، والخارجي الذي تمثل في قناة الجزيرة وصحيفة القدس العربي وغيرها من القنوات الاعلامية العربية التي ما تزال تسبح بحمد صدام حسين رغم سقوطه الشنيع في مزبلة التاريخ. وهاهي بعض الدول تدفع بتأن وعلى مراحل ضريبة موقفها الرافض هذا. فالامريكان لم ينسوا ذلك الموقف، والتقريع والتلويح بالعصا الامريكية يتصاعد يوما بعد يوم، وفي ذلك منفعة، لا شك فيها، لعراق المستقبل.

والان، وبعد عدة شهور من سقوط نظام الطاغية صدام حسين، انتابني القلق والهم والغم خلال الايام القليلة الماضية حين سمعت ان الجامعة العربية تناقش موضوع ارسال قوات عربية الى العراق بطلب من الامريكان. ولم اتنفس الصعداء الا حين سمعت ان الجامعة العربية رفضت الطلب الامريكي بارسال قوات عربية الى العراق.

 ولكن، كدر فرحي ما قرأت وأقرا من مقالات  كتبها اخوة عراقيون اجلهم واحترمهم. كل المقالات تهاجم الجامعة العربية لمواقفها ضد العراق والعراقيين. لا اشك في وطنية هؤلاء الاخوة وحسن نيتهم ودوافعهم حين يهاجمون الجامعة العربية دفاعا عن العراق والعراقيين الاحرار. لكنني اخالفهم تماما في الرأي هذه المرة من موقف الجامعة العربية ، واقول ان قرار الجامعة العربية بالامتناع عن ارسال قوات عربية هو اول واسلم قرار اتخذته الجامعة العربية طيلة تاريخها الطويل. لماذا؟؟

 لان الرابح الاكبر من هذا القرار هو الشعب العراقي وحده.

 فهل ثمة فائدة ترتجى للشعب العراقي من وجود قوات عربية  في العراق لها موقف معاد أصلا للشعب العراقي؟

أليس الضرر من وجود مثل هذه القوات العربية ( اليمنية او الاردنية او المصرية)اكثر من نفعه؟ أليس في وجود هذه القوات داخل البلد وعلى مقربة من قوى التخريب الداخلية ضرر اكثر من الضرر الذي تسببه وهي خارج حدود العراق ؟

انني  اعتقد ان من الضروري ان نشكر قادة العرب ومعهم القادة المسلمين الاتراك على هذه القرارات السليمة التي جاءت في صالح الشعب العراقي، وان لم يكن الغرض منها ذلك.

ولنأمل جميعا ان يلهم الله  قادة العرب وتركيا وان يتفقوا على قرارات سليمة اخرى مثل هذه تكف ايديهم عن العراق وتبعدهم عن شعب العراق الى ان يستعيد العراق عافيته. آمين

 مالك حسن



#مالك_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصابات صدام حسين تبدأ بحرق خنادق مملوة بالنفط الاسود الثقيل ...
- لماذا لم يبق لي احد في العراق


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مالك حسن - قرار الجامعة العربية حول العراق سليم ولا شائبة فيه