أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الكنيسة القبطية والانعزالية














المزيد.....

الكنيسة القبطية والانعزالية


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 11:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسيحية منذ ظهورها و هى تعيش فى صراع مستمر مع – الهرطقات – والبدع التى تحاول ان تشوه من نظرتها إلى الإيمان , وطوال هذه السنين و العصور والكنيسة فى صراع حتى الأن مع كل هؤلاء .
فى بداية المسيحية و بالأخص فى العصور او القرون الأولى كان دور الكنيسة الشرقية فى تفسير و نشأة الإيمان قوياً وصلباً جداً , بل لن نخفى أن قلنا , انها كانت المنارة الأولى و الشعاع الأكثر فى بذور مراحل اللإيمان , فالفضل فى ذلك يرجع إلى دور أباء الكنيسة الأولى و نشأتهم الثقافية , امثال أوريجانس الذى كان من مواليد الأسكندرية وقد أصبح من أشهر اساتذة المدرسة اللاهوتية ومن نوابع الفكر البشرى , وقد استطاعت الكنيسة الشرقية تزعم الفكر المسيحى لمدة من الزمن قبل أن تشاطرها أنطاكيا هذه الزعامة . ومنذ أواخر القرن الثالث الميلادى , تصدرت مدرسة اأسكندرية اللاهوتية لادعاءات المدرسة الأغريقية الوثنية . إضافة إلى ما تقدم , فإن كنيسة الأسكندرية ( الشرقية ) , فى القرن الرابع و الخامس , قد تصددت للعديد من البدع و الهرطقات كالأريوسية من خلال مجمع نيقية سنة 325 م . والنسطورية فى مجمع أفسس عام 431م.
انتقلت بعد ذلك الكنيسة الشرقية إلى حروب عقائدية , وصراعات لاهوتية أعنف مما سبق , حتى وصلت إلى المشكلة الشهيرة و المعروفة باسم ( المجمع الخلقيدونى ) , وبسبب الصراعات و الأحداث التى أعقبت هذا المجمع والذى أدى الى انقسام الكنيسة الشرقسة عن الكنيسة الغربية , أضمحل بهاء بطريركية الأسكندرية و سلطانها فى الكنيسة الجامعة ( الكاثوليكية ) , فانكفأت على نفسها تحيا حياتها الخاصة بلغتها القومية وطقوسها الرهبانية .
لخصت فى بداية المقالة عرضاً سريعاً لما كانت عليه الكنيسة الشرقية من قبل , حتى ما وصلت اليه الأن من اضمحلال و ثبوت فكرى . بعدما سمعت عن المشكلة الأخيرة المثارة بين السيد / بباوى , والكنيسة تملكنى الأستغراب و الاندهاش بما فعلته الكنيسة لموقفها المتذمة نحو السيد بباوى .
أريد أولاً أن أطرح سؤالاً يثار فى ذهنى : هل التكفير هى لغة العصر الحالى من الجميع ؟ هل عندما نفكر نصبح أعداء ( الله ) ؟ من الذى يحكم بين المكفر و الكافر الجهل أم الدراسة و العلم ؟ هل الكلمة من السهولة اطلاقها على كل أمرءً يعبر عن دراساته ؟ .
بأى سلطة اليوم فى القرن الواحد و العشرون على ما أعتقد ... اليس كذلك !!! ... نكفر الآخر – بسلطة النصوص – أم بسلطة الجهل . ألم تعلم الكنيسة أننا فى القرن الواحد والعشرون قد أصبح كثير من الثواب من المتغيرات , حتى النص ذاته أصبح تحت المجهر ... هل هذا لا تراه الكنيسة !!!!
الكنيسة القبطية بعلمائها الأفاضل ... وأنى أسف لإطلاق لقب علماء ... لأن هذه الكلمة أو هذا الوصف يطلق على فئة من الناس , تتميز بمعايير معينة و مواصفات معينة تستحق عليها هذا اللقب ... ولكنى سأعبر هذا كله .... وأطلقها .
علمائى الأفاضل ... لا يصلح فى هذا القرن ان نرد على الطرف الآخر بكلمات تستحق السخرية وليس التقدير ( لا يصلح هذا الكلام , ليس متفق عليه مسبقاً , هذا كلام غير معقول . ) هل نحن أطفال حتى تصر الكنيسة على التعامل مع العقليات بهذه الطريقة , أم نحن مخدرين حتى تعطينا منومات أو مسكنات على قضايا تثار فكرياً ..... هل الإيمان أصبح أعمى . !!!!!!!!
السيد بباوى قد تكلم فى مناقشة لاهوتية اتفق عليها الغرب منذ كثير من السنين بل الآباء حتى , وذلك فى ضوء كثير من الدراسات المعروضة سابقاً من كلا الجبهتين . هذه الدراسات التى ترفضها الكنيسة الشرقية ليس لاخطأها اللاهوتية , بل لآنها من الغرب !!!
دعوة الأنسان الى الالوهية , هى قضية مثارة عند الآباء الأولين وليس من السيد بباوى الأن , القديس أيريناوس فى جملته الشهيرة ( المكتوبة فى كتب التعليم الكنسى للكنيسة الشرقية ) ... وهى (( لقد صار الله أنساناً ليصير الإنسان إلهاً )) , بالطبع ليس بمفهوم الألوهية الخاص بالخلق , بل بالكمال . اليس السيد المسيح هو الذى دعى الإنسان الى ذلك أيضاً (( كونوا كاملين )) ... أنها دعوة و ليست فرض .... يبقى لماذا اذاً دون مناقشة أو دراسة , أو حتى تحليل مبسط , تكفر الكنيسة هذا الرأى .
بالطبع ودون سخرية يجب ان تكون جميع تعاليم الكنيسة من الأنبا شنودة وليس من السيد بباوى !!!! .... ولذلك فالرفض ليس للقضية ولكنها أنانية تعبر هن ذاتها فى تكفير الآخر.
فى القديم رفضت الكنيسة الشرقية الفكر الغربى المتطور , لذلك انعزلت و اختنقت على نفسها ..... كل هذا للزعامة !!!! .... أعذرونى ان قلت انى ارى أنساناً فى حالة نفسية شديدة اليأس يصارع للبقاء و الزعامة فى مواجهة الآخر .... هل أصبحت هكذا الكنيسة فى تدهور و انعزالية , قد تؤدى الى سقوطها فى هاوية صراعات داخلية تثمر عن تفككها و تشتتها فى آخر الأمر .
اليوم , وفى نفس الموقف ترفض الكنيسة السيد بباوى وتصر على انعزالها ليس للخطأ , بل لهوس الرئاسة و الانانية التى ترى ذاتها فقط دون وجود الآخر .... الموقف يتكرر و الكنيسة تصر على الزعامة .
أرجوكم أعذرونى لقسوة كلماتى ... ولكنى أرى رجلاً اعمته السلطة على قبول الآخر ....



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الشر الحلقة الأخيرة
- الهى لا نفع له
- ضرورة تجديد الخطاب الديني المسيحي
- الفصل الخامس مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- الفصل الرابع مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- لا أومن بهذا الإله
- الفصل الثالث مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- الفصل الثانى مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- الفضيلة من الداخل أم من الخارج
- عرض مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- تربية الطفل الموهوب
- الأخطاء فى زمن المحتالين
- سوء الحظ……………….Bad luck
- الحسد
- الغيرة
- عام جديد على وجودى
- الخطيئة والتجسد
- أربع لوحات فى القصر القديم
- ما هو الوحى ؟؟
- الإسلام والمسيحية: نقاط تلاقي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الكنيسة القبطية والانعزالية