أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالوهاب حميد رشيد - أطفال العراق بين كوابيس القذائف وهلع الاختطاف














المزيد.....

أطفال العراق بين كوابيس القذائف وهلع الاختطاف


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 11:49
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


أصبح أطفال العراق أسرى أحلام مزعجة بسبب العنف: القصف، القذائف، التفجيرات والاختطاف.. في حالة بعضهم مثل زمان فتاة ألـ 13 عاماً تحولت كوابيسها إلى معايشة حقيقية، بعد خطفها وتعرضها للضرب والتهديد بالاغتصاب.
"تُعاني زمان من الصدمة، الرعب، التمتمة واضطراب النوم،" حسب قول حيدر عبدالمحسن- طبيب نفساني بمستشفى ابن رشد ببغداد- يُعالج الأطفال ممن يُعانون من تداعيات الحرب.
وحسب قول الطبيب: اختُطفت زمان في بغداد الشهر الماضي وهي في طريقها من المدرسة إلى البيت "امرأة عجوز سألت زمان مساعدتها في حمل أكياسها عبر الطريق لتجد سيارة أجرة، وحالما أخذت العجوز أكياسها، دفعت بزمان إلى داخل السيارة وقامت بتخديرها وربطها." ثم وضعت الفتاة في غرفة مع 15 فتاة أخرى، وبقيت هناك سبع ساعات قبل أن يتم إطلاق سراحها وبقية الفتيات من قبل قوة شرطة داهمت منزل العجوز. "تعرضت زمان للضرب والتهديد بالاغتصاب،" حسب قول الطبيب.
أربع سنوات من الحرب، وفي ظروف استمرار الفوضى الطائفية التي تهدد بتفتيت العراق، فإنها خلقت من ناحية أخرى آثاراً سلبية ضخمة تجاه الأطفال.
صارت تفجيرات السيارات مشهداً يومياً في بغداد. وقذائف الهاون تمطر مناطق عديدة من العاصمة. وفرق الموت تطوف الشوارع، وأعمال الخطف ظاهرة متفشية. ووسط هذه الفوضى فحتى رفس كرة قدم في الطريق قد تعني الموت!
والأطفال الضعفاء هم جزء بارز من ضحايا هذه الممارسات الإجرامية، بل حتى لو نجوا من الموت أو الإصابات، ستلاحقهم الآلام والرعب من المشاهد التي يرونها ويسمعونها.
تقف غفران (9 سنوات) خارج مكتب الطبيب النفساني عبدالمحسن بانتظار والدها الذي يتحدث إلى الطبيب. "أُعاني من الصداع،" قالت الطفلة.
شاهدت غفران انفجاراً.. ومع أنها خرجت من المشهد سالمة جسمياً، إلا أنها أخذت تُعاني من نوبات مرض الصرع منذ ذلك الحين. "أينما تُشاهد أو تسمع بانفجار أو ترى شخصاً بلباس أسود، تأتيها نوبة الصرع،" حسب قول والدها للطبيب.
ذكر عبدالمحسن أن 70% من الأطفال الذين يعالجهم يشكون من أعراض نفسية ضاغطة نجمت عن صدمات سابقة لمشاهد عنف مروعة سببت لهم حالات الاضطراب.
يُعاني البعض من التبول أثناء النوم (في الفراش) والرهبة/ الهلع الاجتماعي social phobia نتيجة مشاهدة حادثة قتل أو خطف أو تعرض الطفل نفسه للخطف،" حسب الطبيب.
* والدموع..
لكل عائلة، في الغالب، أطفال.. والجميع يعيشون ظروف كوابيس أطفالهم أو التغيرات السلبية التي تحصل في سلوكهم.
"حفيدي (6 سنوات) أخبرني: حلم أمس أنه كان ماشياً مع أمه قرب المنزل.. عندما شاهدوني اتجهوا نحوي.. لكن رجلاً مقنعاً اختطفني..،" قالها نجاة العزاوي (55 عام)- مهندس متقاعد- وهو يسرد مشكلة حفيده.
"نورا (تسع سنوات)- بنت مدرسة ابتدائية- ذكرت أنها خائفة من الظلام "أحلم أن لصاً يركض ورائي ماسكاً سكيناً كبيراً.. أنهض فجأة وبدني كله يرتجف.. أبكي و أصرخ منادياً على أمي وأبي،" حسب قولها. ترتاح نورا عند مشاهدة برنامجها التلفزيوني المفضل space toon لكن القصة تجعلها حزينة.
"أرنو اللعب مع الأطفال في حديقة أو منتزه وأتمنى لو كنت العب وأقضي أوقاتاً ممتعة معهم. لكني غير قادر الآن لأن عندنا قنابل وأشخاص سيئون يؤذون الأطفال،" حسب قولها.
"أطفالي خائفون دائماً،" قالت أم نورا. وهي أم أربعة أطفال، أعمارهم بين أربع وإحدى عشرة سنة. "حتى إذا أُغلق الباب بقوة، يرتجف أطفالي من الخوف ويصيحون "قنبلة.. قنبلة.."
"تعود أطفالي اللعب خارج المنزل عندما كانت الظروف أقل قسوة قبل سنتين. أما حالياً فهم مشدودون إلى التلفزيون إذا ما أسعفنا الحظ ووصلنا التيار الكهربائي بعض الوقت،" حسب قولها.
"وفي لحظة حديثها حلّقت طائرتا هليوكبتر أمريكية على مستوى منخفض بحيث هزّت أصوات محركاتها جدران المنزل.. ومع أنها مشهد اعتاده العراقيون، لكن أبنها مصطفي (4 أعوام) انفجر بالبكاء واضعاً يديه على أذنيه وأخذ يصرخ بقوة "ماما.. خائف.. خائف.." في صوت اختلط مع شدة جريان دموعه.
"خليل (14 عام) شاهد جثة مرمية على قارعة الطريق وهو بصحبة والده في السيارة. في البداية تحدّث باستمرار عن الحادثة، وبعد فترة دخل في صمت. وبدأ أيضاً يسير أثناء نومه sleep-walking.
تقول والدته أم خليل- أستاذة جامعية- إن خليل وأصدقاؤه اعتادوا الحديث عن هواياتهم ورغباتهم المستقبلية بالتوجه إلى فروع الدراسات العلمية أو الأدبية.. أما حالياً فهم يتحدثون عن قذائف الهاون وما إذا سقطت قرب منزل صديق أو حصل حادث قتل أو اختطاف..
أضافت أم خليل "أصبحت أفكارهم كئيبة... إنهم لا يفكرون بالغد لأنهم يعرفون أن الغد قد لا يأتي أبداً!"
مممممممممممممممممممممممممـ
Dreams of bombs, bad guys haunt Baghdad s’ children, (Aseel Kami and Ahmed Rasheed, Reuters), uruknet.info-8 March,2007.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا العراق.. بناه بوش!
- منافع نموذج الديمقراطية الأمريكية!!
- مع تصاعد الفقر يلجأ فقراء عراقيون لاستخراج الألغام لبيعها!!
- الإجراءات الأردنية الجديدة -حكم إعدام- بحق العراقيين اللاجئي ...
- البريطانيون قادمون.. البريطانيون هاربون!
- العراق: حقائق بشأن المشردين واللاجئين
- أطفال العراق بعد الغزو
- العراق في ظل الفوضى
- اغتصاب النساء مَحلّ مكافأة.. فقط في العراق!
- انتهاك حرمة نساء العراق
- الشركات الغربية ستسيطر رسمياً على النفط العراقي قريباً-مرفق ...
- اليورانيوم المنضب: قاتل خبيث يستمر في القتل1
- من عراقي إلى أمريكي: حقائق عن العراقيين
- سيد بوش، الكتابة واضحة على الحائط: اترك العراق
- العراق: الخطة الأمنية الجديدة يمكن أن تُزيد من تشرّد العائلا ...
- العراق: إغراء الأطفال تعاطي المخدرات والبغاء!
- العراق: مزيداُ من الجند.. مزيداً من العنف
- استقلال الطاقة أم بزوغ إمبريالية النفط الأمريكية؟
- من هي دولة الإرهاب الأولى في العالم؟
- ميزانية بوش لعام 2008: بلايين الدولارات لحرب العراق


المزيد.....




- صدمة النازحين اللبنانيين لدى عودتهم إلى قراهم المدمرة بمحافظ ...
- رئيس البرلمان العربي يتلقى رسالة من البرلمان الأوروبي بشأن د ...
- RT ترصد عودة النازحين من سوريا
- المفوضية الأوروبية: دول الاتحاد ملزمة بتنفيذ أوامر اعتقال نت ...
- بوريل يوجه نداء لجميع أعضاء المجتمع الدولي لاحترام قرارات ال ...
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المربعات السكنية ومرا ...
- الأونروا.. ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل في غزة
- خبير أممي يحذر من استغلال المهاجرين المؤقتين في أستراليا
- اعتقال ومحاكمة.. هل ضاقت دائرة الحريات على الكتاب بالجزائر؟ ...
- بوريل: ما يجري في قطاع غزة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبدالوهاب حميد رشيد - أطفال العراق بين كوابيس القذائف وهلع الاختطاف