احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)
الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 06:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كم هي اليمة حياة الطيببين, وكم سهل موتهم!
مكسيم غوركي في روايته الام
جريمة اخرى ترتكب بحق زوار اربعينية الحسين ومأساة جديدة لعوائل اكثر من ثلاثة مئة انسان سقطوا صرعى بتفجير انتحاري غادر.
هل نحن بحاجة الى هذه المأساة الجديدة وهذا الموت المجاني؟ الم يكن من الممكن تلافي وقوع هذه الجريمة وابقاء حيوات هذه المئات البريئة من البشر؟ طبعا كانت هناك امكانية,لكن هناك من لايهمه مصير الملايين فكيف بمصير ثلاثة مئة (مكموع).
ان من يتحمل هذه الجرائم اضافة الى مرتكبيها من عصابات القاعدة الاجرامية,جهات شيعية دينية وسياسية تقوم بعملية شحن وتحشيد مذهبيان لمهرجانات البكاء واللطم متناسين طلب الحسين نفسه من اخته زينب قبل استشهاده ان"لاتلطمي خدا...ولاتشقي جيبا بعدي".فما بالهم يعصون وصية امامهم ياترى؟ انها بلاشك المصالح الحزبية والطائفية الضيقة.
ان زج هذه الملايين من البسطاء في مسيرات كبيرة يجعلهم صيدا سهلا للمتربصين بهم من قطعان التكفيريين والبعثيين,خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها وطننا التي تتسم بالاحتقان الطائفي والاحتلال الاجنبي والتدخل الاقليمي في ظل تراجع دور اجهزة الدولة.كما ان تسيير هذه المسيرات الحاشدة يؤدي الى تعطيل العمل الرسمي في مؤسسات الدولة(دوائر حكومية,جامعات ,مدارس...) وتوقف النشاط الاقتصادي والاداري مسببة خسائر فادحة للاقتصاد الوطني,وتضاف الى ذلك التكاليف الضخمة التي تتحملها الدولة لتأمين سلامة الزوار في اداء شعائرهم من خلال زج وتحريك الالاف من قوى الامن مع اسلحتهم ومعداتهم وآلياتهم.ولايجب ان ننسى كثرة المناسبات الدينية لدى الشيعة وبذلك فان موارد الدولة ستكون مكرسة لصالح فئة من المواطنين على حساب اكثرية المواطنين.ولايخفى على احد كذلك ان سحب جزء من القوات المشاركة في الخطة الامنية في بغداد لحماية طرق زوار الحسين جاء على حساب استمرار زخم عملية فرض القانون.
كان من الممكن تلافي هذا الموت المجاني وضمان حق هؤلاء المواطنين في اداء شعائرهم من خلال اداءها في مناطقهم مؤقتا وارسال وفود منهم الى كربلاء والنجف حتى تتوفر الظروف الامنية المناسبة لاداءها بشكل طبيعي ومنظم بدون شحن طائفي وبدون ضحايا..
#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)
Ihsan_Jawad_Kadhim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟