لماذا لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسين في سورية الأن

ارام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 556 - 2003 / 8 / 7 - 04:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 
إن التدخل العسكرى الإمريكي المباشر فى العراق لن يكون حالة  آنية وعابرة وإنما ظاهرة قابلة للتكرار فى مناطق مختلفة من العالم ,المناطق الهشة سياسيا , الغير مكتملة وطنيا, المناطق الرخوة لاعادة صيرورة  التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى المناطق , لفرض شروطها , مشاريعها , خططها , استعمار ! استعمار المنطقة وفرض المشاريع الاستعمارية القديمة , المشاريع التى جمدت إبان قيام ثورة اكتوبر فى الاتحاد السوفيتى , ورسم خرائط جديدة من حيث الادوار والمهمات , عبر التدخل العسكرى المباشر , لانتاج السياسة الجديدة , تكثيف السياسة بوسائل عسكرية .
إن  انحسار الهيمنة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية منذ عام 1971 على النظام الرأسمالى  يدفعها , تدفعها الازمة الى انتاج الهيمنة بوسائل عسكرية وتدخل مباشر ومحاولة رسملة المنطقة بالعمق من خلال هذا التدخل وسوريا ستكون على رأس ا لمشروع  الاستعمارى الامريكى القادم والترتيبات القادمة .
محاولة ترتيب المنظقة سياسيا وأمنيا واقتصاديا  تكون اسرائيل  رأس حربة فيه ولتنفيذ هذه الخطط, وجب تدمير ! العمل على تدمير كل المرتكزات الثقافية والاجتماعية والتاريخية او ما تبقى منها .
ان المشروع ! المشاريع الامريكية القادمة تمتد الى البعيد , باستثمار المنطقة سياسيا باليات ! الية عسكرية مباشرة , ستعمل من خلال هذه الالة على تاكيد تفوقها , وتامين مصالحها الاستراتيجية والسيطرة على المناطق الحساسة فى العالم , المناطق الاكثر اهمية من الناحية الجيوسياسية , اعنى  بالتاكيد عالمنا العربى ومحاولة استباق حلفاء الامس / الاوروبيين / والاستفادة من اختلال التوازن الدولى لبسط نفوذها ومشاريعها وتفردها فى مناطق مختلفة من العالم .
ان الوجود الامريكى على مقربة منا , مرمى حجر , عند خاصرتنا من الجانبين اعنى اسرائيل وامريكا  , يدفعنا الى اعادة النظر فى ميزان الحسابات السياسية  الوطنية من جديد / سلطة ومعارضة / والى صياغة علاقة جديدة بين الدولة والمجتمع , واصلاح الخلل فى هذه العلاقة , التى امتدت الى عقود طويلة خلت .
لقد اثبت التاريخ , ان الاحكام العرفية وقانون الطوارىء لم تعفينا , لم تحمينا , لم تمنع الهزيمة الكبرى عام 1967 وما تلاها من هزائم بل كانت السبب المباشر لهم , وهى التى ادت الى تهميش الشارع العربى والسوري تحديدا وتفتيت اللحمة الوطنية ونهب الثروات الوطنية , نهب  الوطن وتعميم الفساد وتخريب الاقتصاد الوطنى وتخريب الذمم, وهيأت ارض خصبة للتدخل الخارجى . لهذا وجب العودة الى ا لمجتمع واعادة الاعتبار للقوى السياسية وعودة المجتمع الى السياسة لتصبح رافعة فعلية فى المواجهة المحتملة والاكيدة للغزو القادم الذى تقوده الولايات المتحدة  والذى لن يوفر احدا كما اثبتت الايام القليلة الماضية .
ان الهروب الى الامام من الاستحقاقات الداخلية والمطالب الداخلية الملحة عبر تقديم تنازلات , الكثير من التنازلات للخارج على حساب الحاجات الوطنية والقضايا الوطنية المصيرية , لن يجدى نفعا فى المستقبل وانما المطلوب الان سوريا كلها ارضا , وثروات , وموقع , كما ان دفع الازمة الى الامام ومحاولة درء الرماد فى العيون , وطمر الراس فى الرمال , على طول الخط دون ان يلوح فى الافق اية بادرة او مؤشر لمواجهة ما هو خطير وقادم , لذا نرى ان النظام فى سوريا مطالب فى هذه الظروف قبل اية فترة اخرى الى الانفتاح السياسي ومد الجسور مع القوى السياسية على مختلف مشاربها , فى الداخل والخارج , من اجل ترميم ما يمكن ترميمه قبل ان يسبقنا الزمن للخروج من المأزق الصعب الذى تعانيه المنطقة وسوريا بالتحديد الان وان تبادر الى المصالحة الوطنية واحدى مقدماتها الاساسية هو الافراج عن كافة المعتقلين السياسين دون شروط مسبقة كبادرة حسن نية ومفتاح للعمل الوطنى المستقبلى وتفويت الفرصة على الاخرين للدخول من هذا الباب  حتى لا تكون عامل ضغط من قبل الولايات المتحدة على بلدنا سوريا .كما لم يعد مقبولا وطنيا وسياسيا واخلاقيا على الابقاء على المعتقلين السياسين فى السجون والعالم كله يموج  فى تحولات خطيرة تكون محصلته افساح المجال للهيمنة الامريكية العسكرية على المنطقة . كما لم يعد مقبولا ان يغلق النظام عينيه ويصم اذنيه على المسالة الوطنية والمصالحة الوطنية وما تتطلبه من تحسين البيت الداخلى لمواجهة الاحتمالات الخطيرة القادمة  .
لهذه الاسباب دعا مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية الى انشاء لجنة خاصة مستقلة ومن خلال الإتصال بمجموعة من العاملين فى مجال حقوق ا لانسان والحقوقيين والمعتقلين وأهاليهم فى الداخل والخارج من سوريا لتفعيل هذه اللجنة وتحديد مهامها التى جاءت .
مهمات اللجنة
- -        شن حملات عربية ودولية للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في السجون السورية وعن السجناء السوريين من أبناء الجولان المحتل وعن المعتقلين السياسيين السوريين في بلدان العالم.
- -             العمل على محاسبة الجلادين والمسؤولين عن جريمة التعذيب في مراكز التحقيق السورية.
- -        المطالبة بتعويضات مادية ومعنوية لكل المعتقلين السياسيين.
- -            المطالبة بإعادة الحقوق المدنية لكل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الضمير.
- -            النضال من أجل قيام مركز لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب والسجون في سورية.
 
 
ارام كربيت (الناطق الرسمي بأسم لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في سورية)
 

 

#ارام_كربيت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات