أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي المقري - لمناسبة الحديث عن الحوثية والإمامة في اليمن : من قرأ منكم محمد يحيى عزّان؟















المزيد.....

لمناسبة الحديث عن الحوثية والإمامة في اليمن : من قرأ منكم محمد يحيى عزّان؟


علي المقري

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 11:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف يمكن الحديث عن الحوثية والحوثيين وما يُنقل عنهم من قول في الإمامة ، ولا يتم التطرق أو العرض ، أو حتى الإشارة إلى ما قام به الأستاذ المفكِّر محمد يحيى سالم عزان من بحث وتحليل ونقد في هذه المسألة.
هل طبول الحرب ،كعادتها ، تخنق صوت العقل، فيصبح لا مجال لصاحب فكر، أو رأي حر ، ينشد الحياة لا الموت؟.
أم أن صاحب هذا الفكر ملازم صمت ، لكي لا يصبح ، وسط ضجيج طبول العقول ، مستهدفا بالتهمة و محاسبا، في النتيجة ، عليها؟.
وهو أمر أدى بمحمد عزان الباحث المتميز إلى السجن ،أثناء المواجهة الأولى مع الحوثيين ، بتهمة انتمائه السابق إلى جماعة الشباب المؤمن ، التي كانت قد تأسست مع حسين الحوثي .
وطبعا، لم يجد من أدخلوه السجن فرصة للبحث عن عزان ، واكتفوا بما وصلهم من خطف قول في تقرير مكتوب على عجل ، أو ما يشبه.
بل أنهم ، ربما، لم يجدوا الوقت للاعتذار له ، وتعويضه عن مكوثه عدة شهور في السجن بتهمة الانتماء للأفكار الحوثية ، كما يقولون.
لم أتعرف على عزان شخصيا حتى الآن لأعرف إذا كان قد تلقى اعتذارا ،ومعرفتي به تقتصر على قراءتي لكتبه التي اشتريتها من المكتبات في صنعاء ،و متابعتي محنته الغير مسبوقة . فبعد أن خرج من السجن تحدث إلى الصحافي القدير جمال عامر (في صحيفة "الوسط") ،وصرح بما يعتقده ، وما يتوافق مع شخصية الباحث والمفكر التي عرفناها فيه، من خلال مؤلفاته . إلا أن أحدهم ، ويبدو أنه مناصر للحوثية ، قام بالتعقيب عليه والانتقاص من حقه بأن يكون مفكرا حرا مستقلا ،فأعتبر تصريحاته تراجعا و من أثر ضغط السجن عليه ، واصفا إياه بالمتخاذل ، وهو ما لا يليق بمخاطبة عالم محترم بمكانة عزان.
فهل تساوى السجان مع مَن سُجن بتهمتهم في عدم معرفة من هو محمد يحيى سالم عزان؟.
لعزان مؤلفات وأبحاث كثيرة إلا أن ما لدي من كتبه هي : (( قرشية الخلافة: تشريع ديني أم رؤية سياسية))، ((حديث افتراق الأمة تحت المجهر))،((الصحابة عند الزيدية))، وكتاب حققه ((حوار في الإمامة)) ، وكتاب شارك فيه ((حوار حول المطرفية)).
وقراءة عناوين كتبه تكشف لنا مكانة بحوثه ، والتي هي في مواضيع شائكة ، خاصة في ظل الأطروحات المتعصبة التي ينتقدها عزان.
في كتابه (( قرشية الخلافة: تشريع ديني أم رؤية سياسية)) يقدم رؤية بحثية معمقة من مجتهد زيدي مستنير، وهو إذ يستعرض الإشكالية من كل جوانبها التاريخية والدينية متبينا ((أن ما يذكر من أحكام وتفريعات في شأن الخلافة توصف أحيانا بأنها شرعية ؛ لا يتجاوز كونها اجتهادات غير ملزمة إلزاما شرعيا لا يجوز الفكاك عنه، ولهذا تجد أن أكثر علماء الأمة متفقون على أن معظم مسائل الإمامة ظنية لا يترتب على الاختلاف في شيء منها تكفير أو تفسيق)).، وأمر الحكم ليس مرهونا بالخلافة والإمامة، حسب شروط النسب الموضوعة في الأحاديث الضعيفة ،بل هو (( متروك للأمة يختار كل مجتمع ما يناسبه ، ويتحقق به صلاحه وصيانته ، لاسيما وأن الأزمنة والظروف دائمة التبدل والاختلاف)).
ويبحث عزان في كيفية تطور مفهوم نسبة الخلافة لقريش من اجتماع السقيفة وما صاحبه من أحداث ، إلى الأمويين والعلويين، ثم العباسيين ، وإدعاء كل فريق أنه المعني بالخلافة.
ويبين بالدراسة والتحليل وجهة كل فريق ومنطلقه آخذا المنهج النقدي في تناوله، ومتكئا على مواقف وآراء المجتهدين كالأمام عزالدين بن الحسن والمقبلي والحسن الجلال والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى.
ويذهب عزان برؤية حديثة إلى نقد ابن خلدون في مقدمته التي يرى فيها (استقامة الأمور بالعصبية) معتبرا كلامه ((لا يتجاوز كونه تبريرا لما حدث من احتكار الخلافة من قبل قريش باسم الدين)).
وفي الكتاب الذي صدر عن مركز التراث والبحوث اليمني (2004) الذي يرأسه الأستاذ زيد بن علي الوزير يخلص المؤلف إلى ((أن اشتراط القرشية في الخليفة كان مجرد رؤية فرضها واقع معين، وعندما راقت الفكرة للبعض طلبوا لها الشواهد الشرعية ثم قدمت ضمن فقه السير كواحدة من المسائل الشرعية ، رغم ضعف أدلتها وبعدها عن المقصود)). ويبين(( أن الخلافة حق لكل صالح قادر إذا اختاره المجتمع وفوضه في إدارة شؤونه، فإذا قصر في أداء واجبه أو لم يتمكن من القيام بمسئوليته كان للناس أن يعزلوه ويختاروا سواه)).
هذا المنهج وهذه الرؤيه ، مضى بهما عزان في تحقيقه وتقديمه لكتاب ((حوار في الإمامة)) الذي ينشر فيه مخطوطة هامة حول الإمامة للإمام عزالدين بن الحسن (ت 900هـ)وردود عليها من قبل علماء معاصرين له: عبدالله بن محمد النجري، علي بن محمد البكري ، صارم الدين بن إبراهيم الوزير ، إضافة إلى تعقيب الإمام عز الدين عليهم.
وفي مقدمة الكتاب الذي صدر (2003)عن مركز التراث والبحوث اليمني ،أيضا ، وهو الناشر والراعي لمؤلفات عزان، يدعو المحقق المنحاز إلى رؤية الإمام عز الدين الاجتهادية (( المهتمين بنظرية الإمامة بمختلف توجهاتهم إلى البحث الجاد في أصول النظرية وظروفها وتاريخها بإنصاف وتحرر من ضغط الموروثات المذهبية وتقديس الأسلاف ، لعل الأمة تنهض إلى ما يحييها مستفيدة من تجارب الماضين وما توصلوا إليه ، لا أن تكبل نفسها بقيود مسلمات أنتجتها ظروف ومتغيرات مضت وانقضت ولم يعد لها وجود في حاضرنا)).
وإذا كان كتابه ((حديث افتراق الأمة تحت المجهر)) وكذلك كتابه ((الصحابة عند الزيدية)) لا يقلان في الأهمية عن سابقيهما ،فإنه في كتاب (حوار عن المطرفيه) يشارك في سجال فكري متميز، مع زيد بن علي الوزير من جهة والحوثي الأب من جهة ثانية ،عن هذه الفرقة الزيدية التي تعرضت للتكفير ، ومن ثم الإبادة ، وهي الفرقة التي قال الشاعر الراحل أحمد محمد الشامي لو أنها بقيت لكان اليمنيون أول من أرتاد الفضاء.
ووقف عزان مع الصف الداعي إلى رد الاعتبار للمطرّفية ، فرد على الحوثي اتهاماته لها، وتبريراته لما حصل لها من تنكيل وإبادة!.
ولا يمكن لنا ، من خلال هذه الإشارات القليلة ، أن نبين أهمية فكر عزان ونتاجه المعرفي في سياق الفكر الزيدي،والإسلامي عامة، وكذلك تقديمه لأبرز مجتهدي الزيدية في قضاياهم التنويرية الهامة ، إلاّ أنه يمكن القول أن الأمل كان بخروج سجال محمد عزان مع الحوثيين إلى فضاءات الفكر العربي والإسلامي كدليل على عافية الثقافة في اليمن وتطورها،بدلا من صوت التعصب والتطرف والاقتتال ، ومحاولات إلغاء الآخر التي لا جدوى منها.



#علي_المقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر اليمني علي المقري: أن تكتب فلابد أن تقدم برهانا على أ ...
- اسمي (فاطمة) وأعرف ماذا يعني هذا الاسم لكم: حوار الثقافات في ...
- ......الجزيرة) والحاجة إلى صحيفة ممنوعة أو شبه)
- آمنة النصيري في معرضها الجديد: جمر الألم يتهيأ للانقضاض
- دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)
- دروس خصوصية في الحرية
- لنتضامن معه:حكم بالسجن 4 سنوات على مدون مصري وأهله يتبرأون م ...
- في نظرتهم إلى الأخدام:هل اليمنيون عنصريون؟
- هل سيوقع جلال طلباني حُكم إعدام صدام حسين؟
- طاش ما طاش..وهج تنوير وحرية
- ترميمات


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي المقري - لمناسبة الحديث عن الحوثية والإمامة في اليمن : من قرأ منكم محمد يحيى عزّان؟