|
صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 14
علي الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 11:10
المحور:
سيرة ذاتية
(14) مع بداية العام الدراسي الجديد (1997) وانا بعد لم احصل على وثيقة المهاجرين دلني احد الطلاب من الذين يسكن في نفس البناية التي اسكنها الى طريقة سهلة وبسيطة ازور من خلالها وثيقة المهاجرين وهي طريقة عملَ بها الكثير من الطلبة واستطاعوا عبرها الانضمام الرسمي الى الحوزة وسهل ذلك عدم انتباه الايرانيين لهذه الطريقة .. يتم تزوير الوثيقة بشكل بدائي جدا عن طريق تصوير نسخة لاي وثقة رسمية يتم اولا إزالة البيانات القديمة وادخال البيانات الجديدة مع صورة ايضا ثم تستنسخ النسخة المزورة لتخرج النسخة الثانية وكأنها مصورة عن الاصلية وبعد ذلك ترفعها مع ملف طلب الانتساب والقبول .. رفضت للوهلة الاولى اقتراح الزميل مستهجنا ممارسة التزوير خصوصا وانا اريد ان اكون رجل دين في المستقبل !!، لكن وبعد تفكير وتامل خلصت الى انها الطريقة الوحيدة والواقعية في ايران التي تضمن لي حياتي العلمية والاقتصادية معا . أصغيت بعد ما رفضت أولاً الى ما اقترح عليّ هذا الطالب بوصفه إقتراحا لا بديل له وقمت (وبمساعدته) بتزوير الوثيقة وأرفقتها مع اضبارة الانتساب ثم قدمت طلبا الى المركز الرئيس للحوزات في قم ارجوا فيه قبولي طالبا رسميا في الحوزة العلمية ... طالبني مسؤول القبول بالوثيقة الاصلية فوعدته اني سآتي بها لكن حال سفري الى المخيم لان وثيقة التزوير كانت تشير انها صادرة عن مخيم اشرفي اصفهاني في جنوب ايران .. وافق المسؤول !! . وهكذا تاكدت من اجتياز مرحلة تقديم الطلب ومن ثم شاركت بامتحان القبول وهو شرط القبول الرسمي وبعد الامتحان صرت انتظر اليوم الذي سيتم فيه اعلان النتائج والقبولات وبمرور اكثر من شهر وجدت اسمي موجودا في ليستات القبول المعلقة على لوحة اعلانات المركز عندها طرت فرحا وندمت على ان التزوير فاتني في السنة الماضية !!. بعد القبول بدأت الدوام الرسمي في حوزة من حوزات قم الدينية وهي دائرة العلوم الاسلامية التابعة للشيخ فاضل المالكي وهي من الحوزات المعترف بها لدى المركز الرئيس للحوزات العلمية وفيها شرعت بالحضور بنحو منتظم وقد سرني (في البداية ) كثيرا ما وجدته في هذه الحوزة من إنضباط اداري قلما تجد له نظيرا في غيرها من الحوزات .. لكن اكتشفت انه مجرد انطباع اولي نتيجة فرحة الانضمام التي انتظرتها كثيرا وبعد مرور شهر واحد فقط بدأ الضجر وعادت الصورة النمطية للحلقات الدرسية التي كنتها احضرها في هذه الحوزة او تلك قبل الانضمام الرسمي الى الواجهة وربما اكثر خصوصا مع درس (الاخلاق ) وكتاب منية المريد وهو كتاب اخلاقي قديم يدرس فيه الطالب السلوك الذي ينبغي ان يكون بين الطالب والاستاذ .. العلاقة التي يراد لها ان تكون بين الطالب والمدرس من خلال دروس هذا الكتاب وجدت انها مذلة ومهينة للطالب لانها تنزل المدرس منزلة الرب والإله والطالب بمنزلة العبد الذي لا يحرك ساكنا الا بإشارة من مدرسه المستبد.. في هذا الدرس حصل اول احتكاك بيني وبين المدرسة عن طريق مدرس المادة المقرب من المالكي الذي دخلت معه في نقاشات حادة حول بدائية الكتاب وخلوه من القيمة الاخلاقية التي يجب ان تكون بين المدرس والطالب وفق مقاييس العصر وليس بناءا على مقاييس مؤلفه المترهلة والعتيقة بقياس هذا الزمن.. نقاشات حادة افرزت شكوى الى الادارة من المدرس باتجاهي وغياب عن الدرس من قبلي .. ايضا حصلت احتكاكات بيني وبين مدرس الفقه والمنطق لا تقل حدة عن درس الاخلاق لكن هذه المرة حول عدم تمكن المدرسين من المادة وافتقارهم الى الكفاءة في تدريس المادتين في هذه الاجواء التي ادخلتني في مشكلة مع ادارة المدرسة ومديرها وبين مد وجزر اقترب موعد الامتحانات النهائية ... وبالصدفة قرات اعلانا في المركز الرئيس للحوزات يحدد موعد امتحانات طلاب الخارج (غير المرتبطين باحدى الحوزات من ناحية الحضور اليومي ) ومع اني غير مشمول بهذا الاعلان لكن خطرت لي فكرة بعد ان تأكدت ان درجات الامتحان الخارجي سترفق في ملف الطالب دون تدقيق مسبق بانتسابه الى احدى الحوزات ، وجدتها فرصة للمشاركة وللعبور من مرحلتين دراسيتين كنت قد درستهما عبر الكاسيت عام 96 فقررت أن أشارك في امتحانات المرحلة الثانية وإخفاء الامر عن مدرستي وإلا سأعرض نفسي للفصل وهكذا نجحت في امتحانات المرحلة الثانية وامتحانات المرحلة الاولى في مدرستي في الآن نفسه . لكن حتى اكون طالبا في المرحلة الثالثة يفترض بي ان انتقل الى مدرسة اخرى بعد ما آتي بدرجات الثانية من المركز الرئيس مرفقة مع الاولى من المدرسة وهكذا سأنجح في الانتقال الى الثالثة وإلا سأكون إن بقيت في المدرسة ذاتها في المرحلة الثانية لذلك طلبت نقلا من مدرستي الى مدرسة اخرى وهكذا نجحت في العبور اليها .
#علي_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم13
-
صدى الغربة في ايران ... يوميات حالم12
-
صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 11
-
صدى الغربة في ايران... يوميات حالم 10
-
صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 9
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 8
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 7
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 6
-
صدى الغربة في ايران 5
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 5
-
صدى الغربة
-
صدى الغربة في ايران ..يوميات حالم 3
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم 2
-
صدى الغربة في ايران يوميات حالم
-
الزنديق بوصفه اكثر الالفاظ إثارة في العقل الاسلامي
-
المرأة العراقية والدعوة الى تحررها وسفورها
المزيد.....
-
بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
-
فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران
...
-
مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو
...
-
دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
-
البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
-
ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد
...
-
بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
-
مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
-
مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو)
...
-
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|