|
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيداالجزء الخامس:.....2
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:56
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
إهداء:
إلى زوجتي،وأم أولادي:لطيفة،التي تناضل من أل حقوق المرأة،
إلى كل امرأة ناضلت من أل أن تصون كرامة بنات جنسها.
إلى كل امرأة باعتبارها أما، وأختا وزوجة، وبنتا، تحرص على أن تنال تقدير الناس لها.
إلى فاما التي تستحق تقدير الشعب المغربي لاختيارها اعتناق قضاياه الكبرى بدل الانزواء في بيت الزوجية حتى ماتت.
إلى الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة.
من اجل مواجهة جحافل الظلام.
من اجل امرأة بكافة الحقوق في جميع أنحاء العالم.
علاقة المرأة مع نفسها:.....2
4) وهي تلجأ إلى التعامل مع نفسها على أنها مجرد سلعة، عندما تتأثر بأيديولوجية البورجوازية الليبرالية، أو بإيديولوجية البورجوازية التابعة، أو حتى بأيديولوجية البورجوازية الصغرى. فلا تصير مهتمة بإنسانيتها، التي كانت هدفا لتخليصها من مجرد كونها متاعا، بقدر ما تهتم بجسدها الذي تعمل على عرضه في السوق كبضاعة، لا فرق في ذلك بين كون المرأة متزوجة، أو غير متزوجة، بكرا أو أرملة، أو مطلقة. وهي عندما تسلع نفسها، إنما تنطلق من أن الرجل الذي يستهلك بضاعتها أفضل منها، وأقدر على امتلاك تلك السلعة، إذا دفع أكثر، بصفة مؤقتة، أو بصفة دائمة والرجل كذلك عند ما يتعامل مع المرأة في ظل المجتمع البورجوازي من هذا المنطلق، فإنه لا يعيرها أي اهتمام، ولا يسعى إلى احترامها، ولا يعترف لها بحقها في أن تفعل بنفسها ما تشاء، سواء كان ذلك الرجل زوجها، أو أباها، أو أخاها، أو ابنها، أو عمها، أو خالها، أو أي قريب آخر. ومن هذا المنطلق، فالمرأة باعتبارها نفسها سلعة، تصير معرضة لكافة الأخطار المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. ولا أحد يستطيع أن ينقذها من تلك الأخطار، إلا استحضار إنسانيتها في ممارستها هي، أو في ممارسة الرجل على السواء. وقد يوجد في المجتمع البورجوازي من لا يزال يعتبر المرأة متاعا، فيسعى إلى الحفاظ عليها، لكون بقايا الإقطاع، و لفكر الإقطاعي، والإيديولوجية الإقطاعية، لازالت متواجدة ضمن التشكيلة الاجتماعية للرأسمالية. وهذه الرؤيا، باعتبارها ماضوية، لا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الرؤيا التي تجعل المرأة تسلع نفسها، بقدر ما يدفع ذلك في اتجاه المزيد من التسليع، وقد يوجد من يسعى إلى جعل المرأة تستحضر إنسانيتها، بسبب وجود ميل من قبل البورجوازية الصغرى إلى اعتناق مضامين المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، أو إلى اعتناق إيديولوجية الطبقة العاملة، مما يجعل المرأة ترفض هذا التوجه، لوقوعها ضحية للبورجوازية بأصنافها المختلفة، فتصر على الاستمرار في تسليع نفسها باعتبار ذلك التسليع وسيلة للحصول على الأموال التي ترغب فيها.
5) والمرأة، كذلك، تقبل بأن تصير عورة، يجب سترها، وتعمل، في نفس الوقت، على ستر نفسها، وبالتصورات التي تملى عليها، والتي تختلف من بلد إلى بلد، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تبعا لاختلاف تأويلات مؤدلجي الدين الإسلامي، بسبب اختلاف المصالح التي يسعون إلى تحقيقها.
والمرأة عندما تقبل بنفسها عورة، فلأنها تريد أن تحمي نفسها من الكوارث التي قد تصيب مصيرها، لمداراة مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يؤولون كل النصوص الواردة في القرءان، وفي الحديث لصالحهم، حتى وإن كانت واضحة، ولا يشوبها أي غموض، كما هو الشأن بالنسبة لما ورد في القرءان: "قل للمومنين يغضوا من أبصارهم، و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمومنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"... الآية، فهم لا يعورون الرجل، من خلال هذا النص بقدر ما يعورون المرأة، مع أن المرأة مخاطبة كما يخاطب الرجل، وبصيغة المضارع "يغضوا – يغضضن"، غير المرتبط بلام الأمر، وهو ما يعني أن يفيد النصيحة، وحتى الزيادة الواردة فيما يخص الخطاب الموجه إلى المرأة، إنما يرتبط بخصوصيتها التي لا تعني أبدا أنها عورة، بقدر ما تعني أنها تساهم في بناء المسلكية العامة السليمة في المجتمع، حتى لا يتحول إلى مجال لإشاعة الأمراض الاجتماعية؛ لأنها هي المعنية الأولى بإعداد الأجيال، إعدادا تربويا جيدا، كما يدل على ذلك ما ورد في الحديث: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك. قيل ثم من؟ قال أمك. قيل ثم من؟ قال أمك. قيل ثم من؟ قال أبوك"، ولا يمكن أن نجد نصا صحيحا في القرءان، والحديث، يدل على أن المرأة عورة، وهو ما يعني أن هذا المفهوم هو من اختلاق مؤدلجي الدين الإسلامي، من أجل تعطيل نصف المجتمع، وشل قدراته المختلفة، التي يمكن أن تساهم في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
والمرأة عندما تقبل كونها عورة، فلأنها تفقد قدرتها على الإبداع، والمقاومة بسبب الإرهاب المادي، والمعنوي الذي يلحقها باستمرار في الحياة العامة، وفي الحياة الخاصة. ولتحريرها من عقدة القبول بكونها عورة، لابد من العمل على إطلاق قدراتها الإبداعية، حتى تمتلك الشجاعة الكافية لرفض اعتبار نفسها عورة، ونبذ التأويلات المغرضة التي تعمل على تحريف حقيقة الدين الإسلامي، الذي كرم المرأة كإنسان، كما كرم الرجل كانسان.
6) والمرأة عندما تقبل بالدونية، كمصير يستهدفها، عن طريق تسليع نفسها، أو عن طريق اعتبار نفسها متاعا يجب حفظه، أو عورة يجب سترها، فلأن التربية العامة للمجتمع تسير في هذا الاتجاه، ولأن العادات، والتقاليد، والأعراف، تكرس تلك الدونية، وتجعل منها أمرا مفروضا قبوله، من قبل المرأة، وإلا فإنها ستزداد احتقارا. وتزداد إهانة من قبل جميع أفراد المجتمع، وستهضم حقوقها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تذعن لإرادة الرجل، ولما تقتضيه العادات، والتقاليد المتخلفة، والجامدة، وبحكم القوانين غير المتلائمة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحتى تنبذ المرأة قبولها بدونيتها، فإن على المنظمات الحقوقية الخاصة بالنساء، والمنظمات الحقوقية العامة، العمل على جعل المرأة تمتلك الوعي بحقوقها العامة، والخاصة، حتى تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها، و تتمسك بحقوقها، وتعمل على ممارسة حريتها، واستقلاليتها عن الرجل على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، وتحرص على ملاءمة القوانين المحلية، مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وبحقوق المرأة بالخصوص، لإرغام العادات، والتقاليد، والأعراف، على التحول، والتطور، من استيعاب المرأة الإنسان، بدون دونية، و بكامل الحرية، و بدون تبعية للرجل، في أفق بناء مجتمع جديد، يعتبر الدونية التي تفرض على المرأة تخلفا، وجريمة، وانتهاكا جسيما يرتكب في حق المرأة.
7) وبسبب الدونية المفروضة على المرأة، فإنها لا تعمل على تحرير نفسها من أدلجة الإقطاعيين، ومن أدلجة البورجوازيين، ومن أدلجة مؤدلجي الدين الإسلامي التي تعتبر، بالنسبة إليها، كقضاء، وقدر، و اعتبار القضاء، والقدر جزءا من استكمال الإيمان بالدين الإسلامي. فكأن العمل على التمتع بالحرية من قبل المرأة يعتبر كفرا، وإلحادا، وخروجا عن الدين، وسعيا إلى خراب المجتمع الإنساني. ومجتمع المسلمين بالخصوص، في كل بلد من البلدان ذات الأنظمة التابعة، كما يتصور ذلك حاملو الإيديولوجية الإقطاعية، والبورجوازية بكل تلاوينها، والعاملون على أدلجة الدين الإسلامي.
فحاملو الإيديولوجية الإقطاعية، يعتبرون ممارسة المرأة لحريتها خروجا عن الدين، وعن القانون، وعن العادات، والتقاليد، والأعراف التقليدية المتخلفة، التي تكرس دونيتها، واعتبارها مجرد متاع. ولذلك نجد أن حاملي هذه الإيديولوجية المتخلفة، يسعون بما توفر لديهم من إمكانيات مادية، ومعنوية، إلى الضغط من أجل اعتبار المرأة مجرد متاع، لأجل تعطيل نصف المجتمع، والعمل على أن تصير المرأة مساهمة بقبولها بما تقتضيه الإيديولوجية الإقطاعية، في خدمة المصالح الإقطاعية، بامتناعها عن السعي إلى ممارسة حريتها.
وحاملو الإيديولوجيات البورجوازية المتنوعة، يسعون، باستمرار، إلى جعل المرأة تعتبر نفسها متاعا، حتى تساهم في خدمة المصالح البورجوازية المتنوعة. لأن سعي المرأة إلى التخلص من تسليع نفسها، يفرض التخلص من الإيديولوجية البورجوازية، ومن خدمة المصالح البورجوازية، وهو أمر لا يرغب فيه حاملو الإيديولوجية البورجوازية المتنوعة. ولذلك نجدهم يوظفون كل الإمكانيات المتوفرة لديهم، لجعل المرأة تستمر في تسليع نفسها، وتبالغ في ذلك، لتزداد البورجوازية اطمئنانا على مستقبلها.
وحاملو الإيديولوجية المنبثقة عن أدلجة الدين الإسلامي، يعملون باستمرار، على أن تستغرق المرأة في اعتبار نفسها عورة، لتزداد بذلك استفادتهم من أدلجة الدين الإسلامي، عن طريق فرض الاستبداد على المجتمع، الذي يصير أمره بيدهم مستقبلان يفعلون به ما يشاءون.
والمرأة التي تعتبر نفسها عورة، ليست إلا قنطرة ووسيلة للوصول إلى فرض الاستبداد بالمجتمع.
والمرأة عندما تقع تحت طائلة هذه الإيديولوجية، لا تسعى أبدا إلى العمل على تحرير نفسها، ولا ترغب في تخليص نفسها من الإيديولوجيات المكرسة لدونيتها، لوقوعها تحت طائلة تلك الإيديولوجيات من جهة, ولعدم قدرتها على مواجهة حاملي تلك الإيديولوجيات من جهة أخرى، ولعدم امتلاكها وعيها بضرورة حريتها، ولعدم تحقيقها لحريتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية من جهة ثالثة. لتبقى ضحية تلك الإيديولوجيات إلى حين.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ريادة المرأة، أو الأمل الذي لازال بعيدا الجزء الخامس.
...
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....20
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....19
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....18
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....17
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....16
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....15
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....14
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....13
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....12
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....11
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....10
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....9
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....8
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....7
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....6
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....5
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....4
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....3
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....2
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
/ جهاد علاونه
المزيد.....
|