أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - لطيفة الحياة - عار عليك يا مصر/بالأمس محنة ابو زيد واليوم نوال السعداوي














المزيد.....

عار عليك يا مصر/بالأمس محنة ابو زيد واليوم نوال السعداوي


لطيفة الحياة

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:57
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


متى ستتوقف مهزلة التكفير هذه؟ متى سنرفع الوصاية على العقل؟ متى سنعي أن الأصل في الإنسان هو الاختلاف وليس النمطية التي هي سمة منتجات المصانع والمعامل؟ متى سنعي أننا مهما تفاعلنا مع النص المقدس فلا يمكننا الثماه معه؟ إلى متى ستظل العقول الجامدة تحاكم العقول الحية؟ هل من حق فرد أو جماعة أو مؤسسة أو فكر احتكار الدين؟هل من حق بشر أن يتأله ويحاكم الناس؟
مازلت أتذكر جلوسي أمام الدكتور ناصر حامد أبو زيد في ندوة دولية بالمكتبة السعودية بمدينة الدار البيضاء، إذ كان يتحدث فكنت أنا أتساءل بيني وبين نفسي: ترى ما ذنب هذا الرجل؟ ما لذي قاله حتى تلفظه مصر من أحضانها؟ لماذا تطرده مصر بينما أكلف أنا سفرا ووقتا وجهدا ومصاريف لألحق الندوة واستمع إليه؟ لماذا يقبل على المغرب من هولندا ولا يقبل عليه من بلده الأم مصر؟ ما الذي قاله الرجل ليستحق التكفير؟ ومن يكن مكفريه بل، ماذا قدموا للفكر؟ ومن بوأهم منصب التكفير هذا؟
فإذا، كان نصر حامد أبو زيد كفر من داخل الجامعة، وبدأت محنته من بين أسوارها فماذا ننتظر إذن، من بلد تنكرت فيه الجامعة لدورها الحقيقي، وتخلفت عن دورها القيادي في المجتمع؟ إذا كانت الجامعة المصرية كمناخ يفترض فيه احتضان الاختلاف والتنوع الفكري هي نفسها من تزعمت لغة التكفير فرحمة الله عليك يا مصر ويا مصريين ويا عرب. إذا لم تستطع الجامعة المصرية أن تضمن لمن يتكلم من داخلها حرية التعبير فهل يضمنها له من كان خارجها وبعيدا عنها؟ إن الجامعة التي تقبل أن يكون بين أحضانها مكفرة للناس فأكيد أنها لن تخرج للمجتمع إلا جيوشا من المكفرين الأوصياء على الدين. إذ لا يمكن أن نقطف تفاحا من شجرة الزيتون ولا زيتونا من شجرة التفاح؟
أعتقد انه بعد محنة الدكتور نصر حامد أبو زيد، والتي كانت وصمة عار في جبين الجامعة المصرية بل، وكل المؤسسات والمنابر والوزارات التعليمية في مصر لا يمكن أن يفاجئنا ما يحصل للدكتورة نوال السعدواي اليوم. فمصر التي شهدت ولادة فكر النهضة وحَضَنَت كبار كتابها ليست هي مصر نفسها التي تطارد عقولها وتحاكمهم وتبلغ في أحكامها عليهم حد التكفير والردة والطرد من جغرافيتها. هذه، مصر التي تصفق لعمرو خالد وما يمثله من مد ثقافي تحاكم نصر حامد أبو زيد وتطارد نوال السعداوي. هذه مصر التي انطلق منها يوما عمروا خالد ليلمع صورة المسلمين لدى الدانمركيين والعقل الغربي عامة -بشأن ضجة الرسومات- هي نفسها بلد أبو زيد الذي يعيش بهولندا مع زوجته، وهي نفسها بلد نوال السعداوي التي غادرتها الآن في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية. فعن أي حوار يتحدث عمروا خالد؟ وأي صورة سيلمع أمام من يحتضن عقوله الحية ويحتضنهم في وقت لم تسع صدور بلدانهم وإخوانهم آراءهم المنفتحة؟ فما الذي تغير فيك يا مصر حتى صرت تطبلين لعمروا خالد وتطاردين نوال وتكفرين أبو زيد؟ لماذا تراجع المد الحضاري فيك؟لماذا هان عليك أبناءك ومازالوا يهونون؟
إن استمرار بقاء أبو زيد في هولندا بعيدا عن بلده وهروب نوال إلى الولايات المتحدة لأهم مؤشر عن الوضع المتردي الذي بلغته مصر والثقافة المصرية بل، الثقافة العربية عامة. مؤشر على أن الشعوب العربية أسلمت رقابها للجهل والتخلف حتى خنقها تحالف قوى الاستبداد السياسي والكهنوت الديني. مؤشر على أن البحث العلمي في بلداننا العربية مازال تحت وطأة الإيديولوجية. مؤشر على أن حرية الفكر والتعبير مازالت شعارات تحلق في سماء بلداننا ولم يآن الأوان لتنبث في أراضينا ونجني ثمارها. مؤشر على أن بين ظهرانينا من تأله فصار يعتبر نفسه وصي علينا وعلى عقولنا. مؤشر على انه وجب علينا التفكير في اللجوء السياسي قبل التفكير في إشكالات الفكر والثقافة الإسلاميين. مؤشر على أننا إما أن نتحرك من اجل إنسانيتنا جميعا وإما أن نصفق لهؤلاء وهم يخنقون حرياتنا.
إن رهان مساندة هؤلاء العقول وأمثالهم هو رهان مساندة الحوار والحرية والتعايش، هو رهان مساندة الإسلام الإنساني، رهان مساندة دين الإنسان الذي هو دين الله الذي سيظهره على الأديان جميعا،رهان المستقبل. فهؤلاء العقول لا ينقضون الإسلام من خارجه؛ ولكنهم ناقدين للفكر الإسلامي من داخل الإسلام، وبالتالي فقضيتهم ليست قضية دينية، ولكنها قضية سياسية في الجوهر، قضية نقد لفكر ديني حدث بينه وبين الاستبداد السياسي تزاوج تام فصار كلاهما يتقوى بالأخر، فلما تكلمت هذه العقول محاولة فتح كوة من الضوء ثارت حفيظة هذه القوى، فصارت تدافع عن مصالحها باسم حماية القران من التعسفات متناسية أن القران لا حاجة له بدفاعاتها وانه يحمل قوته بداخله.
القران بريء من أفعال هؤلاء، القران لا يقول بطرد الناس من بلدانهم وتكفيرهم، القران لا يطالب بختان الرجال حتى ينسب إليه ختان الإناث، القران لا يمنع أحدا من النقاش ولا يوقف أحدا عن التعبير، القران لا يؤسس لذكورية ثقافية ولا يضطهد انثى، القران ضد الإرهاب الفكري و التأله البشري، القران يدفع للنقاش ويشجع على السؤال ولا يخيفه أبدا، القران نفسه من يقول:"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". القران لا يعاتب أحدا بوزر غيره مهما كانت درجة القرابة بينهم، القران لا يصادر كتابا ولا يمنع طبعه ولا نشره. القران ابعد من سلوكيات هؤلاء مهما حاولوا التستر وراءه. فمن يتبع القران لن يصفق لجرائم هؤلاء ولكنه سيساند العقول الحية ويقف إلى جنبها ضد قوى الظلم والاستبداد والكهنوت الديني.



#لطيفة_الحياة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتي مع الحجاب /بين حصار القراءات السلفية وبراءة القرآن
- تأملات في سورة النساء- الحلقة الاولى-
- تاملات في سورة النساء/ على ضوء منهج ابراهيم بن نبي (تقديم)
- كيف سنحل اساطير الفرق والمذاهب الدينية؟
- مدخل للتعامل مع الكتب المقدسة
- أحقا كسفت شمس صبحي؟
- . النبي موسى وأسرار تربيته في القصر الفرعوني
- ماهية الوطن؟؟


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - لطيفة الحياة - عار عليك يا مصر/بالأمس محنة ابو زيد واليوم نوال السعداوي