البارونة رغـــــد...... وماذا بعد ؟؟؟

محمد علي الجعفري

الحوار المتمدن-العدد: 556 - 2003 / 8 / 7 - 03:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

كغيري من المشاهدين جلست متسمرا" أمام التلفاز لم تكن من عادتي متابعة اللقاءات التي تجريها القنوات الفضائية وخصوصا" أذا كان ذلك اللقاء مع مسؤول عربي أو شخصية من الشخصيات التي مللنا من رؤيتها  وسماع وعودها وكلامها المعسول والذي كما يقول أخواننا المصريون عنه : " كلام الليل مدهون بزبدة بيسيح في الصباح "  , ولكن هذه المرة كل شيء كان مختلف لم تكن الشخصية عادية او من تلك التي مللنا رؤيتها على الرغم من  أن ابيها  كان ظهوره على شاشة  التلفاز العراقي  كان ظهورا" غير أعتيادي بل وخرافي فخطبه وأقواله ولقاءاته كانت تبث على مدار الساعة  مما حدى بالكثير من العراقيين الى بيع اجهزتهم التلفازية او أغلاقها الى أشعار آخر .
فالأمس كان يوما" غير عاديا" لم تظهر البارونة رغد - وأسميها كذلك لأنها تذكرني بالبارونات الحقيقيات اللآتي ألفنا مشاهدتهن على شاشات التفاز في الأفلام الأجنبية – في  تلفاز أبيها الأ مرة واحدة او أثنتين على ما أذكر من سني عمرها الستة والثلاثين بل كانت هذه البارونة كاخيها قصي لاتحب أن تظهر كثيرا" على الملىء ولاكن تحب التحرك بالخفاء وكالأفعى التي تبحث عن فريسة تنفث سمها فيها .

لم تأتي لنا رغد بجديد عن عائلتها المنحطة الفاسدة  وعن مجتمعها المخملي فجميع العراقيين يعرفون تلك القصص بل وسئموها الى الحد الذي عندما تذكر سيرتهم  يشعر الكثيرون منهم بالغثيان والرغبة بالتقيء , الكل يعرف  من هوحسين كامل - أو كما يلقبه (  سعد السيلاوي ) مراسل العربية بالجنرال المرحوم -  ليس من طبعي النبش في القبور ووراء الموتى ولكن ليكن في علم  السيلاوي  وغيره أن هذا الجنرال لايعرف كيف يفك الخط ولايملك من الشهادات غير الأبتدائية وليس لي علم فيما أذا كان قد انهاها هي الأخرى أم لا , ولكن الرجل كان كثير التملق والأحتكاك بصدام وعائلته لدرجة انه تزوج ابنة الرئيس " البارونة رغد " وعلى هذا الأساس استطاع " جنرال قناة العربية " - الذي لم يدخل غمار الحرب ولم يشارك في معركة واحدة طيلة حياته العسكرية - تسلق سلم المجد الصدامي فما كان من  سيد العراق وحامي الحمى الأ ان يغرق زوج ابنته بالأوسمة والنياشين من حيث يدري  ولايدري ذلك الزوج السعيد , لقد كان الجنرال رجلا" عطوفا" حنونا" مع عائلته وأقرباه – كما تقول البارونة – وانا اقول لك ياسيادتي : صدقتي  ولكنه كان دمويا مع ابناء الشعب العراقي وهو مؤسس  فكرة المقابر الجماعية أبان الأنتفاضة الشعبانية المباركة ضد صدام ونظامه وهو من سرق الكويت عن بكرة أبيها  وهو من أهان  مقدسات الشيعة ومثل بقتلاهم , أوليس هو من وقف ونادى الحسين أبن علي في كربلاء  بأعلى صوته انا حسين وانت حسين فاخرج لي ان استطعت ..... كان هذا بعد أن  ضرب ضريح الأمام الحسين ( ع ) بالمدفعية  وفتح العديد من الثغرات في قبة الضريح .
 
 أما عن  العم  ( علي حسن المجيد ) فهو غني عن التعريف بما يملكه الرجل  من خبرات في عمليا ت الدفن الجماعي والأبادة الجماعية  بأحدث الوسائل والتقنيات مثل الكيمياوي والسلخ بالكهرباء وأحراق القرى بالطائرات  وغيرها من وسائل أجرامية أخرى يندى لها الجبين العربي لو كان هنالك من عروبة حقيقية ,  ويكفينا ذكر أسمه فقط كي نعرف من هو ( علي الكيمياوي ) ولا نريد الحديث عن الآخرين من أمثال السبعاوي ووطبان وبرزان  وربما عشماوي كذلك  وغيرها من الأسماء التي تحفل بها هذه العائلة التي حكمت بلاد مابين النهرين بالنار والحديد  .

العتب كل العتب على القنوات الفضائية وعرابيها فكيف يمكن أخراج  مجرمي ومصاصي دماء العراقيين واستقبالهم بكل ود واحترام  وكأن شيئا لم يكن , كم من شاب قد زج بالسجون وكم من شاب قد اعدم بسبب بنات صدام وكم من ارض ومزرعة وبيوت قد اخذت عنوة من ماليكيها بأمر من ساجدة وبناتها اللاتي يبكين دموع التماسيح اليوم , ثم يأتي ألينا السيلاوي وغيره ليلمع صورة جلادي العراق و( حرامية بغداد ) ويمهد لهم هو وغيره الطريق للأندماج بالمجتمع العراقي مرة اخرى !!! عجبا" أين كان هذا السيلاوي الذي لم ينبس ببنت شفة عن المقابر الجماعية التي يراها امامه يوميا" في العراق ولم يلتقي بأرملة شهيد قتله صدام ولا بسجين واحد كان مغيب عشرات السنين في دهاليز الظلام , فأين شرف المهنة والحيادية في العمل التي يتمتع بها هذا السيلاوي الذي يترحم على أيام صدام ونظامه البائد ويتمنى عودته الى سابق عهده كي يغدق عليه من أموال الشعب العراقي ردا" على الجميل الذي صنعه لصدام  بأيواء زوجته وبناته.

ولكن عش رجبا ترى عجبا !!!

كاتب عراقــــــي

 

#محمد_علي_الجعفري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات