|
عاشت المراة الاهوازية فی عِِِيدها العالمی
دلال الاهوازی
الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:56
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
لا يمكن بناء مجتمعا حر و ديمقراطي طالما المرآة ليست مشاركة في عملية البناء. فالمراة هي ركن الاسرة و نبض المجتمع. و قضية ضرورة مشاركة المرأة في صناعة المستقبل و بناء الاوطان اصبحت مسئلة مقبولة لدي الجميع و الكل يعترف و يويد هذه المشاركة. لكن المشاركة الحقيقیة لن تحصل الا اذا سلكنا الطريق الصحيح لتنفيذها. فرغم مضي عهودا من افتاح الساحة لتطور المراة الغربية و رغم مضي عهودا من تصويب شتي الاتفاقيات الدولية و الاقليمية حول الدفاع عن المراة و حقوقها الانسانية، نري ان المرآة الغربيه حتی الان لم تنال مكانتها الانسانيه. بل مازال دورها محصورا في مجالات تقليدية و مازالت تناضل من اجل العدالة و المساواة. و هذا الامر يبين لنا ان الاتفاقيات و القوانين وحدها لا و لن تستطيع ان تغير واقع المراه و مكانتها الا اذا تتخلص شعوب العالم من نظرة الدونية و الاحتقار اتجاه المراة و طاقاتها.
وطبعا لكل مجتمعا خصوصياته و ظروفه و وضع المرآة في اي مجتمع يختلف عن المجتمعات الاخري بسبب الاختلاف الثقافي و السياسي و المستوي الاقتصادي في تلك البلدان و هذه الاختلافات و التمايزات تحتم علي النساء سلك طروقا مختلفة لنيل الحرية و العدالة
المراة الاهوازية تعيش في مجتمع الذي في شتي المجالات يعاني من الفقر و الحرمان. من حيث مستوي التعليم فميوية الامية مرتفعة جدا في مجتمعنا. من حيث الاقتصادي فشعبنا فقيرا جدا و من حیث السیاسی و الاجتماعی فكل ما هو موجود، یدور فی حلقه واحده وهی برامج و مشاريع و سياسات التي حتي الان ما كان لها تاثير ايجابي علي وضعنا الثقافي.وطبعا حصيلة هذه الاوضاع و الظروف كانت تخلف المراة الاهوازية و ركودها.
اذن المحاور التي نريد ان نتطرق اليها في هذا المقال هي كالاتي:
من المسئول و المذنب عن تخلف المراة الاهوازية
عما نبحث في عملية تحريرالمراة الاهوازيه
من المسئول عن انقاذ المراة و تحريرها
الامرالذي نريد ان نشيراليه هنا هو ان تخلف المراة يسبب في تخلف المجتمع و تاخره وفی المقابل تطورالمراه و تحررها هو احدي علائم تطورالمجتمع و ترقيه لهذا يجب القول ان قضية تخلف المراة و الاهمال في حقوقها و مكانتها، هي مسئلة التي ترتبط بالرجل و المراة معا و ليس من الصواب اذ نفكر ان هذه القضية هي قضية ذات شان نسائي و يجب علي المراة ان تعالجها بمفردها. لان حينما نتكلكم عن تحريرالمراة فالمراد و المقصود من هذه العملية هو بناء مجتمع حرو متقدم و انساني الذي تحكمه العلاقات الانسانية
.فنحن حين نتكلكم عن تحرير المراة الاهوازية، مطلقا ما نفكر بمقايستها مع الرجل الاهوازي او تخلي المراة الاهوازيه عن القيم و التقاليد الايجابية و الانسانية. بل المنشود في عملية تحرير المراة الاهوازية، هو تحريرها من الانوثة التقليدية و السلطة الرجولية . نعم نريد ان نحررالمراة من كل المفروضات القبلية و العرفية التي لم تجلب حتي الان شيا للمراة غيرالاحتقار و الحاجة. و عملية تحرير المراة الاهوازية تختلف كثيرا عن تحرير باقي نساء العالم.لان المراة الاهوازية تعيش في ظروف خاصة .انها حالة صعبة جدا.و لهذاعملية تحرير المراة الاهوازيةعملية صعبة جدا لكن اذ نطمح بمستقبل مشرق و غدا زاهرفلابد من انجاز هذه العملية.وطبعا المراة هي التي يجب ان تقوم بهذا الامرو تفرض مطالبها الحقة و الانسانية علي المجتمع. و برايي من الخطا اذ نلوم الرجل الاهوازي كثيرا علي هذه الاوضاع فلرجل نفسه ضحية الظروف و واقعه، فكيف ننتظر منه ان يحترم حقوقنا الانسانيه و يناضل من اجلها و هو يظن ان هذه الحقوق تنافي حقوقه و رجوليته.
.یجب علی المراه فهم هذا الامر بان لا یمکنها ان تعیش حره و کما تشاء الا اذا ناضلت من اجل قیمها و مبادئها . یجب علینا ان نتجاوز حاجز الخوف و لا نخاف من ضحایا التخلف و الاستعمار.
لهذا اذ حقا كنساء الاهواز نبحث عن ايجاد تغييرا و تقدما في وضع المجتمع و وضع المراة يجب ان في بداية الامر نبين لانفسنا و لشعبنا اشكاليات الوضع الموجود و نقدم البديل المنشود في اذهاننا و بعد ذلك بكل اخلاص وشجاعه نقوم بتغيير هذا الواقع. نعم ما نحتاجها من اجل تحسين وضع المراة ،هي المثقفة الثورية، التي تمتلك الجراة و الشهامة للوقوف في وجه المرفوضات . ((المثقفة الثورية)) هي التي تستطيع ان تحرر نفسها و مجتمعها من القيم و التقاليد المنسوخه و تبث رائحة الامل و التفائل في نفوس الاهوازيين. فطالما ما نملك الجراة و الشهامة علي ان نحرر انفسنا وعوائلنا من التقاليد المنسوخة و القیم اللاعقلانیه التی تخالف تحریر المراة فلاجدر بنا ان لانتكلم عن قضايا هامة و كبيرة كقضية الشعب و المستقبل و .... نحن الذين لا نستطيع ان نحل مشاكلنا مع انفسنا و مع واقعنا الاجتماعي و الثقافي ، كيف نريد ان نبني مجتمع و نصنع مستقبلا زاهر للاجيال الاتية.نعم اني لم انكر مطلقا بان تغيير اي واقع اجتماعي يتطلب ظروفا و امكانيات تعليمية و اقتصادية خاصة التي ليست موفرة لنا. لكن السئوال الرئيسي هنا هو ماذا نريد ان نفعل و ما هي خطتنا للمستقبل اذ استمرت الامور هكذا و اذ كانت امكانياتنا محدوده و مفتقرة تماما. فبرايي اذ حقا نريد صناعة غدا مشرق يجب ان نكتفي بهذا الحجم القليل من الامكانیات و يجب ان من اللاشي نبدا العمل من اجل التطوير و التقدم.كفاءنا اللوم و الانتقاد فقد مضي زمن اللوم والشكو. اليوم قد اتي زمن العمل و التخطيط. و برايي نحن نمتلك الامكانيات من اجل تحسين وضع المراة. اذا نتحلي بارادة التغيير فلابد للتغيير ان يحصل. المراة التي نبحث عنها في المجتمع الاهوازي هي المثقفة الثورية التي بفضل علمها و معرفتها قادرة علي تحليل الامور والمسائل بصورة جذرية و تحتانية وفي نفس الوقت تمتلك القدرة للتضحية و الفداء في سبيل اهدافها و قيمها. ففي الحقيقة اذ كانت نسبة المثقفات الثوريات في مجتمعنا بالمستوي المطلوب لكان وضعنا افضل بكثير من ما عليه الان.لكن مع اسف البالغ نري ان نسبة غيرقليلة من البنات الدارسات و خريجات الجامعة اللواتي يكونن في المستوي المطلوب من حيث العلم والمعرفة، لا يتعاملن مع قضية حقوق المراة و دور المراة في المجتمع ،تعامل صحيح و منطقي . بل بعد كل المراحل الدراسية و بعد كل علم و معرفه، يخضعن تماما للواقع المفروض و بكل جبن يمارسن ادوارهن التقليدية في الاسرةو المجتمع. ينظرن للمسائل السياسية و الاجتماعية من منظر متفرج، وكانما هذه المسائل تختص للرجال فقط و من حيث الاقتصادي ايضا مازالن يفكرن ان تامين مخارج و مصاريف المراة تعق علي عاتق الرجل و انها جز من واجباته! و من حيث الاجتماعي ايضا قليلات جدا اللواتي يبحثن عن ايجاد تغييرفي الوضع الاجتماعي. ففي الحقيقة المشكلة الرئيسية التي مازالت تسبب في تخلف المراة الاهوازية و ركودهاهي اننا لم نفكر بتنفيذ آرائنا و عقائدنا علي الساحة.
اني افكر ان احدي الصفات المميزة لدينا نحن الاهوازيين هي ان فاصل عظيم موجود بين افكارنا و واقعنا. نفكر و نومن بامور و قيم غير التي نخضع لها في مجتمعنا التقليدي. دائما نفكر انه لا يمكن انتقال ما نعتقد به في عقولنا الي الساحة و فرضه علي المجتمع. نفكر ان ابائنا و امهاتنا ينتمون الي جيل الذي يبقي من الصعب تغيير افكارهم و اعتقاداتم لهذا بهذا الامل باننا سنربي ابناءنا حسب اعتقاداتنا و افكارنا ،نريح ضمائرنا و نبررانفسنا من واجبنا الانساني اتجاه شعبنا و ثقافتنا. في حين نحن الذين لا نستطيع ان نعيش حياتنا كما نشاء و كما نعتقد و لا نمتلك القدره للدفاع عن اعتقاداتنا و افكارنا بل بكل جبن نخضع للمفروضات ، بلا شك نخسر امام جيل الاتي و امام جيل ابنائنا و سنخضع مرة اخري امامهم و امام اعتقاداتهم.
فمن اجل مستقبل مشرق لنا و للاجيال الاتيه يجب علينا ان نتحلي اكثر من القبل بسلاح الوعي و التحليل و المنطق و بكل وجودنا نثور و ننهض من اجل توعية الشعب الاهوازي و اصلاح هذا المجتمع . فالف تحية معطرة لكل من يومن بالمستقبل و يناضل من اجله.
فعاش الثامن من آذار اليوم العالمی للمراة وعاش کل من يناضل من اجل التحرير و المساواة وعاشت المراة الاهوازية فی عيدها العالمی
#دلال_الاهوازی (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
/ جهاد علاونه
المزيد.....
|