|
المرأة الأحوازية رؤية من الداخل في ذكرى يوم ثمانية مارس، يوم المرأة العالمي
محمود احمد الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:55
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
موضوع المرأة في العالمين الإسلامي والعربي ، كان ومازال هو من أهم الموضوعات الاجتماعية للطرح وللكتابة، لكن ونظرا لحساسية الموضوع حتى النساء أنفسهن لم يكن سهلا عليهن الكتابة عن الموضوع بصراحة وبشفافية حيث موضوع معاناتهن بشكل عام يرتبط مباشرة بالثقافة المحلية أولا وبالشرائع الإسلامية ثانيا وهاتان مادتان لا يجوز الخوض فيهما وصعب القيام بالهجوم عليهما ليس في الإعلام العربي والإسلامي فقط بل وحتى بالإعلام العالمي الحر حيث هناك حساسيات قانونية وتشريعات ترتبط بالمقدسات والمعتقدات المذهبية محرم على الجميع من المسلمين وغير مسلمين الغور والتعمق فيها والهجوم عليها إلا في بعض المجالات المحدودة.
أما على الساحة الأوروبية والأمريكية وحتى الأفريقية وامريكا اللاتينية والدولية غير الإسلامية عموما، مع كل ما حصلت عليه المرأة من حقوق فردية واجتماعية ومساواة في العمل و الحياة العائلية والحقوق المدنية لكن المرأة أصبحت لعبة للاتجار بجمالها ووسيلة للإعلانات وللتسلية وأكثر من ذلك حيث أصبحت في معظم مناطق العالم تعاني من أزمة نفسية معظم ما فيها هو بحثها عن رجل يميل للزواج معها وبناء عش دافئ فيه أطفال وحياة عائلية يربط المجموعة يبعضها وهذا السبب هو وراء النسبة المئوية العالية للأولاد الذين يولدون بعيدا عن الأب والزواج المتأخر في أوروبا بين الحبيبين حيث بعض الزيجات يقدمون على الزواج بعد ما يكون أولادهم وصلوا سن البلوغ وهذا كله بسبب تحفظ الرجال عمدتا وهروبهم من الزواج حيث أصبح نمط الحياة الزوجية في هذه البلدان ينبني على العلاقة أللا عائلية مع وجود أطفال وهذا أصبح سنة لهذه البلدان وخصوصا في أوروبا أمريكا والعالم المسيحي الحر.
أما على الساحة الأحوازية وهو مجتمع عربي أولا وإسلامي ثانيا، لا تختلف موقعيه المرأة الاجتماعية عن مثيلاتها في الدول العربية والإسلامية الأخرى كثيرا مع وجود فارق بين المرأة في المغرب العربي ولبنان وبعض المناطق من مشرق الأوسط العربي. والأحواز العربية اليوم وهي تحت الاحتلال تتحمل وعلاوة على قسوة الاحتلال وما يخلفه من مأساة للمرأة كما للجميع، تتحمل تخلف عبئ الثقافتين العربية والفارسية معا نظرا لتحكم سلطات الاحتلال الإيراني بكل صغيرة وكبيرة لشعبنا ومنه الثقافة والعلاقات العائلية والحقوق المدنية وأكثر من ذلك وهذا مضاف الى العلاقات القبلية في الأحواز نفسها وتأثيرها على حياة المرأة العائلية والاقتصادية أيضا.
وليس هناك مكان لحقوق المرأة المعترف بها في المؤسسات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وحقوق المرأة في الأحواز بل حدود حقوقها ترتبط بشكل مباشر بالثقافة المحلية للمدينة والقرية العربية التي تعيشها من جهة ومن جهة أخرى بالدستور والقوانين الإيرانية التي حرمتها من معظم حقوقها الإنسانية والزوجية ومن أطفالها و حتى من ارث زوجها وأبنائها.
ومن لا يعرف ان القوانين التي سنتها مجالس التشريع في إيران هي من الأسوأ بحق المرأة حيث تحمل الكثير من التخلف والإبعاد للمرأة دون الالتفات لتطورات المجتمع والعالم ولا تهتم هذه التشريعات بحقوق الإنسان عامه وحقوق المرأة خاصة مع كل ما كتب وقبل عن هذه الحقوق وكل المناشدات الدولية في هذا المجال.
ونشير الى أهم ما يعيق حصول المرأة الأحوازية على حقوقها ونخلصه في النقاط التالية:
الأول- المرأة الأحوازية في ضل الاحتلال العنصري للحكم الفارسي،
مما يعني معاناة المرأة الأحوازية اقتصاديا نظرا لنهب الثروة العربية الأحوازية وتأثير ذلك على الحياة اليومية، وسياسيا نظرا لحرمانها من أي تحرك عربي يخص قوميتها وهويتها العربية والحفاظ على ما تطمح له من مشاركة فعالة في الحياة السياسية، وثقافيا وهي تعاني من عدة موانع للتقدم والنمو الطبيعي في المجتمع نظرا لتأثير البعد الثقافي على الحياة اليومية لكل إنسان والمرأة خاصة التي هي بأمس الحاجة في المجتمعات للتثقيف وللمعرفة وخاصة لمعرفة حقوقها. كما وتواجه المرأة الأحوازية معاناة أخرى متعددة في ظل الاحتلال نتركها لفرص أخرى.
الثاني، معاناة المرأة من القوانين البالية،
القوانين والتشريع البعيد كل البعد عن تغيرات العصر وعن حقوق المرأة كـ شريكه مؤثرة في الحياة الزوجية والحياة الاجتماعية وفي تطور المجتمع بشكل عام وفي كل نواحيه. من الجانب القانوني ومثل ما موجود في معظم البلدان الإسلامية، ليس للمرأة حقوقا متساوية في الإرث، في الطلاق والانفصال،كما وليس هناك حقوقا متساوية في التربية والحفاظ على العلاقة مع الأطفال، ولا حقوق متساوية في العمل وفي الوصول الى المناصب في العمل، ولا يسمح الدستور الإيراني للمرأة بالوصول الى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والى القضاء في المحاكم و العمل في الجيش إلا في الاستخبارات المدنية وليس هناك حقوق تضمن لها التحرك المنفرد للعمل والسفر والسكن وانتخاب المكان دون استشارة وموافقة الزوج و الأب والأهم من كل هذا حق الرجل في تعدد الزوجات والى آخر هذه السلسلة المعروفة لدى جميع المتابعين لحقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام.
الثالث- معاناة المرأة الأحوازية من الثقافة المحلية العربية والقبلية،
وهذا ما تعاني منه المرأة الأحوازية يوميا وفي كل مجالات حياتها في البيت وفي الشارع وفي العمل والدراسة وقضايا الناموس والشرف. في هذا الخصوص يمكن الإشارة الى المرأة الأحوازية في وسط العائلة الكبيرة التي عادتا في الأحواز تجمع بالإضافة الى الزوج، تجمع أخوان وأخوات وأب وأم الرجل أيضا وعلى المرأة واجب خدمة الجميع في البيت ومراعاة الجميع دون ان يكون لها الاستقرار والتمتع بالحياة الزوجية خاصة وان في ظل القوانين المتخلفة في المجتمع، الولد هو الضامن وورقة التأمين المؤثرة للوالدين بعد تقاعدهم حيث الحرمان من الخدمات العامة لهم في المجتمعات المتخلفة مثل إيران. على المرأة ان تخدم والدين الزوج وأحيانا تتحمل تدخلاتهم في حياتها الزوجية التي تكون عادتا بعيدة رؤيتهم للحياة الزوجية عن أولادهم. أيضا على المرأة الأحوازية ان تقوم بالواجب أمام أخوات وأخوان الزوج وان تكرمهم وتحترمهم تحت كافة الظروف وكثير ما يتسبب تدخل العائلة لفصل المرأة عن زوجها وحرمانها من حياتها الزوجية وحتى من أطفالها ونظرا لسوء سمعة المرأة المطلقة في مجتمعنا، لن يتقدم لزواجها زوج يتناسب معها بعد الطلاق بل عليها ان تقبل بمن يبحث عن زوجة ثانية وثالثة وهم عادتا من العجزة والمسنين.
ماجاء كانت أهم النقاط التي ترتبط بمعاناة المرأة في المجتمع الأحوازي ومعاناتها تتطلب منا تحرك جماعي وأيضا على انفراد في العائلة دون ان يكون لذلك فصلا وعزلا لها أو إبعادها عن التمسك بالعائلة وملاحظة الظروف الموضوعية وان نطرح حقوق المرأة بشكل مؤثر على المجتمع من خلال خطابات ومقالات وحوارات وندوات خاصة ونبحث عن حلول لمشاكلها التي لها الأثر الإيجابي الكبير على الحياة العائلية لو حلت وعلينا مساندة المرأة في نضالها والوقوف الى جانبها حتى تحصل على حقوقها. كما ومن الضروري ان تبني المرأة الأحوازية هي مؤسساتها الخاصة بها التي تدافع عن حقوقها وتطرح أفكارها في نضالها الإنساني وتثبيت حقوقها في كافة المجالات مما يتطلب الخبرة والمساندة والإمكانات وهذا يعني الجهد المكثف والعمل الجاد من قبل المرأة نفسها وعلينا ان نعطي مساحة كافية لقضايا المرأة في إعلامنا ونشاطنا الثقافي والاجتماعي والاقتصادي خاصة واننا نعبر من مرحلة نضالية تحررية تعتبر تكاملية لبناء مجتمع أحوازي يقوم على القسط والعدل والمساواة وهذا سيضمن لنا مجتمع أكثر ثباتا وتطورا في المستقبل بمشاركة مرآة واعية، مشاركة للرجل في بناء المجتمع بشكل جدي.
#محمود_احمد_الأحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأحواز، نضال حتى النصر(6) احتدام المواجهة وتعدد الجبهات
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
/ جهاد علاونه
المزيد.....
|