لا اعرف لماذا تشتد وتيرة الهجمة الشرسة الحاقدة هذة الايام ضد حكام المستقبل، ابناء حكام العالم العربى، خصوصا فيما يتعلق بمسألة توريثهم الحكم، بداية سوف نبتعد عن مقام اصحاب المعالى والسمو والعظمة والفخامة والرزانة القادة العرب، ولن نستخدم الفاظا كالسلطان والملك والرئيس والشيخ والعقيد واللواء والمشير والمهيب الركن - على الرغم ان ان هيبتة انتهت - وسوف نستعيض عن كل هذا بكلمة الحاكم، حتى لا نعطى فرصة لمن يصطادون فى الماء العكر لاتهامنا بأننا نقصد فلانا بعينة لا سمح اللة!!ا
فالحاكم العربى يأتى الى السلطة ومعة المحروس ابنة- ولو بالتبنى- كبديل شرعى لة، حتى اذا حدث لة مكروة بعد عمر طويل، يفنى الشعوب وجدود جدودها، فان الشعوب العربية الجاهلة تضمن مواصلة المسيرة دون الحاجة لحاكم من الخارج، قد تضطر لاستيرادة بالعملة الصعبة، حيث يند ر الحصول على مثل هذة النوعية من البشر من الداخل، وذلك لما تتمتع بة من قدرات خارقة وذكاء حاد واعصاب فولاذية وصبر ايوب، لحكم هذة الشعوب التى لا مثيل لغباء عقولها او عفن رائحتها على وجة الارض، كذلك للابتعاد بالشعوب عن مهاترات ما يسمى بصناديق الاقتراع و خزعبلات الديمقراطية وكهنوت الحرية والتخريف المسمى بأحزاب المعارضة واختلاف الاراء- ربنا ما يجيب خلاف- وتداول -لا قدر اللة السلطة - فكل هذة شرور ابتدعها الغرب الكافر الحاقد ليهزالاستقرار فى العالم العربى، والذى لم تشهد لة البشرية مثيلا حتى الان!!ا
ومن المزايا الأخرى لتولى ابناء الحكام السلطة،ان امارات القيادة - ويا سبحان اللة - تظهر عليهم منذ الصغر، بعد ان رضعوا اسرارها وفنونها من ثدى الوالد، بدءا من طريقة الابتسامة للعامة والغوغاء، مرورا بعقد الاجتماعات مع موظفى اولياء امورهم، والذين يطلق عليهم غالبا لفظ الوزراء، انتهاء بالقيام بزيارات الى دول الفرنجة للتربيط مع قياداتها!!ا
ثم ان الحاكم العربى استمد سلطاتة من اللة العلى القدير، وليس للشعوب فضل فى ذلك، كما انة وافق مرغما على حكم تلك الشعوب اللقيطة غير الشرعية، للفوز برضوان اللة فى الاخرة، ويجب على تلك الشعوب ان تتضرع شكرا للحاكم الذى تركهم يعيشون كل تلك الفترة من الزمان كضيوف على ارض الاباء والاجداد!!!!!ا
وحرصا على ان يساير عصره والا يتعرض لأى نقد من الخارج - حاشاه من الداخل - من هذا الغرب المتشدق بما يسمى بالحريات وتداول- قال اية- السلطة، فانه يجرى انتخابات نتيجتها والحمد للة تسع تسعات لصالحة، اما عن الواحد من عشرة فى الالف التى لم تصوت لة فهؤلاء اما سياح، واما من الشعب لكنهم لم يحترموا اصول الضيافة، وضحكت عليهم وغررت بهم فئة منحرفة ضالة حاقدة، وسوف يعثر عليهم البصاصين والعسس من عسكر الحاكم لتربيتهم على اصول الاختيار واعادة عقولهم الى جادة الصواب،و حتى يضع الغرب فى عينة حصوة ملح، ويؤمن ان الحاكم لا بديل له، عكس الشعوب ممكن تتغير!!!ا
ولتكملة الشكل فان هناك برلمان يستلهم قراراتة من فكر الحاكم، اما اذا داهم احد اعضاء ة مجرد تفكير فى الخروج عن الخط، فان الحاكم يحبطة ويحل المجلس ويستبدلة بأخر، كما ان هناك صحافة حرة تماما فى مدح الحاكم، وتلميعه ومناقشة افكاره الاستراتيجية لصلاح الكون كلة، وغالبا ما يناقش بعض الملمعاتية فى مقال طويل، معنى الابتسامة الاخيرة للحاكم، ولماذا كانت شفتة العليا غاضبة بينما السفلى سعيدة، ومردود ذلك على مستقبل الرعية بعد ربع قرن، كما يتناول ملمعاتى اخر معنى اشارة الحاكم باصبعه الاوسط لأحد الموظفين فى الاجتماع الاخير، كما يدبج ملمعاتى ثالث مقالا طويلا عن العلاقة الاستراتيجية بين فكر الحاكم وبعض النظريات والاكلات.. كالفاشية والبلشفية والماسوشية والنازية من جهة.. والملوخية والمهلبية من جهة ثانية!!!!ا
كما يلتقى بعض الملمعاتية فى اجهزة التلفاز لتفسير الخطاب التاريخى الاخير للحاكم- وتسهيل بعض العبارات المقعرة للغوغاء - والذى يعد ميثاق للأمة، كما ويخرجون برامج على غرار...الامة فى مرأة الحاكم...قراءة فى فكر الحاكم..!! وتحديا من الحاكم للحاقدين الذين يدعون انه اشترى ضمائر الملمعاتية، فانه يستقبل الصحفيين الاجانب، ويرد على اسئلتهم،على الرغم انهم قليلى الادب والحياء، ويسألون اسئلة غير متفق عليها مسبقا، تخص امور تافهة كحقوق الانسان والاقليات والديمقراطية، وقال اية الحرية وتداول -لا قدر اللة - السلطة، وعائدات البترول والعمولات وحجم الثروة وما شابة، ومع ذلك فالحاكم بيسلك فى الحديد، و يرد باجابات تانية خالص، لأن الصحفيين الاجانب كفرة، وعادة ما يكونوا شاربين خمور وسكرانين مش عارفين بيقولوا اية اساسا، اما اذا صادفة صحفى أمريكى رزل وسألة عن توريث الحكم، فانة يسخر منة ويرد لة الصاع صاعين ويقول لة، انظر لبلادك فالرئيس الامريكى الحالى ابن الرئيس السابق، ومفيش حد احسن من حد
ونحن نتفق معة حقيقة،لأن الفارق الوحيد هو ان الشعب اختار الرئيس الامريكى، اما الحاكم فالعناية الالهية هى التى اختارتة، ثم ان الشعب كلة لا يساوى حافر الحاكم..عفوا..اقصد ضافرة
اما اذا قام الحاكم بزيارة احدى دول الفرنجة، لتلقى التعليمات فان الملمعاتية يعلنون قبل الزيارة بشهر، ان العاصمة الفلانية تترقب زيارة جنابة، وهناك يرسلون لة موظف صغير لاستقبالة فى المطار، واصطحابة للقاء رئيس دولة الفرنجة الذى‘‘يجتمع‘‘بة خمس دقائق‘‘ منفردا‘‘ ثم يودعة مبتسما، وبعد العودة تؤكد وسائل الاعلام ان مباحثات الحاكم‘‘اثمرت ‘‘وهى بالفعل تتمخض عن طفل، نتيجة علاقة غير لائقة، حدثت بين الحاكم ورئيس دولة الفرنجة اثناء ‘‘ اللقاء‘‘يحملة الحاكم مسرورا ويضعة فى القصر، ويربية وريثا شرعيا لة
اما اذا قام الحاكم بزيارة داخلية لأى منشأة فى ابعادية اجدادة، فانة يحيط نفسة بحراس شداد غلاظ ذو شوارب كثة، يرتدون نظارات سوداء يتحركون حولة فى توتر ظاهر، ويتلفتون يمينا ويسارا بسرعة، وايديهم على السلاح لزوم اظهار اهمية جنابة، وردع من يفكر فى الاقتراب منة لمجرد تقبيل حذاءة، تيمنا وحصولا على البركة
اما جيش الحاكم، فان نصفة مخصص لحماية قصورة بأحدث الاسلحة، كذلك العسكر الداخلى متفرغ للتنصت على اعدائة، من ذوى الفكر المستورد كالشيوعية والرأسمالية، والقبض عليهم واقناعهم بعد ترديد الشهادتين، ان طوعا وان كرها خلف رجال دين لم يحفظوا من الايات سوى،، واطيعوا اللة واطيعوا الرسول وأولى الامر منكم،، صدق اللة العظيم
اذكر اننى اجريت حوارا مع حاكم عربى- يحمل وللمرة الاولى لقب سابق- نشرتة اسبوعية نصف الدنيا القاهرية منذ سنوات، اكد لى بعد الحوار انة بعد ربع قرن من حكم بلادة، اتضح لة ان شعبة ما كان يستحق حكمة، لأنة شعب كسول يحب الاكل والخمور والنوم!!!! والحاكم صادق فعلا فبعد رحيلة عن السلطة تبدل الحال فى بلادة الى الاسوأ، لأنة لم يكن لة ابن مدرب على الحكم ليرثة
كما ان من مزايا التوريث ايضا ان اولاد الحكام، غالبا ما يستقرون ماديا اثناء حكم الوالد، وليسوا محتاجين للمزيد، بدلامن ان يأتى احد الرعاع، ليبدأ تكوين نفسة من جديد والشعوب هى الخاسرة فى النهاية، واخيرا نقول لكل اصحاب الاقلام المأجورة والالسنة التى تستحق قطعها، ارفعوا ايديكم ايها الحقدة عن حكام المستقبل، فاللهم يارب احفظهم لنا وانزل لعنتك على المتمردين اللهم امين اللهم امين
***********************************
اقالة وزير داخلية مصر!!ا
منذ حوالى خمس سنوات اتهمت الفنانة حبيبة محمد سعيد بقتل زوجها القطرى عبداللة جعفر، و قامت- ويا للعجب - بتمثيل الجريمة، وصدر ضدها حكما بالسجن عشر سنوات قضت منها خمس خلف الأسوار، وفجأة ألقت الشرطة القبض على احد الأشخاص وهو يبيع ساعة ذهبية، وأثناء التحقيقات اعترف المتهم انة وبالاشتراك مع خمسة اخرين سرقوا الساعة من نفس رجل الأعمال القطرى زوج الفنانة المسكينة وانهم قتلوة بالمطاوى!!!ا
تحول مسار التحقيق وظهرت براءة الفنانة بالصدفة البحتة!!ا
وهنا نطرح السؤال..هل تعرضت الفنانة اثناء التحقيق معها الى التعذيب والقسوة لدرجة ان تعترف على نفسها بل وتمثل الجريمة لتدخل السجن عشر سنوات أم انها كانت فى شوق الى دخول السجن كتجربة جديدة فى حياتها؟
ان هذة ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبق حبيبة الى التعذيب حالات كثيرة، ففى الأول من سبتمبر عام 1996 أبلغ المواطن محمد بدر الدين اسماعيل الشرطة بمحافظة الاسكندرية باختفاء ابنتة الطفلة جهاد، فى نفس الوقت أبلغ مواطن اخر عن عثورة على جثة طفلة بأحد المصارف، فسارع رجال المباحث الى الجثة، وأكدت تحرياتهم انها للطفلة جهاد واعترف الأب تفصيليا - وبقدرة قادر - بارتكاب الواقعة أمام النيابة والمحكمة، وأنة وضع جثتها فى نفس المكان الذى عثرت المباحث فية على جثة الطفلة، وفجأة ظهرت الطفلة التى كانت هاربة من سوء معاملة زوجة والدها، و انكشف الأمر، وتبين ان القتيلة ليست هى، وأن القاتل ليس هو، فتفتقت عبقرية مفتش المبا حث العقيد مصطفى عمران عن فكرة أخرى،هى أن القاتل هو نفسة والد الطفلة ولكنة قتل الطفلة الأخرى بهدف اخراج الشيطان من جسدها- هل رأيتم شيطانا أقذر من مصطفى عمران - مما حدا بالمحكمة ان تصف الاتهام الجديد بأنة رواية هزلية تستهين بالعدالة!!ا
لم يتوقف الأمر عند المتهمين فى الجرائم الجنائية، بل انة شمل الالاف من شتى الاتجاهات السياسية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ما أكدتة المحاكم فى الجنايات أرقام84 لسنة 1982 المعروفة باسم تنظيم الجهاد، والقضية رقم 4929جنايات عابدين لسنة والمقيدة برقم 145 كلى وسط أمن الدولة العليا والمعروفة بقضية التنظيم الشيوعى، والقضية رقم 2830 لسنة 1986 أمن الدولة العليا طوارىء والمعروفة باسم التنظيم الناصرى المسلح، والقضية رقم 456 لسنة 1990 أمن دولة عليا طوارىء والمعروفة بقضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، وعشرات القضايا الأخرى التى اثبتت فيها المحاكم ان تعذيبا بشعا وقع على المتهمين فى تلك القضايا تراوح بين الصعق بالكهرباء والضرب بأجسام صلبة، بل ووضع العصا فى الدبر، أذكر اننى التقيت احدى السجينات بسجن النساء بالقناطر منذ خمس سنوات وأثناء حوارى معها أكدت لى أن ضابط المباحث قبض على زوجها بتهمة احرازسلاح، وعذبوة فى القسم حتى مات بسبب رفضة الاعتراف، بعدها قبضوا عليها واتهموها بقتلة وصعقوها بالكهرباء حتى تعترف الا أنها رفضت،فابتسم الضابط وسألهاهل رأيت سعاد حسنى فى فيلم الكرنك؟ أجابتة بالنفى لأنها لا تملك تليفزيون، فأحضر اثنين من المخبرين أحدهما أمسك يديها الى الخلف والأخر همّ بخلع سروالها تمهيدا لاغتصابها، قالت سارعت بالاعتراف.. فالسجن أهون، وذهبت الى النيابة فوجدت المحضر جاهز، وقال لها وكيل النيابة جاهزة للتوقيع " يا بت" ورد الضابط.. طبعا يا باشا المتهمين بتوعنا دايما جاهزين، وانتهى الأمر الى الحكم بالسجن المؤبد!!ا
والأسئلة التى تطرح نفسها وبقوة..لماذا يحدث التعذيب من الأساس؟ وكيف يسمح لهؤلاء المجرمين من الضباط بممارستة ليل نهار؟ ثم لماذا لم ينشر اسم هذا الضابط المجرم الذى لفق التهمة لحبيبة حتى الان؟ وما هى الطبخة التى يتم اعدادها حتى يفلت من العقاب؟ ثم لماذا تتبع النيابة تحريات الشرطة دون التأكد من جوانب القضية قبل عرضها على القضاء؟ وهل وكيل النيابة الذى حقق مع حبيبة لن يعاقب هو الاخر على اعتبار انة لم يفحص القضية أم ان الحصانة سوف تمنع من ذلك؟ ثم ما هو التعويض الذى ستحصل علية المسكينة ومن سيدفعة؟ ثم ما الذى تبقى لها لتؤمن بة..هل الوطن أم الانسانية أم اللة سبحانة وتعالى؟
ثم لماذا لم يعقد وزير الداخلية مؤتمرا صحفيا ليعلن فية كل تفاصيل القضية بما فيها اسم هذا الضابط معدوم الانسانية والضمير والاخلاق أم أن الأمر لا يستحق؟ ثم ما هو الكسب الذى عاد علية من تلفيق التهمة؟ هل هى العلاوة أم الترقية؟
اننى أطالب وزير الداخلية بالاستقالة فهى أشرف لة وأكرم من أن يبقى على رأس جهاز تنتهك فية حرمة الانسان الذى كرمتة الأديان وكفلت حقوقة القوانين، أم انهم يدرسون الأن طريقة للربط بين المتهمين - بعد تعذيبهم- حتى يعترفوا أنهم أمسكوا بالقتيل ثم تولت حبيبة ذبحة؟ ان أيامنا جميعا فى الدنيا معدودة بكل ما لدينا من مال وشهرة وصحة ونفوذ وسلطان؟
نطالب بسرعة تشكيل لجان استماع تضم كبار القضاة ورجال الشرطةالذين أحيلوا الى المعاش و مندوبين من منظمات حقوق الانسان والمحامين والصحفيين فهم أقدر بحكم خبرتهم على الوصول الى الحقيقة، لزيارة سجون مصر من أقصاها لأقصاها للاستماع الى الالاف من المسجونين الذين يقضون سنوات عمرهم خلف جدران السجن ظلما وعدوانا بسبب النازيين الذين استباحوا حرمات الناس، فخير للعدالة أن يبرأ ألف متهم من أن يتهم برىء واحد، وهذا مبدأ قانونى معروف درسناة جميعا بكليات الحقوق،ويمكنكم التأكد الان من ان احكام القضاء ليست هى عنوان الحقيقة فى كل الحالات، فهناك عناوين أخرى سطرها مجرمون فى الخفاء، الا اذا كنتم تودون ترك مصائر الناس للصدفة، فكما حدث مع والد الطفلة جهاد والممثلة حبيبة هناك العشرات من المظلومين، كما نقترح وضع قائمة سوداء بأسماء هؤلاء القتلة توضع فى متحف خاص حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر، و حتى يرتدع كل من تسول لة نفسة قبل ان يرتكب تلك الجريمة النكراء فى حق أى مواطن
فى النهاية هذا المقال هو البداية وسوف نتابع هذة القضية لفضح كل من شارك فيها،علما بأننى لم اتشرف بمعرفة وزير الداخلية، ولم يسبق لى معرفة الممثلة، ولكن الانسانية تفرض علينا جميعا الوقوف الى جوارها، فالكتابة ليست حرفة بقدر ما هى موقف انسانى لمساندة من يتعرض للظلم أيا كان
***********************************
أدب الاختلاف !!ا
طلب منى الزملاء الرد على من ينتقدون ما نشرتة مؤخرا على هذا الموقع الشهير عن المرأة والمفتى وزواج المتعة وخلافة، ورفضت بشدة لأسباب عدة، وقبل ان اعرض أسبابى أود الاشارة الى نقطتين هامتين، أولهما: أننى لست كاتبا بل صحفيا وقارئا لة وجهة نظر مختلفة،وهذا ليس تواضعا ولكنها الحقيقة، لأن من يطلق علية لفظ كاتب يجب ان تتوافر لدية أدوات معينة كأن يجيد أكثر من لغة، وأن تسمح حصيلتة المعرفية من القراءة فى شتى مناحى العلوم بالتنظير بالاضافة الى التفرغ والسفر وحضور المؤتمرات لصقل الخبرة، الأمر الذى لا يتوافر لدينا، وثانيهما: اننى أؤكد لكل من اتهمونى بالرغبة فى الشهرة عن طريق النيل من الاديان اننى ادرك جيدا أن كل من يتعرض للأديان بسو ء هو الخاسر لأن العقائد من أخص خصائص البشر، وما اكتبة هو فقط رؤية تخالف النمط التقليدى للفكر الدينى ولا تخالف الدين نفسة..فمن أنا حتى أخالف الدين؟
وبالتالى فان خلافى مع اصحاب الفكر الرجعى المتخلف فقط، وشتان بين الدين وبين المرتزقين باسمة، ولعلكم تتذكرون استاذ الجامعة أبو لحية الذى أفتى بجواز وضع اموال الناس فى شركات الريان وحلل فوائدها مما أدخل الثقة فى قلوب العامة والبسطاء وجعلهم يتدافعون الى وضع مدخراتهم ثم حدثت الفجيعة وخراب البيوت وانهارت الاف الاسر بسبب فضيلة الشيخ..وأيضا ذلك الشيخ الذى سجد للة شكرا على هزيمة مصر فى 1967 ولم يحترم الارواح الطاهرة التى راحت فى تلك الحرب، هذا المنافق الذى كتب شعرا يمدح عبد الناصر فى حياتة ثم لعنة بعد مماتة،نحن ضد هؤلاء فقط
أما اسبابى فى عدم الرد فتنحصر فى التالى
أولا: أن لكل من شرفنى بالاختلاف مع ما نشرتة الحق فى أن يختلف أويتفق وهذة سنة الحياة، فليس هناك شىء مطلق، ولست بصدد اقناع أحد بما أكتب فلست شيخ طريقة أو من محبى المريدين والاتباع
ثانيا: أننى لو تفرغت للرد على ما يصلنى من رسائل وهى ما بين 25 الى 50 رسالة يوميا فاننى لن أكتب ثانية، اذ اننى لا املك الوقت للرد على كل تلك الرسائل التى يسب معظمها ويلعن شخصى بل أهلى فى قبورهم وهم لا ذنب لهم بالطبع دون التعرض لما كتبت وتتراوح باقى الرسائل بين التخويف من غضب اللة وعذاب النار وبين التأييد والترحيب
ثالثا: أننى الاحظ أن المنتقدين ليس لديهم استعداد لتقبل الرأى الاخر بدليل العصبية الواضحة فى ردودهم،فبعضهم لم يتعود على الاختلاف، وأنا اقترح تدريس هذة المادة فى المدارس والجامعات
رابعا:اننى اعلم ان الكلمة لها فعل السحر، وعلى من يكتب ان يراعى ضميرة الانسانى وينطلق مما يراة الحق دون سواة، دون الاخذ فى الاعتبار من سيتفق ويؤيد أو من سيختلف ويعارض، وادرك جيدا اننى لو واصلت الكتابة لن تفسد البشرية ولو توقفت لن ينصلح حالها، فما أنا الا نقطة فى محيط، وما اكتبة يعبر عن كونى انسانا قبل ان اكون مصريا عربيا مسلما، فالانسان ايا كان بغض النظر عن لونة او دينة او عرقة هو الفيصل بالنسبة لى
أما بالنسبة للرد على الانتقادات الموضوعية التى اضافت لى الكثير وتعلمت من اصحابها بالفعل أقول..علينا ان نختار بين ان نكون دولة علمانية ليبرالية تؤمن بالقانون منهجا والحداثة اسلوبا وتضع الاديان فى اماكنها الطبيعية بالمعابد والكنائس والمساجد لا تبرحها ابدا وبين ان نكون دولة دينية، وعلى من يختار الثانية ان يطرح على الناس برنامج دينى سياسى مفصل يمكن من خلالة حكم دولة، ويبتعد عن الشعارات العاطفية الخرقاءالتى لا تغى ولا تسمن من جوع، كالاسلام هو الحل، والاسلام دين ودولة، ونتحدى أى انسان أن يأتى بهذا البرنامج ببساطة لأن الاديان استاتيكية والحياة ديناميكية ويستحيل وضع الديناميكى فى ا طار الاستاتيكى
وباعتبار اننى من دارسى الشريعة والقانون معا اقول ان عقلى القاصر واجتهادى المتواضع لم يصلا لمثل هذا البرنامج الدينى السياسى، وبالتالى فأنا أؤمن بالدولة العلمانية التى لا فرق فيها بين انسان واخر الا باحترام القانون
وأكاد أجزم ان الولايات المتحدة ما كانت لتنجز هذا التقدم لولا اعتبارها القانون فيصلا والدستور مرجعا بين الخليط البشرى الذى يعيش فيها، دون تمييز لمسيحى على مسلم أو أبيض على اسود
فى النهاية أقدم كامل احترامى لكل من اختلف معى، وألتمس العذر لنفسى لعلى مخطئا، لكن هذا هو ما هدانا الية اجتهادنا المتواضع، والشكر للقائمين على الموقع على تقبلهم المتاعب بسبب ما نشروة لنا
***********************************
مصر..الهدف الاسرائيلى القادم!!!ا
حذر الجنرال شاؤول موفاز وزير الدفاع الاسرائيلى من زيادة القوة البشرية فى الجيش المصرى،وتساءل فى تصريحات أدلى بها الى صحيفة معاريف 16 اكتوبر الحالى عن سبب تلك الزيادة والى من توجة فى ظل اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل وعدم وجود تهديد موجة الى مصر من دول أخرى.
كما أشار موفاز الى مخاوفة من استخدام تلك القوات ضد اسرائيل فى ظل قيادة أخرى مستقبلا، وطالب واشنطن بعدم تصدير صواريخ متطورة الى مصر!!ا
كانت صحيفة معاريف قد أعلنت ان المخابرات الاسرائيلية رصدت مؤخرا زيادة مضطردة فى القوة البشرية بالجيش المصرى!!ا
ونحن نتساءل..هل تسمح بنود اتفاقية السلام للجنرال موفاز بالاعتراض على زيادة القوة البشرية بالجيش المصرى، واذا لم يكن هناك بند ألا يعتبر تصريحة تدخلا فى شئون دولة ذات سيادة؟
ثم لماذا لم يرد وزير الدفاع المصرى على تلك التصريحات على الرغم من مرور اسبوعين على الادلاء بها؟
وهل تعتبر تصريحات موفاز بمثابة تمهيد لتوجية ضربة خاطفة لمصر على غرار الضربة الاسرائيلية لسوريا؟
وسؤالى الان للرئيس حسنى مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة و رئيس أكبر دولة عربية.. ماذا لو فعلها شارون ووجة ضربة الى مصر؟
ما هو السيناريو المطروح..هل هو الشجب والادانة وطلب انعقاد طارىء للقمة العربية، وتقديم شكوى عاجلة الى " مجلس العجز الدولى "؟
وضريبة هذا الطرح فادحة الثمن ليس على مصر فقط بل على الوطن العربى كلة
أم أن السيناريو المطروح هو الرد العسكرى الفورى الرادع دفاعا عن الارض والعرض؟
وهذ الطرح باهظ الثمن أيضا،بل انة غير مضمون العواقب ويهدد بانفجار المنطقة بالكامل!!ا
لكننى أؤكد أن الطرح الثانى هو الخيار الوحيد أمام مصر مهما كانت التكاليف، فضرب مصر الكبرى والرمز ما هو الا رسالة تؤكد من خلالها اسرائيل سيادتها بل وسيطرتها الكاملة على المنطقة، فيجب علينا ألا نخشى المواجهة معها، فنحن لسنا أقل من أطفال الانتفاضة الذين يرزحون تحت القهر والحصار والتجويع ومع ذلك يقاومون بالحجارة كل الجبروت والالة العسكرية الاسرائيلية منذ سنوات، والضمان الوحيد للانتصار العسكرى والسياسى على اسرائيل هو وحدة الجبهة الداخلية، وهذا لن يتأتى الا من خلال اشراك كل القوى الفاعلة فى اتخاذ القرار السياسى، وهذا بدورة يتطلب الغاء قانون الطوارىء واطلاق حرية تكوين الاحزاب واصدار الصحف واطلاق السجناء السياسيين من كل الأطياف والسماح للجميع بالمشاركة من خلال انتخابات حقيقية غير محكوم قضائيا بتزويرها بل وعدم دستورية القانون الذى اجريت على اساسة، واحداث تغيير شامل فى الاعلام والتعليم، وانتهاج الاقتصاد الحر والخصحصة سبيلا للخلاص من الفساد بكل اشكالة
ان اسرائيل اعتمدت فى ضربها لسوريا على عدم شرعية الحكم وانفصال القاعدة عن القمة، كما أن القيادة فى سوريا لم تتجرأ على اتخاذ قرار الرد وبلعت الاهانة لذات السبب!!ا
ان الحل الوحيد لمواجهة اسرائيل هو اشراك الشعب فى اتخاذ القرار
لنا أن نتخيل أن الشعب العراقى شارك فى حكم نفسة ونال حريتة وعاش الديمقراطية بكل معنى الكلمة، فما كانت أميريكا لتفكر فى احتلالة من الأساس، وفى حالة الاحتلال لأى سبب نعتقد ان المقاومة الحالية كانت ستتضاعف عشرات المرات
ان اميريكا استطاعت احتلال العراق ليقينها التام من غياب الشعب العراقى وانفصالة عن قيادتة..وتلك حقيقة!!ا
ان الاوان لاشراك الشعب ليتحمل المسئولية ويدافع عن قرارة، لقد فشلت بجدارة مقولة ان الشعب لم يبلغ سن الرشد ويجب اعطاؤة الديمقراطية على جرعات، نعم قد تؤدى الديمقراطية الى صعود الراديكاليين الى الحكم - ونحن ضد منهجهم على طول الخط - ولكنة اختيار الشعوب التى يمكن ان تنخدع بهم فى البداية ولكنها سوف تلفظهم الى الأبد فى النهاية، ان التاريخ اثبت أن الجيوش قد تنتصر أو تنهزم حسب معايير القوة العددية والكفاءة التكنولوجية، عكس الشعوب لا يمكن أن تنهزم مهما كانت امكانياتها التسليحية ضعيفة، ولنا فى التجربتين الفييتنامية والفلسطينية مثال
اننا سنرحل جميعا وسنترك مصر للأجيال القادمة اما ضعيفة مهزومة بضربات شارون، واما شامخة قوية بمشاركة شعبها والقوى الفاعلة فيها
***********************************
نعم.. لاحتلال العراق وفلسطين!!ا
اعجب اشد العجب ممن يرفضون الاحتلال الاميريكى للعراق، ذلك الاحتلال الذى حقق هدفين فى ان واحد، اولهما تخليص الشعب العراقى من احد الافاعى - الحكام العرب- وثانيهما تفجير طاقات المقاومة والانتفاضة داخل هذة الامة العريقة ذات الحضارة والكرامة معا، فالشعب العراقى لم يجرؤ خلال ما يقرب من نصف قرن، هى فترة حكم الافعى ومن سبقة من الافاعى العراقيين، من فتح فاة او الاعتراض بكلمة واحدة على حكمهم البغيض، ومع ذلك كان يتم اعدامهم وسحقهم واذلالهم بالسجون ليل نهار، فالعراق فى عهدهم كان دولة الخوف والرعب، ورائحة الموت كانت تنبعث من كل مكان، بالاضافة لذلك فان خيرات العراق من بترول وغيرة، كانت ملكا خاصا للأفعى واولادة واتباعة، كأنة ورثها عن المرحوم جدة، ذلك العميل الذى استخدم السلاح المحرم دوليا ضد ابناء شعبة، وانا هنا اعتمد على تقارير دولية محايدة وليست اميريكية، حتى يحتفظ بالسلطة والمال، اننى لم اجد تفسيرا منطقيا حتى الان لكيفية سيطرة هؤلاء الافاعى على الشعوب وبث الرعب فى قلوبها، وخنق اى مبادرة للتمرد والاحتجاج وقتلها فى مهدها، فى حين يعجز الاحتلال عن فعل ذلك بكل ما يملكة من دبابات وطائرات وجنود واستخبارات، العالم كلة يفتح فاة عجبا للمقاومة العراقية ضد القوات الاميريكية، بل ان اوربا والعرب رفضا ارسال قوات الى العراق خوفا من شراسة المقاومة التى تزداد حدتها، اننى اجزم ان القوات الاميريكية التى يمكنها اخفاء دول من على الكرة الارضية، تعيش مأزقا حادا الان بسبب المقاومة، بل اننى اعتقد ان واضعى السياسة بالبيت الابيض لم يضعوها فى الحسبان بعد زوال النظام، ان اميريكا لم تعش نشوة النصر بسبب المقاومة بل اننى اعتقد ان المقاومة العراقية، سوف تكون خطا فاصلا فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وسؤالى..كيف سحق الأفعى المقاومة العراقية وقتلها على مدار ثلاثين عاما، وعجزت اميريكا بكل جبروتها..؟!!ا
اننى ارى نفس المشهد على الساحة الفلسطينية، فجميع الفصائل بمختلف اتجاهاتها تقاوم الاحتلال بكل ما اوتيت من سبل، فالمقاومة مشتعلة ضد اسرائيل، على مدار تاريخ الصراع العربى الاسرائيلى، واشتعلت جذوتها منذ الانتفاضة الاخيرة بعد زيارة شارون للأقصى، الوقت الوحيد الذى تموت فية الانتفاضة، هو الذى تصل فية اسرائيل لاتفاق امنى مع السلطة الفلسطينية، وتترك لها السيطرة على الشعب الفلسطينى، بعدها يبدأ الامن الفلسطينى - وبقدرة قادر- السيطرة التامة على الوضع وقتل المقاومة، والقبض على القيادات ووضعها فى سجن صغير داخل السجن الكبير، وتقتل خلال ساعات اى بادرة للمقاومة داخل الاطفال والكبار، وتقمع السلطة جميع الفصائل كأنها تملك عصا سحرية!!ا
كيف تفعل هذا..لا ادرى؟ الغريب ان السلطة الفلسطينية تملك واحدا من اقوى اجهزة المخابرات فى المنطقة، كما يترد عنة لدرجة انة اخبر الرئيس المصرى السابق انور السادات- دون أجهزة مخابرات العالم- بالمخطط المرسوم لقتلة قبل بدء العرض العسكرى باربعة وعشرون ساعة، وكأنة يوحى الية، ولم يأخذ السادات فى اعتبارة نصيحة الجهاز الفلسطينى وحدث ما حدث !!!ا
اننى اعجب من ان الشعبين الوحيدين الواقعين تحت الاحتلال الاجنبى، هما فقط اللذان تشتعل فيهما الثورة والمقاومة - وكأن الشعوب العربية لا تنتفض - يا حرام - الا ضد الاجنبى، وليس ضد الظلم ايا كان مصدره، اننى أعجز عن تفسير الظاهرة، ولكن اذا كان الامر كذلك ولن يحرك شعوبنا الا الاحتلال. .فأهلا وسهلا بة، لتخليص الشعوب من حكم الافاعى، وبث روح
المقاومة فيها، بعد ان شك العالم ان الشعوب العربية قد ماتت، وانتشرت رائحتها فى الهواء !!!
***********************************
انتهى الدرس يا عرب!!ا
نعتقد ان الولايات المتحدة الاميريكية بتشكيلها مجلس الحكم العراقى والذى يمثل كل التيارات السياسية والاطياف والمذاهب قد استوعبت الدرس تماما.. فمن يقرأ التشكيل بعناية يجد انة يمثل الأكراد والشيعة والسنة والشيوعيين والقوميين.....الخ من الاتجاهات السياسية العراقية..ومن المعروف ان الايدلوجية الاميريكية القائمة على رأس المال بالأساس تعادى النهج الماركسى..ومع ذلك سمحت بتمثيلة فى مجلسى الحكم والوزراء..كذلك لا يخفى عن القارئ لأحداث الشأن العراقى المخاوف الاميريكية من الشيعة العراقيين - يمثلون 60 % من سكان العراق- وارتباطهم بملالى ايران وما يشكلة ذلك من تهديد للمصالح الاميريكية..ومع ذلك سمحت بتمثيلهم بنسبة عالية فى المجلسين..كما تم تمثيل الفصائل الاخرى كالقوميين والناصريين فى كافة المؤسسات السياسية بعد سقوط نظام الرئيس العراقى صدام حسين..والدرس الذى يمكن ان نستخلصة من هذا التشكيل ان واشنطن اخذت العبرة وتأكدت ان السحر حتما سينقلب على الساحر مهما طالت الايام..فهى التى احتضنت وساعدت وامدت صدام بالسلاح والمعلومات فى حربة ضد ايران.. ولن نغالى اذا قلنا ان اميريكا هى التى وضعتة فى السلطة من الاساس ودعمت نظامة الديكتاتورى العسكرى لاستخدامة فى اسقاط النظام فى طهران..كما ساعدت اميريكا نظام طالبان الديكتاتورى الدينى الفاشستى وتمكنت باستخدامهم من اسقاط الامبراطورية الروسية بعد انهاك الجيش والاقتصاد الروسى فى حرب طويلة لا نهاية لها بالجبال..لكن واشنطن دفعت الثمن غاليا بعد ان انقلب عليها نظام طالبان وخطط ونفذ احداث سبتمبر المشئومة والتى ادت لارتجاج فى مخ الاقتصاد الاميريكى بالاضافة للخسائر الاميريكية من المال والعتاد والرجال فى حربها للخلاص من تحالف الشيطان طالبان والقاعدة.. كما دفعت ثمن مساندتها لصدام بعد ان انقلب عليها واحتل الكويت وسيطر على 75 % من احتاطى النفط العالمى أى تحكم فى مصير الغرب كلة..ولو قدر لة النجاح فى مخططة لتمكن من تسيير العالم كلة طوع امرة ورهن اشارتة.. نجزم ان واشنطن استوعبت الدرس وبدأت فى الخلاص من كل الديكتاتوريات..والدليل الاول على جديتها.. رفضها محاولات صدام البائسة للبقاء فى السلطة وتنفيذ كل التعليمات..واستبدال الحرب بالتعاون -كما اكد فى اخر حديث تليفزيونى لة مع الوزير البريطانى - الا ان بوش رد علية بكلمة واحدة.. اللعبة انتهت..اى اسدلنا عليك الستار وانتهى دورك فى المسرحية.. وهى اشارة لم يفهمها صدام.. ولم تفهمها باقى الانظمة العربية حتى الان..والدليل الثانى ان واشنطن بدأت تطالب الانظمة التابعة لها بضرورة الانفتاح وبناء ديمقراطية حقيقية والسماح لأحزاب المعارضة بالظهور وتغيير مناهج التعليم لتساير اتجاة الحداثة والعلمانية ولتؤمن الاجيال الجديدة بالحوار مع الاخر وليس نفية أو كراهيتة.. ونؤكد ان واشنطن لن يتخرج على يديها ديكتاتوريات عسكرية او دينية بعد الان بل ستقاومها بكل ما اوتيت من قوة وستبدأ فى تغييرها بطرق مختلفة..فقد أدركت مؤخرا ان نهاية الامبراطورية الاميريكية نفسها قد يكون على يد تلك الديكتاتوريات..فهل فهم العرب الدرس ؟؟!!!ا
***********************************
تعظيم سلام.. لضباط سلاح الجو الاسرائيلى!ا
بثت وكالات الانباء الدولية خبرا نصة كالأتى ...رفض 27 طيارا اسرائيليا منهم ضابط برتبة عميد فى سلاح الجو الاسرائيلى تنفيذ اوامر قيادتهم بشن غارات على الضفة الغربية وقطاع غزة، اكد الضباط فى حيثيات رفضهم ان هذة الغارات غير أخلاقية وغير قانونية لأنها تستهدف مدنيين وأبرياء فلسطينيين، وأشاروا الى ان العمليات تهدف الى تكريس احتلال اراضى الغير بالقوة، واعلنوا ان هناك عشرات اخرين من الطيارين يرفضون تنفيذ غارات جوية بالاتفاق مع قادتهم، كما طالب الضباط المتمردون زملائهم بعدم اطاعة الاوامر التى تهدف الى دعم الاحتلال واستمرارية وجودة، وعدم نقل قوات جيش الدفاع الى الاراضى الفلسطينية لارتكاب المزيد من المجازر هناك، أكد مصدر قانونى احتمال سجن الضباط المتمردين ..انتهى الخبر
وهنا يتأكد لنا معنيان اولهما ..ان الانسانية كل لا يتجزأ وليست محصورة بدين اوعرق او جنسية،فها هم الاسرائيليون المتهمون بخيانة العهود والقسوة يخرج من بين ظهرانيهم جيل جديد يدين اعمال القتل والعدوان والاحتلال، على الرغم انهم سوف يدفعون ثمن موقفهم بفقدان وظائفهم ومستقبلهم بل والحكم عليهم بالسجن حسب القوانين الاسرائيلية!!ا
ثانيهما.. ان المنظومة السياسية والعسكرية الاسرائيلية فيها من الديمقراطية ما يسمح لمثل هؤلاء الضباط بالاعتراض على تنفيذ الاوامر وهم فى حالة حرب - بل واعلان ذلك على الملأ، الامر الذى يمثل ادانة لحكومة شارون اكثر مفعولا من قرارات مجلس الامن لأنها شهادة من أهلها، قد يقول بعض ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة انها مجرد تمثيلية وتوزيع ادوار يمارسة الاسرائيليون منذ زمن، ونحن نعترض لسببين اولهما ..ما الذى يدعو لمثل هذة التمثيلية من الاساس؟
وثانيهما.. ان حيثيات رفض الضباط واضحة لا لبس فيها على الرغم انهم اقل الفئات تعرضا للمخاطر،فلم نسمع من قبل ان الصواريخ الفلسطينية المحدودة المسافة والتاثير أسقطت طائرة اسرائيلية
اما الاسئلة التى تطرح نفسها بالفعل ..أين هو الاعلام العربى من تلك القضية ؟ ولماذا لم يتناولها بما تستحقة من اهتمام لتعظيم تلك الخطوة والتوسع فيها بين ضباط وجنود الدولة العبرية ؟
للأسف الشديد ان الاعلام العربى نقل الخبر مجردا وكأنة لا يعنى شيئا، بل ان موقع عز الدين القسام على شبكة الانترنت نشرة بالعنوان الأتى ..طيارون صهاينة يرفضون تنفيذ الاغتيلات للفلسطينيين!! وعلامتى التعجب ليستا من عندى بل من العنوان نفسة،وكأن تمرد الضباط ما كان يجب ان يحدث مثلا!!ا
والسؤال الثانى ..هل هناك نظام عربى واحد يسمح بما سمح بة نظام شارون الذى يوصف بالمتطرف والارهابى ام أن تلك الانظمة اكثر تطرفا وارهابا منة ؟
ان حركة التمرد لو حدثت فى اى دولة عربية لاتهم الضباط بالخيانة العظمى وسارع النظام باعدامهم فى محاكمة عسكرية سرية دون اعلان!!ا
السؤال الثالث .. هل يمكن ان نسمع عن مجموعة من الشباب الفلسطينى التابع لاحدى الفصائل الراديكالية أنهم تمردوا على قادتهم ورفضوا تفجير انفسهم فى الباصات الاسرائيلية لقتل المدنيين وترويعهم أم ان ذلك سيكون خيانة للة والوطن ؟
ان هؤلاء الضباط الاسرائيليون انبل وأشرف من الفلسطينيين الذين خانوا وطنهم وباعوا شرفهم وتعاونوا مع قوات الاحتلال وأبلغوا عن قادة الانتفاضة الباسلة، هؤلاء الذين اشترط رابين على عرفات عدم المساس بهم فى اتفاقات اوسلو الماضية، وهو بند رسمى ضمن الاتفاقية!!ا
تعظيم سلام لهؤلاء الشرفاء من الضباط الاسرائيليين