أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - حياة في المجهول_ثرثرة














المزيد.....

حياة في المجهول_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 11:12
المحور: سيرة ذاتية
    


لو أني قتلت كل من تمنيت موتهم يوما, لكان العدد يتجاوز المئات. منهم أقرباء جدا وأصدقاء تمنيت موتهم وحتى قتلهم وتخيّلت ذلك بمتعة. الرغبة في العدوان والكراهية كثيرا ما تفوق شدة المحبة والاحترام,تلك خبراتي وتجاربي ولا تزال انفعالاتي العنيفة خارج السيطرة غالبا.
كلنا نعرف أن عملية القتل ولو_ لم تختبر بشكل شخصي_ تحدث أعمق التأثير في النفس والعقل وتطال الشخصية بمجملها. أحيانا أشعر بالسعادة وببعض الفخر كوني لم أختبر القتل ولا المخدرات, لكني أشعر بالنقص لأن خبرات يعرفها آخرون, وقد تفتح أبوابا في الشعور والوجدان جديدة نوعيا.
أفكّر...كما حدثت في الماضي أشياء لم تخطر ببالي مسبقا, حتى إمكانية حدوثها, منها السار ومنها المؤلم بشدة, قد أتعرض يوما لتجربة القتل...بطريق الخطأ أو دفاعا عن النفس أو ربما أتسبب بموت احدهم بشكل غير مباشر. هذا النوع من الأفكار والخواطر تأتيني بعد شرب كثير أو شجار أو التعرض لإحباط شديد, كله متوافر اليوم.
هل فقط الخوف من العقاب الخارجي ما يمنع تنفيذ الرغبة في القتل؟ هل توجد تجربة تهز الوجدان في العمق مثل أعمال القتل؟ أليس الصيد بأنواعه شكلا من القتل قريب الصلة بقتل البشر؟ لا توجد إثارة أشد من الموت والدم والتدمير...وإلا ما سرّ إغراء الثورة!؟

في عمر التاسعة رأيت أختي تموت, كنت بلا دفاعات, فدخل الموت بالجملة إلى أعصابي وعقلي وصار محور حياتي القادمة. أظنها الحادثة التي أخرجتني من الإيمان.
*

أعرف كيف يتحوّل الإنسان إلى وحش مخيف ويحمل الحدّ الأعلى من الرعب, رأيت أمي وأبي والكثير من أصدقائي في هذا الدرك من السلوك الغريزي, ورآني البعض فيه. كما أعرف كيف يكون الإنسان أكبر من نفسه في مواقف متنوعة, لقد رأيتهم هنا وهناك. يبقى الخوف أعمق من الحب,بوسع الجميع التحوّل إلى قتلة,وقلّة نادرة تصل إلى التسامح وتختبره.
هل أنت متسامحة للصديقة ومتسامح للصديق؟ كان السؤال يربك ويفاجئ.
أجابتني سوزان بالعمق الذي أرجوه: لا أعرف يا حسين_ لم أتعرض والحمد لله_ إلى الاختبار القاسي والمؤلم الذي يكشف درجات تسامحي وعمقه أو العكس....الله يا سوزان.
أظن الحكمة في المقدرة على استخلاص النتائج من تجارب الآخرين, فيما الغفلة والحماقة تكمن في الفشل في التعلم من الخبرات الشخصية,وبينهما بقية البشر العاديين.
هل لديّ رغبة في القتل حتى الآن؟ لا أعرف, حياتي الماضية فيها الكثير من سوء الحظ وبأعلى درجات الشدة, فيها خط استثنائي في الصداقة والصديقات أولا, لكن لا طمأنينة في هذا العالم. ربما في بقية عمري,قد يحدث, ما لم يخطر في بالي من قبل, أعرف هذه اللعنة.
من الصنف الانتحاري الشخصي وليس ذلك النوع الخسيس والكريه من البشر الذي (يقتل مع نفسه غرباء لا تربطه بهم صلة),أول ما يخطر في بالي, قتل نفسي بعد خطأ بسيط. صحيح لم افعلها حتى اليوم, لكن الفكرة نصف السلوك والفعل.
*

النجاح, الحب, وجود هدف يشغل العقل والتفكير مع عمل يرفع التقدير الذاتي...لو تحقق ذلك على الأرجح كنت لأحترم حياتي وأعمل على إطالتها, لكنني بصدق فاقد للثقة والهدف المرضي والإيمان. حتى الماضي القريب كنت في غاية السذاجة والغباء, ظننت الصح والخطأ أو المناسب والرديء خطوط منفصلة, يكفي أن أعلن وقوفي في جانب الخير منها!
بعد قليل يصل الفجر إلى اللاذقية, سكون وبرودة أول الربيع بين مشروع شريتح والمشاحير, لا بأس بكأس ثالث, هو الحق والحقيقة هو الصح والصحيح, بدون امرأة نديمة أو صديقة أو حبيبة, الخيال أجمل من نساء سوريا وأكثر ذكاء من رجالها.
يا كأسي ....يا حبيبي ويا سيجارتي الرائعة...أنتما الوطن والهوية.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام مكررة ومليئة بالعدم_ثرثرة
- الحياة في اللامرئي_ثرثرة
- أدونيس أمامكم وأمشي في اتجاه آخر_ثرثرة
- في الحياة الماضية_ثرثرة
- ثرثرة_حديث الرغبات.... والعيش في الواقع
- عاد الربيع يا خديجة_ثرثرة
- موقع في العالم.....ثرثرة
- العربية وقتل الأبناء_ثرثرة
- الأنترنيت والنرجسية وعيد العشاق_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(2_2)_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(1_2)ثرثرة
- سراب وضباب....الحياة شعر_ ثرثرة
- أيقونة المعارض السوري
- فن الاصغاء ...فن المتعة_ثرثرة
- متعاكسة بافلوف...التكيّف والتقدير الذاتي_ثرثرة
- بين هلاكين(وفاء سلطان والقرضاوي)_ثرثرة
- إلى وراء الخطر_ثرثرة
- محنة الزوجة...في الشعر وفي الحب_ثرثرة
- عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة
- الفراغ والخسارة_ ثرثرة


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - حياة في المجهول_ثرثرة