أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - حق العودة واستحالة شطبه















المزيد.....

حق العودة واستحالة شطبه


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 11:54
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كاتب وباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان- نابلس

تتحدث تقارير صحفية وتحليلات كبار الكتاب والساسة، انه يجري هذه الأيام محاولات عديدة على أكثر من مستوى إقليمي ودولي باتجاه العمل على شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، الذي تم إقراره والاعتراف به من خلال العديد من القرارات الدولية، لاسيما القرار الدولي الشهير المتعلق بحق العودة رقم 194 لسنة 1949 ، ويذهب آخرون على أن هنالك سيناريو بعينه يجري الإعداد له بدقة، ليصب في نهاية المطاف باتجاه إجبار الفلسطينيين على حل يستثنى منه حق العودة ، ويدللون على ذلك أن هناك الآن تحركات إقليمية لدول محددة عربية وإسلامية تعمل في سياق إطارين عربي وإسلامي، للخروج بحل لازمات المنطقة في فلسطين ولبنان والعراق بشكل دبلوماسي، بما يحقق إنقاذ التورط الأمريكي في العراق وغيرها من مناطق الشرق الأوسط ، لتخرج أمريكا ليس بحفظ ماء الوجه ، وإنما أيضا بتحقيق أهدافها سياسيا واقتصاديا وامنيا في المنطقة، بعدما عجزت عن تحقيقها بالقوة العسكرية ، نعود إلى موضوع المقال المتعلق بمحاولات شطب حق العودة ، فقد تحدثت التقارير أن هنالك ضغوط أمريكية وإسرائيلية لشطب البند المتعلق بحق العودة في المبادرة العربية لسنة 2002 ، ولقد تجلى هذا الضغط من خلال مطالبة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بإخراجه" أي حق العودة " نهائيا من المبادرة ، وذلك من اجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية على أساس دولتين، لكن دون حق العودة .

لاشك أن ما جاءت به هذه التقارير والتحليلات، هي في معظمها صادقة ، وبالفعل هنالك تنسيق وتعاون الآن ما بين أطراف عربية وإسرائيل تتباحث حول هذا الموضوع، وأيضا في موضوع النووي الإيراني ، ويقود هذا التنسيق عربيا الآن رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان ، ويتجه هذا التحرك باتجاه إعادة المبادرة العربية إلى نسختها السعودية الأولى التي كانت في الأساس خالية من أية إشارة إلى حق العودة ، الملفت في التحرك العربي والإسلامي انه يضم المحور الذي تسميه أمريكا بالمعتدل ،وأعضاء هذا المحور كما هو معروف مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة وباكستان وتركيا واندونيسيا وماليزيا .
ويبدو انه من خلال تحركات الرباعية العربية واجتماع وزراء الدول الإسلامية الستة في باكستان، بالإضافة إلى الدولة المضيفة نفسها، يحاولون الخروج بصيغة حل تفرض على الفلسطينيين تحت مسمى الحل العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية، والذي على الفلسطينيين أن يقبلوا به ، وهذا الحل لايخرج عن كونه دولة ذات حدود مؤقتة بدون سيادة وبدون عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا عنها . هذا الحل مطلب أمريكي في المقام الأول في سياق إخراج المشروع الأمريكي من ورطته وفشله، والعمل على إنجاحه من خلال الدول الموالية للسياسة الأمريكية وبالتحديد العربية منها، التي تريد الحفاظ على أنظمة حكمها ،و هذا الحل الذي يراد فرضه أشار إليه العاهل الأردني الملك عبد الله، حينما قال إن أمام الفلسطينيين فرصة أخيرة للسلام ، بمعنى انه عليهم أن يقبلوا بأي حل مهما كان ، واعتقد أن هذا الحل يقوده العاهل الأردني الذي سيتوجه إلى الولايات المتحدة من اجل العمل عليه والتباحث بشأنه مع الأمريكيين ، ولكنه في كل الأحوال اشعر المصريين والسعوديين بالمشروع، الذي ينوي بحثه في أمريكا مع بوش وأركان إدارته.

نعم ، هنالك الآن تجري في المنطقة تحركات، للأسف مشبوهة، سواء على صعيد الملف الإيراني ،أو حتى على صعيد القضية الفلسطينية، فالمؤتمر الذي دعت إليه الحكومة العراقية لدول الجوار حول العراق، والذي قبلت به أمريكا من خلال وزيرة خارجيتها كونداليزا رايس ، بل ورحبت به وأبدت استعداد أمريكا للمشاركة فيه ، هذا المؤتمر سيكون على مستويين الأول إقليمي، على مستوى السفراء، والثاني إقليمي دولي على مستوى الحكومات، بالإضافة إلى مشاركة الدول الدائمة في عضوية مجلس الأمن مضافا إليها ألمانيا ، وسيكون في المستوى الثاني منه حضور لأعضاء الدول الثماني الكبار ، ما يستشف من غرض المؤتمر انه يهدف كما أشرت إلى إيجاد مخرج أمريكي من العراق ومن ثم العمل على إعادة الاستقرار والتوازن لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة وفي العراق نفسه ، بمعنى آخر محاولة إنجاح المشروع الأمريكي المتعثر حاليا ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستقبل الولايات المتحدة بالمطالب والمصالح الإيرانية والسورية ؟؟ هنالك تناقض كبير بين الطرح الأمريكي وما بين الطرح الإيراني السوري، وهو ما سيؤدي إلى فشل هذا المؤتمر ، لأنه باختصار مكرس لمصالح أمريكا وإسرائيل وأوروبا، دون إعطاء الحد الأدنى من المطالب الإيرانية والسورية ، وربما هكذا نتيجة ستدفع بمزيد من التهور الأمريكي باتجاه إشعال نار الحرب الشاملة في المنطقة .

في المدى المنظور، وحتى عقد القمة العربية في السعودية ، سيبقى الحصار ساري المفعول على الشعب الفلسطيني ، حتى في سياق وجود حكومة الوحدة الوطنية ، لأنه ومن أسف، تريد الأطراف العربية المعتدلة بنظر أمريكا ، أن توصل رسالة للشعب الفلسطيني ، انه بدون القبول بحل ذي مواصفات معينة يرضى عنه المجتمع الدولي " أمريكا وإسرائيل " فلن يكون هنالك انفراج في الأزمة وبالتالي رفع للحصار ، وهذا ليس غريبا ، فوزراء الخارجية العرب وبعد مجزرة بيت حانون مباشرة، قبل أشهر قليلة، دعوا حكوماتهم فورا لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ، ولكن شيئا لم يحدث، طالما أن أمريكا وإسرائيل تقولان لا.

الطرح العربي في القمة العربية القادمة سيكون بمحاولة تعديل المبادرة سلبيا باتجاه الالتفاف على حق العودة ، ومحاولة تسويق حل للفلسطينيين لايخرج عن إطار الطرح الأمريكي والإسرائيلي بدولة ذات حدود مؤقتة ، يتم الانقضاض عليها إسرائيليا ونقض الاتفاق بشأنها كما جرى مع أوسلو وسلطة الحكم الذاتي ، بعد أن ينجح ويستقر المشروع الأمريكي في المنطقة، المفترض إقامته على توجيه ضربات تدميرية لقوى الممانعة والمقاومة في المنطقة من حزب الله إلى إيران مرورا بسوريا في سياق تقسيم للأدوار ما بين أمريكا وإسرائيل وربما بعض حلفائها من عرب وغرب . ومع هذا كله، فان هكذا طرح عربي لن يلقى القبول فلسطينيا، حتى وان عمد إلى استمرار محاصرته وتيئيسه أكثر وأكثر ، لأنه ليس هنالك باختصار في الساحة الفلسطينية على مستوى الأحزاب والفصائل، وفي السلطة نفسها حكومة ورئاسة من يجرؤ على الجهر والعلانية بقبول دولة ممسوخة منزوعة الكرامة والسيادة وبشطب حق العودة ،الذي هو حقيقة جوهر الصراع والنزاع مع إسرائيل ، وتجارب اللذين مضوا في محاولة شطب وبيع حق العودة من بعض أركان أوسلو، عمل الشعب الفلسطيني على معاقبتهم سياسيا وشعبيا ، حتى يكاد الواحد منهم بدون أي تمثيل أو مرجعية شعبية وطنية.

لذلك ،لايتعبن احد نفسه في إعداد السيناريوهات ورسم التحركات لهكذا طرح رفضه ويرفضه وسيرفضه الفلسطينيون مرارا وتكرارا ، لطالما انه لايحقق الحد الأدنى من الحقوق الوطنية المتفق والمجمع عليها وطنيا ، وان أرادوا مزيدا من الحصار والتجويع وبالتالي دفع الشعب الفلسطيني إلى اليأس و الاستسلام ، فما على الجميع وعلى رأسهم دولة الاحتلال إسرائيل إلا أن ينتظروا انتفاضة أخرى ستربك أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية، خاصة إذا تزامنت مع تطورات إقليمية تتعلق باشتعال فتيل الحرب في المنطقة إذا ما جرى مهاجمة إيران ومعها سوريا وحزب الله .

6- 3 - 2007



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموت امريكا واسرائيل فزعا من حق العودة!!
- وإذ- يقرفونك- بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان!!
- لماذا كل هذه الهرولة باتجاه اي تفاوض؟؟
- حين تصبح الحزبية ودرجتها معيارا للكفاءة!!
- الفرق بين الالتزام والاحترام في خطاب التكليف الرئاسي؟؟
- تفسير الذي يجري للفلسطينيين في العراق؟؟
- ما أخشاه من لقاء مكة!!
- هل من حل لمشكلة الفلسطينيين في العراق؟؟
- المعالجات الجذرية للخلافات الداخلية الفلسطينية
- اللجان الفلسطينية الحاضرة الغائبة عن العمل
- الحالة الراهنة للقارىء والكتاب في الاراضي الفلسطينية
- جوهر الصراع يكمن في قضية اللاجئين الفلسطينيين
- المناورة الاخيرة
- فيم الاختلاف مع حماس؟
- سيناريو المشهد الاخير في مواجهة حماس
- تبكير الانتخابات بالدم الفلسطيني!!
- التآمر على حق العودة يبدأ
- هل تعلم جماهير فتح بالحل الذي يقبله الرئيس عباس ؟؟
- الحل الامثل للتوصل الى حكومة الوحدة الفلسطينية
- هل دعوة الرئيس عباس للانتخابات المبكرة قانونية؟؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - حق العودة واستحالة شطبه