أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - (!)الدفاع القاتل عن نوال السعداوي















المزيد.....

(!)الدفاع القاتل عن نوال السعداوي


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدفاع القاتل عن نوال السعداوي (!)
بقلم : صلاح الدين محسن
كعادة الكتاب في مصر ، عندما يريد أحدهم الدفاع عن كاتب واقع بين براثن السلطة بسبب تجرؤه علي استخدام الكلمة الحرة في التعبير عن آرائه السياسية أو العقائدية .. او تعرضه لفتوي من أحد المكفرين باهدار دمه . أن يستهلوا الدفاع عن الكاتب بتسفيه انتاجه والحط من شأنه الادبي والتقليل من مقداره الفني والابداعي ، والتأكيد علي أنهم يختلفون معه في الرأي وفي طريقة التعبير عن هذا الرأي .. ! لكي يقولوا في النهاية أن حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون مكفولة للجميع ، وانها وانها وانها ... الي آخر ما يقال في مثل تلك المناسبة واعتدنا علي قراءته أو سماعه .. ابتداء من قضية سلمان رشدي وحتي علاء حامد - وغيرهما ، وأذكر أنني كتبت عن هذا الموضوع من قبل بأخبار الأدب – التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم بمصر ، في النصف الثاني من التسعينيات ، وذكرت نموذجا من الاساءة التي يوجهها الكتاب الذين يكتبون في مثل هذا الموضوع برغبة – أو بزعم الدفاع عن حرية التعبير – وكان النموذج هو الأستاذ أنيس منصور – الكاتب الكبير المعروف – الذي كان قد كتب قائلا عن سلمان رشدي الذي رصد الخوميني بضعة ملايين من الدولارات لمن يقتله- كتب يقول بالكلمة وبالحرف " الكاتب الانجليزي ، الهندي الاصل " سلمان رشدي " يستاهل ضرب الجزمة .. " !!!!
تخيلوا هكذا كتب أحد أكبر أدباء العربية المشهورين ، عن كاتب أيا كانت أفكاره !!!
آخر من نهج نفس النهج ، كاتبة كتبت لتدافع عن نوال السعداوي - المهددة باهدار دمها – بنفس الطريقة السابق ذكرها ..! أي ذبحتها ذبحا قبل أن تقول بضع سطور تدافع بها عن حرية الرأي . وهي سطور لن يعمل بها المسئولون ، فلو كان لدينا مسئولون يسمعون ويأخذون بما يقوله الكتاب والمفكرون – عقول الوطن – لكان لبلدنا شأن آخر .. ولكنهم في ظلام عقولهم سائرون ولا يسمعون ولا يهتدون ..!
لقد قالت الكاتبة كلاما جميلا للغاية في نهاية مقالها مثل :

لكن مساحة الاختلاف مع «نوال السعداوي» ليست مشرطا يشق صدرها للتأكد من درجة إيمانها! الاختلاف لا يعني نفي الآخر خارج خريطة الفكر أو إعدامه داخل حدود الوطن.
وقولها :

لكن المجتمع المتربص بكل من يمارس الحرية (كما يراها) شمر عن سواعده الطاهرة لجلد «نوال السعداوي».

وقولها أيضا :
في تطور خطير لمسلسل التشهير والتكفير، فتحت النيابة العامة ملف التحقيق في دعوي «حسبة»، وعادت «الحسبة» تهدد من يتلبس بجريمة «حرية الرأي» بإقامة حد الحرابة أو حد الردة !!

وقولها :

إنها يوميات الاستسلام لقبضة الإسلام السياسي، تلك التي بدأت بالتفريق بين الدكتور «نصر حامد أبو زيد» وزوجته، وبعد هدنة من سنوات (التقية) أعلن التيار الأصولي أنه يحكم البلاد ويتحكم في العباد.

وقولها :
الحكومة لم تتعظ من سطوة الإخوان التي كادت تطير الوزير «فاروق حسني» من مقعده. بل زايدت علي التيار الأصولي، لتتأكد خسارتها يوما بعد يوم.
وقولها :
وفي مثل هذ المناخ يصبح «إعلان التوبة» إثر التهديد مهربًا عقلانياً، وهذا ما فعله «سيد القمني». لقد عدنا - إذن - إلي تلك السنوات القبيحة التي اغتيل فيها «فرج فودة» حين تصدي لمشروع الدولة الإرهابية.
وقولها :
وكأن الدولة تسلم مبدعيها ومفكريها قرباناً للشعب يتلهي بذبحه وسلخه. فمادام النشاط السياسي محظوراً داخل الجامعة، والتظاهر ممنوعاً علي العمال، وأحزاب المعارضة تنفجر تلقائيا. لابد أن توفر للناس متنفساً، وليس هناك أرخص من دم النخبة المثقفة.
وقولها :
الشعب لا يقوي علي محاربة الفساد، ولا يستطيع مساءلة الحكومة، لكنه يفرغ شحنات السخط والغضب حيثما تشير عصا التكفير!
وقولها :

الناس يئست من معارضة تطلق شعارات سياسية لا يفهمونها، ملت تصريحات لا تترجم إلي لقمة خبز. هناك لغة واحدة سهلة تخترق قلوبهم دون تفكير، لغة تختصر التغيير والإصلاح في شعار: «الإسلام هو الحل»! هذا الشعار يحدد لهم عدواً لا يتمتع بأية حصانة، عدواً يتلقي كل اللعنات والطعنات باسم الفضيلة أو تحت بند الدفاع عن الإسلام.

وقولها :
الحكومة تعمل بمنطق: «التفكير مسؤولية كل مفكر».// نعلق : هذا غير صحيح ، أن الحكومة تعمل بهذا المنطق اذن من الذي يسجن ويرهب ويكمم أفواه الكثيرين من أهل الفكر ؟!! // وتستطرد : أما الأزهر الشريف فقد أهدر دم «نوال السعداوي» بالمطالبة بمقاضاتها. المجتمع علي وشك الانتقال من خانة «أضعف الإيمان» إلي مرحلة إقامة الحد في ميدان التحرير.

مجرد طعنة في صدر «السعداوي» وتصبح الدولة الدينية واقعًا.
====
كل هذا الكلام الجميل قالته الكاتبة في مقالها الذي يفهم من بدايته أنها بصدد دفاع – لم تكن تتوقع حدوثه منها ، كما قالت – عن دكتورة نوال السعداوي ..
فتري ماذا قالت عن نوال السعداوي نفسها ، عن فكرها وآرائها وماتدعو اليه نوال السعداوي ؟
لقد ذبحتها ذبحا .. ذبحتها كفكر وكرأي ، ذبحا معنويا .. محتها محوا .. ! أما الارهابيين الذين أفتوا باهدار دمها ومن قد يقومون بالتنفيذ ، فانهم لن يقتلوا من نوال السعداوي سوي جسدها فقط الذي سوف يذهب بطبيعة الحال ولم يعد أمامه سوي القليل حيث عمرها 75 سنة – وهو العمر الافتراضي . فأي القاتلين أبشع : الأزهر الذي أفتي بقتل نوال السعداوي جسدا ؟ أم الكاتبة التي شمرت عن ساعديها وقتلتها كمعني ؟!!!
انظروا معنا ماذا قالت الكاتبةعن نوال السعداوي – بزعم الدفاع عنها ضد فتوي اهدار دمها - :
قالت الكاتبة :
لم أنبهر يوماً بكتاباتها، لكنني ظللت مشدودة لنموذج المتمرد إلي حد التهور، أو «الانتحار» لتقديم الدليل علي أنه «موجود»، أو كان كذلك رغم أنف المجتمع. كنت أتعجب كيف استطاعت أن تؤسس مجموعة تتبع منهجها الصادم، وتروج لأفكار لم تنضج بما يكفي لكسر نسق القيم العتيقة. لم أر في عملها «مشروعاً فكرياً» ينتشل المرأة - مثلا - من بئر الأمية، أو ينقذها من أمراض الفقر!!
ونعقب : ولكن المجتمع الغربي الذي تعتبر مؤلفات نوال السعداوي عنده هي أعلي معدل توزيع لقلم من الشرق علي الاطلاق – أكثر من مؤلفات محفوظ نوبل نفسه - ! يبدو أن هذا الغرب لم يبلغ سن الرشد بعد ولم يبلغ وعيا كوعي تلك الكاتبة التي لم تنبهر بكتابات نوال السعداوي ..!
وقالت الكاتبة :
بل كنت أشعر أن مثلث (السعداوي - حتاتة – حلمي " تقصد : نوال ، وزوجها ، وابنتها ") يناضل برفاهية مزعجة.
ونعقب : أية رفاهية مزعجة تلك ؟ الدعوة لوقف ختان البنات – من طبيبة – هو رفاهية مزعجة ؟! الدعوة لمساواة المرأة ومنحها حقوقها كما الرجل الذي ولدته المرأة وربته : هي رفاهية مزعجة ؟! الدعوة لاقامة المجتمع المدني هي رفاهية مزعجة ؟!! ، الدعوة للديموقراطية وتداول السلطة هي : رفاهية مزعجة ؟؟!
هذا ما يدعو اليه مثلث ( السعداوي – حتاتة – حلمي ) كما أسمته الكاتبة .. فاية رفاهية مزعجة في ذلك ؟!
ولمن يكون الازعاج ؟!
وقالت كاتبة المقال عن دكتور نوال :
وظللت أتابع الضجيج المصاحب لكل ما تفعل، من مقالتها المناهضة لختان الرجل!! إلي هوجة التصريحات حول سفرها أو هروبها.
====
هذا هو الكلام الشين الذي قالته الكاتبة "سحر الجعارة " بجريدة " المصري اليوم " في 2 مارس 2007 بعنوان " اهدار دم نوال السعداوي " عن نوال السعداوي في البداية
ولكن الكلام الزين الذي قالته في النهاية تدافع فيه عن حرية التعبير وتناهض قيام دولة دينية ، هو كلام يقوله كتاب كثيرون منذ سنوات كثيرة مضت ويقال كل يوم ولا يعمل به لا من قبل الحكومة ولا من قبل الأزهر ..
ولكن لو افترضنا أن الأزهر قد قرر أنه قد اقتنع بمقال سحر جعارة . بالذات – ودونا عن كل الكتاب والمفكرين - وسحب فتواه باهدار دم نوال السعداوي ، وقرر ت الحكومة اقتناعا منها بما جاء بهذا المقال بالذات دونا عن مئات وربما آلاف المقالات التي تدور في نفس المعني من كتاب ومفكرين كبار وصغار ، وأعلن عن وقف اجراءات التحقيق مع نوال السعداوي ورفض الدعاوي المقدمة ضدها ، وأرسلت الحكومة والأزهر معا برقيتين لنوال السعداوي بالخارج لطمأنتها قائلين : أبشري بطول سلامة يا نوال .. وانعمي بالعيش الهانيء في السنتين أو الثلاث – أو حتي العشر – الباقيات لك في هذه الحياة .!
فتري : هل ستفضل الدكتورة نوال أن يتم قتل اسم نوال السعداوي المفكرة والأديبة العالمية والمحاضرة الجامعية والشخصية النسائية العالمية ، والمناضلة السياسية المصرية ، بطعنة قلم من واحدة من النساوين - أو النسوة - اللائي أفنت حياتها في الدفاع عنهن والمطالبة بحقوقهن .. ؟!
أم تفضل أن يقتل جسد نوال السعداوي العجوز الشاحب الهزيل ذو الشعر الشايب الأبيض الموشك علي الاندثار من تلقاء نفسه ، ويتم القضاء عليه هذا الجسد بطعنة سكين أو برصاصة من ارهابي متعصب ، وليذهب ذاك الجسد ؟!
أية قتلة ، أو أية ذبحة تفضلها لنفسها الدكتورة نوال ؟
من المؤكد أنها تفضل قتل الجسد فهو أقل ايلاما ..
لعله قد آن الأوان لايجاد طريقة أخري يدافع بها الكتاب والمفكرون عن حياة زملائهم بدون ذبحهم معنويا ، كي لا يكونوا أكثر قسوة علي زملائهم ممن يهددونهم بذبح الجسد .



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - نوال السعداوي - والهروب السياسي للأنبياء والمناضلين
- نبي الرحمة ودين الرحمة
- وفاء سلطان بين علم النفس ، و السوسيوبيولوجي
- مباحث قمل الدولة تؤيد التمييز الديني
- !الاخوان ماضون في طريق : طز في مصر
- !أكذب أمة أخرجت علي الناس
- وانقلب العقرب علي الثعبان - مبارك والاخوان
- ماذا يحدث بالعراق؟؟؟؟؟!!!!!!؟؟؟؟؟؟
- لا للمحاكم العسكرية والاسلامية معا .
- المسجد الأقصي: الجهاد هو الحرب
- دعوة للأنانية الاسلامية في عيد الحب
- يسألون لماذا نهاجم مصر !؟
- ......رأفت الهجان والنجمة الراحلة سعاد
- (!) عن اهانة الشعب والتعذيب بالشرطة والأمن
- هويدا طه والتعذيب بالشرطة المصرية 2
- هويدا طه والتعذيب في الشرطة المصرية
- جمعية التحرير الثقافي للشعوب ضحايا العروبة
- القضاء المصري والشاب عبد الكريم نبيل
- محمد عمارة و الشاب عبد الكريم نبيل
- فريدة النقاش


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - (!)الدفاع القاتل عن نوال السعداوي