إلى الْمرأةِ في عيدِها

سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 11:49
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    

إهداءٌ مُتواضِعٌ إلى الْمرأةِ في عيدِها العالَمي
إِلى صديقتي الْمرأةِ .. إِلى نصفِنا الآخرْ
إلى من سُمي حقا بالْجنسِ اللطيفْ
واللطافةُ ذوقٌ .. والذوقُ فنٌ .. والفنُ إبداعْ
والإبداعُ تجربةٌ تتفجرُ في العقلِ ، وتخرجُ من بواطنِ النفسِ والأَعماقْ
وإنْ رافَقتْها شريكةٌ حَسناءْ ، للمبدعِ طبعاً
أو شريكٌ صاحبُ ذكاء ، للمبدعة طبعاً
صارت شُهباً تَنطلقُ إلى الآفاقْ
أشعةً تخترقُ الْحواجزَ والأَبعاد
ينابيعَ فوارةً معطاء
قناديلَ تشتعلُ بلا انطفاء
طاقاتٍ ليس لَها انقطاع
. .
وإلى الْمرأةِ ، سوسنةِ الدار
وعصفورةِ الْمجتمعِ الْمنطَلِقِ إلى العلاء
أًقدمُ هذا الإهداءْ
إن كانت أماً أو شقيقةً
إن كانت زوجةً أو خليلةً
لا فرقَ بين إنجيلا ونجلاءْ
لا فرق بين سُونيا وسَناء
فالْمرأةُ هي ربيعُ هذا الكونْ
فَراشةٌ مُلونةُ بألفِ لونٍ ولونْ
هي الزهرةُ والعبيرْ . . هي الإبداعُ والتفكيرْ
هي العسلُ الْمُصفَّى والشَّهدُ الكثيرْ
هي الغُنجُ والدَّلالْ . . هي السَّلةُ والغِلالْ
خَصرٌ رَقيقٌ وقدٌ مَيالْ
وخُصلاتُ شَعرٍ هَبطتْ من العلياءِ
على الأَكتافِ كالشَّلالْ
تَسقي عيونَ الظامِئيَن ماءاً زُلالْ
وهنيئاً لِمنْ عَشِقَ وحبَّ
وشَربَ من النَّبعِ وغَبَّ
وعلى الْخدين والشفتينِ مالْ
والنقاب يقتل الروح وُيظلمُ القلبَ بالسواد
والحجاب يحجبُ الشمس عن الجمال
إن سُيِّسَ الأمرُ ودخله الأيديولوجي الدجال
صار تجارة لبيع الأخلاق في سوق النخاسةِ والوبال
. .
والْمرأَةُ يا صاح . . أغنيةٌ موسيقيةٌ وموال
غزالٌ يا خال
شاردٌ بين مروجِ الْزهرِ والْخضار
يسعى إلى صياد خيال
زانه العقلُ والذوقُ والكمالْ
وبين الْخيَّالِ والغزالِ سَهمٌ طيار
إن أصاب . . لانت له القلوبُ
وخرتِ الأَقدار
واستسلَمت قِمَمُ الْجبال
ونامَ الْجوابُ قريرَ العينِ
في حِضْنِ السؤالْ
. .
والْجمالُ في هذا الكون القاحل
بدون الْمرأةِ وما وهبتها الطبيعة من شمائل
أرضٌ يابسةٌ من عُشبٍ وماءٍ واخَضرار
طبيعةٌ بائسةٌ مهجورةُ النسْمةِ والظِّلال
هِضابٌ قمريةٌ ميتةٌ ، عواصفٌ وغُبار
والْمرأةُ واحةُ الْحياةِ وزينَتُها
والْحياةُ بدونِها صحراءٌ ورمالْ
بل هي الْحياةُ بِرُمَّتِها بِحلاوتِها والْمَرارْ
. . .
وتحيةً وسلاماً لِمن ردد قال :
" بأنَّ وراءَ كلِّ عظيمٍ امرأةٌ "
ورغمَ نباهةِ هذا القولِ الفعَّال
إلا أنه ناقصُ الزُّبدَةِ والبَهار
وبِحاجةٍ ماسةٍ إلى الاكتمال
بالقولِ ثانيةً وتأكيدِ الْمُقال :
" بأن وراءَ كلِّ عظيمٍ امرأةٌ عظيمةٌ "
والعمليةُ ليست عمليةُ رئيسٍ ووزير
ورجلٌ يتمخترُ في بيته كالأَمير
يلقي الأَوامرَ ويُحركَ الأَساطيل
وكأنه هنيبعل ابن هَملقارَ الكبير
إنَّما العملية كلها . . تفاعل وانتصار
على هذه الومضةِ القصيرةِ من العمرِ والأَيام
لَحظاتٌ وثوان . . وكان الإنسانُ وما كان
تفاعلٌ وانتصار . .
بتفاهم يؤدي إلى الإلفةِ والاحترام
وانصهار إلى التكامل والانسجام
بين امرِئٍ يُحبُ امرَأةً
من الرأسِ حتى الكعب
وإنسانةُ تَعشقُ إنساناً
من أعماقِ الروحِ والقلب
. .
والْمرأة تبقى في أكثر الأحيان
في الظل والْخفاء
ترعى زوجها بالدفءِ والحنان
تدفعهُ إلى النشاطِ والعطاء
وتُهيئُ له عُشَّ الغرام
تغمرُ أطفالَها بالْحبِ والأمان
وتقدمُ لَهم الرَّحمَ والدمَّ والطعام
وأحياناُ تظهرُ في الساحةِ والْميدان
فتعطرَ الْمدينةَ والشارعَ وتُحركَ الشِّراع
ويُهَلِّلُ لَها فَرِحاً
الْمكتَبُ والْمصْنعُ واليَراع
حيث يصبحُ للعمل لونٌ وعِطرٌ وقِوام
وللأَرضِ بدرٌ يبددُ العتمَةَ والظلام
وللكون شَمسٌ ، ساهرةٌ لا تنام
. . .
والْمجْتمعُ الذي يَحْجِبُ النساء
عن الْمشاركةِ في العملِ والبناء
والانطلاقِ إلى قممِ العلمِ والذكاء
ويرميها خلف سياجٍ
من تقاليد واهية بلهاء
ويُلفلِفُها لفاً حتى الاختناق
بستارٍ من الأَخلاقِ العوجاء
لَهو مجتمع مُغْمضُ العينين
أبكمُ الفمِ ، أصمُ الأُذنين
قعيدٌ لا يُراوحُ مكانَهُ معاق
أو مَشلولٌ يتكئُ على عكازتين
لياليهِ حالكَةٌ سوداء
طيورُهُ حزينةٌ خَرساء
لا تعرفُ الزقزقةَ والغِناء
ربيعُهُ خريفٌ وأنواء
شِتاؤهُ بَأسٌ وشَقاء
صيفهُ ناشفٌ لا نَسمةَ عطرِ وهَواء
مَشاعِرهُ تتلظى في الْجمرِ
وتتمنى أن تغرقَ في الْماء
يَعلكُ أيامَهُ عَلكاً .. سواءً بسواء
مقصوصُ الْجناحينِ
ولن يُحلقَ في الفضاء
. . .
وللمرأةِ صاحبةُ الْمدحِ والثناء
أقدم أشعاري هذه هديةَ وفاء
وعربونَ مَحبةٍ ، وشكرٍ وامتنان
لِما قدمته من خير لبني الإنسان
منذ ملايينِ السنينِ وحتى الآن
برلين 07.03.04

#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات