جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 14:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يا شارع المتنبي .. لقد أدمتنا الجريمة ..!
جاءت موجة الانتحاريين الإرهابيين القتلة ظهر اليوم إلى شارع الثقافة العراقية شارع المتنبي ففعلت بالكتب والمخطوطات وأرواح الناس ما لم يفعله لا نيرون ولا صدام حسين .
بلمسة تفجير ٍ واحدة ٍ فعل المجرمون بكتب الدكتور على الوردي وحسين مردان ونوال السعداوي وجان بول سارتر والبياتي ولميعة عباس عمارة وبرناردشو وشكسبير وشمران الياسري وجبران خليل جبران وعلي بن أبي طالب والجاحظ والمتنبي وكارل ماركس ومحمد مهدي الجواهري ومحي الدين زنكنة وآلاف آخرين من عظماء العراق و العرب والمسلمين والعالم كله فعلوا بها كما يفعل أي دكتاتور عريق عتيق يرتدي قميص الحقد الأسود على الثقافة والمثقفين وموزعي أدواتها من أصحاب المكتبات و من الكادحين باعة الكتب على الأرصفة . هذا الفعل الخبيث الخنيث ما لا يوشك عقلي أن يدركه .
الآن غدت الكتب ملتهبة بالنار اللعينة .
الآن اختلط رماد الكتب بدماء 28 قتيلا في شارع المتنبي .
الآن صارت ارض شارع المتنبي وأرصفته مشغولة بالرماد وحده وبالدماء وحدها .
رباه ..
هذا الأمر الجلل ذبح المتنبي بنيرانه ..! فكم أتمنى أن يكون صديقي نعيم الشطري – مكتبة الربيع - نابضا بالحياة .
كم أتمنى أن يكون صديقي نجاح عبد الرحمن حياوي – مكتبة النهضة – ما زال حيا .
كم أتمنى أن يكون صديقي عبد الوهاب الراضي – المكتبة العلمية – منطلقا بيقين الحياة للثقافة وبيقين الموت للقتلة .
كم أتمنى أن يكون الوراقون جميعا في شارع المتنبي يساءلون في قلب هذا الليل أين انتم يا شرطة بغداد أين انتم يا حماة الناس أين انتم يا حماة الكلمة والثقافة وأدوات التنوير.
لشهداء الكتاب في شارع المتنبي مجدا وخلودا وستتبدد النار المحرقة الغادرة من شارع المتنبي ثانية طالما فيها نعيم الشطري ونجاح حياوي وعبد الوهاب الراضي وهم يتحركون عشقا ضاريا لتعويض ضحايا جريمة المجرمين بمزيد من الكتب لتقوية قلعة هذا الشارع التاريخي وتعزيزها ليكون المتنبي من جديد مضيئا في رحاب الثقافة و مزارا أبديا لكل مثقفي العراق لأنهم سيظلون كما كانوا منحازين إلى الحركة النقية التي عمــّـر بها شارع المتنبي عقولنا وأفكارنا .
********************
بصرة لاهاي في 5 – 3 – 2007
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟