صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:34
المحور:
حقوق الانسان
من حقوق الإنسان السوي ، ان يتمتع بالتربية الناجحة التي تحرص على تربيته بالمباديء الأصيلة التي تؤكد على كرامة الإنسان وحريته ، ومن حقوقه ايضا ان يتعلم تعليما نافعا ، يفيده في حياته كي يكون عاملا ، بجد من اجل راحته الشخصية وسعادة أسرته ومنفعة بلاده ، ولكننا نحن العراقيين حين اضطررنا الى مغادرة الوطن الحبيب ، على اثر الحملة الشرسة لجعلنا بعثيين ، او الحكم علينا بالموت السريع بواسطة التعذيب ، لم نستطع ان نكون جلادين او ضحايا ، فنحن أناس أسوياء ، وطبيعيون ، وارتأينا ان نغادر الوطن ،مع ما يقدم لنا فيه من حب وتقدير ، ووشائج محبة وصداقة ، وآثرنا الا نبتعد كثيرا ، وان نذهب إلى بلاد شقيقة ، كي نحظى ببعض التفاهم والعيش البسيط ، مع اننا لم نفقد الأمل ، لحظة في إمكانية العودة ، الى أحضان الوطن الحبيب ، والتنعم بالحب والدفء اللذين حرمنا منهما سنين طوال
يسقط النظام الظالم ، ونسمع دعوات عديدة ، انه ستعاد إلينا حقوقنا كاملة غير منقوصة ، ورغم علمنا الأكيد ، ان الحرمان من حب الوطن ، ودفء العائلة و وتكافل الأهل ، لايمكن ان يعوضه إنسان ، مهما أوتي من جمال الخلق ، وحرارة العاطفة ، وسمو المباديء ، الا أننا قنعنا بان نحصل ، على ابسط حقوقنا كبشر أولا ، ومواطنين ثانيا ، من حقنا ان نتمتع بالحقوق أسوة بغيرنا من بني ادم ، ومن حقنا ان نحصل على التقاعد ، الذي هو نتيجة طبيعية ، للعاملين المخلصين الذين قطعوا شوطا طويلا ، في العمل الوظيفي الرسمي ، او في المؤسسات الخاصة التي تمنح موظفيه ، حقوقهم كاملة كما ينص القانون ، ونحن العاملين في الدول العربية التي لا يتمتع مواطنوها ، بالحقوق كاملة ، فكيف يمكن ان تمنحها للضيوف على أرضها ؟ وانا من بين العاملين ، قضيت أربعة وثلاثين عاما في مجال التدريس ، في كل من العراق والكويت والمغرب ، وفي مدارس خاصة عراقية ، قد انشاتها وزارة التربية العراقية ، اطمح بالحصول على حقي بالتقاعد ، لأنني أريد ان أتفرغ لهواياتي الأخرى ، وهناك العديد من المواطنين العراقيين متوزعين في كل أنحاء الأرض ، يطلبون من الحكومة العراقية ان تنظر الى حقهم بالتقاعد ، وان تحققه لهم ، لقد عانوا الأمرين
من الغربة والحرمان والابتعاد عن الأهل والدفء ، وأصيبوا نتيجة ذلك الابتعاد بأمراض عديدة ، لايمكن التخفيف من شدتها الا بالعودة الى الأحضان الدافئة ، أحضان الوطن العزيز
صبيحة شبر
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟