أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الحمد - الإخوان وجهازهم السري‮..















المزيد.....

الإخوان وجهازهم السري‮..


سعيد الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


‬تاريخ لن‮ ‬ينساه التاريخ و لم‮ ‬يفاجأ الذين‮ ‬يعرفون دقائق وتفاصيل نشأة حركة الاخوان المسلمين وتطور أجهزتها وطبيعة عملها الأول‮.. ‬لم‮ ‬يفاجأوا وهم‮ ‬يشاهدون على الفضائيات مجموعة الملثمين من شباب الاخوان عندما اقتحموا حرم جامعة الأزهر مطلع هذا العام في‮ ‬استعراض قوة وعنف. ذلك أن صفحات تاريخ تنظيمهم تكشف وبأقلام‮ »‬اخوان‮« ‬مخلصين لا‮ ‬يُشك في‮ ‬ولائهم و لا في‮ ‬شهاداتهم أن حركة الاخوان المسلمين اعتمدت‮ »‬المليشيا‮« ‬المسلحة منذ وقت مبكر في‮ ‬مسيرتها. ولذلك حكاية تستحق أن تروى اليوم حتى‮ ‬يستطيع شبابنا الربط بين الماضي‮ ‬والحاضر في‮ ‬معرفة هذه الحركة على وجه كامل‮.‬
فبالإضافة الى‮ »‬الجوالة‮« ‬وهي‮ ‬تنظيمات مليشياوية علنية بلغ‮ ‬عدد أفرادها عام ‮٨٤٩١ ‬ما مجموعه ‮٥٧ ‬ألف فرد مدربين تدريبات شبه عسكرية وانضباطية وميدانية أخرى وعلى أتم جهوزية للنزول الى الشارع عند أول اشارة من القيادات‮. ‬بالإضافة الى ذلك كان هناك ما أطلق عليه‮ »‬التنظيم السري‮« ‬وهو تنظيم داخل التنظيم أو ما سمي‮ ‬وعرف‮ »‬بالجهاز الخاص للاخوان‮« ‬وهو جهاز محكوم بالسرية الشديدة والمطلقة في‮ ‬عمله وفي‮ ‬أهدافه ويتم اختيار أفراده من الجماعة حسب مقاييس ومعايير محددة وبعد اجراء الفحص الطبي‮ ‬الشامل عليهم للتثبت من سلامتهم صحياً‮ ‬ولياقاتهم بدنياً‮ ‬يبدأ التخطيط لضمهم للجهاز السري‮ ‬الخاص الذي‮ ‬لا‮ ‬يعلم بوجوده الا مجموعة قيادية موثوقة ومكلفة سرياً‮ ‬وبأقصى درجات السرية بأمر ذلك الجهاز الخطير وبوضع استراتيجيته القائمة أساساً‮ ‬على تنفيذ المهام السرية كالاغتيالات والتصفيات وأعمال التفجير والتدمير كما سنبينه لاحقاً‮ ‬بحسب مصادر اخوانية خالصة‮.‬
يقول أحمد كمال أحد اعضاء الجهاز الخاص عن تجربته في‮ ‬ذلك الجهاز وكيف تم إدخاله وضمه إليه وبعد شيء من التفاصيل عن اختبارات الثقة والتأكد من صلاحيته للجهاز الخاص‮ »‬ذهبت الى دار مركز الاخوان في‮ ‬ساعة معينة لم‮ ‬يكن فيها أحد هناك حيث أجري‮ ‬الكشف الطبي‮ ‬الدقيق على الأعصاب والقلب والضغط والصدر والنظر والمعدة وأخذت عينات من البول‮ ‬،وسجل الدكتور كل النتائج في‮ ‬استمارة مطبوعة خاصة بذلك مع مقاس الصدر والطول ثم شهد باللياقة الطبية‮«.‬
ويضيف أحمد كمال، ثم جاء أوان البيعة الواجبة على اخوان النظام الخاص وجرت مراسيمها كما‮ ‬يلي‮: ‬حدد لنا موعد في‮ ‬مكان معين، فذهبنا لنطرق باباً‮ ‬ضخماً‮ ‬من الخشب لمنزل كبير قديم‮ ‬،فدخلنا وصعدنا سلما مظلما الى‮ ‬غرفة كانت مضاءة اضاءة قوية وتركنا الدليل الى‮ ‬غرفة مجاورة ثم عاد ومعه عبدالرحمن السندي‮ »‬أحد أبرز قادة الاخوان وقادة التنظيم أو الجهاز الخاص‮«. ‬ثم‮ ‬يضيف: فعرّفنا الدليل بالرجل على أنه رقم‮ »١« ‬في‮ ‬هذا التنظيم وبعد أن حدثنا عن النظام وأهدافه في‮ ‬الجهاز الخاص واستوثق من استعدادنا استدعاني‮ ‬السندي‮ ‬فقمت معه واذا به‮ ‬يخطو الى الغرفة المجاورة وقد أمسك بيدي‮.. ‬فوجئت بظلام دامس ثم أجلسني‮ ‬على الأرض وجاء صوت رجل في‮ ‬الظلام لا أتبين منه شيئاً‮ ‬يذكرني‮ ‬بمباديء الدعوة التي‮ ‬جندنا أنفسنا لنصرتها والى الجهاد في‮ ‬سبيلها‮.. ‬وبايعت على ذلك وقد مددت‮ ‬يدي‮ ‬فوضعتها على مصحف ومسدس‮.‬
ولعل أداء قسم البيعة وقسم الانضمام الى الجهاز السري‮ ‬الخاص داخل حركة الاخوان على المسدس تحديداً‮ ‬ما‮ ‬يكفي‮ ‬من دلالة رمزية واضحة على الهدف وعلى الدور المطلوب من عضو الجهاز الخاص أو الجهاز السري‮ ‬وهو دور‮ ‬يستخدم فيه المسدس كما استخدم في‮ ‬اغتيال النقراشي‮ ‬باشا وحادثة الخازندار ثم في‮ ‬محاولة اغتيال جمال عبدالناصر في‮ ‬الاسكندرية ثم في‮ ‬اغتيال أنور السادات‮. ‬فهذا العنف امتداد لذاك كونه جزءاً‮ ‬من طبيعة التفكير وطبيعة التنظيم الاخواني‮ ‬الذي‮ ‬يفتح باباً‮ ‬سرياً‮ ‬على تفريعات ما هو علني‮ ‬أو معلن أمام الناس‮.. ‬كما فتح دهاليزه السرية للتنظيم الخاص الذي‮ ‬حرص على اختراق الجيش المصري‮ ‬يومها وبسرية مطلقة وحذرة ضم الى جهازه السري‮ ‬الخاص عدداً‮ ‬من‮ »‬الضباط الاحرار‮« ‬قبل تشكيل تنظيم الضباط الأحرار‮.. ‬فأقسم في‮ ‬الغرفة المغلقة وأمام الرجل المخفي‮ ‬والغامض كل من اليوزباشي‮ ‬عبدالمنعم عبدالرؤوف واليوزباشي‮ ‬جمال عبدالناصر و الملازم أول خالد محي‮ ‬الدين والملازم أول كمال الدين حسين والملازم أول محمد أحمد حمودة‮.‬ وفي‮ ‬رواية حموده وهي‮ ‬رواية موثقة أيضاً‮ ‬يذكر أن الرجل المتخفي‮ ‬وبعد أن بايعوه على المصحف والمسدس حذرهم وهددهم قائلاً‮ »‬إن من‮ ‬يفشي‮ ‬سرنا فليس له منا سوى جزاء واحد هو جزاء الخيانة‮.. ‬وأظنكم تعرفون ذلك الجزاء‮« ‬وقد اتفقوا بحسب حموده الملازم أول في‮ ‬الجيش مع القائد الاخواني‮ ‬والرقم‮ »١« ‬في‮ ‬الجهاز السري‮ ‬عبدالرحمن السندي‮ ‬على أن‮ ‬يقوموا بتدريب شباب الاخوان المسلمين من اعضاء التنظيم‮ ‬السري‮ ‬على استعمال الاسلحة. وفي‮ ‬خلاصة دراسة له عن تنظيم الاخوان المسلمين‮ ‬،‮ ‬يذكر المؤرخ صلاح عيسى أن الجهاز الخاص الاسم الرسمي‮ ‬لمليشيا الاخوان السرية‮« ‬وقد ذهلت الحكومة المصرية‮ ‬يومها من‮ »‬تنظيمه المحكم و القوي‮« ‬بحسب تلك الدراسة‮.‬ والذين لا‮ ‬يعرفون تاريخ المليشيات الاخوانية وتاريخ تنظيمهم السري‮ ‬الخاص‮ »‬عتبوا‮« ‬على الحكومة المصرية الحالية ردة فعلها تجاه الملثمين الاخوانيين الذين اقتحموا حرم جامعة الأزهر في‮ ‬استعراض القوة مطلع السنة الحالية‮. ‬لكن الحكومة المصرية التي‮ ‬تعرف تماماً‮ ‬اعتماد الاخوان في‮ ‬تاريخهم على المليشيات وعلى التنظيم السري‮ ‬الخاص في‮ ‬انجاز اجندتهم وبرنامجهم لاستعراض قوة المليشيا وقد أطلقها الاخوان هناك‮ ‬كبالون اختبار لردة فعل حكومتهم التي‮ ‬جاءت كافية لتراجعهم المؤقت والتكتيكي‮.. ‬فمتى‮ ‬يفهم الآخرون‮.. ‬؟ومتى‮ ‬يتعلمون من تجارب التاريخ القريب‮..!!‬؟؟



#سعيد_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام
- خسارة على التسامح
- ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟
- ديمقراطية بلا حداثة .. أضغاث احلام
- حوار أديان أم حوار أفكار؟
- كرامتي في دوري و مساواتي
- في إيران , اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الحمد - الإخوان وجهازهم السري‮..