أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حكومة توافق وليست حكومة ثوابت ..














المزيد.....


حكومة توافق وليست حكومة ثوابت ..


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 09:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


حكومة توافق وليست ثوابت .... سامي الأخرس
شعبنا الفلسطيني الذي أدمن البكاء والألم وتضميد الجراح ، وأصبح الحزن سمة دائمة ترتسم على حياته لأن الحزن والجرح ينموان ويكبران معه ويعيشا في فضائه وكينونته ووجوده ، حزن وألم منذر أن تم اقتلاعه من دياره فحملهما رفيقاً في رحلة اللجوء والتشتت يشهد عليهما جدران المخيم ، وجواز سفره المؤقت ، وزنازين القهر ، وظلام الليالي .
عَشق السياسة وأبدع فنونها وحفظ أبجدياتها ، وتألق بقراءة التاريخ والسير على خطاه ، فأمتزج الألم بالتحدي والجرح بالأمل ، فأفرزت الدعابة السياسة التي مثلت روحاً ومؤشراً لحرب خفيه بين أطراف المعادلة الفلسطينية فلن تمر المرحلة الأخيرة من الدعابة السياسية المتمثلة بتبادل النكات والمشاهد التي أصبحت تتبادل برسائل على الهواتف الخلوية ، كمبارزة من نوع وشكل أخر.
أخر ما يتم تداوله من هذه الدعابة السياسية التي لا تخلو من أساليب السخرية ، ولكنها تحمل في طياتها أهداف وأبعاد ذات مغزى ، بما إنها لا يأتي بشكل عفوي واعتباطي ، ولا يطلقها شخص عادى ، وإنما تأتي ضمن أهداف مدروسة ومعلومة تتخذ النكتة وسيلة مرحة لتصل لأكبر قطاع شعبي .
في اتفاق مكة الأخير تقابل وفدا حماس وفتح وجهاً لوجه ، فأستقبل قيادي من حماس قائد فتحاوي قائلا له هلا بالانقلابي ، فرد الفتحاوي مرحبا بالدموي متبادلين الضحكات .
نكته ساخرة تحمل بطياتها ملامح مرحلة سابقة ، حيث اختزلت حجم وأهداف المرحلة السابقة التي أتسمت بالنار والألم وكانت تهدف وتصبو لأن يوافق الشعب الفلسطيني بأي حلول سياسية ليرفع السيف المسلط على رقبته والجوع الذي أدمي أمعائه .وهذا فعلاً ما تحقق عندما عمت الأفراح الوطن تعبيرا وابتهاجا باتفاق مكة حيث لم يهتم شعبنا بما جاء عليه الاتفاق بقدر اهتمامه بالاتفاق ذاته كونه خلص الرقاب من الموت ، وأعطي بصيص أمل بملء الأمعاء الخاوية .
وبما أن أتفاق مكة أفرز حكومة توافق ثنائيه فإنه ن يفرز حكومة ثوابت ، ولن تضيف هذه الحكومة لشعبنا جديداً سوي رقم (11) في سلم الحكومات الفلسطينية المتلاحقة ، أما على صعيد الثوابت فلن تحقق شيئاً نظراً للسقف السياسي الذي كلفت وفقه .
وبما أن الأمور أصبحت وفق قناعات المتفقين فلا بد من أن تعبر هذه الحكومة عن طموحات وآمال شعبنا الآنية التي يأمل بتحقيقها ، وهي طموحات داخليه تهتم بشؤون المواطن اليومية وأمنه .
فلا بد أن تضع هذه الحكومة على سلم أولوياتها إعادة الهيبة للقانون وفرض سلطته ليعيش المواطن الفلسطيني بأمن وأمان ، وتنتهي حالة الفوضى التي عمت الشارع الفلسطيني وسلبت منه الأمن والاستقرار ، ومحاربة الطفيليات المسلحة التي تمارس القرصنة والهيمنة والقتل المأجور ، هذه الطفيليات التي حاول البعض من خلالها تحقيق أهدافه ومصالحه فأطلق لها العنان لتمارس اللصوصية والقرصنة تحت مسميات شتي ، فالبندقية الطاهرة لا تمارس القتل والقصف والموت ضد شعبها إنما هي البندقية التي وجهت لصدر العدو أولا وأخيراً.
كما يتوجب على الحكومة الفلسطينية القادمة فتح ملفات الاعتداء على الأراضي العامة والسطو عليها وتقسيمها وبيعها ، وكذلك إعادة الاعتبار لمؤسسات الوطن السيادية التي شيدت بدماء وتضحيات ، ورفع صبغة التحزب والحزبية عن هذه المؤسسات وصبغها بالصبغة الوطنية ، فما نجح به العدو من تصنيفنا حزبيا أخشي أن يأتي الوقت لدخول مستشفي للعلاج على بطاقتك الحزبية أو لون العصبة التي توضع على الجبين أو لونه القبعة حمراء أو خضراء أو صفراء ، أو أن تضطر لتعليم أبنائك في مدارس وجامعات حسب اللون والانتماء ، فعلي الحكومة القادمة رفع أيدي الأحزاب عن الجامعات والمستشفيات والوزارات ...الخ وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والوطنية لتضطلع بمهامها الوطنية فهذه الأجهزة لابد وأن تشكل الدرع الواقي لمشروعنا الوطني ولشعبنا من جميع الطفيليات والفطريات السامة.
مهمة حكومة التوافق القادمة هي مهام إعادة الثقة للمواطن الفلسطيني ، وإعادة الاعتبار لقدسية الروح ، وأن تسعي لإعادة التوازن السياسي والأمني وتعالج الشرخ التي أصاب النسيج الاجتماعي الفلسطيني .
أما الثوابت فهي راسخة غير قابله للتضميد والتسكين ، فهر راسخة في قلب كل فلسطيني لن تبرحه سوي بتسليم الروح لخالقها ، ليحمل اللواء الأجيال المتعاقبة ، فثوابتنا هي الجبال الراسخة التي لا يمكن نزعها من قلب جنين في رحم أمه .
سامي الأخرس
4/3/2007



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رحم التفاهه يولد التافهون
- شعب واحد موحد أهم من حكومة وحدة وطنية
- الجبهه الشعبية على مقصلة القتله
- اختطاف الامريكيات الثلاث التوقيت الغاية الهدف
- الشراكة الوطنية وممثلي الكومبرس
- وإذي الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت ؟
- غاضبون دوما ولا نضحك
- لماذا تأخر ألومرت في الانسحاب من الضفة؟
- لا نريد عودة لاجي العراق إلي أرض الوطن
- طريقة صناعة مربي التوت
- الجبهه الشعبية والموقف من بيان لجنة المتابعه العليا
- حج مبرور وسعي مشكور
- المحور الثلاثي الولايات المتحدة - الكيان الصهيوني - ايران
- تلكسات عيد الأضحي
- وتتوالي خيبات الأمل يا عرب
- الديمقراطية واعلان انتخابات مبكرة
- غزة الحزينة
- المشهد العراقي
- الجبهه الشعبيه و ذكري التأسيس ** سامي الأخرس
- شربل بعيني وأنا


المزيد.....




- إخلاء ركاب طائرة على جناحها بعد اشتعال النيران بمحركها في مط ...
- أحمد الشرع يستقبل -اتحاد علماء المسلمين- المدرج على قوائم ال ...
- النيابة السعودية تصدر قرارا حول مخدر -الشبو-.. إليكم ما يحصل ...
- سوريا.. جدل على مواد الإعلان الدستوري الجديد بعد توقيعه
- الزواج وتأثيره على الوزن.. دراسة تكشف مفاجآت جديدة
- بأدلة علمية وتاريخية.. عالم من ناسا يدحض نظرية -الأرض المسطح ...
- روسيا.. وضع برنامج حاسوبي لتحليل تخطيط القلب الكهربائي
- قضى 43 سنة في سجن صيدنايا.. أردوغان يكرم الطيار السوري رغيد ...
- الولايات المتحدة.. اندلاع حريق بطائرة ركاب بعد هبوطها (فيديو ...
- كيف يستغل ترامب الأوقات العصيبة؟


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - حكومة توافق وليست حكومة ثوابت ..