أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أشرف عبد القادر - هل الأقليات طابور خامس؟!















المزيد.....

هل الأقليات طابور خامس؟!


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مشكلة جوهرية تواجه العالم العربي والإسلامي في بداية القرن الحادي والعشرين،وإذا لم نحلها ونواجهها بشجاعة فكرية وأدبية، لن نخرج من دائرة العنف والحقن الطائفي التي تشتد يوماً بعد يوم، هي مشكلة الأقليات، فكما نعرف أن العالم العربي عبارة عن فسيفساء من الأجناس والأديان، لكن هوسنا بنقاء الأصل العربي ونقاء وحدة الدين هي أس بلائنا، فما زالت نرجسيتنا الدينية الفردية والجمعية تقف عائقاً لرؤية الأمور كما هي، فتضخم ذاتنا أوصلنا إلى مرحلة الانفصال عن الواقع، بمعني إننا نري الواقع كما نريده نحن ، لا كما هو موجود في الواقع، لذلك فكلنا مرضي وبحاجة لعلاج نفسي طويل الأمد لنري الواقع كما ، فلازلنا في مرحلة الطفولة الفكرية والنفسية، حيث الطفل ابن السابعة يعتقد نفسه أنه مركز الكون، وأن الكون بمن فيه مسخر له، لأنه يفكر بالوهم والخيال، ومن المفروض أن هذه مرحلة عمرية يمر بها الصغير ثم يجتازها لينتقل من مبدأ "اللذة" إلى مبدأ "الوقع" باحباطاته وآلامه، فمبدأ اللذة الصبياني هو الذي يطلب من الواقع اعطائه نتائج مخالفة لقوانينه، هذا الفكر السحري الأسطوري هو الذي صورنا بأننا "خير أمة أخرجت للناس" و أن" ديننا هو الوحيد الصحيح" وبلغ من هذياننا بلغتنا العربية أن جعلنا لغتنا هي "لغة أهل الجنة".هذا التقوقع علي الذات وحبها لدرجة العبادة ، وعدم الاعتراف بالآخر المغاير "اليهودي والمسيحي و البهائي والكردي ...إلخ " جعلنا نظن أننا الوحيدون في العالم، ونسينا أننا لا نمثل إلا نسبة بسيطة جداً جداً من سكان العالم أقل من 5 %.
لكن لماذا لا يعترف المسلمون العرب بحقوق الأقليات؟؟
لأنهم يعتبرونهم خنجراً مغروساً في خاصرة الوطن العربي لتفتيت البلاد وهدم الدين، فما زال الفكر القومجي مسيطر على فكر الدهماء الجاهلة والمجهلة في الشارع العربي،ولما لا ونحن "أمة واحدة ذات رسالة خالدة"، وبنظرة محايدة على أرض الواقع نري كذب هذا الشعار، فالعالم العربي ما كان أبداً أمة واحدة، بل كان أقاليم مختلفة ، لثقافات مختلفة دخلت الإسلام طوعاً أو كرهاً، لكنها لم تكن أمة واحدة. لكن سيادة الفكر الشعبوي هو الذي رسخ هذه الفكرة الخاطئة ، وجعل المناداة باعطاء الأقليات المضطهدة في العالم العربي حقوقها ، هي دعوة للتفكك والتشرذم،وبما إننا مصابون بعقدة الاضطهاد، وحيث أن فكرة حقوق الإنسان والأقليات نصت عليها القوانين الدولية الآتية من الغرب "الكافر"،فهو إذن مخططك يهودي صليبي ماسوني شيطاني... الهدف منه تقسيم الوطن العربي الإسلامي وهدم دينه.
وسأضرب مثلاً على تهافت هذا الفكر المريض، فالمسلمون في فرنسا – مثلاً – أقلية ولكن تتمتع بحقوقها الدينية والمدنية، وأشهد أنني عندما أصلي الجمعة في أحد جوامع باريس – وما أكثرها – أجد أن البوليس الفرنسي يأتي يوم الجمعة بصفة خاصة لينظم حركة المرور في هذا اليوم حتى يتم المسلمون صلاتهم في أمن وأمان، لماذا يفعل الفرنسيون ذلك؟ لأنه هناك احترام لحرية أي عبادة ، هناك حق لكل انسان كفله الدستور الفرنسي لكل المقيمين على أرض فرنسا دون تفرقة لدين أو جنس، فمارس دينك الذي تحب ولكن لا تمس أديان الآخرين، فحريتك تنتهي عندما تمس حرية الآخر، لأننا كلنا سواء، لا فرق بين مواطن ومواطن إلا باتقان العمل،فلم تتحزب فرنسا لدين معين وتنص عليه في دستورها، بل أعلنت أنها جمهورية "علمانية" أي تمارس فيها جميع الأديان على قدم المساواة وبلا أي تفرقة،كما تقول قاعدتنا الفقهية"أنت حر ما لم تضر"،ففي فرنسا وأوربا وأمريكا حريتك الشخصية مكفولة بالقانون، تتدين أو لاتتدين، تؤمن بدين أو لا تؤمن هذا متروك لك لأن الغرب حل مشكلة الأقليات وفصل الدين عن الدولة منذ قرون طويلة.
ففكرة أن حصول الأقليات على حقوقها هو دعوة "يهودية - مسيحية" لتفتيت البلاد العربية فكرة خاطئة بل مجنونة، بل إن عدم أخذ هذه الأقليات حقوقها الدينية والمدنية كاملة كما نصت عليها المواثيق الدولية هو سبب الفتنة الطائفية النائمة تحت الرماد، و تهدد بالاشتعال في أي وقت، فمثلاً أقباط مصر، مازالوا يعانون من عدم تمتعهم بكامل حقوقهم الدينية والمدنية أسوة بأخوتهم المسلمين، فهل إعطائهم حقوقهم أو عدم إعطائهم هذه الحقوق هو الذي يضمن أمن مصر واستقرارها؟ فالاستمرار في تجاهل حقوقهم والتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، أو كأنهم رعايا، أو على أحسن الأحوال "أهل ذمة" كما يروج المتأسلمون، هو الذي سيشعل مصراً ناراً وسيكون سبباً في تقسيمها بعد أن تسيل الدماء أنهاراً؟ وإلى متي سيظل السنة في طهران محرومون من بناء مسجداً ليمارسوا فيه صلواتهم؟ وإلى متى سيظل الشيعة في الخليج محرومون من بعض حقوقهم؟ وإلى متى سيظل الأكراد مشردون وهم الذين بلغ عددهم 30 مليون ولهم لغتهم الخاصة وتقاليدهم وزيهم الخاص، بدعوى أن إعطائهم حقوقهم سيؤدي إلى تقسيم تركيا وإيران وسورية؟ هناك مثل مصري يقول" كل وقت وله أذان" وأذان القرن الحادي والعشرين هو مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأقليات، ولم أشأ أن أتحدث عن المرأة لأنني لا أعتبرها من الأقليات، لأنها نصف المجتمع، ولكنها أيضاً مازالت مهمشة مضطهدة و منقوصة الحقوق وفي منزلة الحيوانات، لأن المتأسمون جعلوها قاصرة أبدية لا تبلغ سن الرشد أبداً،لأنها "ناقصة عقل ودين"، وكما يقول عدو المرأة الشيخ يوسف القرضاوي :"ضوابط أكثر للمرأة لأن الرجل ليس فتنة كالمرأة ... المرأة مطلوب منها من الضوابط ما ليس مطلوب من الرجل . ليه ؟ لأن المرأة تودي الراجل البحر وترجعه عطشان ... وإن كيدهن عظيم"! (الأهلية السياسية للمرأة الجزيرة) استشهد به أستاذنا د. محمود سيد القمني الذي نهنئ أنفسنا لأنه عاد إلى الكتابة وأدرك بعد رسالتي المفتوحة له ( عد إلى القلم ولا تخف، المنشورة في ايلاف بتاريخ 14/ 6/2006) أن الفتوى ضده كانت من صنع الثعلب التونسي المتأسلم لكسر قلمه واجباره على الصمت ....
إذا لم نتسلح بالشجاعة الأدبية والفكرية ، ونتخلص من سياسة النعامة في حل مشكلة الأقليات في العالم العربي فستشتعل نيران الفتنة بين أبناء البلد الواحد، مما سيؤدي إلى زعزعة جل البلدان العربية التي هي عبارة عن فسيفساء، فلنغلق باب الفتنة باعطاء الأقليات حقوقها لنعاصر عصرنا ونعيش روح حقبتنا، فالضمانة الوحيدة لأمن واستقرار بلادنا هو ان يكون الكل سواسية أمام القانون كأسنان المشط، وكفي شرقنا التعيس ما بة من نيران ومظالم ومآسي صنعناها لأنفسنا بأنفسنا.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يهدد نصر الله بالفتنة الطائفية؟
- شعر المرأة ليس عورة
- انتفاضة المثقفين المصريين
- نحن أكثر الشعوب هوساً بالجنس وفشلاً فيه
- جريدة الإخوان المسلمين تحرض على اغتصاب السافرات !!!
- انتفاضة القاهرة الاغتصابية: الحل الإسلامي في الاختلاط ونكاح ...
- انتفاضة القاهرة الجنسية:الكبت الجنسي يورث الانفجار
- هل هو الغزو الوهابي لمصر أم الغزو الإخواني للوهابية؟!
- رسالة مفتوحة إلى السنيورة: اجعلوا المحكمة الدولية دولية
- ثعلب تونس يكذب على العمير وجار الله
- ثعلب تونسي يطارد د. رجاء بن سلامة
- د. عبد الصبور شاهين عدو للمفكرين المصريين والعقل
- أعداء المرأة ينفثون سمومهم
- علي حرب: يفضح نصر الله قبل أن يفضح نفسه
- بل تحريك العقول الجامدة
- السيد حسن نصر الله يهدر دم معارضيه
- نداء إلى جمعيات حقوق الإنسان: أدينوا جرائم حزب الله وحماس ضد ...
- حسن نصر الله مجرم في حق شعبه؟
- هل سيحقق حسن نصر الله مبتغاه ويشعل لبنان والشرق الأوسط؟!
- رسالة مفتوحة إلى سيادة بيل غيتس وزوجته - طلباً للمساعدة


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أشرف عبد القادر - هل الأقليات طابور خامس؟!