مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:48
المحور:
حقوق الانسان
تعرفون بالتأكيد من هو عبد الكريم..المدون الشاب الذي سيكون نزيل السجن في السنوات الأربعة القادمة..و تعرفون لماذا..لأن عبد الكريم استخدم عقله ثم صرح بما يفكر فيه فمس حسب القضاة اثنين من محرمات الفكر و السياسة, فكر في ما لا يجوز التفكير فيه في ما حرم على العقل البشري أن يقاربه..هذه الحالة الغريبة التي تعتبر العقل ليس فقط في درجة أدنى من المقدس أو السائد بل و تكفر أية مقاربة نقدية عقلية لهما.. قد تكون آراء عبد الكريم مثيرة للجدل لكن المؤلم أن القاضي ( سواء المباشر و من نصب نفسه قاض على فكر و أطروحات عبد الكريم ) لم يختر أن يجادله بعيدا عن الاتهامات الجاهزة و سيف التكفير المسلط بل ربما كان لا يفقه في الموضوع الذي حاكم عبد الكريم بسببه و لا حتى قدر ما يعرف ضحيته , قد تكون آراء عبد الكريم مثيرة للجدل لكن أليس ما نعيشه أليست حياتنا بكل تفاصيلها مثيرة للجدل..أليس ما تفعله بنا الأنظمة ( و أولها النظام الذي حاكم عبد الكريم لإهانته ) تجاوز حدود المعقول أليس قهرها و قمعها و فسادها الذي ضرب معدلات لا تصدق أليس كل هذا مثيرا للجدل..أليس تخلفنا و استسلامنا للقهر و للابتذال أليس استسلامنا للغيبيات و هروبنا من الواقع إلى عالم يتكون من الجن و الشياطين و قوى غيبية تتقاذف مصائرنا كبشر لا وزن لهم في عالم يغتصب أبسط حقوقهم بشر يراد لهم أن يبقوا مسلوبي الإرادة و عاجزين حتى عن الدفاع عن أنفسهم أليس هذا كله مثير للجدل..أليس ما تفعله أمريكا و إسرائيل بنا كشعوب و كأفراد و كتاريخ و جغرافيا و حضارة بما في ذلك ما يرتبط بالمقدس ذاته وسط تواطؤ الأنظمة التي تشارك في كل هذا الموت مثيرا للجدل..أليس هذا القتل المجاني للإنسان أليس هذا السحل و تمزيق الأجساد الآدمية و حرقها أو أو..أليس كل هذا الموت المجاني باسم المقدس بصيغته الطائفية أليس مثيرا للجدل..كيف و بأي حجة و بأي جرأة على اغتصاب الحقيقة يبقى القتلة خارج القضبان و يستطيع "القضاة" أن يحاكموا عبد الكريم كيف يحاكم الفكر النقدي لهذا الواقع البائس و لا يحاكم من يزجنا في هذا القهر بل ينصب حاكما قاضيا على عقولنا مرشدا لأرواحنا..يستحق عبد الكريم أن يحاكم بنظر "النظام" لأنه رفض النظام بممارسته و فكره و "أشخاصه" أما بالنسبة لنا "ضحايا النظام" نحن نعرف أن القهر يريد أن يغلق عقولنا على المفاهيم التي لا تضع كل عسفه و قهره موضع تساؤل و ثورة و رفض و تحولنا من مجرد "كائنات مطيعة" إلى كائنات تدمن النقد و البحث عن الحقيقة تريد تغيير واقعها نعرف أن العقل لا يمكن أن يكبل بالأصفاد كما يتوهمون..نعرف أنه كان دوما أكبر من سجون الجلاد..
أطلقوا سراح الفكر !!!
أطلقوا سراح عبد الكريم !!!
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟