أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمخي جبر - الحاجة للاصلاح القانوني : احترام وصيانة الحريات العامة وحقوق الإنسان















المزيد.....

الحاجة للاصلاح القانوني : احترام وصيانة الحريات العامة وحقوق الإنسان


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:43
المحور: حقوق الانسان
    


القانون احد مؤسسات الضبط الاجتماعي والتأطير القانوني للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو عملية وضع لآليات حضارية تنظم حياة المجتمع والدولة والعلاقة بينهما من اجل حياة مدنية متطورة تفضي الى التخلص من الاستبداد والدكتاتورية والانتقال الى العقلانية بدل الخضوع لردود الأفعال والمواقف العاطفية التي تتسم بها حياة الشعوب المتخلفة او البدائية .والقانون يحافظ على وحدة المجتمع واستقراره من خلال توفير الحرية والأمن والعدالة عبر الالتزام بالنظام والقواعد التي تأمر بها السلطات العليا. والقانون مجموعة من القواعد العامة الجبرية التي تصدر عن إرادة الدولة وتنظم سلوك الأشخاص الخاضعين لهذه الدولة. ولابد ان يحمل معنى الإجبار والقسر والإلزام بالقوة، ويكون واضح الغايات والأهداف. وسيادة القانون هو اصل من الأصول الدستورية ويترتب عليه، انه لا يمكن للسلطات العامة القائمة في بلد ما ان تمارس سلطتها الا وفق قوانين مكتوبة صادرة وفق الإجراءات الدستورية المتفقة مع الدستور في ذلك البلد، والهدف هو تحقيق مبدأ الحماية ضد الأحكام التعسفية في الحالات الفردية دولة القانون هي الدولة التي تؤطر عملها ومؤسساتها بأطر قانونية تنظم عملها وعلاقتها بمواطنيها ، فيصبح القانون هو وسيلة وأداة تنظيم العلاقة بين الحاكمين والمحكومين ، والدستور هو احد القوانين بل مصدر القوانين ومرجعيتها وإطارها الذي يمنحها الشرعية او يسلبها منها، فيصبح أي قانون يتعارض مع الدستور لا قيمة له بل يب بعرض الحائط كما يقولون.والقوانين هي القواعد المنظمة للعلاقات الإنسانية في المجتمع ، لكي تحقق الغاية من وجودها وتثبت احترامها وطاعتها وفاعليتها ، ومن ثم تصبح مؤثرة في تنظيم سلوك الإنسان ، ولابد ان تكون آمرة تبسط سلطانها على الفئات الاجتماعية التي تستهدفها ، بكل عدل ومساواة، قابلة للتطبيق، ولابد ان تقترن بجزاءات مادية تكفل لها الاحترام وعدم التجاوز . والقانون الأساسي الأول في أية دولة هو الدستور، الذي يعبر عنه بمجموعة القواعد التي تنظم شكل الدولة وتحدد اختصاصات السلطات العامة فيها وفقا لفكرة قانونية معينة ، والدستور يعلو على كل الهيئات والتشريعات، وتستمد منه سائر القوانين أصولها ومحتواها وشرعيتها وله السمو والتفوق والسيادة. ولابد ان تتخذ القوانين سلما تشريعيا كل يعلو على الآخر فلا يمكن للتشريع الأدنى ان يخالف تشريعا أعلى وفي حالة تعارضهما يسقط الأدنى منهما، ويتم كل ذلك في إطار عدم جواز مخالفة او معارضة القوانين والمراسيم لأحكام الدستور مبنى ومعنى ، وذلك لتحقيق سيادة الدستور وضمان مراقبة دستورية القوانين. ويترتب على تدرج التشريعات في القوة ، وجوب تقيد كل صور التشريع بالصورة التي تعلوها، فالتشريع الأساس او الدستور يعلو على كل من التشريع العادي والتشريع الفرعي، والتشريع العادي يعلو على التشريع الفرعي .وهناك قاعدة قانونية استقر عليها رجال القانون وهي (موافقة القوانين الاعتيادية للقواعد الدستورية، ويترتب على ذلك ان السلطة التشريعية لا يمكنها وضع قواعد قانونية اعتيادية مخالفة للقواعد الدستورية، كذلك ليس بامكانها تشريع قواعد قانونية لتنظيم علاقات لم يخولها الدستور التدخل في تنظيمها ، أي ان القوانين الاعتيادية يجب ان تتلاءم مع الدستور موضوعا وتنظيما وهو ما يعرف بدستورية القوانين . وفي الأنظمة الدكتاتورية التي تقوم على سلطة الفرد او القلة من الأفراد الذين يستأثرون بالسلطة وقد يحتفظ رئيس تلك القلة من الجماعة مهما كانت طبيعتها مدنية او عسكرية بسلطات كبيرة وصلاحيات واسعة ويستمد سلطاته من تأييد أتباعه وقوتهم ونفوذه الشخصي وقابلياته ، وفي ظل هذا النظام لا توجد ضمانات لاحترام حقوق الشعب وحرياته لانعدام سيادة القانون حتى في حالة وجوده شكليا لان إرادة الحاكم وحزبه وجماعته هي القانون ، فهناك اهتمام بالواجبات دون إعارة أية أهمية للحقوق ، وتصادر حرية التعبير وحرية الفكر ، ولا يوجد فصل بين السلطات فلا حدود لسلطات الحاكم وإرادته ، فالدكتاتور وحاشيته أوصياء على الشعب ، وقد تكون هناك مظاهر شكلية للمشاركة السياسية للشعب كالاستفتاء او الانتخابات ولكنها فاقدة لمصداقيتها لان الهدف منها إضفاء بعض الشرعية على الحكم الدكتاتوري. فيصبح القانون معبرا عن إرادة الحاكم وليس عن إرادة الأمة .وقد يصبح القانون في ظل الاستبداد أداة لتحقيق مصالح وغايات تخدم القوى المتنفذة التي تصوغ القانون .
بينما في الأنظمة الديمقراطية ( القانون إنما هو التعبير عن إرادة الأمة) ويقصد بالإرادة هنا إرادة الشعب لا السلطة التي تتولى مسؤوليته ، وبمعنى آخر ان التشريع ووضع القواعد القانونية يوكل الى الشعب الذي هو مصدر السلطات.
وبقراءة سريعة للتشريعات والقوانين التي كانت نافذة آنذاك نتبين كم كانت هذه القوانين تنظر باستهانة لمعاناة الإنسان وهو يرزح تحت مظالمها، فباستطاعة اصغر موظف في الدولة ان يوجه إهانة للفرد، او يصادر حقوقه المادية والمعنوية بدون أي رادع وبدون ان يخضع للمحاسبة، او قد يعتقل الإنسان ويخضع للتعذيب والإهانة بدون ان يوجه له أي اتهام ، او يقال له ان ماحدث لك كان نتيجة سوء فهم .وفي بعض الأحيان يعدم بطريق الخطأ ،أمثلة كثيرة لسنا في مجال الوقوف عندها . وبعد كل عمليات تغيير كبيرة وواسعة كالتي حدثت في العراق بعد 9نيسان 2003 يصبح من اللازم الالتفات الى حاجة المرحلة لعملية إصلاح قانوني واسعة ، تستهدف أول ما تستهدف القوانين التي تصادر الحريات العامة وحقوق الإنسان ، واجراء مسح شامل لكل التشريعات والقوانين التي صدرت في عهود الاستبداد ، من اجل اجراء عملية اصلاح او تغيير شاملة ،وصولا الى تشريعات وقوانين ونظم تليق بالحياة الجديدة لعراق مابعد التغيير.
والدستور العراقي تضمن على مرونة كبيرة تركها المشرع لتعالج بالقوانين لان القوانين أكثر مرونة وخاضعة للتغيير ان اقتضى الحال على العكس من الدستور الذي لا يمكن إجراء أي تغيير في مواده ونصوصه إلا من خلال استفتاء الشعب الذي هو مصدر السلطات والقوانين وكما يقول الدكتور همام حمودي (في الدستور اكثرمن ستين مادة حولت الى قانون، والقانون يضعه مجلس النواب ، ويستطيع مجلس النواب ان يغيره على العكس مما لو كانت مواد دستورية، فلو كانت موادا دستورية او اخذت الشكل التفصيلي فان تغييرها يصبح صعبا لانه يحتاج الرجوع الى الشعب العراقي للتصويت عليه ، فجعلنا بطريقة او باخرى هذا الدستور فيه حالة من المرونة ).ومن هنا تصبح الحاجة ماسة ، بل لابد منها للكثير من القوانين التي تشكل بديلا للقوانين التي سنت في عهد النظام السابق ، لان الكثير منها اصبح لايلائم الحياة العراقية الجديدة ومتغيراتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية .وقد يصبح من المفيد للمشرع ان يكون ملما بفلسفة التغيير وثقافته. ومتطلبات التغيير من الجانب القانوني لابد ان تمتد لجميع مفاصل الحياة ، من الاحوال الشخصية الى التربية والتعليم ، والحياة السياسية وقوانين الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ،ووضع الاطر القانونية للاقتصاد العراقي وعمليات الاستثمارات الاجنبية والاعمار ، فضلا عن القوانين التي تحمي الفرد والمجتمع في الجوانب الامنية والدفاعية، وبناء الاجهزة الامنية والجيش وتحديد مهام كل منهما.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة التكامل بين المجتمع المدني والدولة
- جذور المجتمع المدني في العراق
- النيابية البرلمانية: مفهومها وفاعليتها في العملية السياسية
- رجل لكل العصور
- في سيرة وطن اسمه العراق
- هكذا تكلمت مدينة الصدر.. حين يلقي الصابرون الدرس الديمقراطي ...
- الفيدرالية بين جدلية الرفض والقبول
- دور منظمات المجتمع المدني في المصالحة الوطنية
- امريكا ليست هبلة
- الثقافة العراقية جدل الوطنية والهويات الفرعية
- من يشكل الراي العام في العراق؟
- قراءة أولية في ثقافة العنف ومرجعياته
- صباح العزاوي آخر العنقود
- حول اغلاق مركز اوجلان للبحوث والدراسات
- هل تطيرالديمقراطية العراقية بأجنحة أمريكية؟
- الإسلام والغرب ....الصدام والحوار
- المصالحة الوطنية ... المشروع الوطني العراقي ؟
- السياسيون يقلدون عبد الملك بن مروان ،فمن يقلد عمر بن الخطاب؟
- الطوائف المنصورة والوطن المذبوح
- أنا فرح أيها الإخوة ........... الساسة يقرأون


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمخي جبر - الحاجة للاصلاح القانوني : احترام وصيانة الحريات العامة وحقوق الإنسان