أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي الحسيني - صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم13














المزيد.....

صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم13


علي الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:44
المحور: سيرة ذاتية
    


(13)
في سكني الجديد في (بناية انديشه) والتي يسكنها اكثر من خمسين طالبا متوزعين في غرف البناية استطعت الاقتراب اكثر الى الواقع الطلابي الحوزوي من الناحية الحياتية والاجتماعية والاهم تمكنت من قراءة عقلية الحوزوي وانماط تفكيره في الدرس ومع الناس وكيف ينظر للحياة وللمستقبل . هذا الاقتراب اكسبني دراية اعمق بشخصية الحوزوي وبالأزمات التي يعاني منها بسبب المفروض الديني والرغبة الشخصية التي تقف بالتضاد مع ما يراد لها .. مكتشفا حجم الكبت الذي يحمله الحوزوي نتيجة القيود التي تلاحقه في كل مكان حتى في طريقة نومه التي يجب ان لاتكون على شاكلة نوم الشيطان !! هذا الاقتراب أضاف هما اخرا الى همومي السابقة موسعا من رقعة الصدمة الاولى حين دخولي الى حوزة قم والاطلاع على المغايرة بين ما هو معلن وما يجري داخل المدينة ومدارسها الدينية كما اشرت اليها في الحلقات الماضية والتي استمر البحث عن مبررات لها حتى عام 98 ..
في (انديشه) تعرفت على طلاب لم ينضموا للحوزة رغبة لمعرفة العلوم الدينية وانما بحثا عن امتيازات اجتماعية تعوضهم عن سنوات الفشل الدراسي الذي عاشوه في مدارسهم الحكومية او بحثا عن لقمة عيش بعد ان تقطعت بهم سبل الحصول على فرصة عمل . اما من جاءوا لدراسة العلوم الدينية دراسة منهجية فهم ليسوا اكثر من ثلاثة طلاب من مجموع اكثر من خمسين طالبا حوزويا يسكنون في البناية اكتشفت ايضا في البناية بعض الجزئيات الاخلاقية المتعلقة بسلوكيات الحوزوي والتي منها ان بعض الحوزويين يمارسون العادة السرية ويشاهدون افلام الجنس ومنهم من له علاقات واسعة مع الدعارة تحت غطاء مشروعية زواج المتعة وايضا هناك من يستمع للاغاني والموسيقة المحرمة من قبل رجال الدين .. هذا كله يتم بالسر والخفاء طبعا .
هذه هي البناية التي سكنتها وهي لا تختلف عن غيرها من بنايات تضم طلبة الحوزة وخصوصا في الاقسام الداخلية التي يكثر فيها الحديث عن علاقات مثلية بين بعض الطلبة وهذا ما ادركته لاحقا...
احداث فوجئت بها وأذهلتني لكنها منحتي الاحساس بمعاناة الطلاب وحجم القمع الذي تمارسه عليهم الحوزة عبر نصوص دينية تحرم الاقتراب من ملذات الحياة والاستجابة لرغبات النفس التي يقينا لو تركت بلا قيود لسارت في مساراتها المشروعة لكنها كُبت فلجأ اصحابها للبحث عن مسارات سرية للتخفيف من وطئ الضغوطات النفسية التي تدفعهم الى سلوك الازدواجية مع ما يمارسونه في الظاهر وما يفعلونه في الباطن وفي الخفاء ... في النهاية هم مجبرون وضحايا الكهنوت الديني والضغط الشوفيني من قبل رجال الحوزة الدينية في قم .. وعلى الرغم من ان قم تعد قياسا بالنجف اكثر انفتاحا على العالم واقل قيودا على طلبتها من القيود المفروضة على طلبة النجف لكنها في النهاية مؤسسة دينية تقليدية تعيش ضمن نظام كهنوتي صارم لا يقل بشاعة عن النظام الديني الكنسي ايام القرون الوسطى في اوربا .... صورة مقتضبة تؤشر فقط الى حقيقة ربما دل عليها بعض علماء الاجتماع ومنهم المرحوم الوردي عندما تعرض الى ظاهرة اللواط وشيوعها في المؤسسات الدينية والعسكرية ووسط البحارة والتي ارجع اسبابها الى كونها مجتمعات ذكورية تغيب عنها المرأة فيعوض عنها بالذكر والغلام الجميل ...
حقيقة ادركتها في بداية اقترابي من الحوزويين الطلاب الذين يراد لهم ان يكونوا رجال الدين في المستقبل ..
وبقي جزء العلاقات الجنسية بين الطلبة انفسهم والذي يتم بالسر او كحد اقل رغبة يحملها عدد لا باس به من الحوزويين لتعويض الحرمان الجنسي والعاطفي هذا الجزء استوقفني كثيرا ودفعني بقوة الى اعادة قراءة ما احمله عن الحوزة وطلابها ومدرسيها لكن باتجاه الدخول الى العمق وبرغبة عارمة لمعرفة المزيد والغوص في الاسباب التي كانت وراء هذا العالم المتناقض بين ظاهره من جهة وباطنه من جهة اخرى.
بقيت في بناية ( انديشه ) قرابة السنة وحتى مجيء العام الدراسي الجديد لسنة 1997 انا لازلت أفتقد وثيقة المهاجرين العراقيين التي يمنحها مكتب المهاجرين الاجانب في المدن الرئيسة او فروعها في المخيمات السكنية التي خصصت للعراقيين والتي بموجبها يتسنى لي الانضمام الرسمي الى الحوزة العلمية ... لكن مع عدم حصولي على الوثيقة بقيت متواصلا مع الدرس الديني بالحضور عند بعض الاساتذة والاستماع الى اشرطة الكاسيت الدرسي .



#علي_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدى الغربة في ايران ... يوميات حالم12
- صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 11
- صدى الغربة في ايران... يوميات حالم 10
- صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 9
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 8
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 7
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 6
- صدى الغربة في ايران 5
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 5
- صدى الغربة
- صدى الغربة في ايران ..يوميات حالم 3
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 2
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم
- الزنديق بوصفه اكثر الالفاظ إثارة في العقل الاسلامي
- المرأة العراقية والدعوة الى تحررها وسفورها


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي الحسيني - صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم13