أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم الحلفي - اي تحالف يتطلع اليه شعبنا ؟














المزيد.....

اي تحالف يتطلع اليه شعبنا ؟


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تنطلق بين فترة واخرى، دعوات لتشكيل تحالف سياسي، وبناء جبهة وطنية، مرة باسم (القوى المعتدلة)، ومرة اخرى باسم (القوى الديمقراطية والليبرالية والوسطية). وتنبع تلك الدعوات من الحرص على العملية السياسية الجارية. ويرى اصحاب هذه الدعوات الطيبة ان تجاوز الاختلالات التي يعاني منها الوضع السياسي الراهن في بلادنا لا يمكن ان يتم إلا عبر حشد الطاقات وتركيز الجهود وتحمل المسؤوليات، بعد ان فشلت التحالفات الطائفية في تحقيق الامن والاستقرار والاعمار، وساهمت في خلق أوضاع خطيرة تنذر بالشؤم، بعد ان استشرت الطائفية وبرز خطابها الإنقسامي الذي يركز على الهوية الطائفية، متجاهلا الهوية الوطنية العراقية، التي تجمع كل ابناء الشعب العراقي في وحدة وطنية حقيقية. وتفاقم الصراع الطائفي، واستخدمت فيه كل الاساليب في محاولة لإزاحة الخصوم وتهميشهم وابعادهم.
وبسبب ذلك تشتد الحاجة اليوم الى بناء تحالف يقوم على اساس وطني، يدعو الى اقامة سلطة القانون واحترام حقوق الانسان، ويؤكد على الهوية العراقية، ويقف ضد الارهاب، وينبذ العنف، ويدعو الى حل الميليشيات، وبناء مؤسسات الدولة على اسس الكفاءة والنزاهة بعيدا عن المحاصصة الطائفية البغيضة.
لذا فأن قيام التحالف الوطني المنشود، لن يتأتى عبر طرح الفكرة ذاتها فقط، مهما كانت تلك الفكرة صحيحة، بل عبر اطلاق مبادرة ملموسة، يجري الاعداد الصحيح لها بعيدا عن التسرع والارتجال والتصريحات الصحفية المقتضبة. لقد بينت تجارب عديدة انه لا يكفي اطلاق فكرة نبيلة فقط، حتى يتلقفها ويستجيب إليها الاخرون ويمضون اليها مسرعين، بل انها تحتاج الى دراسة مستفيضة، تطرح من خلالها كل القضايا بمسؤولية ودقة وشفافية، وتبحث من خلالها متطلبات التحالف المنشود، وتصاغ مفردات برنامج العمل، وتتحدد اليات التحرك. ولا بد من التاكيد، في هذا الصدد، على اهمية العمل الدؤوب والمتواصل والمثابر، لوضع تصورات لبناء هذا التحالف، تأخذ بالحسبان جملة من المشتركات، واختيار اليات عمل واضحة، وتوفير المستلزمات الكفيلة بمشاركة الجميع في مناقشة وتداول مختلف الافكار والاراء لانجاز المهمة بنجاح.
والتجربة تقول ان التحالفات لا تتحقق في اجتماعات القادة وحدهم، على اهمية ذلك، بل عبر مشاركة الناس، الذين هم، في نهاية المطاف، اصحاب المصلحة الحقيقية في ذلك. فالبرنامج المراد تطبيقه يوضع للجماهير ومن اجلها، وان مطالب الامن والامان والاستقرار واهمية الحصول على المكاسب الاجتماعية والاقتصادية المنشودة والوصول الى الخدمات الاساسية، هي اهداف ملموسة تسعى الناس اليها، وتجتمع حولها وتكافح من اجلها. بالتالي لا يمكن تصور قيام تحالفات ناجحة من دون اسناد ودعم جماهيريين.
وحتى لا يكون التحالف رقما جديدا يضاف الى ما هو موجود، لا بد من بحث امكانيات كل حزب او طرف، والتعرف على استعداده كي يكون شريكا حقيقيا في التحالف وليس رقما وحسب. ومن اجل الحرص على مشاركة الاخرين في التحالف، ينبغي جعل الشريك يشعر بالمشاركة في صناعة القرار، ويتعرف على جدية الشركاء وحرصهم على العمل المشترك، بعيدا عن التهميش والاستحواذ الذي لا يستقيم مع الدعوة الى الديمقرطية.
واستنادا الى تجربة التحالفات التي تتيح استخلاص جملة من الدروس. من بينها، بل من اهمها، أنه لا ديمقراطية حقيقية بدون ديمقراطيين حقيقيين، يثق الناس بهم، ويعلقون عليهم امالهم، لا يتخلون عن الناس، ولا يديرون الوجه عن البرنامج المتفق عيه، يمتازون بالصدقية، والحرص على العمل واستمراره. ومن هنا تاتي ضرورة ترسيخ التقاليد الديمقراطية في العلاقات بين المتحالفين، باعتماد مبادىء الحوار، واحترام الرأي الاخر. كما لا بد من التأكيد على العمل الجماعي وعدم السماح، تحت اية ظروف ومبررات، ببروز وهيمنة نزعات التفرد في قيادة التحالف فهذا يشكل مقتله.
من المؤكد أن حجم القوى المعتدلة والمناهضة للحلول والخيارات الطائفية كبير، كما ان دور الوسط الديمقراطي والوطني واعد، ولكن هذا لا ياتي طواعية بل لا بد من انتزاعه من خلال النضال المثابر وعبر المزيد من العمل والفعالية وطول النفس. فالطريق نحو وحدة هذه القوى لن يتحقق بـ " ضربة حظ " بل من خلال ارتقاء الجميع الى مستوى التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا في هذه اللحظة المتوترة، والتوصل الى توافقات حول برنامج وطني ديمقراطي، يشكل انجازه خطوة مهمة على طريق انهاء التواجد الاجنبي وبناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد.
يقول الشاعر العربي الكبير ادونيس:
كن القا
وابتكر قصيدة جديدة وامض
زد سعة الارضٍ




#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز مع الامان
- التقارب العراقي السوري
- المشترك بين لبنان وفلسطين والعراق
- وحدة قوى الخير
- البطاقة التموينة... تحسين مفرداتها أم شطبها؟
- معالجة الملف الامني تتطلب حزمة اجراءات كاملة
- ثغرات وهفوات ... لكن نهاية يستحقها الدكتاتور
- مجرد اسئلة اطرحها بين الحاكم و الحليف
- هل يحتاج موقفنا من حقوق المرأة إلى إيضاح؟
- كلمة الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمر تفعيل دور المرأة
- رسالة من الرفيق جاسم الحلفي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوع ...


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم الحلفي - اي تحالف يتطلع اليه شعبنا ؟