أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد المحسن شلش السراي - الغزو الثقافي و التضليل الاعلامي .. الجزء الاول















المزيد.....

الغزو الثقافي و التضليل الاعلامي .. الجزء الاول


عبد المحسن شلش السراي

الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 06:11
المحور: الصحافة والاعلام
    



اليوم لم أكتب شيء بل أكتب اليكم بعض من مما قراته في ليالي بغداد الحالكة بالاحتلال , لمعرفة كيف يفكر من في الجانب الاخر من الاطلسي و كيف ينظر الينا كبشر.
يؤمن فلاسفة الفكر الامريكي الرسمي بأن الولايات المتحدة الامريكية أمة صاحبة رسالة خالدة كما يدعون , و يبشرون بأن أمتهم قادرة بأمكاناتها أن تحقق رسالتها الخالدة و حلمها الاعظم , الذي تعبر عنه أسطورة حكاها ( جون فايسك ) فيلسوف التاريخ,عضو النادي الميتافيزيقي مهد البراجماتية , آذ رسم فايسك أو رسمت الاسطورة على لسانه , حدود الولايات المتحدة الامريكية حيث تروي الاسطورة التي أستهل بها فايسك أحدى محاضراته , قصة حفل غداء في باريس ضم أربعة من المغتربين الامريكيين , تجدث كل منهم عن مستقبل بلاده و حدودها و أمجادها , الى أن جاء دور المتحدث الرابع الذي لم يقتنع بما رسمه سابقوه من حدود تسع الكرة الارضية بكل شعوبها و بلدانها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب , و من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي , و أنبرى و قال : (( لماذا نترك أنفسنا أسرى هذه الحدود الضيقة , أن الولايات المتحدة هي تلك التي يحددها الشفق القطبي شمالا , و الاعتدالين جنوبا , و العماء البدائي شرقا , و يوم القيامة غربا ))
و لم يكن جون فايسك فيلسوف التاريخ هو أول من عبر عن طموح أمريكا مجسدا برسالتها التوسعية الخالدة , و إنما عبر عنها أخرون من رجال الدولة و السياسة , مما يؤكد أنها جزء من ثقافة أجتماعية سائدة , و أن صيغت الرؤية في عبارات متباينة , ذلك أن فكرة : ( الامريكيون هم شعب الله المختار , عبر عنها بصراحة توماس جيفرسون في خطابه الرئاسي الاول عام 1801 و سبقه أيضا جورج واشنطن أول رئيس لأمريكا , إذ قال في خطابه الرئاسي : (( أنه موكل بمهمة عهدها الله إلى الشعب الامريكي )) و ذلك في عام 1789 و من بعده قال جون آدامز الرئيس الامريكي الثاني : (( أن إستيطان أمريكا الشمالية تحقيق لمشيئة الهية )) و قال بعده تيودور روزفلت (( أمركة العالم هي مصير و قدر أمتنا )) ؟؟؟؟؟؟
أن رسالتهم هذه تساندها رؤية فلسفية حددتها البراجماتية تقول ( الايمان المطلق بأن الحياة , ثقافة و أقتصاد و سياسة هي صراع دموي , و أن البقاء الاقوى , و أن مبدأ التطور , حسب التأويل البراكماتي , يبرر التنافس بين الثقافات , و أن الحروب بين الحكومات و الاديان و النظم الأجتماعية و الأجناس البشرية و الطبقات تقوم على أساس أن البقاء للأصلح , بمعنى الأقوى في نظرهم , هو قانون الطبيعة , و هي (( طبيعة حمراء الظلف و الناب )) , و أذا كان الأنسان قد خرج من الصراع و هو سيد الأنواع , فلماذا لا نتطلع إلى سلالة بشرية تكون سيدة السلالات ؟؟ و أذا كانت الثقافة قد تطورت من خلال عملية مماثلة , فلماذا لا نتطلع إلى ثقافة هي سيدة الثقافات ؟؟ و بقاء الثقافة و إنتصارها على سواها هو رهن بعمل و جهد أصحابها ) . إذن بهذه الخلفية تقتحم الولايات المتحدة الامريكية الساحة , و هي صاحبة ( رسالة خالدة ) كما يدعون , و هذا هو نهجها : ( الصراع بكل الوسائل , من دعاية و إعلاما و حربا باردة أو ساخنة في سبيل فرض ثقافة , هي الأقوى سلاحا لا مضمونا !! , و من ثم تصبح بحكم الأمر الواقع سيدة الثقافات . و إذا كان الحق هو ما ينفع , و الخير هو المصلحة , إذن ما الخطأ في أتباع كل وسيلة ممكنة وصولا إلى هذا الغرض ؟؟ لنصوغ ثقافة هادفة نضع تصميمها و نفرضها بكل الوسائل الدموية و غير الدموية على البشر . إنها معركة مقدسة من أجل رسالة خالدة هدفها (( تدجين الأنسان )) و تحقيق مصلحة . (( أن التصميم المقصود للثقافة و ما ينطوي عليه من سيطرة على السلوك البشري هما أمران ضروريان إذا أريد للجنس البشري أن يستمر في النمو و التطور )) . و لكن الى أين ؟؟ يستطرد قائلا : (( ليس في التطور البولوجي أو التطور الثقافي أية ضمانات بأننا نتحرك حتى نحو عالم أفضل ؟؟إن المطلوب هو قدر أكبر , و ليس قدرا أقل , من السيطرة المقصودة , و هذا في حد ذاته مشكلة هامة في هندسة الثقافة )) *. أن هندسة الثقافة تعتمد على أنكار العقل و الوعي , و ترى أن ما نسميه عقلا هو حاوية أفعال منعكسة ليس إلا , و أن بالأمكان تغيير العقل أو التلاعب به عن طريق تكوين أفعال منعكسة شرطية أخرى حسب الطلب ( و هذا ما رأيناه عمليا عندما لم يقدر الاحتلال على كسر الروح المعنوية للمقاتلين في الفلوجة الأولى مما أدى الى خلق فرحة و سعادة لدى الجماهير و سكان الفلوجة , قام الاحتلال بدفع فضيحة سجن أبو غريب الى الوجود و عرضها على مسرح الاحتلال ليتم مشاهدتها من قبل العراقيون و بالتالي خلق حالة من الانكسار الخلقي و النفسي لديهم و بالتالي غطت على كل أنكساراتهم العسكرية بل أدت الى خلق حالة من الخجل لدى العراقيين عندما يرون الرجال يتم تعذيبهم جنسيا من قبل أمرأة في هذا السجن , بل أكثر من ذلك برئينا أن تلك الافلام على الاكثر قد شاركت بها مؤسسات هوليودية ) .
أقول بالاضافة الى سجن ابو غريب و فضائحه قيامهم بنشر أخبار حول تدنيس كتاب الله الكريم و تعمدهم نشر الخبر و تسريبه , أي نقول لولا أنهم نشروه لما كان شخص يعرف بهذه القصة و هل هي حقيقية أم مصطنعة و مصممة سايكلوجيا ؟ و لماذا يتعمدون نشرها ؟ و هل هم يرسلون برسالة نفسية تقول هذا هو قرأنكم الذي تقدسون لماذا لا ينتقم منا ؟؟ , و لماذا لم يطمروا الخبر أذا كان صحيحا ؟ أذن نشر الخبر مهما تكن صحته كان مقصود لتحقيق أنكسار نفسي ليس لدى كل العراقيين المسلمين بل لدى كل العرب و الرؤساء العرب و يقع هذا العمل هو أستهداف كل رموز الامة العربية من أشخاص و كتب سماوية و رسل و أنبياء , لأن هذه القوى الامبريالية تعرف حقيقة و مدى الضعف الذي تمتاز به الانظمة العربية و عدم أستطاعتها حتى بالرد من خلال الكلام هذه الانظمة التي لم ترحم شعوبها و وضعت مفكري الامة و علمائها في غياهب السجون و كان جل أهتمامها هو كيفية تلقف الكرسي أو العرش و كيفية قيادة شعوبها بالسياط بدلا من تأسيس نظام الديمقراطية الحقة و الشورى للجميع الذي نادى به الاسلام قبل أن يولد جورج واشنطن بقرون , هذه الانظمة التي لم تستغل الفرصة التي بدأت من سايكس بيكوا لحد الان لكي تلملم جراحها و تبني مشاريع تنموية و نهضوية وأن تستثمر واردات النفط الثمينة في أمتلاك ناصية الذرة و تأسيس نظام ردع نووي عربي , بل كان جل أهتمام بعض الاثرياء العرب هو وضع أموالعم في بلاد الغرب لأنعاش أقتصاداتها او تشغيلها في حلبات القمار و الرهانات , بينما أسس أتباع الدين اليهودي دولة لهم و مستثمرين رؤوس الاموال التابعة لأبنائهم في السيطرة على مراكز رأس المال العالمي و بناء دولتهم و تأسيس مشروع ردع نووي وضعتهم في مصافي الدول العظمى بينما كان مشروع دولتهم و تأسيسها هو حديث جدا و على أراضي الغير كل هذا تم في غفلة من التاريخ لا تتجاوز عشرات السنين بينما العرب مازالو لحد الان يقتتاتون على أمجاد أجدادنا الابطال فقط هؤلاء الاجداد الاماجد الذين سلمونا أمانة و تجربة أنسانية خلاقة لم نعرف كيفية أضافة شيء جديد اليها بل حتى لم نعرف كيفية المحافظة عليها , لذى فأن يملك القوة العظمى الان لا يعرف معاني الانسانية و مبادىء الحلال و الحرام بل يعتبر هذه الامور من الخرافات البالية , على هذا الاساس فأنهم كلما تقدموا في التكنلوجيا و مسكوا زمام القوة , يقتربون من الجانب الاخر الى نظام الغابة الذي يسيطر فيه القوي على الظعيف بل يتلذذ بأهانته و تعذيبه بل يتحداه حتى لو يرد كرد فعل أنساني فطري , أنها عملية لترويض الناس و كأنهم فئران في مختبر للتجارب . الان أخوتي نرجع لأكمال موضوع الغزو الثقافي :
وهندسة الثقافة تعتمد على إنكار العقل و الوعي , و ترى أن ما نسميه عقلا هو حاوية أفكار منعكسة , و أن بالامكان تغيير العقل أو التلاعب به عن طريق تكوين أفعال منعكسة شرطية أخرى حسب الطلب , و هذا هو المقصود بأحداث التغييرات في الظروف البيئية , تتمثل بدورها في تغيير السلوك . و بهذا المعنى نغير أعتقادات الناس . و إن التغييرات في التفضيلات و المدركات الحسية و الاحتياجات و الغايات و المواقف و الاراء , و في غيرها مما ينسب الى العقل يمكن تحليلها بنفس الطريقة . إننا نقوم بتغيير الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى شيء ما ! و كذلك نغير ما يراه حينما ينظر , و ذلك بتغيير الأحداث الطارئة ( أن التطبيق الميداني لفلسفتهم هذه هو ما يجري الان في العراق المظلوم ) , أي المنبهات أو المثيرات التي يتلقاها الانسان , و يمكن للمرء أن يغير اعتقاده إذا وجد في سلوك ما مغنما يستهويه , و مظهرا يرضيه , أو متعة يطرب لها حتى و لو وصل الأمر حد الافساد الخلقي ( حسب نظريتهم الشيطانية هذه ) , أو وجد فيه مصدرا لعقوبة و ألم و ضرر قد يلحق به , و من ثم يؤثر السلامة و يتحرر من العقاب . و خير الامور أن يجري تغيير العقول خفية ( خفية ) حتى لا نستثير الشخص المعني و يسعى إلى الانتقام * . ( اليس هذا يا أخوتي فكرا شيطانيا ؟؟ ) .
و قد عبر عن هذا أحد أبطال قيمهم الافتراضيين بقوله يصف نهج تفكيرهم (( إننا نلتزم نظاما للسيطرة بحيث أن المسيطر عليهم يشعرون بأنهم أحرارا على الرغم من أنهم يخضعون لقانون أشد صرامة من النظم القديمة . إذ عن طريق تصميم دقيق للسلوك و حذر للثقافة , نتحكم في نوازع النفس البشرية و سلوكها , و ليس في السلوك النهائي , أي أننا نتحكم في الحوافز و الرغبات و الاماني , و ها هنا تصبح مسألة الحرية غير ذي ذات موضوع )) *, ثم يضيف ( ماذا بقى لكي نفعله بعد ذلك ؟؟ ما رأيك في تصميم الشخصيات؟ و التحكم بالامزجة ؟ هل يبدوا ذلك الأمر خياليا ؟ و لكن بعض التقنيات متاحة , و يمكن إعداد كثير غيرها تجريبيا . إننا نستطيع أن نحلل السلوك الفعال و نصمم التجارب لأكتشاف كيف نغرس ما نريد في شبابنا , و أن الانسان ضعيف يمكن أخضاعه للسيطرة و يكون ضحية * , و قد وفرت تكنولوجيا التحكم بالسلوك الانساني سبل القوة و الانتصار و تغيير العقول ) كل هذا حسب فلسفتهم و معتقدهم و ليس ما يؤمن به عبد المحسن شلش السراي
و الى الملتقى في الجزء الثاني



#عبد_المحسن_شلش_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تخطر التكنلوجيا الحديثة عليك و على عائلتك ؟؟
- هل ينتصر المعذبون في أبو غريب على الأباشي و التوماهوك ؟؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد المحسن شلش السراي - الغزو الثقافي و التضليل الاعلامي .. الجزء الاول