|
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....20
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1844 - 2007 / 3 / 4 - 13:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إهداء إلى
كل من آمن بوحدة المغرب، والمغاربة، وعمل فكرا، وممارسة، على ترسيخ هذه الوحدة.
كل المغاربة الذين يتمسكون بوحدتهم، في شموليتها.
كل المغاربة من أصل عربي / أمازيغي، الذين امتزجوا في دم واحد، صار يحمل اسم الدم المغربي,
كل المسلمين المغاربة الذين يحترمون الدين الإسلامي، ويرفضون استغلاله في الأمور الإيديولوجية، والسياسية.
كل الذين يتكلمون اللهجات الأمازيغية، ولم يعتبروها، في يوم من الأيام، وسيلة لتقسيم المجتمع المغربي إلى طوائف.
كل الشهداء المغاربة، الذين استشهدوا من أجل المحافظة على وحدة المغرب، ووحدة المغاربة، أنى كان جنسهم، أو لونهم، أو لغتهم، أو دينهم.
من أجل مغرب واحد، بهوياته المتعددة.
من أجل إنسان مغربي قوي، في مواجهة تحديات العولمة.
العلاقـة بين الأمازيغية والأصولية:....3
1) وهنا ننتقل إلى الواجهة الأخرى، التي تفرض طرح السؤال: على أي أساس تختلف الأمازيغية، والأصولية؟ وبعد أن استعرضنا أوجه الالتقاء، والأهداف المتوخاة منه، ومصير المجتمع المغربي بسبب تحقيق تلك الأهداف، نجد أنفسنا مضطرين للحديث عن أسس الاختلاف بين الأمازيغية، والأصولية، وأوجه هذا الاختلاف، وأهدافه، ومصير المجتمع المغربي بسبب تحقيق أهداف الاختلاف، وسبل استثمار الجوانب الإيجابية لعملية الاختلاف بين الأمازيغية، والأصولية. ونحن في إجابتنا على السؤال أعلاه: نجد أن اختلاف الأمازيغية والأصولية، يقوم على أساس:
ا ـ اختلاف المنطلقات. فالمنطلق الأصولي ليس هو المنطلق الأمازيغي، ذلك أن الأصولية تقوم على أساس الانطلاق من مرجعية الدين الإسلامي، الذي يصير قابلا للتأويل المغرض، المتناسب مع الأهداف التي يسعى كل توجه أصولي إلى تحقيقها، مما يضمن تحقيق التطلعات الطبقية لأعضائه. أما الأمازيغية فتقوم على أساس السعي إلى جعل الأمازيغية، هي المعتمدة كلغة رسمية، مدسترة، ومعتمدة في مجالات التعليم، والإدارة، والقضاء، بالإضافة إلى اعتمادها في الحياة العامة، والأمازيغيون عندما يسعون إلى ذلك، إنما يستهدفون تجييش مستعملي اللهجات الأمازيغية، في أفق تحقق أهداف محددة، تختلف من توجه أمازيغي إلى توجه أمازيغي آخر، حسب ما يخدم تحقيق التطلعات الطبقية لكل توجه.
ب ـ اختلاف طبيعة الأيديولوجية، فالأصوليون يؤدلجون الدين الإسلامي، مما يجعل إيديولوجيتهم ذات طبيعة رجعية بالدرجة الأولى، مما يجعل المنخدعين بوهمها يعيشون خارج التاريخ، وبعيدا عن الواقع الذي يعملون على صياغته، وفق ما تقتضيه تلك الأيديولوجية، حتى يصير الواقع نفسه خارج التاريخ، مهما كانت طبيعة التوجه الأصولي المؤدلج للدين الإسلامي، أما الأمازيغيون فيحولون اللهجات الأمازيغية، الى تعبيرات إيديولوجية، انطلاقا من الواقع، الذي يزخر باللهجات الأمازيغية المختلفة، تلك اللهجات التي تحول إلى مجرد تعبيرات إيديولوجية عن مصالح الأمازيغيين، الذين يوهمون مستعملي تلك اللهجات بإمكانية قيام لغة أمازيغية، تفرض إعطاء الاعتبار للأمازيغيين، الذين تصير لهم السيادة بذلك، وفي خضم ذلك، تتحول الأمازيغية المفترضة إلى وسيلة لتحقيق تطلعات مؤدلجي الأمازيغية، التي تختلف، كذلك، من توجه أمازيغي إلى توجه أمازيغي آخر.
ج ـ وكنتيجة لأساس المنطلق، وللأساس الإيديولوجي، نجد أن مؤدلجي الدين الإسلامي من الأصوليين، يسعون إلى بناء تنظيمات سياسية أصولية، تسعى جميعها إلى تحقيق مجتمع قائم على نفس المرجعية، مع الاختلاف في المنهج، والتصور، الذي يوصل إلى نفس النتيجة. وعلى خلاف الأصوليين، فإن مؤدلجي الأمازيغية، يسعون، بدورهم، إلى إيجاد تنظيمات تهتم بتسييد الأمازيغية في المجتمع، والعمل على بناء مجتمع أمازيغي، يضمن دسترة الأمازيغية، وفرض استعمالها في جميع مناحي الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
د ـ ونظرا لاختلاف التنظيمات الأصولية، عن التنظيمات الأمازيغية، نجد أن الأصوليين يضعون برامج تستند إلى مرجعية أدلجة الدين الإسلامي، من أجل جعل الأصولية حاضرة في الفكر، وفي الممارسة في الحياة العامة، كما في الحياة الخاصة، في الحياة الجماعية، كما في الحياة الفردية، إلى درجة أن الإنسان يصير خاضعا إلى المعايير التي يحددها الأصوليون، من ولادته إلى وفاته، سواء تعلق الأمر بالعقيدة، أو بالشريعة، حتى يتحول إلى إنسان مجيش وراء الأصوليين، المؤدلجين للدين الإسلامي. وعلى خلاف الأصوليين، يعمل الأمازيغيون المؤدلجون للأمازيغية، على وضع برامج تهدف إلى فرض دسترة الأمازيغية، وجعلها معتمدة في الحياة، وفق خطوات برنامجية محددة، حتى تتحول الأمازيغية إلى لغة معتمدة في جميع مناحي الحياة، مما يساهم في إعادة صياغة الإنسان المغربي، الذي يصير تابعا للتنظيمات الأمازيغية، ومساهما في تنفيذ برامجها، من أجل تحقيق أهداف الأمازيغيين.
ه ـ وكنتيجة للالتزامات بتنفيذ البرامج الأصولية، والأمازيغية، فإن الأصولية التي تعتبر نفسها وصية على الدين الإسلامي، تسعى الى إيجاد "الدولة الإسلامية"، التي تتحمل مسؤولية هذه الوصاية، التي تنشئ لها أجهزة خاصة تتشكل من الأصوليين، الذين يتحملون، في نفس الوقت، مسؤولية الدولة. وفي نفس الوقت، تسعى الأمازيغية إلى إقامة الدولة الأمازيغية، التي تعمل على أجرأة مطالب الأمازيغيين، التي تتحول إلى قوانين، يخضع لها جميع أفراد المجتمع، وتنشئ لأجل ذلك، الأجهزة التي تشرف على الأجرأة من الأمازيغيين الذين يتحملون، في نفس الوقت، مسؤوليات الدولة.
7- وببيان الأسس التي يقوم عليها الاختلاف بين الأمازيغية، والأصولية، إلى طرح السؤال:
ما هي أوجه الاختلاف القائمة بين الأمازيغية والأصولية؟
إن البحث في أوجه الاختلاف بين الأمازيغية، والأصولية، يعتبر ذا أهمية كبيرة، وأساسية، لأن ذلك الاختلاف، هو الذي يحدد لنا ما يجب عمله تجاه الأمازيغية، وتجاه الأصولية. ونحن عندما ندقق في الأمر، سنجد أن أوجه الاختلاف تتجسد في:
ا ـ أن الأمازيغية هي مجموعة من اللهجات، تتفرغ إلى ثلاث مجموعات هي: تامازيغت، تاشلحيت، تاريفيت. بينما نجد أن الأصولية هي عبارة عن مجموعة من المسلكيات، والتوجهات المنتجة لتلك المسلكيات، على أساس الرجوع إلى أصل الدين الإسلامي، عقيدة، وشريعة.
ب ـ أن مؤدلجي الأمازيغية يعتمدون واقع اللهجات الأمازيغية، الذي يعتبر واقعا ماديا قائما، يتسم بمجموعة من السمات، التي لا يمكن تجاوزها، أو القفز عليها، بينما نجد أن مؤدلجي الدين الإسلامي من الأصوليين الذي يعتبر واقعا مثاليا، بسمات مثالية، تعتمد أصل الدين الإسلامي، الذي يتخد طابع السلطان الديني، المفروض بقوة الحديد، والنار، كما يذهب إلى ذلك مؤدلجو الدين الإسلامي.
ج ـ أن أدلجة الأمازيغية، في حد ذاتها، تهدف إلى إيجاد الأساس الذي يقوم عليه الحزب، أو الأحزاب الأمازيغية، وببرنامج سياسي أمازيغي، يسعى إلى فرض دسترة الأمازيغية، واتخاذها لغة رسمية، في مجالات التعليم، والإدارة، والقضاء، وفي جميع مجالات الحياة. أما أدلجة الدين الإسلامي، فتسعى إلى قيام الحزب الأصولي، الذي يهدف إلى فرض "تطبيق الشريعة الإسلامية"، واعتماد مرجعية تلك الشريعة، في إعادة صياغة جميع مظاهر الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.
د ـ أن الحزب، أو الأحزاب الأمازيغية، تسعى إلى بناء الدولة الأمازيغية، التي تفرض السلطة الأمازيغية، على غير الأمازيغيين، الذين يصيرون مواطنين من الدرجة الثانية، أما الحزب، او الأحزاب الأصولية، فتسعى إلى بناء الدولة الأصولية، التي تسمى ب "الدولة الإسلامية"، التي تفرض سلطة مؤدلجي الدين، على غير المقتنعين بتلك الأدلجة، وتحرم عليهم العمل على تنظيم أنفسهم في إطارات سياسية، تقوم على أسس إيديولوجية أخرى.
ه ـ أن غاية الدولة الأمازيغية هي بناء مجتمع أمازيغي متماسك، يسعى إلى فرض استبداد الأمازيغيين بأجهزة الدولة، وبالإقتصاد، وبالإجتماع، وبالثقافة، وبالسياسة. أما غاية الدولة الأصولية، فهي فرض إعادة صياغة مظاهر الحياة، بمرجعية الأيديولوجية القائمة على أساس أدلجة الدين، حتى يصير جميع أفراد المجتمع أصوليين.
وهذه الأوجه من الاختلاف، القائمة بين الأمازيغية، والأصولية، هي التي تسعى إلى قيام مسافة بعيدة بين الأمازيغيين، والأصوليين، إلى درجة التنافي إيديولوجيا، وسياسيا، وتنظيميا، وأهدافا، الى درجة قيام العداء المطلق بين استبداد الأمازيغيين المفترض، واستبداد الأصوليين المتحقق على أرض الواقع.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....19
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....18
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....17
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....16
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....15
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....14
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....13
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....12
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....11
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....10
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....9
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....8
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....7
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....6
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....5
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....4
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....3
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....2
-
الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....1
-
الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية،
...
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|