|
خصخصة الفساد في سوريا---
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1843 - 2007 / 3 / 3 - 10:16
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تسعى العديد من الجهات اليوم ، الى عرض مشروع ، يؤدي الى خصخصة اللصوصية والفساد ، على أساس ، أن اللصوص والفاسدين والحرامية ، قطاع خاص لا يمكن أن تطالهم الحكومة ، وما حدث في قضية الفساد الأخيرة في وزارة الاتصالات أكبر دليل على ذلك. فقد قامت الحكومة مشكورة ، مجبورة ، بفصل الكادر الاداري للوزارة ، مضحية به ككبش فداء للعملية كلها ، علماً ، أن كثير من الأشخاص ، يتكلمون عن نزاهة ذلك الطاقم . الحكومة بتصرفها هذا ، أثبتت بالدليل الدامغ ، أن هناك ، حالة فساد ، والدليل هو اقالة هذا الكادر ، وبشكل سريع وفوري ، وقامت بمحاسبة المتورطين ، في هذه القضية ، من القطاع العام ، ولكن ماذا عن الطرف الآخر . هذه العملية الفاسدة ، كان طرفاها أثنان ، طرف قطاع عام ، جرت محاسبته ، على حد زعم الحكومة ، وطرف قطاع خاص ، يمد لسانه ضاحكاً . فمن يحاسبه يا حكومة ؟ هؤلاء المتورطين من الطرف الثاني ، (( أبو ثائر وجماعته على حسب ما جاء في المسلسل السوري ) .من يحاسبهم ؟ عندما تريد الحكومة أن تُحقق ، وتُصدر بيان اقالة ، بحق الفاسدين على حد زعمها ، تستطيع ذلك . فما كاد اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث ينفض ، بعد توجيه من الرئيس الشاب ، بفتح التحقيق ، بفساد وزارة الاتصالات ، حتى سارعت الى اقالة الكادر الاداري فوراً . وعلينا أن نتساءل : اذاً كيف كانت تسير الأمور قبل هذا التوجيه ؟ وما هو مصير الملفات الأخرى الموجودة في أدراج هيئة الرقابة والتفتيش ؟ هل تحتاج أيضاً الى توجيه جديد .؟ وحتى في هذه القضية ذاتها ، والتي فاحت رائحتها كثيراً ، الا أنها لم تصل الى أنف السيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية ؟ وكأن هذه القضية قد جرت في زيمبابوي ، وليس في سوريا . فسحب ترخيص هذه الجمعية المتورطة في عملية الفساد ، من وزارتها الموقرة ، لم يهز لها جفن ، ولا خصر ، لأن كل هذه الضجة هي من آخر اهتماماتها ، فهمها الأول -خاصة بعد أن انتقل بناء وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، الى مقره الجديد ، في ادارة الهجرة والجوازات - أصبح سحب جنسية المواطنين السوريين ، المعتقلين في السجون ، والذين لا حول ولا قوة لهم . أما أولئك ، وأقصد الطرف الآخر ( جماعة أبو ثائر) فهي لا تستطيع ، سحب جنسيتهم ، ولا حتى بطاقتهم الانتخابية ( الانتخابات على الأبواب) . وأيضاً ، ليس من همها ، معرفة كيف تم الترخيص ، في وزارتها ( ادارة الهجرة والجوازات) لكارتل من الجمعيات غير الربحية ، وسُمح له بتوقيع عقود ربحية . تؤدي الى نهب المال العام . من قبل حيتان تتوارث نهب الوطن ، وتتلاعب على القانون ، وتحتال عليه ، بحكم مراكزها ، وخبراتها ، وطول مدة تواجدها في السطة، وقريباً من السلطة . 1 دقيقة من أجل قراءة الخبر في جريدة الثورة 1 دقيقة من أجل توجيه السيد الرئيس 1دقيقة نتيجة التحقيق 1دقيقة قرار الاعفاء في خمس داقائق تقريبا ، تم حل هذه القضية . نسأل ، ونسأل ، مرة أخرى ، الحكومة ، هل ستقوم ، بمحاسبة الموظفين ، لدى وزارة السيدة ( ساحبة الجنسيات) من الذين رخصوا ل 45 جمعية ، صغيرة ، ضمن كارتل مافيوي . هدفه مص المال العام، ونهبه تحت شعار جمعيات غير ربحية ، توقع اتفاقيات بهدف الربح ، ومقدار هذه الاتفاقيات ، يتجاوز المليارات . ونسأل مرة أخرى ، لماذا كل هذه السرعة الصاروخية ، بانهاء هذه القضية ، ودون أي توضيح ، والجواب الأكيد هو التوجيه الرئاسي . ولكن هل ستُحسم الأمور دائماً ، بهذا الشكل ، دائماً اقالة الكادر الاداري ، أما صاحب العصمة السيد الوزير المختص ، فهو بعيد المنال . وهل الوزير فوق القانون ؟. الاجابة من أبسط مواطن سوري : على هذه الوزارة كلها أن تستقيل دفعة واحدة . لأن قضية المطاحن في اللاذقية وارتفاع الأسعار الفاحش في الأسواق السورية ، وعدم وجود تشريع واضح المعالم للأخوة العراقيين ، مما خلق كل هذه الفوضى اليوم . ناهيك عن التزوير في الأوراق الجمركية ، وما خفي أعظم . وسط كل هذا الفساد والظلام ، يطل جنود مجهولين ، يعملون بتوجيه من الرئيس السوري شخصياً ، يقومون بكنس بعض هذا الفساد . ( طاقم النظافة وكنس الفساد والمفسدين) . هذا الطاقم المرعب ، والذي بدأ مؤخراً عمله ، يحظى بثقة الشعب السوري ، والذي يرى فيه ، ملجأه الأخير لكنس كل هذا الفساد ، الضارب في البلاد السورية. هل نخون وطننا ، اذا كنا ، في هذه الظروف الصعبة ، ان كان على المستوى الاقليمي أو المستوى الدولي . نفضح بعض رموز وقصص الفساد؟ والجواب طبعاً لا ، لأن سوريا ، كما كتبنا أكثر من مرة ، قوية ، قوية بشعبها ، قوية بجيشها ، قوية بمعارضتها الوطنية . قوية بجنودها المجهولين . نأمل أن تستمر توجيهات الرئيس الشاب ، حتى لا يبقى وزير في وزارته عاطل عن العمل ؟ نتفاءل بحكومة جديدة ، تعرف ما ينتظرها ، من رقابة شعبية ، وحساب عسير من جماعة ( طاقم النظافة وكنس الفساد) . نسمع أن في سوريا حزب قائد للدولة والمجتمع ؟ ونسمع أن هناك قيادة قطرية لهذا الحزب ؟ ونسمع أن هناك مقررات مؤتمر قطري عاشر ؟ ونسمع أن دورهم جميعاً هو : التخطيط والاشراف والمراقبة والمحاسبة . نسمع وقد يكون بعض السمع إثم .!! دمشق 2-2-007
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيدي صموئيل---حياتنا عبث
-
مرمر زماني يا حكومة مرمر-----
-
العقلانية في الاسلام ---وتمنى في نفسه لو أن أمه الحمارة لم ت
...
-
انور البني----
-
حزب الله ---شهيداً
-
فرق المشاة السورية
-
صنع في قبرص
-
حوار مع رئيس التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي في سوريا
-
من مار مارون الى حجي عبد الوهاب
-
معضلة القرآن مع المسيح ، كما يُفندها معروف الرصافي
-
رد على رد--العقلانية في الاسلام-هذه السورةالمقدسة 2-7
-
قمة العقلانية في الاسلام
-
رد على رد- العقلانية في الاسلام 1-7
-
سوق الهال المحفوظ ومطعم العزة 5-5
-
4-5قالت مم تخافين؟ قالت:من مرور الشيف رمزي امام الخيمة !
-
تعددت الأيدي والطبخة شوربة -3-5
-
نعود الى قصة الشوربة يا نهرو--25
-
15وأنا أيضاً يا نهرو أحب أخوتي المسلمين وأؤمن أن القرآن محرف
-
وفاء سلطان--ساحرة أخرجت من الوكر الثعبان
-
بطن الاسلام الرخو--
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|