|
لا لتشريع قانون استثمار النفط: قانون نهب ثرواتنا النفطية
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا لتشريع قانون استثمار النفط: قانون نهب ثرواتنا النفطية يدرك الشعب العراقي من خلال نضاله وتجاربه السابقة ، وتسنده كل القوانين الدولية والاعراف العالمية ان لا شرعية لاي اتفاقية او قانون يشرع في ظل الاحتلال. ولكنه يدرك ايضا ماذا تعني الثروة النفطية بالنسبة للامبريالية الامريكية ولبلدنا بل وللعالم. فالثروية النفطية تشكل احد اهم مصادر القوة لقوات الاحتلال لتركيع شعبنا وفي نفس الوقت من اهم مصادر قوة شعبنا من اجل التحرر وبناء العراق الديموقراطي. ولذلك تحتل قضية هيمنة الادارة الامريكية على ثرواتنا النفطية المركز الاول في استراتيجيتها لدوام احتلالها وهيمنتها على شعبنا وعلى شعوب العالم. وبالنسبة لشعبنا تشكل حماية الثورة النفطية من النهب المشرّع او الغير مشرع ، المركز الاول في كفاحنا الاقتصادي والسياسي ضد قوات الاحتلال وضمان تحرير الوطن، الذي يحتل المركز الاول في استراتيجيتنا الوطنية. ان الصراع بين شعبنا وبين قوات الاحتلال ضد الهيمنة على النفط ، هو صراع على مصادر القوة . فمن خلال هيمنة قوات الاحتلال على ثرواتنا النفطية حتى قبل تشريع قانون استثمار النفط ، الحكم على شعبنا خلال اربع سنوات في ظل الاحتلال، الحرمان من النور والتنوير ومن الدفء في البرد والتخفيف من وهج الصيف وأثاره على كل مصادر عيش المواطن. فضلا عما يعنيه من تقليص او حرمان من استخدام كل ما انتجته البشرية من ادوات تتناسب وحاجة الانسان في عصرنا. وحتمت بذلك اشغال معظم وقت وحياة المواطن في الركض وراء لتر من الغاز او النفط او البانزين الذي يمتلك شعبنا منها ثاني او اول احتياطي في العالم، دع عنك الركض وراء الحصول على اسعارها التي تتصاعد وفقا لشروط صندوق النقد الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة قطب العولمة الراسمالية، والتي تنفذها بكل طاعة وخنوع الحكومات العراقية المنصبة لهذا الغرض. ان معركتنا ضد تشريع قانون النفط الذي اجاد الكثير من الخبراء الاقتصاديين عموما وفي مجال النفط خصوصا الوطنيين منهم والعالميين في شرح محتواه الاجرامي بحق شعبنا وشروطه التي تفوق كل شروط نهب ثرواتنا النفطية منذ بدء اكتشاف اول بئر له في العراق، في مطلع العشرينات من القرن الماضي. وشطب على كل نضالات شعبنا وتضحياته ولاسيما تضحيات عمال النفط ومعاركهم البطولية ضد شركات النفط الاحتكارية المحتمية بقوات حكوماتها الامبريالية والمهيمنة والمسندة من قبل الحكومات العراقية التابعة. وفي مقدمتها معركة كاوورباغي ضد شركات النفط في كركوك عام 1946،التي راح ضحيتها 13 شهيدا، ومعارك عمال شركات نفط البصرة . والغاء جميع انجازات شعبنا التي بدأت بتأثير المد الثوري الذي شمل المنطقة بعد الثورة المصرية عام 1952، وتأميم النفط من قبل مصدق في ايران ، بفرض شروط المناصفة بالارباح ، وان استطاعت الشركات الاحتكارية استعادة ما خسرته بمساعدة الحكم الملكي الرجعي من خلال تشكيل مجلس الاعمار الذي تديره الشركات الاحتكارية من خلال مستشاريها وخبرائها، وصولا الى تأميم الثروة النفطية وتشكيل الشركة الوطنية للنفط. ولم تدع شركات النفط واداتها ادارتها الامبريالية، الشعب العراقي التمتع بثرواته النفطية وتسخيرها لرفع مستواه الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي، الا فترة وجيزة بعد ثورة14/تموز/1958. فقد سخر النظام الملكي ومجلس اعماره حصتنا من الارباح على بناء القواعد والطرق العسكرية لحلف بغداد ، وسخر النظام الدكتاتوري ثرواتنا النفطية المؤممة لبناء اكبر ترسانة عسكرية لحروبه العدوانية تنفيذ ا لطموحاته في بناء امبراطورية تحت زعامته. ودون ان ينسى احتمال فشله، كأي مقامر، لضمان عودته بحجز نسبة تزيد عن 5% من الارباح لذلك، في ارصدة سرية وممتلكات في جميع انحاء العالم. وتسخر قوات الاحتلال كل ادواتها السياسية والايديولوجية لتضليل الجماهير عن محتوى واهداف القانون: فاعلن رئيس الوزراء بعد ان نال ثقة الادارة الامريكية بقدرته على اقناع حكومته بالقانون وعن تسريعه في تشريعه اعلن عن انجاز القانون الذي سيضمن تقسيم عوائد النفط على جميع المواطنين بدون تمييز وتسخيرها لرفاه الجميع وللمصالحة بين الجميع!! دون ان يوضح اولا كم نسبة ما سيوزع على المواطنيين من العوائد ولا كيف سيوزعها. واشار الى ان الاستثمار سيتم على شكل مؤسساتي ، أي ضياع اية مركزية في المسؤولية اولا ولم يشر الى تركيب هذه المؤسسات التي يضمن القانون هيمنة ممثلي الشركات الاحتكارية ومستشاريهم على ثلثيها. كما اشار الى تحويل الشركة الوطنية للنفط الى شركة قابضة!! وهذا يعني فتحها للشركات الاحتكارية وبذلك لم تعد وطنية. نعم يواجه شعبنا اليوم احد اهم معاركه الكبرى ضد قوات الاحتلال واهم ادواتها السياسية، الحكومة العراقية برئيس جموهوريتها ورئيس وزرائها ووزرائها وبرلمانها. وشعبنا مسلح بكل تجاربه وتجارب شعوب العالم، وبوعية الوطني والعالمي ، وبالثقة بقدراته وبدعم شعوب العالم له في خوضها بكل شجاعة وثقة، بتعبئة وزج كل فرد من افراده بمختلف وسائل واساليب الكفاح التي خبرها شعبنا ولاسيما عماله : اضرابات ، مظاهرات ، اعتصامات على ابواب البرلمان ومراكز السلطة ومقراتها ، وتطوير مختلف اشكال واساليب مقاومة قوات الاحتلال، التي استنفرتها الادارة الامريكية لتمرير هذا القانون في البرلمان، تحت شعار مخادع "حماية الامن وتحقيق المصالحة الوطنية" فضلا عن اشغال الراي العام الداخلي والعالمي بالمؤتمر الدولي في بغداد ، في نفس الفترة. و قلصت عطلة البرلمان، لتعجيل تشريع القانون، الذي يضمن الهدف الرئيس من حربها واحتلالها للعراق، ويمهد لامكانية خداع شعبنا وشعبها والبشرية بخطوات ، لا تمس هيمنتها على النفط وعلى الشعب العراقي : مثل انسحاب بعض قواتها والانسحاب من المدن الى قواعدها العسكرية، داخل العراق او خارجه. ان شعبنا يدرك كل ذلك ولا يمكن ان يستسلم دون كفاح ولا يقبل الاستمرار في تقديم الاف الضحايا من المدنيين يوميا بدون كفاح ، والاستمرار في تحمل كل ما يعانيه من كوارث وحرمان. فالوعي الوطني والكفاح المتصاعد على اختلاف اشكاله ووسائله واساليبه، ضمان وحدة الشعب وبلورة امكانياته ومنطلق لطاقاته ومختبر لابداعاته التي ستكون سلاحه الرئيس لتحقيق حريته ورخائه ومعينا لاجياله ولعموم البشرية. 1/3/2007
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفع الوعي الوطني والاممي ضمان لوحدة الجماهير الشعبية وليس ال
...
-
الادارة الامريكية تعد مسرحية بيعة لقوات احتلالها على غرار مه
...
-
3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر ال
...
-
2- التضليل بشعار جدولة الانسحاب
-
خل ستسحب امريكا قواتها من العراق ومتى ؟ -1
-
الاحتفال بيوم المرأة العالمي في العراق
-
الى اين يسير العراق
-
هل القرن الواحد والعشرين ، قرن امريكي بدون منازع
-
الف تحية لاتحاد نقابات عمال النفط في تصديهم للهدف الرئيس من
...
-
نعم لكل ازمة اسباب عديدة والمهم تحديد السبب الرئيس اوالحلقة
...
-
احصائيات عالمية ودولية تفضح مسؤولية قوات الاحتلال عن جميع جر
...
-
3-الاهمية العالمية لمقاومة الشعب العراقي للاحتلال تتطلب منه
...
-
2 - مقاومة الشعب العراقي للاحتلال عامل هام في تطوير العولمة
...
-
- احتلال العراق والعولمة . 1 -احتلال العراق اسلوب امبريالي ت
...
-
، رسالة مفتوحة الى جميع المنظمات النسوية العراقية في لندن وف
...
-
رسالة مفتوحة الى الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي بمناسبة
...
-
يا طلبة العالم وشبيبته
-
ايتها البشرية الشعب العراقي يخوض معركة تحررك الكبرى يتعرض لل
...
-
استراتيجية بوش تعمق ازمات الامبريالية الامريكية قطب العولمة
...
-
تسليم الادارة الامريكية ملهاة صدام الى ادواتها
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|