أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من المشخاب والى المشخاب تحياتي














المزيد.....

من المشخاب والى المشخاب تحياتي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 553 - 2003 / 8 / 4 - 02:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                   

 


         المشخاب من أجمل المدن الفراتية ليس بتميزها بمزارع الرز العنبر ، وليس ببساتينها وتمورها المتنوعة ، وليس بكرم أهلها ومحبتهم للغريب ، وليس  بمدخل مدينتها المكتظ بأ شجار الحور والصفصاف ، كما ليس بتغنج الفرات الذي يطرزها الى نصفين ، أنما تتميز بطيبة أهلها وذكائهم ،  وتتميز بثقافتهم وعمق تجربتهم في هذه المدينة العريقة .
        وتحمل ذاكرتي العديد من الحكايات والذكريات العبقة خلال عملي الممتد حتى نهاية العام 1991 في قضائها ، مثلما تحمل ذاكرتي بعض من الطرائف في الأخباريات .
        أنطلقت الأخبارية الأولى عني من هذه المدينة حين كنت أعمل بها في القضاء كقاضي منفرد في العام 1985 ،  وبعد أشهر على ألتحاقي بالعمل القضائي وأنشغالي بكدس الدعاوى العديدة المتوزعة بين التحقيق والأحوال الشخصية والجنح والبداءة والتنفيذ والكاتب العدل لوحدي .
      أثناء عملي القضائي أتصل بي القاضي خيري الشماع وهو يشغل منصب رئيس هيئة الأشراف العدلي ( التفتيش العدلي سابقاً ) ، وطلب الرجل أن أمر عليه في مقر عمله بوزارة العدل في نهاية الأسبوع ، وفعلاً أمتثلت لطلبه وأختلينا لوحدنا ، فعاتبني الرجل أن معلومات عن طريق تقرير تم رفعه عني يفيد أنني قمت بختان أولادي وقد أقمت حفلا ساهراً أحيته عدد من الغجريات الراقصات ، فأخبرته أن هذا الأمر أعتيادي في مناطقنا وخاصة أنني أبن منطقة الفرات الأوسط ، لكنه أستنكر الأمر على القاضي ، فأخبرته نعم هذا الأمر فعلاً معيب بالنسبة للقاضي وفي منطقة عشائرية وريفية مثل المشخاب ، وقلت له ولكنني ياسيدي ليس لي أولاد ذكور فكل ماوهبني الله أياه ثلاث من البنات ، ونحن في العراق لانقوم بختان البنات .
       فهم الرجل اللعبة وشكرني وأعــتذر عن أستدعائي بعد أن صفق يده اليمنى على اليسرى ، أما أنا فقد فوضت أمري الى الله لساعتي وبعد أن عرفت من قام برفع التقرير عني سامحه الله .
        وتدور عجلة الزمن لنفترق عن المشخاب كل هذا الفاصل الزمني والترحال ، وبقيت المدينة في ضميري وفي روحي لما أكن لها من تقدير ولأهلها من حب وأحترام نتبادله حتى اليوم ، لكن الأخبارية الأخيرة تأتي من المشخاب أيضاً عن طريق صحفي يكتب أحياناً في صحيفة الزمان التي أكتب فيها ، يطلق أخباريته أنني أصدرت أحكاماً بأعدام شباب الأنتفاضة في مدينة المشخاب ويطلب من رئيس تحرير أحدى الصحف أن لاينشر مقالاتي .
ويقع المخبر بنفس الخطأ السابق ، لأنه لم يكن يعرف أن القاضي المنفرد في العراق  لايصدر أحكاماً بالأعدام لأن العقوبة خاصة بمحاكم الجنايات ولايمكن لمحاكم الجنح أن تصدر مثل هذه العقوبة  ، ولم يكن يعرف أن المنتفضين المقبوض عليهم في العراق  لم تجر محاكماتهم في ولم تصدر أحكام قضائية ضدهم مطلقاً وتم دفنهم وقتلهم دون أي تحقيق  وهذه المقابر الجماعية شاهد حي على زعمي ، مثلما لم يكن يعرف أن عقوبتي الشخصية  بسحب وظيفة القاضي مني وتجريدي من صفتي القضائية لم تكن الا بسبب موقفي المتضامن والمتعاطف مع الأنتفاضة في المشخاب ، سامحه الله  أيضاً .
ولهذا يتعين أن نرصد الطريف من الأخباريات التي تنطلق من بعض ونستفيد على الأقل من طرافتها ، فقد ولى الزمن الذي يعتمد الأخبارية دون تمحيص أو تدقيق ليطلق أحكامه على مجرد الأخبارية ، وقد أنتهى العهد الظالم الذي تذهب به أرواح الناس وممتلكاتها بسبب أشاعة مغرضة أو أخبارية أو وشاية كاذبة ، فقد ولت الأجهزة التي كانت تعيش على أخباريات الوشاة والمخبرين والمتربصين للناس ،  مع أن النفس المريضة لم تزل تعيش بيننا ، الا أنها يقينا ستتعلم المثل والقيم والحياة الديمقراطية الجديدة التي ننشد ، فهي أما أن تستجيب للتغيير الذي حل في أرواحنا أو تموت كمداً .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع الفضائيات أن تقهر أرادة الشعب العراقي ؟
- على ذمة القنوات الفضائية العربية
- قرار مجلس الأمن الغطاء القانوني لمجلس الحكم الانتقالي
- صفحة الحوار المتمدن بحاجة للدعم المادي الطوعي الأخوي
- المثلث السني
- نقول لمن يشتمون العراق أن الله معنا
- يمهل ولايهمل
- صفقة أم صدفة ؟؟
- بيان انسحاب من جمعية الحقوقيين العراقيين في لندن
- رداً على بيان جمعية الحقوقيين في لندن
- قرارات مجلس الحكم الانتقالي قانونية وصحيحة
- متى ترحل السلطات الإقطاعية العربية ؟
- الأيزيدية في ضمير من يرسم الدستور والقوانين في العراق
- أيام الثقافة العراقية التي أقامها نادي 14 تموز الديمقراطي ال ...
- مهرجان للحزن ومهرجان للفرح
- الصحاف يدافع عن نفسه
- مطالبة التحالف بالرحيل سذاجة أم تكتيك سياسي ؟
- بلى يستقيم العراق بدون الدكتاتور
- الحاجة الى نصوص قانونية تحكم السطوالثقافي والتعدي على حقوق ا ...
- أنصاف المسفرين والأكراد الفيلية واليهود العراقيين


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من المشخاب والى المشخاب تحياتي