جورج المصري
الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 06:58
المحور:
القضية الفلسطينية
في العنوان الرئيسي لجريدة الأهرام الحكومية عن الحكومة الفلسطينية الائتلافية وجدت النص التالي بتاريخ 27 فبراير 07:
"أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحكومة الجديدة ليست ملزمة بمواقف هذه الحكومة, لأن الأخيرة بمثابة ائتلاف حكومي بين أطراف متعددة, ولكن موقف الحكومة يلزم الوزراء الأعضاء بها فقط, ولا يلزم الجهة التي ينتمون إليها."
دون الدخول في فلسفة ورغي دون فائدة فلندخل إلي لب الموضوع. أتفاق مكة ما هو ألا لعبة مفضوحة لا تهدف ألا لتهدئة الشارع الفلسطيني شكليا ومظهريا فقط.
يفهم منه أن الوزارة تستطيع أن تمضي أي معاهدات تشاء وهذه المعاهدات او المحادثات ماهية ألا حبر علي ورق. لا تعني أي شيء علي الإطلاق.
الفصائل التي يختار الوزراء منها لا تتبني ما يوافق علية الوزراء ؟ الوزارة تتفق علي شيء و الاحزاب او الفصائل بمعني فلسيطني لا تلتزم بما يوقع علية من يمثلها؟ هل هذا هو لغز أخر من ألغاز السياسة العربية القذرة ؟
هل يتخيل العرب أن العالم غبي الي هذه الدرجة؟ هل يعقل أن توقع وزارة علي إتفاقية سلام من إسرائيل لا تمثل التزام للفصائل؟
وكأنكم تقولون أن حكومة ما توقع اتفاقية ما مع دولة ما. الملتزم بها الحكومة الحالية و غير ملزمة للأحزاب التي تتكون منها هذه الحكومة ؟ أي بتغيير الوزارة كأن هذه الاتفاقيات كأنها لم تكن؟
مثلا يوقع الأب علي عقد زواج أبنته إلي أن يقبض المهر ولكن من حق البنت أن ترفض الزواج ؟ الوكيل يتعاقد ولكن العقد غير ملزم للموكل ؟
هل هذا شيء جديد في دنيا المعاهدات لم نسمع به من قبل وتمخض عنه اتفاق مكة ؟
هل المقصود تعترف الحكومة الفلسطينية بدولة إسرائيل ولكن جيش فلسطين لا يلتزم بهذه المعاهدة ؟ أو فلنعكس الوضع يتفق رئيس وزراء إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني و يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذا الاتفاق غير ملزم للأحزاب الإسرائيلية ؟ هل يريد الفلسطينيون إرساء قواعد سلام حقيقي أم يريدون أن يتهربوا مقدما من أي اتفاق يوقعون علية ؟ مثل هذا التصريح يعطي لإسرائيل الحجة أمام العالم لكي تتراجع عن أي خطوات حقيقية قد ينتج عنها إقرار سلام هو مستحيل من أساسة. و الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع الثمن ومن حولهم كل شعوب دول المنطقة.
#جورج_المصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟