أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - لطيف شريف - الحجاب














المزيد.....

الحجاب


لطيف شريف

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 10:44
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


ماكان الحجاب صناعة إسلامية بحتة وإنما كان موجود قبل الإسلام وفي بلدان مختلفة الديانات والسياسات والعادات والتقاليد. ظهر في الهند وإيران وبلاد الروم ولدواع مختلفة منها الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والخلقية.ودواعي ظهور الحجاب ومعانيه قبل الإسلام مختلفة عما عليه في الإسلام.لكن قبل تناول تلك المعاني علينا إن نعرف ما معنى الحجاب لغويا لكي يكون لنا منفذا للتصدي إلى ألأسباب التي أفضت إلى ظهوره قبل الإسلام وبعده .
للحجاب عدة معان منها :
1 .اللباس بوصفه ستار
2 .الستارة بوصفها ما يحول عن الرؤية
3 .الحائل بين الحاكم وبين الناس كما جاء في مقدمة بن خلدون في الفصل الرابع والأربعين .
كل هذه المعاني تؤكد على شيء واحد هو الحيلولة بين شيء وأخر بساتر.
تعد الكنسية من أول العوامل التي أدت إلى ظهور الحجاب بمعنى الستر والابتعاد.فقد روج القديس بولص لمفهوم العزوبة كمسعى مقدس من خلاله يقهر الإنسان الساعي لاكتشاف الحقيقة فيه الجسد باعتباره مصدر لكل الشهوات الدونية التي تدنس الحقيقة فانتشرت في المسيحية فكرة الرهبنة والانزواء في البراري والصوامع قهرا لغواية الشيطان الجسد .ومن هنا نشأت الفكرة الفلسفية للحجاب.
إما الجانب الاقتصادي فيعود إلى استغلال الرجل للمراة باعتبارها أجيرة فيحجر عليها لتؤدي أعمالا تدر عليه أرباحا .
والجانب الأمني يعود في الأساس إلى انحراف السلطة نحو الطغيان بحيث أصبح للمتسلطين والكبار عيون يبثونها هنا وهناك ليأتوهم بإخبار النساء الجميلات مما اضطر من له امرأة جميلة إن يحجبها عن الأنظار لئلا تكون فريسة لإطماع أولئك المتسلطين الذين قد يتسببون في قتل ذلك الزوج إذا ما عارضهم .
إما العامل الأخلاقي والذي هو بالأساس عامل غريزي فكل إنسان بطبعه غيور على زوجته فتراه يسعى بكل قوته لكي يحافظ عليها لئلا تكون شيئا مشاعا بحيث يضيع عليه النسل.وفي هذا السياق تكون أنانية الرجل شيئا محبذا في الزوجة بالرغم من إن الأنانية والبخل خصلتان مكروهتان ومذمومتان وانهما لا يدلان على خلق كريم وسجية سمحاء.
إما العامل الأخر فهو يتعلق بخلقة المراة .فالمراة تتعرض إلى دورة شهرية. كانت المراة، قبل الإسلام، تحجب بسببها عن الناس، ولا يقربها الأهل ويعزل طعامها وشرابها بإناء خاص بها، وكأنها تعاني من مرض معد.وبفعل تلك التقاليد تنزوي هي الأخرى عن الناس. كل هذه الأسباب مجتمعة أوجدت الحجاب والحريم .
،لكن الأمر بالنسبة للإسلام مختلف. فقد أدرك الإسلام إن في ارتكاب الفواحش والزنا إضعاف للأيمان والتقوى اللذين كانا معيارا الحكومة العادلة والمواطنة الصالحة ،ونزوعا نحو الماديات التي يرافقها عادة الظلم والجور ولا مساواة.فحرماهما ودعا المراة إلى الحجاب الذي لايعني العزلة والابتعاد عن الحياة العامة بقدر ما هو ارتداء اللباس الذي يستر مفاتنها ولا يجعلها طعما للشواذ وعزز ذلك بالدعوة للزواج المبكر.إذن الحجاب في الإسلام هو ارتداء الملابس المحتشمة والابتعاد عن التبرج والميوعة في الكلام وكل ما هو يدعو إلى إثارة شهوة الرجل، ونظم الحياة الزوجية بنظام منضبط بحيث لا يسمح به للمراة إن تكون مبتذلة بعين الرجل وسلعة رخيصة. وليس لكل هذه الدواعي التي ظهر بسبها الحجاب قبل الإسلام أي دور في دعوة السلام للحجاب فالإسلام لا يدعو إلى العزوبة وقهر الجسد وإنما دعا إلى التمتع بمتع الحياة لكن ضمن ضوابط ولم يدعو إلى القذارة كما هي الحال في دعوة القديس بولص وإنما كان الإسلام نظيفا.وبعدما أوجد الإسلام مجتمعا ودولة منضبطين روحيا بالإضافة إلى استتباب الأمن في الدولة الإسلامية فما عاد الامن عاملا لظهور الحجاب كما كان قبل الإسلام ،ولم يسمح الإسلام للرجل إن يستغل المراة كجيرة وإنما جعل على الرجل إن يلبي كل متطلباتها حتى في رضاعة الأطفال إذا كانت راغبة عن ذلك ولم يطلب منه إن يحجرها بدافع الغيرة أو بسبب الحيض الذي أمر الزوج إن لا يقربها لان في ذلك أذى .إذن ترك الإسلام للمراة قدرا كبير من الحرية فهي الآن تعمل وتشارك الرجل في الحكومة والقيادة .لكن بعض المتشددين والمغالين في الإسلام ولانحراف في فهمهم للمثل الإسلامية بخصوص المراة يرون في عزل المراة نهائيا عن المجتمع وحرمانها من التعليم والمغالاة في تحجبها تطبيقا لروح الإسلام الصحيح.فوقفوا بوجهها وأمعنوا بظلمها وسلبوا أرادتها ونسوا أنها تمثل نصف المجتمع وأنها لعبت دورا هاما في بناء المجتمعات على مر العصور وأنها تمثل ديمومة الحياة بدونها لا تساوي حياة الرجل شروى نقير .



#لطيف_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغامرة الامريكية المرتقبة


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - لطيف شريف - الحجاب