أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - هندسة الموت في إيران 2025؛ حين تغدو المشانق آخر حصون الاستبداد














المزيد.....

هندسة الموت في إيران 2025؛ حين تغدو المشانق آخر حصون الاستبداد


نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان

(Nezam Mir Mohammadi)


الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الميزان المختل بين البقاء والقمع
لن يُسجل عام 2025 في التاريخ السياسي المعاصر لإيران كعامٍ للاستقرار، بل كعام للمواجهة السافرة بين «آلة الإعدام» و«إرادة التغيير». يُظهر التحليل الإحصائي والميداني لحالة حقوق الإنسان في إيران أن النظام الحاكم، وفي مواجهة أزمات الشرعية المتفاقمة والانهيار الاقتصادي، قد لجأ مرة أخرى إلى أكثر أدوات الحكم بدائية وعنفاً، أي سلب الحق في الحياة. ولكن هذه المرة، تجاوزت أبعاد هذا العنف الهيكلي كل الخطوط الحمراء، مسجلة أرقاماً قياسية لم تشهدها البلاد في العقود الثلاثة الماضية.

تشريح الأرقام: رقم قياسي للجريمة لم يُسبق منذ 37 عاماً
استناداً إلى الوثائق البحثية والتقارير الموثقة، شهدت إيران في عام 2025 موجة مروعة من الإعدامات. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 2200 شخص قد أُعدموا شنقاً في هذا العام. هذا الرقم لا يمثل كارثة إنسانية فحسب، بل يُعد «رقماً قياسياً غير مسبوق خلال الـ 37 عاماً الماضية».
النقطة الاستراتيجية في هذه الإحصائية تكمن في التوزيع الجغرافي؛ إذ لم تقتصر الإعدامات على السجون المركزية في طهران، بل تحولت 91 مدينة في جميع أنحاء إيران إلى مسرح لتنفيذ أحكام الموت. يشير هذا التوسع الجغرافي إلى «استراتيجية رعب شامل»؛ حيث يسعى النظام، من خلال توزيع الموت على الخارطة الإيرانية، إلى وأد أي بؤرة محتملة للاحتجاج في مهدها. هذا الحجم من الإعدامات يتجاوز الإجراءات القضائية المعتادة، ليكشف عن «حرب شاملة ضد المجتمع» تُدار مباشرة من قبل مكتب المرشد والأجهزة الأمنية.

الترابط الجدلي بين الإعدام والاحتجاجات
لماذا تتحرك آلة الإعدام في عام 2025 بهذه السرعة الجنونية؟ يكمن الجواب في شوارع إيران وأسواقها. تُظهر التقارير الميدانية المستقاة من المصادر البحثية وجود صلة مباشرة بين «ارتفاع معدلات الإعدام» و«اتساع رقعة الانتفاضات الاجتماعية».
فبينما ينشغل القضاء بنصب المشانق، تعيش القطاعات الحيوية في الاقتصاد والسياسة الإيرانية حالة من الغليان:
انتفاضة البازار (السوق) الشاملة: تفيد التقارير الواردة من طهران والعديد من المدن الأخرى بوجود إضرابات واسعة في الأسواق الرئيسية. فمن "بازار طهران" إلى "ميدان شوش" و"شارع ملت"، أغلق التجار والكادحون محالهم لينضموا إلى صفوف المحتجين.
الجامعة؛ معقل الحرية: بالتزامن مع إضرابات السوق، عادت الجامعات الكبرى لتصبح بؤراً للمواجهة والاحتجاج. إن التحالف التاريخي بين «الطالب» و«التاجر» - الذي طالما شكل كابوساً للأنظمة الاستبدادية في إيران - قد أصبح حقيقة واقعة في عام 2025.
يُثبت هذا التزامن أن الإعدام في إيران 2025 ليس إجراءً عقابياً لجرائم عادية، بل هو «رد أمني» على الشلل الذي أصاب الجسد الاقتصادي والتعليمي للبلاد. يحاول النظام من خلال الإعدامات الواسعة رفع تكلفة المعارضة المدنية إلى حد الموت.

التحليل البنيوي: الإعدام كأداة للحكم
من منظور التحليل السياسي، عندما يفقد نظام سياسي القدرة على حل الأزمات المعيشية والاجتماعية، فإنه يلجأ إلى «الإدارة عبر الصدمة». تُعد إعدامات عام 2025 في إيران جزءاً من هندسة البقاء لولاية الفقيه.
في ظل اتساع رقعة الإضرابات في المدن المختلفة ووصول المواجهات في مناطق مثل "ميدان شوش" إلى ذروتها، يستخدم النظام الإعدام كـ «جدار صوتي» لكسر هيبة الاحتجاجات. ولكن، رقم 2200 إعدام يكشف عن حقيقة معاكسة أيضاً: هذا الحجم من العنف يعكس «عجزاً بنيوياً». فالنظام لم يعد قادراً على حفظ النظام القائم عبر الإقناع أو الإصلاح أو حتى الاعتقالات التقليدية، بل بات يعتمد حصراً على «الحذف الجسدي».

رسالة إلى الرأي العام العالمي والمجتمع العربي
الحقيقة المستترة في المجتمع الإيراني لعام 2025 هي أن تحت قشرة هذه الإعدامات العشوائية، تجري مقاومة شرسة. كل مشنقة تُنصب هي في الحقيقة شهادة على فشل المقاربات الدبلوماسية لإصلاح هذا الهيكل. بالنسبة للعالم العربي والمجتمع الدولي، يجب اعتبار إعدامات 2025 بمثابة جرس إنذار؛ فهذه الإعدامات ليست دليلاً على القوة، بل هي مؤشر على هشاشة أسس نظام حطم الرقم القياسي للجريمة في الـ 37 عاماً الماضية من أجل شراء بضعة أيام إضافية من البقاء.

خاتمة: الفجر في مواجهة حبل المشنقة
إيران في عام 2025 هي ساحة لمعركة غير متكافئة بين «حبل المشنقة» و«صرخة الحق». إن إحصائية 2200 إعدام في 91 مدينة هي وثيقة تستدعي حكم الضمير الإنساني. ومع ذلك، فإن استمرار الإضرابات في الأسواق وصمود الجامعات يثبتان أن آلة القمع، ورغم كل وحشيتها، قد عجزت أمام الإرادة الجماعية للتغيير. إن إعدامات 2025 ليست نهاية للاحتجاج، بل هي وقود لمحرك انتفاضة جعلت من العدالة المطلب الأول لكل إيراني.



#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضراب سوق طهران في يومه الثاني: زلزال -الدولار- يهز أركان ال ...
- إسقاط النظام الإيراني هدف لابد منه!
- تسارع آلة القتل لدى الولي الفقيه: علامة النهاية الحتمية
- وهم قبول النظام الإيراني بالمطالب الدولية!
- -ثلاثاءات لا للإعدام- تتحدى آلة القتل في إيران!
- بمناسبة يوم الطالب في إيران وأهميته التاريخية
- إيران الهدوء الذي يسبق العاصفة!
- كشفتها بيانات النظام: فصل تعليمي في إيران
- طهران تواصل الکذب والتضليل!
- من 8 مارس إلى 25 نوفمبر: نموذج المرأة التقدمية والانتصار على ...
- صراع البقاء: المأزق الداخلي وعزلة الأذرع الخارجية للنظام
- دبلوماسية الشعب والمقاومة الإيرانية
- نهاية -شتاء الملالي- في ظل البديل الشرعي الوحيد!
- النظام الإيراني يعني: القمع والفساد والفقر
- إنه يستعد لمؤامرة أخرى ضد المنطقة والعالم!
- المنطقة والعالم بحاجة ماسة لنظام جديد في إيران
- أما آن لهذا الکابوس أن ينتهي؟
- الأزمة التي يواجهها النظام الإيراني أکبر من قدراته!
- مثلث إفلاس خامنئي: إعدام، تخاصم، انهيار
- أزمات قد تعصف بالنظام الإيراني بأكمله!


المزيد.....




- وتيرة غير مسبوقة.. إسرائيل خطّطت لبناء 28 ألف وحدة استيطانية ...
- -جاسوس- .. خبراء يكتشفون ثغرات أمنية في ساعة ذكية للأطفال
- كأس الأمم الأفريقية: ساحل العاج تفوز بصدارة المجموعة السادسة ...
- روبوتات وحصار شامل.. هكذا تستعد بكين لغزو تايوان
- مقتل عنصر أمن وإصابة آخرين في تفجير وسط حلب
- 243 مستوطنا يقتحمون الأقصى وإبعاد أسير محرر عنه
- أسامة حمدان: إسرائيل تخطط لتهجير الفلسطينيين إلى أرض الصومال ...
- فنلندا تحتجز سفينة قادمة من روسيا للاشتباه بتخريب كابل اتصال ...
- وزير الدفاع التركي: لن نسمح لقسد بفرض أمر واقع بالمنطقة
- الجيش السوداني والدعم السريع يعلنان السيطرة على مناطق بشمال ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نظام مير محمدي - هندسة الموت في إيران 2025؛ حين تغدو المشانق آخر حصون الاستبداد