أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - رئاسة الجمهورية وصراع الإخوة الأعداء














المزيد.....

رئاسة الجمهورية وصراع الإخوة الأعداء


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن منصب رئيس جمهورية العراق من "حصة" الكرد. هذا ما يقوله نظام المحاصصة الذي اتفقت عليه القوى الحاكمة في العراق وشرعنته. وهو لا يمت بصلة الى الدستور العراقي. ورغم كون المنصب (تشريفي) إلا أن الحراك والعراك بالكلمات والتصريحات يدور حوله بعد انتهاء كل دورة انتخابية. وهناك من يضع العراقيل لمنع تحقيق نسبة معقولة من الاستقرار السياسي او إفساح المجال أمام السلطة التنفيذية لتؤدي واجبها.
وقبل انعقاد البرلمان العراقي الجديد يوم الاثنين الماضي خرج السيد مسعود البارزاني، وهو غني عن التعريف، بتصريحات مهمة ستكون لها تبعات داخل "البيت الكردي" ان كان ما زال هناك ببت بهذه الصفة. قد تحدد بشكل كبير طبيعة العلاقات بين القوى الكردية نفسها في إقليم كردستان العراق.
وزبدة كلام السيد البارزاني هي ان منصب الرئيس من حصة الكرد ولكنه ليس حكرا على أحد. والمعنى هو أن أي مواطن كردي تتوفر في الشروط التي حددها الدستور يمكنه أن يشغل منصب رئيس الجمهورية. بشرط أن لا يكون من الاتحاد الوطني الكردستاني ! اليس كذلك يا سيد بارزاني؟
في الظاهر يبدو ان الأمر هكذا. ولكنه ليس هكذا كما يفكر السيد البارزاني. فالرجل لم تعد تكفيه رئاسة الإقليم ولا رئاسة حكومة الإقليم ولا وزارة الخارجية الاتحادية، مع وزراء ومسؤولين آخرين. نعم أن مساعي البارزاني وهدفه هو "خطف" هذا المنصب من الاتحاد الوطني الكردستاني. وسحب البساط من تحت أقدامه وتهميشه في الإقليم وفي بغداد. فالبارزاني لديه، إضافة إلى الخلافات والعداء التاريخي بين الاثنين، الكثير من الماخذ على حزب بافل طالباني. الذي يتقاسم منذ عقود النفوذ والسيطرة والهيمنة على خيرات الإقليم مع حزب آل بارزاني.
ان السيد البارزاني يقترح آلية جديدة لمنصب رئاسة الجمهورية ويقدم ثلاثة حلول منها، اختيار شخصية من خلال برلمان إقليم كردستان العراق, الذي يسيطر عليه حزب بارزاني. أو اختيار شخصية عليها إجماع القوى الكردية وتمثل "شعب كردستان" في بغداد. وهذا أمر مستحيل. ولا اظن ان نبيا مرسلا من السماء يحظى بإجماع الكل، ليس في الإقليم بل في اي مكان في العالم. فحتى في الدول المتطورة والعريقة في ديمقراطيتها لا يحظى فيها الرؤساء برضا الجميع. فيا سيد بارزاني قلها صراحة. هل انت بحاجة إلى منصب رفيع بعد أن بقيت بعيدا عن الأضواء البراقة لعدة سنوات؟
نعم، ان منصب رئيس الجمهورية ليس حكرا على أحد كما تقول حضرتك. ولكن هذا كلام حق يراد به الكثير من الباطل. فانتم اول من وضع حجر الأساس لهذا النظام العنصري المبني على المحاصصة. فمنصب رئاسة الجمهورية يجب أن يكون لاي عراقي. وليس لأي كردي أو سني أو شيعي. واذا تصرفتم كعراقيين اولا واخيرا فيمكنكم الوصول والحصول على اي منصب. أما الآن فلا. هذا المنصب "التشريفي" الذي تهجمتم عليه كثيرا وسخرتم منه في السابق، لأن من يشغله هو واحد من أبناء جلدتكم، من الاتحاد الوطني الكردستاني. من الأفضل تركه كما هو.
والتخلي عن الغيرة والحسد والشعور بالتهميش والاقصاء. والانتقال من دور "حجر عثرة" أمام كل حكومة اتحادية إلى دور حجر نقي في بناء عراق مستقر ومزدهر ومتاخي بين جميع ابنائه. فالانتماء للعراق يا سيد بارزاني لا يقلل من قيمة الانتهاء إلى قومية أو ديانة أو طائفة او قبيلة. فهكذا هي حال جميع دول العالم. قومبات واديان وطوائف مختلفة.
وعودة على المقال السابق: لقد تم انتخاب رئيس البرلمان العراقي ونائبه الاول. وجرت الأمور بكل سلاسة وبساطة دون عوائق او تعقيدات. لكن المشاكل برزت فورا عندما جاء دور انتخاب النائب الثاني، وهو من المكون الكردي. والسبب هو أن أحد المرشحين لمنصب النائب الثاني هو من حزب بارزاني. وبالتالي يجب أن يفوز. شاء من شاء وأبى من أبى ! وكانت نتيجة الاقتراع السري لصالح المرشح الآخر السيد رينوار كريم من تيار (الموقف الوطني) لكن هذه النتيجة لا تعجب السيد ٥مسعود البارزاني. ولهذا استمر الخلاف والتاجيل والتأخير إلى اليوم الثاني. ووصلت الأمور إلى التهديد الواضح. واليكم تصريح السيدة فيان صبري ممثلة عن حزب السيد مسعود البارزاني في البرلمان الاتحادي. تقول هذه السيدة:
(أن الحزب الديمقراطي رقم صعب في المعادلة السياسية. مؤكدة التوجه إلى جولة ثالثة وربما رابعة. لحسم منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مع إبقاء الجلسة مفتوحة حتى حسم المنصب لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني. مشددة على أن الحزب لن يلتزم باي تفاهمات أو مفاوضات مستقبلية مع الجهات التي لم تلتزم بموقفه خلال هذا الاستحقاق)
وفي النهاية قاموا بتقديم مرشح جديد (فرهاد الاتروشي) بدلا من السيد شاخوان عبد الله. وسوف يفوز رغم انف الجميع ! بل فاز بفارق اصوات مريح جدا.
فيا سيد بارزاني، اطال الله في عمرك، إلى متى تستمرون في سياسة: لو العب لو اخرب الملعب ؟



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاءلوا بالخير تجدوه... ولكن ليس في واشنطن
- برلمان العراق: حلبوسي رايح رايح حلبوسي جاي !
- صومالي لاند على طاولة مجلس الامن الدولي لقضاء الوقت فقط !
- اسرائيل: الهدف الكبير يتحقّق على مراحل
- من يوميات جاهلي معاصر
- ماذا لو عاش دونالد ترامب في العصر الجاهلي ؟
- الحقيقة في زمن الحرب هدفٌ بعيد المنال
- من وصايا السيد سافايا للعراقيين
- هل من سبيل لمحاربة ارهاب الدولة العظمى؟
- مواعيد شىروق الشمس على غزّة وضواحيها بالتوقيت المحلي لواشنطن ...
- الجنس الرخيص في خدمة الأمن القومي الأمريكي
- مطلوب إعادة إعمار الضمير الإنساني وباسرع وقت
- اوكرانيا أصبحت الثقب الاسود في سماء الاقتصاد الأوروبي
- تجميد (سرايا السلام) في ثلاّجة مقتدى الصدر
- بؤس السياسة ناتج عن بؤس السياسيين أم العكس هو الصحيح؟
- عادل عبد المهدي والكاظمي المبخوت ومغزى المثل: درب الچلب عالگ ...
- تشكيل الحكومة وحق النقض الامريكي في بغداد
- نماذج من الغباء الاصطناعي: ماكرونسكي - ستارمرسكي ـ زيلينسكي
- ديمقراطية علي وياك...علي !
- قراصنة ولصوص باسم الديمقراطية وحقوق الانسان


المزيد.....




- وتيرة غير مسبوقة.. إسرائيل خطّطت لبناء 28 ألف وحدة استيطانية ...
- -جاسوس- .. خبراء يكتشفون ثغرات أمنية في ساعة ذكية للأطفال
- كأس الأمم الأفريقية: ساحل العاج تفوز بصدارة المجموعة السادسة ...
- روبوتات وحصار شامل.. هكذا تستعد بكين لغزو تايوان
- مقتل عنصر أمن وإصابة آخرين في تفجير وسط حلب
- 243 مستوطنا يقتحمون الأقصى وإبعاد أسير محرر عنه
- أسامة حمدان: إسرائيل تخطط لتهجير الفلسطينيين إلى أرض الصومال ...
- فنلندا تحتجز سفينة قادمة من روسيا للاشتباه بتخريب كابل اتصال ...
- وزير الدفاع التركي: لن نسمح لقسد بفرض أمر واقع بالمنطقة
- الجيش السوداني والدعم السريع يعلنان السيطرة على مناطق بشمال ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - رئاسة الجمهورية وصراع الإخوة الأعداء