أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - النرويج قدوة لبلدان البترودولار















المزيد.....

النرويج قدوة لبلدان البترودولار


حاتم بن رجيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقارنة بين النرويج ومعظم دول البترودولار تبين البون الشاسع بين بلد وظف موارد الطاقة أحسن توظيف و الباقي فشل فشلا كبيرا مثل دول الخليج وروسيا أو فشل فشلاً كليا وذريعا مثل الجزائر وفنزويلا ونيجيريا .

تُعَدّ النرويج اليوم واحدةً من أكثر دول العالم ثراءً واستقرارًا على الرغم من أنها – مثل العديد من الدول المعتمدة على عائدات النفط (دول البترودولار) – تستفيد بشكل كبير من موارد النفط والغاز. غير أن الفرق الحاسم لا يكمن في امتلاك الموارد بحد ذاته بل في الإدارة الذكية و طويلة الأمد والمنضبطة لهذه الموارد.

منذ اكتشاف كميات كبيرة من النفط في بحر الشمال في أواخر ستينيات القرن الماضي انتهجت النرويج استراتيجية واضحة: يجب ألا يكون النفط نقمة بل أداة للتنمية المستدامة. وبدلًا من تمويل إنفاق حكومي مرتفع على المدى القصير كما في منطقتنا أنشأت النرويج عام 1990 صندوقًا سياديًا للدولة يُعرَف اليوم باسم صندوق التقاعد الحكومي العالمي. وتُحوَّل إلى هذا الصندوق تقريبًا جميع الإيرادات الحكومية الناتجة عن قطاعي النفط والغاز.

وبحجم يتجاوز 1.5 تريليون دولار (حتى عام 2024) يُعَدّ هذا الصندوق أكبر صندوق سيادي في العالم. ويعادل ذلك أكثر من 270 ألف دولار لكل فرد من السكان وهو رقم فريد عالميًا.

يستثمر الصندوق أمواله بشكل متنوع في الأسهم والسندات والعقارات في أكثر من 70 دولة بهدف تقليل المخاطر ومنع حدوث فقاعات في الاقتصاد المحلي.

ويُعَدّ أحد أهم عوامل النجاح ما يُسمّى «قاعدة الإنفاق أو كبح الديون المرتبطة بعائدات النفط»، حيث يُسمح للدولة النرويجية باستخدام نحو 3٪ فقط من قيمة الصندوق سنويًا في الميزانية العامة، وهو ما يعادل العائد الحقيقي المتوقع على المدى الطويل. وبهذه الطريقة يبقى رأس المال محفوظًا ويعود بالنفع على الأجيال القادمة.

وعلى النقيض من ذلك استخدمت العديد من دول البترودولار الأخرى إيراداتها النفطية مباشرة في الدعم الحكومي للإستهلاك والخدمات والتشغيل أو المشاريع الاستعراضية لأجل تهدئة شعوبها و إسكاتها و امتصاص غضبها و اتقاء انتفاضها وتمردها .

فبينما تنفق النرويج 20% فقط من مداخيل النفط والغاز لتمويل نفقات الدولة سنويا تنفق فنزويلا و ليبيا 95% والجزائر كما نيجيريا 70% والسعودية كما الكويت والإمارات وروسيا 40 إلى 50% لتمويل خزينتها و نفقاتها !!

وفي الوقت نفسه، استثمرت النرويج باستمرار في التعليم والبنية التحتية والابتكار ونظم الحماية الاجتماعية. واليوم يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 75 ألف دولار أمريكي وهو من أعلى المعدلات في العالم.

للمقارنة يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في السعودية 27000 دولار و الكويت 36000 و في روسيا 14000 وفي الجزائر 6500 في نيجيريا 2500 وفي فنزويلا أقل من 2000 دولار!!!

كما أن معدل البطالة منخفض جدا (غالبًا أقل من 4٪) والدَّين العام محدود وتحتل البلاد بانتظام مراكز متقدمة في مؤشرات جودة الحياة والشفافية وانخفاض مستويات الفساد. أي بلد مصنع و ديمقراطي متقدم و متحضر وثري ومزدهر وسعيد وحر بامتياز.

وعلى النقيض من ذلك شهدت العديد من الدول الغنية بالموارد الطبيعية – مثل فنزويلا والجزائر و ليبيا ونيجيريا وأنغولا – ما يُعرف بـ «لعنة الموارد»، والتي تتجلى في الاعتماد المفرط على النفط وضعف المؤسسات وانتشار الفساد وغياب التنويع الاقتصادي وعدم الاستقرار الاقتصادي. ففي فنزويلا، على سبيل المثال، انكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بأكثر من 70٪ منذ عام 2013 على الرغم من امتلاك البلاد أكبر احتياطي نفطي في العالم. وأين نسبة الفقر تتعدى ال-80% ونسبة الفقر المدقع تتعدى ال-50% !! أما الجزائر فنسبة البطالة 12% وبين الشباب 30% ونسبة الفقر تتعدى ال-20%!

دول الخليج كما النرويج لا يمكن الحديث فيها عن الفقر والبطالة لأنها تكان تكون منعدمة(بين السكان المحليين بينما هي في دول الخليج بين العمال الأجانب مفزعة فالكثير من العمال يسكنون في،، ثكنات،،متراصين كسمك السردين و يعيشون على عتبة الفقر بأجر أدنى لا يتعدى ال 300 دولار، 70% من سكان الكويت مثلا هم أجانب!!)!

وتُظهِر النرويج بذلك بشكل واضح أن الثروة من الموارد الطبيعية وحدها لا تضمن الازدهار. فالعوامل الحاسمة تتمثل في قوة المؤسسات والشفافية والانضباط السياسي والتفكير طويل الأمد و إرساء الديمقراطية و المجتمع المدني الصلب و الحر .

ويبرهن النموذج النرويجي أن الثروة النفطية، إذا أُديرت بشكل صحيح، لا تؤدي إلى التبعية الاقتصادية بل يمكن أن تشكّل أساسًا لازدهار اقتصادي دائم و إلى سعادة و رفاهية المواطنين .

للأسف فإن جل بلدان البترودولار إسلامية كانت أو إفريقية ألخ وقعت في لعنة،، البترول،،أو ،،لعنة الموارد،،!! إذ بقيت اقتصاداتها ريعية بالأساس.

ينفقون عائدات النفط والغاز لدعم المحروقات والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح والسكر والقهوة واللحم إلخ وبرامج الرعاية الصحية والإجتماعية من شيخوخة و بطالة...ويشغلون جل المواطنين في المنشآت العمومية لنيل رضا الشعب و شراء سكوتهم واتقاء غضبهم وثورتهم ثلاثة أرباع السعوديين يشتغلون في القطاع الحكومي .

تقريبا كل ما يستهلك يورد من الخارج: أكل وملابس وسيارات وآلات وحتى الكفاءات والعمال . إعتماد كلي على الغير، حتى النفط ذاته تنتجه شركات أجنبية. الكثير يذهبون إلى مراكز الشغل لا للعمل بل للحضور فقط!

العواقب معلومة للجميع. عليك فقط بسآل مواطن جزائري أو ليبي أو فينيزويلي ليبين لك كارثة هذا الإعتماد الكلي على النفط: بنية تحتية كارثية من طرقات كلها حفر وخدمات غاية في الرداءة ومرافق صحية من مستشفيات وإطارات ومدارس وجامعات دون المتوسط نتيجة الفساد في الإدارة وعند الساسة والنخبة ونهب خيرات البلاد و سرقتها وتحويل الأموال إلى البنوك الأوروبية والغربية وبطالة حادة وتصحر ثقافي رهيب وغياب كامل للحريات وللآفاق ليتحول المواطنون إلى بهائم تنام وتتزاوج وتأكل فقط ! لا مشاركة ديمقراطية في صنع القرار و لا طموحات في العمل وفي الإقتصاد و الثراء... ركود وخمول وفساد وارتشاء وسرقة ومحاباة وظلم.. عفن وخندق!! كما التورط في حروب لا معنى لها غير جنون العظمة من جراء عائدات النفط الهائلة كما فعل القذافي سابقا وما تقوم به دول الخليج مثل العربية السعودية و الإمارات وقطر كما إيران.

و الويل لمن يفتح فمه ويريد أن يعبر عن سخطه وعدم رضاه!! كُلْ ونم وانكح مثل الحيوان و اغلق فمك وإلا ستغيب وراء الشمس!!

الطامة الكبرى والفاجعة متى ينضب البترول أو متى ينزل ثمنه في السوق: جوع وبطالة وإفلاس و غلاء ومجاعة وانفلات أمني وثورات واقتتال وحروب وفوضى : جَهَنَّمْ!!

ولكم فينيزويلا كأحسن مثال حاليا: نسبة غلاء وصلت سنة 2018 ال-1.700.000%(انهيار كامل للعملة)!!! وحاليا 300%. ثلث الشعب و خاصة الكفاءات من مهندسين و أطباء و مدرسين هاجروا البلاد : 8 ملايين نسمة، نسبة الفقر المدقع تعدت ال-50% الأجر الشهري لا يتعدى بعض الدولارات .

والجزائر في التسعينات: حرب أهلية مدمرة دامت عشر سنوات 250 ألف قتيل و جريح ،مجازر وفقر مدقع وانهيار للدولة!!

و الويل لمن يفتح فمه ويريد أن يعبر عن سخطه وعدم رضاه!! كُلْ ونم وانكح مثل الحيوان و اغلق فمك وإلا ستغيب وراء الشمس!!

الطامة الكبرى والفاجعة متى ينضب البترول أو متى ينزل ثمنه في السوق: جوع وبطالة وإفلاس و غلاء ومجاعة وانفلات أمني وثورات واقتتال وحروب وفوضى : جَهَنَّمْ!!

ولكم فينيزويلا كأحسن مثال حاليا: نسبة غلاء وصلت سنة 2018 ال-1.700.000%(انهيار كامل للعملة)!!! وحاليا 300%. ثلث الشعب و خاصة الكفاءات من مهندسين و أطباء و مدرسين هاجروا البلاد : 8 ملايين نسمة، نسبة الفقر المدقع تعدت ال-50% الأجر الشهري لا يتعدى بعض الدولارات .

والجزائر في التسعينات: حرب أهلية مدمرة دامت عشر سنوات 250 ألف قتيل و جريح ،مجازر وفقر مدقع وانهيار للدولة!!



#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس تغرق في مستنقع المخدرات !
- غرب ليبيا: الصوملة و انهيار الدولة
- استعمار الجزائر:التصفية العرقية الممنهجة
- معنى الوجود في رواية،، حضرة المحترم،، لنجيب محفوظ
- الأزمات الإقتصادية الكبرى : سَبَبٌ وَحَلّ
- رواية الشحاذ لنجيب محفوظ
- الإنبتات و الإغتراب في العمل بين الحقيقة والمبالغة
- هل كان نظام الملكية الإسلامي حافزا لتحقيق الأمن الغذائي و ال ...
- لن تهزمينني أبدًا ،أبدًا! قصة قصيرة
- مقارنة بين التعليم في تونس وفي ألمانيا
- السياحة الجنسية : كيف تُشوّه وسائل الإعلام الغربية العلاقات ...
- الاندماج الصامت بين شعبين،، العرب والبربر،،
- ما الحل للفلسطينيين ضد الماجعة والترويع والإبادة؟؟
- المحركات الكهربائية التي تعمل بالميثانول – تقنية المستقبل لل ...
- جمال عبد الناصر: إنجازات وإخفاقات
- كيف قوّضت قطر وتركيا ثورات الربيع العربي عبر إيصال الإسلاميي ...
- ،،التغلب على الجفاف ، إسرائيل كقدوة،،
- الدكتاتورية في المؤسسات سم زعاف
- زحف بني هلال لشمال إفريقيا: النكبة و الطامة الكبرى!!!
- كيف أثرت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي على تصويت الأمم ...


المزيد.....




- وتيرة غير مسبوقة.. إسرائيل خطّطت لبناء 28 ألف وحدة استيطانية ...
- -جاسوس- .. خبراء يكتشفون ثغرات أمنية في ساعة ذكية للأطفال
- كأس الأمم الأفريقية: ساحل العاج تفوز بصدارة المجموعة السادسة ...
- روبوتات وحصار شامل.. هكذا تستعد بكين لغزو تايوان
- مقتل عنصر أمن وإصابة آخرين في تفجير وسط حلب
- 243 مستوطنا يقتحمون الأقصى وإبعاد أسير محرر عنه
- أسامة حمدان: إسرائيل تخطط لتهجير الفلسطينيين إلى أرض الصومال ...
- فنلندا تحتجز سفينة قادمة من روسيا للاشتباه بتخريب كابل اتصال ...
- وزير الدفاع التركي: لن نسمح لقسد بفرض أمر واقع بالمنطقة
- الجيش السوداني والدعم السريع يعلنان السيطرة على مناطق بشمال ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم بن رجيبة - النرويج قدوة لبلدان البترودولار