أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تفكيك شيفرة الرسائل: أوجلان كحلقة وصل بين -الأمة الديمقراطية- ومسارات السلام الإقليمي














المزيد.....

تفكيك شيفرة الرسائل: أوجلان كحلقة وصل بين -الأمة الديمقراطية- ومسارات السلام الإقليمي


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفكيك شيفرة الرسائل: أوجلان كحلقة وصل بين "الأمة الديمقراطية" ومسارات السلام الإقليميمروان فلو - ٣٠/١٢/٢٠٢٥
مع اقتراب عام 2025 من نهايته، عادت رسائل القائد الكُردي عبد الله أوجلان إلى واجهة النقاش السياسي، لا بوصفها بيانات أيديولوجية مغلقة، بل كمحاولة واعية للتموضع داخل التحولات الجارية في الشرق الأوسط. تأتي هذه الرسائل في لحظة تشهد فيها المنطقة إعادة هندسة شاملة لمعادلات الأمن والسلام، حيث لم يعد الصراع صفرياً بقدر ما أصبح بحثاً عن صيغ استقرار طويلة الأمد.
رسائل أوجلان الأخيرة، ولا سيما رسالة رأس السنة، تعكس إدراكاً عميقاً بأن مرحلة الحروب المفتوحة تقترب من نهايتها، وأن السؤال المطروح لم يعد: من ينتصر؟ بل: كيف يُدار السلام؟
أولاً: لمن يوجّه أوجلان خطابه السياسي؟
لا يخاطب أوجلان جهة واحدة، بل ينسج خطاباً توافقياً متعدد المستويات، يمكن قراءته كمحاولة للاندماج في منطق التسويات الإقليمية لا معارضتها:


الداخل الكُردي:
يسعى أوجلان إلى تهيئة الحركة الكُردية للانتقال من منطق الصراع الوجودي إلى منطق المشاركة السياسية في مرحلة السلام. فهو يحذّر من القطيعة مع التحولات الدولية، ويؤكد أن «اللحظات الانتقالية تفرض على الشعوب أن تكون جزءاً من الحل لا هامشاً له» (١).


الدولة التركية والقوى الإقليمية:
لا يطرح أوجلان نفسه نداً للدولة، بل شريكاً محتملاً في إنتاج الاستقرار. وتُقرأ رسائله كمحاولة لتقديم ضمانة سياسية مفادها أن السلام مع الكُرد ليس تهديداً للأمن القومي، بل أحد شروطه. إذ يقول: («كلما توسّعت دائرة الحل السياسي، تراجعت الحاجة إلى الحل العسكري») (٢).


المجتمع الدولي:
يدرك أوجلان أن أي تسوية إقليمية لا تحظى بغطاء دولي ستظل هشّة، لذلك يعيد تقديم مشروعه بلغة تتقاطع مع مفاهيم الاستقرار، مكافحة التطرف، وخفض النزاعات، وهي مفاهيم تشكّل جوهر السياسات الدولية الراهنة (٣).
ثانياً: "الأمة الديمقراطية" كرافعة اجتماعية للسلام الإبراهيمي
بدلاً من تصوير مشروع "الأمة الديمقراطية" كنقيض للسلام الإبراهيمي، يمكن فهمه بوصفه المكمّل الاجتماعي له. فبينما يعالج السلام الإبراهيمي مستوى العلاقات بين الدول والجيوش، يركّز أوجلان على مستوى المجتمعات التي عاشت طويلاً في ظل التعبئة والصراع.


السلام العسكري يحتاج إلى قاعدة اجتماعية:
يُنجز السلام الإبراهيمي اختراقاً مهماً عبر تقليص احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة، لكن أوجلان ينبّه إلى أن السلام الذي لا يجد صداه داخل المجتمعات يبقى معرّضاً للانتكاس. وفي هذا السياق يقول: («الاتفاقيات تحمي الحدود، لكن المجتمعات المتصالحة تحمي السلام») (٤).


تحويل الصراع إلى إدارة سياسية:
لا يعارض أوجلان منطق الدولة أو التحالفات الإقليمية، بل يسعى إلى تقليل كلفة إدارتها الأمنية. وهنا يلتقي مع الفلسفة العملية للسلام الإبراهيمي، التي تهدف إلى تحويل موارد الصراع إلى التنمية. الفرق أن أوجلان يصرّ على إشراك الفاعلين المحليين في هذه العملية، مؤكداً أن «الاستقرار الدائم لا يُفرض من الأعلى، بل يُبنى بالتدرّج من الأسفل» (٥).
وفي الوثائق الرسمية للسلام الإبراهيمي يرد: «إن خفض التوترات الأمنية شرط أساسي لخلق بيئة تعاون إقليمي» (٦)، وهو ما ينسجم مع طرح أوجلان القائل: («حين يهدأ السلاح، يجب أن يُفتح المجال للسياسة والمجتمع معاً») (٧).
ثالثاً: من الطرح الفلسفي إلى الواقعية التوافقية
تُتَّهم أطروحات أوجلان بالمثالية، غير أن رسائله الأخيرة تكشف تحوّلاً ملحوظاً نحو خطاب أكثر توافقية. فهو لا يدعو إلى قطيعة مع النظام الإقليمي القائم، بل إلى إصلاح تدريجي لوظائفه بما يخفف من دوافع الصراع الداخلي.
نقاط الالتقاء العملية:
الأمن: السلام الإبراهيمي يخفف الحروب بين الدول، وأوجلان يسعى إلى منع عودة العنف داخلها.


الاقتصاد: الاستقرار الناتج عن الاتفاقيات الإقليمية يمكن أن يوفّر أرضية لإشراك المجتمعات في التنمية، وهو ما يراه أوجلان ضمانة إضافية للاستقرار (٨).
رابعاً: خلاصة سياسية.. نحو سلام متعدد المستويات
رسائل أوجلان في نهاية 2025 لا يمكن فصلها عن السياق الإقليمي العام. فهي ليست رفضاً لمسارات السلام القائمة، بل محاولة لإدخال البعد المجتمعي إلى معادلة السلام العسكري. وإذا كان السلام الإبراهيمي قد فتح باباً لإنهاء صراعات الدول، فإن طرح أوجلان يسعى إلى منع إعادة إنتاجها داخل المجتمعات.
إن التلاقي بين المشروعين لا يخدم طرفاً بعينه، بل يقدّم نموذجاً لسلام يحمي الأمن، ويعزّز الاستقرار، ويقلّل كلفة الصراع على الإنسان. وفي منطقة دفعت ثمناً باهظاً للحروب، قد يكون هذا المسار التوافقي هو الخيار الأكثر واقعية وإنسانية في آن واحد.
+++++++++++++++++++++&&&
المراجع:
(١) تحليلات المركز الكردي للدراسات، "آفاق الحل السياسي في رسائل إمرالي"، 2025.
(٢) تقرير مؤسسة الفكر الاستراتيجي، "تركيا والقضية الكردية: خيارات عام 2026".
(٣) دراسات العلاقات الدولية، "السلام الإقليمي وإدارة النزاعات المعقّدة".
(٤) مقتبس من رسالة عبد الله أوجلان، ديسمبر 2025.
(٥) عبد الله أوجلان، "مانيفستو الحضارة الديمقراطية".
(٦) إعلان المبادئ لاتفاقيات السلام الإبراهيمي، الوثائق الرسمية.
(٧) عبد الله أوجلان، "دفاعات أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان".
(٨) تقرير الاستراتيجيات الإقليمية، "الشرق الأوسط بين الاستقرار والتنمية", 2025.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصدّع السلطة المؤقتة في سوريا الساحل السوري بين أزمة الشرعية ...
- تركيا بين كماشة التطويق الإقليمي و تصدع الجبهة الداخلية: قرا ...
- سعيد باشا شمدين: زعامة كُردية دمشقية وصناعة النفوذ في مجتمع ...
- أفق التسوية السورية: قراءة في زيارة الجنرال مظلوم عبدي لدمشق ...
- رؤى سياسية وعسكرية حول العملية التفاوضية في سوريا: تحليل لمو ...
- صراع الإرادات بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية ال ...
- الهوية الكُردية بين صخرة الإنكار ومطرقة الواقع الإقليمي: رؤي ...
- قوات سوريا الديمقراطية بين منطق “الحلّ” ومشروع “التحوّل”: قر ...
- توازنات القوة والسيادة: قراءة تحليلية في توترات حلب ومستقبل ...
- قراءة في كتاب جهاز المناعة الأيديولوجي
- خطاب الجنرال مظلوم عبدي: تحليل متعدد المستويات في لحظة سورية ...
- المسألة الكُردية بين بنية الدولة التركية وتحولات الجغرافيا ا ...
- زلزال الجيوسياسة: الصدام الروسي التركي ومستقبل الخارطة السور ...
- عيد العلم الكوردي: راية الهوية وذاكرة المقدّس في تاريخ شعب
- كسر التابوهات الجيوسياسية: الجولان والاتفاقيات الإبراهيمية ك ...
- من الدولة القومية إلى المواطنة الشاملة: قراءة تحليلية في مشر ...
- هجوم البادية السورية: جيوبوليتيكا التصعيد وتداعياتها على الت ...
- «الدفاع الوطني المشروط»: كيف تعيد قسد صياغة دورها في سوريا؟ ...
- العزلة والشرعية: تحوّل المواقف الدولية في شمال سوريا
- قانون قيصر والمستقبل السياسي السوري: قراءة نقدية في الاشتراط ...


المزيد.....




- لماذا جعلتنا الموضة غاضبين إلى هذا الحد خلال العام 2025؟
- روسيا تُقيم حفل إعادة افتتاح باهر في موقع جريمة بشعة بدونيتس ...
- حادث سير.. سيارة -كورفيت- خارجة عن السيطرة تقتحم فناء منزل و ...
- بينهم حمد بن جاسم وناصف ساويرس..كم بلغت خسائر ومكاسب 4 من أك ...
- الأردن يشيد بحكمة قيادتي السعودية والإمارات في معالجة أوضاع ...
- إسرائيل تطالب ترامب باستبعاد أردوغان من -مجلس السلام- وترفض ...
- الديمقراطيون يتحركون ضد ترامب بسبب -تغريدات عنصرية-
- إدارة ترامب تعتزم تقييد الهجرة.. ما تأثير ذلك على مواطني الد ...
- مثلها مثل البشر.. الفئران -تلجأ- إلى القنب لتخفيف التوتر
- إدارة ترامب تسعى لتجريد ذوي أصول صومالية من الجنسية الأمريكي ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تفكيك شيفرة الرسائل: أوجلان كحلقة وصل بين -الأمة الديمقراطية- ومسارات السلام الإقليمي