سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد کل تلك الاعوام السوداء التي کان خلالها نظام الملالي يواصل وبإندفاع وحماس غير عادي، تنفيذ مشروع المقبور خميني من أجل تغيير ليس الخارطة السياسية لبلدان العالمين العربي والاسلامي فقط بل وحتى لتغيير ديموغرافيتها الاجتماعية ـ الفکرية، فإنه يقف اليوم أمام مفترق يقود الى طريقين، أولهما السقوط الذي لم يعد هناك مناصا منه، أما ثانيهما فهو تلبية المطالب الدولية والذي هو أشبه ما يکون بالاستسلام الذي يعني أيضا نهايته!
من دون شك فإنه وعندما تحقق المعارضة الرئيسية ضد النظام الکهنوتي والمتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من تحقيق إنتصارات سياسية في دخل إيران وخارجها ضد النظام ويصل بها الحال الى حد أن تتمکن من تنظيم إحتجاجات لأکثر من 5000 عامل ضد النظام في وقت يتخوف الاخير من الاصطدام بها وأن تشارك في مٶتمرات دولية في مجلس الشيوخ الاميرکي والبرلمان الاوربي ومجلس العموم البريطاني والجمعية الوطنية الفرنسية وغيرها ويشيد بها وتعتبر بمثابة البديل الديمقراطي للحکم الکهنوتي، فإن ذلك إن هذا النظام شاء أم أبى قد وصل الى آخر الخط، وعليه أن يواجه مصيره المحتوم.
منذ بداية تأسيسه، لم يبادر نظام الملالي الى تبني سياسة وطنية تأخذ مصالح الشعب الايراني فوق کل إعتبار آخر، وإنما مضى بإندفاع کمن مسه الجنون في طريق محفوف بالمخاطر من أجل فرض نهجه الکهنوتي ليس على الشعب الايراني فقط بل وحتى على شعوب العالمين العربي والاسلامي، وإن الحروب والازمات الطاحنة التي واجهتها شعوب وبلدان المنطقة وإنعکست أيضا سلبا على الشعب الايراني، لا يمکن غفرانها لهذا النظام کما إنها ومن جراء المليارات التي صرفها عبثا على إثارة الحروب والازمات والتي کانت على حساب ليس مائدة الشعب الايراني فقط بل وحتى على حساب مستقبل أجياله القادمة.
الاوضاع المتأزمة الحالية التي تمر بها إيران ويعاني النظام من جرائها الامرين وتضعه أمام خيارات أحلاها مر، وأدت لتأليب المجتمع الدولي ضده وقبل ذلك الى أن يضيق ذرعا به الشعب الايراني ويخوض مواجهة ضده من أجل إسقاطه، کل هذا لم يأت عبثا ومن دون طائل بل إنه کان نتيجة حتمية لسياسات حمقاء ومجنونة إتبعها هذا النظام وأصر عليها بل وحتى إنه قد قام بوضع کافة إمکانيات البلاد وثروات الشعب الايراني في خدمتها وکان هذا رهانا أحمقا لا يختلف بشئ عن رهان طغاة مثل نيرون وهتلر ومن على شاکلتهم، وإن من زرع الريح لا يحصد سوى العاصفة!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟