أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - أرض الصومال ،،،














المزيد.....

أرض الصومال ،،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الاعتراف الإسرائيلي بما يُسمّى (جمهورية أرض الصومال ) مجرّد خطوة دبلوماسية خارجة عن الإجماع الدولي، بل انه تطورًا نوعيًا في مسارٍ طويل لإعادة توظيف الجغرافيا الهشّة،لتدخل في مشاريع كبرى تتجاوز حدود الإقليم ذاته. فالاعتراف هنا لا يُقرأ بوصفه شهادة ميلاد لدولة مارقة ، بل كأداة سياسية تفتح المجال أمام سيناريوهات أخطر وأعمق ، في مقدمتها إعادة طرح فكرة «الحلول الجغرافية » أو الوطن البديل للقضية الفلسطينية.

وهذا الاحتمال، الذي يُقابَل عادة بالإنكار أو السخرية، ليس طارئًا على الفكر السياسي الإسرائيلي. فمنذ نشأة الحركة الصهيونية، لم يكن التهجير استثناءًا، بل قاعدة مؤجلة، جرى البحث لها عن خرائط بديلة كلما تعثّر الحسم داخل فلسطين، من أوغندا إلى سيناء، ومن مشاريع التوطين الإقليمي إلى خطط “غزة خارج غزة” التي عادت للواجهة بعد حرب الإبادة الأخيرة.
الجديد اليوم ليس الفكرة، بل الجغرافيا المرشحة لتنفيذها،

وجمهوريةأرض الصومال الإفتراضية تقع على واحد من أخطر مفاصل العالم وهو خليج عدن وباب المندب، عند مدخل البحر الأحمر، وهي منطقة ساخنة قريبة من الصراع المباشر فى الشرق الأوسط ، لكن تلك الدويلة الانفصالية ذات مكانة هشة ، وضعيفة السيادة القانونية، كما تعاني من عزلة إقليمية مزمنة، وتبحث بأي ثمن عن اعتراف يخرجها من حالة “اللا دولة بحكم الواقع”.
لكن هذا المزيج تحديدًا هو ما يجعلها، نظريًا، بيئة مثالية لأي مشروع توطين قسري طويل الأمد، إذا ما توافرت له الرعاية الدولية والتمويل والغطاء الأمني، وهو أمر ميسور ان عدنا الى تصريحات ترامب القديمة حول غزة ، والتى كان يعلنها ليل نهار،

كما أن الاعتراف الإسرائيلي لا يمنح الإقليم شرعية دولية بقدر ما يمنحه وظيفة أمنية، استخباراتية، وربما ديموغرافية لاحقًا،
فالدولة التي تمارس الإبادة في غزة، وتدفع سكانها دفعًا نحو الحدود، لا يمكن فصل تحركاتها الجيوسياسية عن سؤال: إلى أين؟
وأي تحليل يتجاهل هذا السؤال، بدعوى “غياب الأدلة”، إنما يتغافل عن منطق القوة الذي يحكم السلوك الإسرائيلي منذ عقود، والمدعوم أمريكيا ،
لكن الأمر لا يتعلّق بقرار فوري لتهجير الفلسطينيين إلى القرن الإفريقي، بل بإعداد المسرح الجغرافي والسياسي لخيارات مستقبلية.

فالاعتراف بأرض الصومال، بالتوازي مع محاولات تفكيك السودان، وتقسيم اليمن، ومنح إثيوبيا منفذًا بحريًا، ليس إلا إعادة ترتيب لبيئة إقليمية تسمح بإدارة صدمات كبرى، ديموغرافية وأمنية، خارج حدود فلسطين التاريخية.
في هذا السياق، يصبح البحر الأحمر أكثر من ممر ملاحي؛ يتحوّل إلى فضاء لإعادة هندسة المنطقة، والسيطرة غير المباشرة على باب المندب تعني امتلاك القدرة على خنق قناة السويس، والضغط على مصر اقتصاديًا، وابتزاز السعودية أمنيًا، ومحاصرة الدور التركي في القرن الإفريقي. وهي شروط ضرورية لتمرير مشاريع كبرى، لا يمكن فرضها في ظل توازنات مستقرة.
لكن اللافت أيضا أن الاعتراف الإسرائيلي جاء بعد فشل المسار الإثيوبي في الحصول على منفذ بحري عبر أرض الصومال ، وبعد إحباطه بتدخل مصري–تركي. وكأن الانتقال إلى المسار الإسرائيلي كان خيارًا احتياطيًا أكثر خطورة، يقوم على كسر التابو القانوني، وخلق سابقة اعتراف، ولو من طرف واحد، تمهيدًا لتوسيع الدائرة لاحقًا عبر ضغوط سياسية وإعلامية غربية.

أما ردود الفعل العربية، رغم رفضها المعلن، فما زالت دون مستوى التهديد. فالمسألة لم تعد مسألة وحدة الصومال فحسب، بل مسألة مستقبل الإقليم كله. إذ إن تحويل الكيانات الهشّة إلى منصّات وظيفية، سواء للقواعد أو للتوطين أو للضغط الجيوسياسي، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع، تُدار فيها القضايا الكبرى بعيدًا عن الخرائط الرسمية.
والسؤال الحقيقي الذي يفرضه الاعتراف الإسرائيلي ليس: هل ستصبح أرض الصومال دولة معترفًا بها؟
بل ما الدور الوظيفى الذي أُعِدّت له ؟
وهل نحن أمام جغرافيا جديدة يجري تجهيزها لتكون مخزن لأزمات الآخرين ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ؟ أم أن هناك صداما دوليا واقليميا أشد خطورة مما وقع فى غزة يلوح فى الأفق !؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدم الحجر،،،
- تعديل القرآن ، وتعديل الانجيل
- أزمات سورية ،،
- الشعر والهدم،،،
- تركيا والمخدرات ،،،
- العلاقة بين -برياه فيهر - والمسجد الأقصى !!
- عندما يكون الهدف نبيلا !!
- صفقة الغاز المصرية الإسرائيلية
- حينما تصبح كرة القدم ، مرآة للسياسة
- وهم الحصانة،،،
- حين تصبح كرة القدم مرآة للسياسة ،،
- حملات دعائية !!
- سيكتب عنها اللاحقون !؟
- البعد الإنسانى لحبس الفتيات ،،
- وداد مترى أنطون ، إمرأة من مصر،،
- فاطمة نعمت راشد، والحزب النسائى المصرى
- الأم المصرية ، وولدها
- إبراهيم يسرى ، القابض على جمر الوطن
- أزمة الإسطورة محمد صلاح وقميص عثمان !!
- أبطال نسيهم التاريخ


المزيد.....




- وسط عالم رقمي.. كيف نجا سوق كتب عمره 475 عامًا في قلب باريس؟ ...
- من -ركود العلاقات- إلى -ركود الإعجاب-، ما الذي ننتظره في عام ...
- حرب الاثني عشر يوما: كيف اشتعلت المواجهة بين إيران وإسرائيل؟ ...
- محطة زاباروجيا تجبر أوكرانيا وروسيا على هدنة مؤقتة في محيطها ...
- ماذا يعني اعتراف إسرائيل بأرض الصومال بالنسبة لمقديشو؟
- قراصنة يخترقون هاتف -كاتم أسرار- نتنياهو ويعدون بنشرها قريبا ...
- الجزيرة تحلل ومضات آيفون الغامضة: هل فعلا يتم تصوير المستخدم ...
- صحف عالمية: لم يبق لسكان غزة أماكن يحتمون فيها
- تعرف على أبرز الأحداث التي شهدها لبنان خلال عام 2025
- كشف حساب لانتهاكات إسرائيل خلال 80 يوما من اتفاق غزة


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - أرض الصومال ،،،