أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - اتفاق 10 آذار: بين وحدة النص ومحاولات التفريغ السياسي














المزيد.....

اتفاق 10 آذار: بين وحدة النص ومحاولات التفريغ السياسي


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ أيّ اتفاقية تُبرم بين أطرافٍ متصارعة لا يمكن التعامل معها بوصفها حزمةً انتقائية قابلة للأخذ والترك، بل تُعدّ وحدةً متكاملة ومتماسكة في بنودها وأهدافها. ومن هذا المنطلق، فإنّ اتفاق 10 آذار، ببنوده الثمانية، يستوجب دراسةً دقيقة بندًا بندًا، وتنفيذًا كاملًا دون إقصاء أو اجتزاء أو انتقاص، إذ إنّ تجزئة الاتفاقيات تُفقدها طابعها القانوني، وتُفرغها من مضمونها السياسي، وتُسقط عنها صفة الالتزام السيادي.
إنّ التعامل الانتقائي مع هذا الاتفاق، وفق أهواء ومصالح ضيّقة، لا يعكس إرادة وطنية خالصة، بقدر ما يُظهر خضوعًا لإملاءات وأجندات إقليمية، بعيدة عن المصلحة السورية العليا. فالتغاضي عن سبعة بنود أساسية، والتمسّك ببندٍ واحد فقط، يتمثّل في دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن ما يُسمّى بجيش الجولاني، وبصيغة فردية، يُعدّ سلوكًا مرفوضًا سياسيًا وقانونيًا، ولا يمكن تبريره بأي ذريعة وطنية.
إنّ هذا التوجّه لا يخدم تطلعات الشعب السوري بكل مكوّناته، بل يصبّ في خانة إرضاء الأطماع التركية، ويكرّس عقلية إقصائية ذات طابع تكفيري متشدّد، تُشكّل خطرًا حقيقيًا على مستقبل سوريا ووحدتها الوطنية. كما أنّه يُمثّل تنصّلًا واضحًا من تنفيذ الاتفاق، والتفافًا عليه تحت ضغطٍ مباشر من أنقرة، الأمر الذي يحوّل الاتفاق إلى مجرّد أداة للمناورة السياسية وكسب الوقت.
وبهذه السياسة، يجري تفريغ اتفاق 10 آذار من مضمونه، وتحويله إلى ورقةٍ دعائية تهدف إلى استمالة تأييد إقليمي ومحلي محدود، وفي مقدّمته تركيا، إلى جانب شريحة سنّية سورية متشدّدة، على حساب بقية المكوّنات الوطنية.
الأخطر من ذلك، أنّ هذا التنصّل من الاتفاق يتزامن مع مؤشرات تقاربٍ محتمل نحو توقيع اتفاق أمني مع إسرائيل، قد يكون ثمنه التخلّي عن الجولان السوري المحتل، مقابل وقف الدعم الإسرائيلي لإخواننا الدروز في جبل باشان، وهو سيناريو يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مسار القرار السيادي ومستقبل القضية الوطنية السورية.
نص اتفاق 10 آذار 2025
فيما يلي البنود الثمانية الأساسية التي جرى الاتفاق عليها خلال اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بتاريخ 10 آذار 2025:
ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية وفي مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة، بغضّ النظر عن الدين أو العِرق.
اعتبار المجتمع الكردي جزءًا أصيلًا من الدولة السورية، والتأكيد على حقوقه في المواطنة الكاملة والحقوق الدستورية.
وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية.
دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
ضمان عودة جميع المهجّرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم، مع تحمّل الدولة مسؤولية حمايتهم.
دعم الدولة السورية في مواجهة التهديدات الأمنية، وتعزيز الوحدة الوطنية.
رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية، وكل محاولات بثّ الفتنة بين مكوّنات المجتمع السوري.
تكليف لجان تنفيذية بالشروع في تطبيق الاتفاق، والعمل على استكمال تنفيذه قبل نهاية عام 2025.
خلاصة
إنّ أيّ مسار سياسي لا يحترم وحدة الاتفاقيات الموقّعة، ولا يلتزم بتنفيذها كاملًا، يُعدّ مسارًا فاقدًا للمصداقية، ويؤسس لأزماتٍ أعمق بدل حلّها. فالاتفاقات لا تُنفّذ وفق ميزان المصالح الآنية، بل وفق مبدأ الشراكة الوطنية والالتزام السيادي، وإلا تحوّلت إلى أدواتٍ مؤقتة لخدمة مشاريع خارجية على حساب مستقبل سوريا.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحطم الطائرة الليبية في أنقرة: قراءة سياسية في التوقيت والسي ...
- الدولة الكردية: ضرورة الاستقرار في الشرق الأوسط
- تشويه الهوية الكردية بين الخطاب القومي والإسلام السياسي
- رئاسة بلا سيادة: حين يُدار المشهد السوري بمنطق المخفر
- قسد بين اندماجٍ قسري ودعمٍ أمريكي ودولي… مستقبلٌ غامض وصراعٌ ...
- انتصاراتُ الكُردِ في ميدانِ المعركةِ تُمحى على طاولةِ المفاو ...
- بين حقّ الاحتفال وذاكرة الجراح: قراءة في الموقف الكردي
- سوريا بين الخطاب المعلن والواقع الميداني
- ارتباك في الخطاب السياسي… ومصير سوريا رهينة التناقضات
- السلام المؤجَّل وحقوق الكرد… بين الوعود السياسية وواقع الإنك ...
- الاتجاه المعاكس… حين يتحول الإعلام إلى منصّة للفتنة-
- بهجلي وقلق أنقرة المتجدد من تقارب كوردي كوردي
- الكورد تاجٌ على رؤوس من أراد إهانتهم
- التسوية أم الاستسلام؟ القضية الكردية بين المساومات السياسية ...
- بين خطاب التهدئة وواقع الإقصاء… قراءة في رسالة الشرع إلى أبن ...
- رسالة إمرالي… بين الواقع السياسي وكرامة التضحيات
- سوريا بين التفكّك والإنقاذ… لا حلّ دون 2254
- حين تتحول الثورة إلى نقيض شعاراتها… قراءة نقدية في التجربة ا ...
- بيان لجنة إيمرالي… ومفارقات اتفاق 10 آذار في سوريا
- تصريح محمد إسماعيل رئيس المجلس الوطني الكوردي… تساؤلات مفتوح ...


المزيد.....




- انفجار حوض حراري في منتزه يلوستون الوطني يفاجئ السيّاح وكامي ...
- هجمات روسية كثيفة عشية اجتماع مرتقب بين زيلينسكي وترامب
- تايلاند وكمبوديا تتفقان على وقف -فوري- لإطلاق النار
- كيف تجعل الكلاب أصحابها أكثر تعاطفا وانفتاحا على الآخرين؟
- قيادي في حماس: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في اختراق الحركة
- -سنوات من نشاط الموساد في القرن الإفريقي-: ماذا وراء إعلان إ ...
- -سنرد بشكل مباشر-.. الرياض تحذر المجلس الانتقالي الجنوبي في ...
- تعثر خطة ترامب لقطاع غزة .. قراءة في السيناريوهات المحتملة
- حفل تأبين المناضل سيون أسيدون
- تململ جديد في قطاع الصحة: كيف نتفادى مصير النضالات السابقة؟ ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - اتفاق 10 آذار: بين وحدة النص ومحاولات التفريغ السياسي