أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - استراتيجية -المحو-: هل تنجح مقصلة السلاح والخطاب في صياغة -الشرق الصامت-؟














المزيد.....

استراتيجية -المحو-: هل تنجح مقصلة السلاح والخطاب في صياغة -الشرق الصامت-؟


خورشيد الحسين
كاتب وباحث سياسي

(Khorshied Nahi Alhussien)


الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر المنطقة اليوم بواحدة من أخطر مراحلها التاريخية، حيث لم يعد الصراع مجرد مواجهة عسكرية على حدود جغرافية، بل تحول إالذي يحمل عنواناً مضمراً خلف سطوره الدبلوماسية: "لا سلاح مقاوم.. ولا كلام مقاوم".
​الثقل الأمريكي: المحرك والمهندس
​لا يمكن فهم المشهد الحالي بعيداً عن "الثقل الأمريكي" الذي يقود العملية السياسية بكل جبروته. واشنطن اليوم ليست وسيطاً، بل هي المدير التنفيذي لمشروع "إعادة الترويض". وتحت هذا الجناح الأمريكي الحامي، تتحرك إسرائيل لتنفيذ أحلامها التاريخية بدموية غير مسبوقة، واثقة بأنها "فوق المحاسبة". لقد تحولت الفيتوهات الأمريكية الـ 45 في مجلس الأمن إلى دروع قانونية تمنح الاحتلال الضوء الأخضر لتحويل الأرض إلى مقبرة، والسيادة إلى وهم.
​مجلس السلام: وجوه "مختلة" لمهمة قذرة
​في قلب غزة، يبرز ما يسمى "مجلس السلام" كأداة سياسية بوجوه متعددة الجنسيات. هذا المجلس، الذي يضم 12 شخصية قيادية (بينهم رؤساء عرب ودوليون)، يمثل ذروة "الوقاحة السياسية". هؤلاء ينفذون الأوامر الأمريكية بحذافيرها، متجاهلين فداحة المجاعة التي تفتك بـ 1.6 مليون إنسان، و70 ألف شهيد سقطوا في سبيل قضية يحاول هذا المجلس "محوها" عن الخريطة.
​المهمة الموكلة لهذه الوجوه "المختلة الملامح" هي إدارة احتلال إسرائيلي "مقنّع". هم الواجهة التي تشرعن الدمار تحت مسمى "الإعمار"، وهم الأداة التي تحول غزة إلى محمية دولية منزوعة الإرادة، يضمنون فيها "نقاء" المنطقة من أي صوت يطالب بالحق، مقابل وعود مالية (50 مليار دولار) لن تصل إلا لمن يقبل ببيع البندقية والكلمة.
​تكامل الجبهات: من نفق غزة إلى جبال لبنان
​التكامل بين غزة ولبنان في هذه الخطة ليس محض صدفة. فالمخطط يرى في "وحدة الساحات" خطراً يجب تفتيته عبر "وحدة التصفيات".
​في غزة: احتلال مباشر يديره رعايا دوليون.
​في لبنان: ضغوط أمنية وعسكرية لانتزاع سلاح حزب الله قبل انتهاء المهل السياسية، وتحويل الجيش اللبناني إلى أداة لمراقبة المقاومة لا حماية الحدود من الاحتلال.
​هذا الترابط يهدف إلى عزل المقاومة في غزة عن ظهيرها في لبنان، مما يسهل الاستفراد بكل جبهة على حدة، وصولاً إلى واقع أمني تسيطر فيه قوى أممية بقيادة أمريكية (5-10 آلاف جندي) على المعابر والحدود، محولةً المقاومين إلى "مطاردين" في أوطانهم.
​السريالية السياسية: الجلاد في ثوب المُنقذ
​إنها "الكوميديا السوداء" أو السريالية في أبشع صورها؛ حيث يُطلب من الفلسطيني واللبناني أن يسلما أوراق قوتهما الوحيدة لجهات تشرعن دمار بيوتهما. ضغوط أمريكية محدودة تُمارس على إسرائيل كـ "أم تؤدب طفلها"، بينما تُمارس أقصى أنواع التنكيل والتهجير والاغتيالات ضد الشعوب. إنها محاولة لغسل يد الاحتلال من جرائمه عبر "رعايا ترامب" الذين يقدمون المساعدات بيد، ويوقعون على قرارات نزع السلاح والمحو باليد الأخرى.
​الخاتمة: ما بعد السلاح.. معركة الوعي
​إن الهدف النهائي من هذا المشروع المتكامل هو الوصول إلى حالة من "الصمت المطبق". فالمطلوب ليس فقط نزع السلاح، بل نزع "كلام المقاومة" من القواميس السياسية. إن "السلام المصطنع" الذي يبشر به مجلس ترامب هو سلام العبيد، سلام القبور الذي لا يضمن كرامة ولا يعيد حقاً.
​إن الرد على هذا الزحف الدبلوماسي-العسكري لا يكون إلا برفض "الوجوه المستعارة" التي تدير الاحتلال، والتمسك بالرابط العضوي بين غزة ولبنان كجبهة واحدة في وجه مشروع المحو. فالمعركة اليوم هي معركة الوجود الأخير: إما مقاومة تفرض شروطها، أو "سلام" يمحو فلسطين ولبنان عن الخريطة السياسية للأبد.



#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)       Khorshied_Nahi_Alhussien#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بنية الوهم السياسي: قضية (حسيان وعريمط) كنموذج لتعرية النخب ...
- هندسة العجز: الخداع الاستراتيجي كعقيدة حكم أميركية*
- فلسطين تحت الضبط: من الميكانيزم اللبناني إلى حصار غزة وحكم ا ...
- من قرار الهدنة إلى وصاية القرن: كيف تُعاد هندسة الشرق الأوسط ...
- النظام السلطوي العربي: استراتيجيات الصمود وتفكك المجتمع
- من نار كمب ديفيد...الى جحيم ابراهام
- الصّاروخ المُوجَّه و«شحّاطة» عمّتي: أن تُضرب وتُطالَب بالاعت ...
- المقاومة بعد وهم السلام: قراءة جديدة في الصراع الفلسطيني الإ ...
- المقاومة اخر الحصون امام (الشرق الصهيوني الجديد)
- المخاطر التي تحيق بالهوية الفلسطينية: بين طمس الوعي وإعادة ت ...
- الهيمنة الأميركية وصكوك الاستسلام الجديدة: من أمن إسرائيل إل ...
- 3. -المنعطف الإقليمي: حزب الله يمدّ يده للرياض… مناورة أم اس ...
- ضربة قطر،أيقظت العرب أم كشفت عجزهم؟
- حسن مراد: الحاضر على الأرض والمتمسك بالهوية العربية
- من صدمة 7 اكتوبر الى ادارة الكارثة: مسار الموقف العربي
- خطاب بري… بين تثبيت السلاح وتوسيع دائرة الأزمة
- اتركوا التيس الصهيوني وامسكوا حمدان
- غزة المقبلة على مذبحة: قرار الاحتلال أُخذ... والمذبحة تُعدّ
- لبنان والسلاح بين الاستقلال والسيادة المُقنّنة: هل بدأ فصل ا ...
- في مواجهة العاصفة: وحدة الموقف هي سلاحنا الأخير


المزيد.....




- سوريا تُعلن رسمياً إطلاق عملة جديدة في يناير 2026 لمعالجة ان ...
- الصوماليون يدلون بأصواتهم بمقديشو في أول انتخابات محلية منذ ...
- عون يؤكد أن -شبح الحرب تم إبعاده عن لبنان-: تفاؤل واقعي أم ...
- هل يشكّل تنظيم داعش تهديدا وجوديا للسلطات السورية الجديدة؟
- الرئيس التركي يعد قائد الجيش السوداني بـ-تعزيز- التعاون بين ...
- هل حظرت الجزائر كعكة عيد الميلاد؟
- خطة حصر السلاح تدخل اختبارها الأخير.. وبيروت تحبس أنفاسها
- مقرر أممي: تهديدات إسرائيل بالاستيطان في غزة انتهاك للقانون ...
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: قتلنا شخصين اقتربا من الخط الأصفر ف ...
- -شبكات- تتناول خطة تسلح إسرائيلية ضخمة وتجريم الاستعمار الفر ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خورشيد الحسين - استراتيجية -المحو-: هل تنجح مقصلة السلاح والخطاب في صياغة -الشرق الصامت-؟